اتهام مستوطنَين بالإرهاب والاعتداء بدوافع عنصرية على نساء عربيات
أربع نساء عربيات من جنوب البلاد وطفلة تبلغ من العمر عامين تعرضن لاعتداءات شديدة بعد دخولهن عن طريق الخطأ إلى بؤرة استيطانية غير قانونية في الضفة الغربية، مما أدى إلى إصابتهن بكسور وصدمة نفسية
وجهت يوم الثلاثاء لائحة اتهام إلى مستوطنين اثنين من بؤرة غفعات رونين الاستيطانية غير القانونية في الضفة الغربية بتهمة الإرهاب والتسبب في إيذاء جسدي وجرائم أخرى ذات دوافع عنصرية، وذلك على خلفية حادثة اعتديا فيها على أربع نساء عربيات وطفلة تبلغ من العمر سنتين دخلن إلى المستوطنة عن طريق الخطأ في شهر أغسطس الماضي.
وتوضح لائحة الاتهام التي قُدمت إلى المحكمة المركزية في مدينة اللد كيف قامت مجموعة مكونة من حوالي 20 متطرفا في البؤرة الاستيطانية سيئة السمعة في الضفة الغربية برشق سيارة النساء بالحجارة؛ ورشهن بالغاز المسيل للدموع؛ وإشعال النار في سيارتهن؛ والتهديد بقتلهن؛ والتسبب لهن في إصابات جسدية بالغة وصدمات نفسية.
وفي نهاية المطاف، أنقذت وحدة من الجيش لإسرائيلي اثنتين من النساء بعد أن وصلت إلى مكان الهجوم، بينما تمكنت اثنتان أخريان، مع الطفلة، من الفرار، قبل أن تعثر عليهما وحدة منفصلة.
وقد أثار الحادث إدانات شديدة، حيث تحدث رئيس الدولة يتسحاق هرتسوغ بقوة ضد الهجوم بعد وقت قصير من وقوعه.
أحد المتهمين هو دافيد حصادي، وهو مستوطن متطرف معروف فرضت عليه الولايات المتحدة عقوبات في شهر فبراير.
بدأت الحادثة في التاسع من أغسطس، عندما دخلت لميس الجعار، وهي من سكان بلدة رهط البدوية في جنوب البلاد، بطريق الخطأ بسيارتها مستوطنة غفعات رونين في شمال الضفة الغربية، مع ابنتها البالغة من العمر سنتين وثلاث نساء أخريات من أقاربها.
بحسب لائحة الاتهام، أبلغ أحد سكان مستوطنة هار براخا المجاورة، الذي كان يغادر غفعات رونين، حصادي بأن سيارة تقل نساء عربيات دخلت للتو إلى البؤرة الاستيطانية.
بعد ذلك، طارد حصادي مركبة الجعار في سيارته، وأجبرها على التوقف، وترجل من سيارته وصاح عليها كي لا تتحرك، واقترب منها “بطريقة تهديدية”.
وبعد أن شعرت بالتهديد، حاولت الجعار الاستدارة بسيارتها ومغادرة المكان، لكن حصادي طاردها سيرا على الأقدام، وانضم إليه سكان آخرون من البؤرة الاستيطانية، الذين صاحوا باتجاه النساء “تعالوا، نريد قتلكن”. وحاصر نحو 20 شابا، العديد منهم ملثمون ومن بينهم حصادي، السيارة ورشقوها بالحجارة، وهددوا النساء بالقتل، ووصفوهن بـ”الإرهابيات”، واتهموهن بمحاولة تنفيذ هجوم، وقالوا لهن: “لا داعي للصراخ، لن يسمعكن أحد هنا”.
ثم بدأ المهاجمون في تحطيم نوافذ السيارة والزجاج الأمامي، وبدأت الحجارة بإصابة النساء، بينما قامت إحداهن بحماية الطفلة بجسدها.
في هذه المرحلة، وصل أحد أفراد فرقة الأمن المدنية في غفعات رونين إلى مكان الحادث، ووجه بندقيته الهجومية الجاهزة نحو النساء وطالب بمعرفة ما يحدث. وعندما أدرك أنهن لا يشكلن تهديدا أمنيا، غادر المكان رغم أن المهاجمين واصلوا الاعتداء على السيارة، لكنه أبلغ رئيس الأمن في غفعات رونين بما كان يحدث.
ثم أبلغ ذلك الشخص رئيس الأمن في هار براخا أنه لا يوجد هناك حادث أمني، لكن يجب إنقاذ النساء من مكان الحادث.
وفي هذه الأثناء، قام المهاجمون، ومن بينهم حصادي، برش الغاز المسيل للدموع على سيارة النساء وهددوا بإضرام النار في السيارة وبالنساء إذا لم يخرجن منها.
خرجت النساء، اللائي كن حافيات، من السيارة وهربن من مكان الحادث.
התקיפה האלימה בשומרון: כך נראו אתמול אחת הנשים והילדה בת ה-3 מרהט, שהותקפו ע”י מתנחלים לאחר שטעו בדרך ונכנסו למאחז גבעת רונן@carmeldangor pic.twitter.com/T9D94sLvlS
— כאן חדשות (@kann_news) August 10, 2024
وجاء في لائحة الاتهام “بسبب التهديدات… والخوف من تنفيذها، قررت النساء مع الطفلة النزول من السيارة وتركها بينما صرخ المتهم رقم واحد [حصادي] والآخرون عليهن بشكل جماعي، ووجهوا لهن الشتائم واستمروا في رشقهن بالحجارة”.
وأضرم حصادي وآخرون النار في المركبة بعد أن فرت النساء من المكان مع الطفلة.
ثم قام المتهم الثاني، ويدعى يعكوف غولمان، بمطاردتهن وهددهن بالقتل ما لم يتوقفن. توقفت اثنتان من النساء خوفا، بينما استمرت اثنتان أخريان مع الطفلة في الجري.
“وفي هذه المرحلة، وبينما كانت النساء مصابات بجروح وكدمات، ومغطات بالغبار والسخام من دخان سيارتهن المحترقة، ومرعوبات ومرهقات، هاجمهن المتهم الثاني وبدأ في الاعتداء عليهن، قائلا لهن ’لا بد أنكن من غزة’، ’لديهن أقارب في غزة’، ’لقد احتفلتن في السابع من أكتوبر’،” كما جاء في لائحة الاتهام.
ثم انتزع غولمان حقيبة إحدى النساء من يديها، وأخذ هاتفها، وصورها، ثم صرخ عليها مطالبا إياها بإرسال الصورة إلى جميع مجموعات “واتساب” الخاصة بها، وقام بعد ذلك بالاتصال بجدتها وأخبرها أنه سيقتل حفيدتها، ثم أغلق الهاتف.
وأخيرا ظهرت وحدة احتياط من الجيش الإسرائيلي في مكان الحادث ونجحت في النهاية في إقناع غولمان بوقف اعتدائه على النساء وإعادة متعلقاتهن.
وقد تم إنقاذ السيدتين الأخريين اللتين فرتا مع الطفلة من قبل وحدة منفصلة من الجيش الإسرائيلي والتي وجدت المرأتين والطفلة “خائفات، يرتعدن ويبكين، ومرهقات، ومتسخات بالسخام والغبار، ومصابات بكدمات وجروح، وكانت X في حالة ضبابية من الوعي”، كما جاء في لائحة الاتهام، في إشارة إلى إحدى الضحايا التي لم يتم ذكر اسمها.
وأعادت وحدتا الجيش الإسرائيلي جمع النساء والطفلة معا حيث تلقين الإسعافات الأولية في مكان الحادث من قبل فريق طبي، ثم تم نقلهن إلى مستشفى “بيلنسون” في بيتاح تيكفا لمزيد من العلاج.
كانت إحدى النساء فاقدة للوعي وفي “حالة حرجة وطارئة تهدد حياتها” بسبب إصابة في رأسها أثناء الهجوم.
وبحسب لائحة الاتهام، أصيبت إحدى النساء بكسر في الكتف وكسر في الإصبع وإصابات في ظهرها وإصابات في قدميها وصدمة نفسية شديدة والخوف من مغادرة المنزل والأرق.
وأصيبت المرأة الثانية بإصابات في رأسها وكسر في الكاحل و”نزيف حاد من رأسها” وفقدان للوعي وآلام شديدة في أجزاء عديدة من جسدها ودوار، كما عانت من التقيؤ والأرق ومن حروق من الدرجة الثالثة وإصابات أخرى في قدميها.
وأصيبت امرأة ثالثة بكسر في الأضلاع وإصابات وكدمات شديدة في وركيها وفخذها وإصابات أخرى في إحدى ركبتيها وقدميها وظهرها وصدرها.
وأصيبت المرأة الرابعة بجروح في قدميها وحرق في عينيها، وتعرضت لصدمة نفسية.
وأصيبت الطفلة ببعض الجروح، فضلا عن حروق في باطن قدميها.
وجهت إلى حصادي تهمة واحدة بالإيذاء الجسدي بقصد مشدد كعمل إرهابي؛ وتهمة واحدة بالتهديد بدوافع عنصرية؛ وتهمة واحدة بالتسبب في إلحاق ضرر خبيث بالممتلكات بدافع العنصرية؛ والحرق العمد.
ووجهت إلى يعكوف غولمان، وهو أحد سكان جفعات رونين، تهمة واحدة بالتسبب في إلحاق ضرر متعمد بالممتلكات بدوافع عنصرية؛ وتهمة واحدة بالتهديد بدوافع عنصرية؛ والتسبب في إلحاق ضرر خبيث بالممتلكات بدوافع عنصرية.