إسرائيل في حالة حرب - اليوم 476

بحث

اجتماع بين مسؤولين إسرائيليين وأردنيين وسط المخاوف من صعود المتمردين في سوريا – تقارير

بحسب التقارير فإن عمّان تعمل كوسيط بين إسرائيل وهيئة تحرير الشام بينما يسعى البلدان إلى إعطاء حلول للتهديدات الناشئة من الشمال؛ تمت أيضا مناقشة المحاولات الإيرانية لتهريب أسلحة عبر الأردن

جنود إسرائيليون يغلقون بوابة السياج الأمني ​​بالقرب من ما يسمى بخط ألفا الذي يفصل هضبة الجولان عن سوريا، في بلدة مجدل شمس، الخميس، 12 ديسمبر، 2024. (AP/Matias Delacroix)
جنود إسرائيليون يغلقون بوابة السياج الأمني ​​بالقرب من ما يسمى بخط ألفا الذي يفصل هضبة الجولان عن سوريا، في بلدة مجدل شمس، الخميس، 12 ديسمبر، 2024. (AP/Matias Delacroix)

أفادت تقارير أن مسؤولين إسرائيليين عقدوا محادثات سرية مع كبار القادة العسكريين الأردنيين في أواخر الأسبوع الماضي حول التداعيات التي نشأت عن الإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد من السلطة، في الوقت الذي سعت فيه القوى الإقليمية إلى معالجة المخاوف بشأن تفاقم حالة عدم الاستقرار في أعقاب الانهيار السريع لنظام الأسد.

وتمحورت اللقاءات التي عُقدت في الأردن يوم الجمعة إلى حد كبير حول التهديدات المحتملة التي تشكلها القوة الجهادية التي أطاحت بالأسد واستولت على سوريا، وكذلك مواجهة المحاولات الإيرانية لتهريب أسلحة عبر البر لجماعات فلسطينية، بحسب عدة تقارير في وسائل الإعلام العبرية يوم السبت.

ومثل إسرائيل في المحادثات، بحسب التقارير، رئيس جهاز الأمن العام (الشاباك) رونين بار، والميجر جنرال شلومي بيندر، قائد شعبة الاستخبارات في الجيش الإسرائيلي. والتقى الرجلان بأحمد حسنى، رئيس إدارة المخابرات العامة الأردنية، وكبار القادة العسكريين الأردنيين، بحسب موقع “واللا” الإخباري.

ولم يرد تأكيد لعقد اللقاءات من مصادر رسمية في القدس أو عمّان.

وقد سارعت الدول الغربية وحلفاؤها في المنطقة إلى التكيف منذ أن قام المتمردون بقيادة الجماعة الجهادية “هيئة تحرير الشام” بإزاحة الأسد عن السلطة وإجباره على اللجوء إلى روسيا قبل أسبوع.

بحسب التقرير في موقع واللا، نقلا عن عدد من المسؤولين الإسرائيليين، ناقش كل من المسؤولين الإسرائيليين والأردنيين اتصالاتهم مع الجماعات المتمردة التي تحاول بناء حكومة سورية جديدة. وقال التقرير إن عمّان تعمل كقناة رئيسية لإسرائيل للتواصل مع المتمردين، بما في ذلك هيئة تحرير الشام، وهي فرع سابق لتنظيم القاعدة.

رونين بار، رئيس جهاز الأمن الداخلي (الشاباك)، يحضر مراسم يوم ذكرى المحرقة في “ياد فاشيم” في القدس، 5 مايو، 2024. (Chain Goldberg/Flash90)

وتعمل هيئة تحرير الشام على إرساء الأمن وبدأ عملية انتقال سياسية بعد أن استولت على دمشق في 7 ديسمبر، وحاولت طمأنة الجمهور الذي فاجأه سقوط الأسد وشعر بالقلق من وجود الجهاديين المتطرفين بين المتمردين. ويقول زعماء المتمردين إن الجماعة قد تخلت عن ماضيها المتطرف، لكن المسؤولين الأميركيين يقولون إنهم ما زالوا متشككين.

يوم السبت، التقى وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن مع نظرائه من ثماني دول عربية وتركيا في مدينة العقبة الأردنية لمناقشة الشأن السوري والموافقة على مجموعة من المبادئ التي تهدف إلى توجيه انتقال البلاد إلى حكومة سلمية وغير طائفية وشاملة.

وأكد بلينكن يوم السبت أن الولايات المتحدة على اتصال مع هيئة تحرير الشام، لكنه رفض تقديم تفاصيل الاتصالات المباشرة مع الجماعة. وقال إنه من المهم بالنسبة للولايات المتحدة أن تنقل رسائل إلى الجماعة حول سلوكها وحول كيف تنوي الحكم في الفترة الانتقالية.

وزير الخارجية التركي هاكان فيدان (على اليسار) يتحدث مع وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن خلال اجتماع مع وزراء خارجية مجموعة الاتصال العربية بشأن سوريا في مدينة العقبة الساحلية على البحر الأحمر جنوب الأردن، 14 ديسمبر، 2024. (Andrew Caballero-Reynolds/Pool via AP)

ويُنظر إلى الأردن على نطاق واسع على أنه حليف عسكري لإسرائيل والولايات المتحدة، اللتين تدعمان استمرار حكم الملكية الهاشمية في البلاد كقوة استقرار رئيسية في المنطقة.

كما أن موقع البلاد على طول الحدود الشرقية الطويلة لإسرائيل، ووقوعها بين العراق وسوريا والخليج، يجعلها حصنا ضروريا ضد محاولات تهريب الأسلحة الإيرانية إلى الفلسطينيين في الضفة الغربية أو أي مكان آخر. بحسب موقع واللا، تمت مناقشة التهديد المتزايد المتمثل في تهريب الأسلحة من إيران عبر الأردن إلى الفصائل الفلسطينية في الضفة الغربية خلال محادثات يوم الجمعة.

جنود أردنيون يقومون بدورية بالقرب من الحدود الشرقية الأردنية السورية، في الوشاش، محافظة المفرق، الأردن، 17 فبراير، 2022. (AP/Raad Adayleh)

وتحدث المسؤولون الإسرائيليون بقلق متزايد في السنوات الأخيرة بشأن ما يقولون إنها ظاهرة متنامية تتمثل في قيام طهران بإدخال أسلحة إلى الضفة الغربية أو إسرائيل لاستخدامها في هجمات أو أنشطة إجرامية. ومن الممكن أن يتزايد استخدام هذا الشريان مع خسارة سوريا كقناة حيوية لشحنات أسلحة الجمهورية الإسلامية.

وقد أقر زعيم حزب الله، أقوى وكيل لإيران، يوم السبت بأن الجماعة اللبنانية فقدت طريق إمداد الأسلحة عبر سوريا بعد الإطاحة بنظام الأسد.

وفي حين أن نجاح المتمردين يتوافق بشكل وثيق مع أهداف إسرائيل الخاصة المتمثلة في السعي إلى إضعاف إيران ووكلائها على حدود إسرائيل، فقد أعرب البعض عن قلقهم من أن عدم الاستقرار يمكن أن ينتشر إلى ما هو أبعد من سوريا إلى بلدان أخرى حيث يوجد غضب شعبي ضد القادة غير الديمقراطيين.

وذكرت تقارير أن بعض المسؤولين يخشون من احتمال أن يقوم المتطرفون المعارضون للملك الأردني عبد الله باستغلال مكاسب المتمردين لبدء التمرد الخاص بهم وتقويض الأمن في كل من عمّان والقدس.

مقاتلون سوريون يسيرون لحضور مظاهرة احتفالية بعد صلاة الجمعة الأولى منذ الإطاحة ببشار الأسد، في الساحة المركزية في دمشق، سوريا، الجمعة، 13 ديسمبر، 2024. (AP/Leo Correa)

نقلا عن مصادر إسرائيلية رفيعة، ذكرت هيئة البث الإسرائيلية “كان” إن النقاشات بشأن إمكانية الإطاحة بالمملكة الهاشمية عقدت أيضا في المجلس الوزاري الأمني المصغر ​​​​رفيع المستوى، من بين منتديات أخرى. ووفقا لصحيفة “يسرائيل هيوم”، يشعر المسؤولون الإسرائيليون بالقلق من أن فقدان الاستقرار في الأردن قد يفتح المنطقة أمام المزيد من محاولات التهريب الإيرانية.

كما يخشى المسؤولون الإسرائيليون من حدوث تأثير مماثل في الضفة الغربية، حيث يسعى المتطرفون الفلسطينيون إلى تقليد انجازات المتمردين من خلال تنفيذ هجمات، حسبما ذكرت الصحيفة.

ووفقا ليسرائيل هيوم، قرر الجيش تعزيز الأمن حول مستوطنات الضفة الغربية بسبب هذه المخاوف.

سوريون يرددون الشعارات ويلوحون بالعلم السوري الجديد أثناء تجمعهم لأداء صلاة الجمعة في المسجد الأموي في دمشق، سوريا، الجمعة، 13 ديسمبر 2024. (AP Photo/Leo Correa)

وشهدت الأيام الأخيرة قتالا بين حركة الجهاد الإسلامي الفلسطينية المدعومة من إيران والسلطة الفلسطينية في جنين، وهي مدينة في شمال الضفة الغربية أصبحت معقلا للفصائل الفلسطينية، التي يتحالف العديد منها مع حماس.

واندلع القتال بعد قيام السلطة الفلسطينية باعتقال عدد من كبار المشتبه فيهم من الجماعة في وقت سابق من هذا الشهر.

ساهمت وكالات في هذا التقرير.

اقرأ المزيد عن