اتفاق بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية في غزة على وقف لإطلاق النار بعد تصعيد في العنف
بحسب مصادر فلسطينية، توصل الطرفان إلى هدنة، بعد تصعيد استمر طوال اليوم في أعقاب وفاة ناشط في "الجهاد الإسلامي" في السجن الإسرائيلي خلال إضراب عن الطعام
أفادت تقارير بموافقة إسرائيل والفصائل الفلسطينية على وقف لإطلاق النار فجر الأربعاء، بعد تصعيد استمر يوما في أعقاب وفاة عضو بارز في حركة “الجهاد الإسلامي” أثناء إضراب عن الطعام في أحد السجون الإسرائيلية.
ذكرت قناة “الجزيرة” ووكالة “رويترز”، نقلا عن مصادر فلسطينية، أن الطرفين اتفقا على هدنة دخلت حيز التنفيذ قبل بزوغ الفجر. وأن الاتفاق توسط فيه مسؤولون من مصر وقطر والأمم المتحدة.
انطلقت صفارات الإنذار بالقرب من بلدة نيرعام جنوب البلاد بعد وقت قصير من بدء وقف إطلاق النار. ولم ترد تقارير فورية عن وقوع اصابات او أضرار ولم يكن هناك تأكيد لاطلاق صاروخ.
وقال الجيش أنه بعد تقييم للوضع، تقرر أن بإمكان سكان البلدات المتاخمة للقطاع العودة إلى ممارسة أنشطتهم اليومية.
وأعلن المجلس الإقليمي إشكول، المتاخم لغزة، أن المدارس ستعمل كالمعتاد.
تم الإعلان عن وقف إطلاق النار بعد حوالي 24 ساعة من إعلان مصلحة السجون الإسرائيلية وفاة خضر عدنان من حركة “الجهاد الإسلامي” الفلسطينية بعد إضراب عن الطعام استمر 86 يوما.
وكان عدنان قد اعتُقل بتهم أمنية وكان رهن الاعتقال في انتظار محاكمته.
بعد وقت قصير من الإعلان عن وفاة عدنان، أُطلقت أربعة صواريخ من غزة دون التسبب في وقوع إصابات. وردا على ذلك، قصفت دبابات إسرائيلية نقطة مراقبة تابعة لحركة “حماس” بالقرب من الحدود.
بعد ظهر ومساء الثلاثاء، أطلق ناشطون في غزة عشرات الصواريخ وقذائف الهاون باتجاه إسرائيل، تم اعتراض معظمها من قبل منظومة الدفاع الجوي “القبة الحديدية” أو سقطت في مناطق مفتوحة أو داخل غزة، لكن خمسة من الصواريخ سقطت في مناطق حضرية بجنوب إسرائيل، وفقا للشرطة.
أحد الصواريخ أصاب موقع بناء في مدينة سديروت، مما أسفر عن إصابة عامل أجنبي (25 عاما) بجروح خطيرة وإصابة اثنين آخرين بجروح طفيفة، وفقا لمنظمة “نجمة داوود الحمراء” لخدمات الإسعاف.
ونُقل المصابين بشظايا، إلى مركز “برزيلاي” الطبي في أشكلون. وقال المستشفى في بيان صدر لاحقا إن حالة الرجل المصاب بجروح خطيرة تحسنت ووُصفت بالمتوسطة.
وسجلت كاميرا أمنية سقوط صاروخ على منطقة سكنية قرب أشكلون.
תיעוד ממצלמת אבטחה של פגיעת הרקטה באחד מיישובי מועצת חוף אשקלון >>> https://t.co/YEu4h1Ke01@Itsik_zuarets pic.twitter.com/nhWzrGUqmW
— כאן חדשות (@kann_news) May 3, 2023
وأعلنت ما تُسمى بـ”غرفة العمليات المشتركة” للفصائل الفلسطينية في قطاع غزة مسؤوليتها عن الهجمات الصاروخية.
في بيان بعد ظهر الثلاثاء، أعلنت غرفة العمليات المشتركة، التي تضم حركتي حماس والجهاد الإسلامي، أن الهجمات جاءت ردا على وفاة عدنان.
أطلقت الفصائل الفلسطينية 37 صاروخا على الأقل على إسرائيل طوال اليوم.
باستثناء نيران الدبابات في الصباح الباكر، امتنع الجيش الإسرائيلي عن الرد الفوري على وابل الصواريخ.
تعرضت حكومة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو لضغوط شديدة للرد، رغم أن الكثير من الضغط جاء من داخل إئتلاف نتنياهو.
تراجعت معدلات الدعم لكتلة اليمين منذ عودتها إلى السلطة قبل أربعة أشهر، بعد أن وعدت باستعادة الأمن، لكنها قوبلت بسلسلة من الهجمات الفلسطينية الدامية وتوترات أمنية على جبهات أخرى. كما أظهرت استطلاعات الرأي أن جهود الإئتلاف لإصلاح النظام القضائي لا تحظى بشعبية على نطاق واسع، وأثارت احتجاجات حاشدة ومستمرة في جميع أنحاء البلاد.
ليل الثلاثاء، بدأ الجيش بتنفيذ غارات جوية ضد أهداف تابعة لحماس ردا على إطلاق الصواريخ.
في بيان، قال الجيش الإسرائيلي إن طائرات سلاح الجو استهدفت عددا من المواقع التابعة لحركة حماس.
وشملت الأهداف معسكر تدريب تابع لحماس؛ قاعدة أخرى تضم موقعا لإنتاج الأسلحة ومصنعا لإنتاج الأسمنت وموقعا للتدريب؛ موقع لقوات الكوماندوز البحرية التابعة للحركة؛ ونفق تستخدمه حماس في جنوب غزة.
وقال الجيش إن الغارات الجوية “وجهت ضربة موجعة لقدرة حماس على تحصين وتسليح نفسها”.
وأفادت وسائل إعلام فلسطينية بسماع دوي انفجارات في شمال ووسط غزة.
IDF releases footage of overnight airstrikes against Hamas in Gaza https://t.co/dRWEzPiGTu pic.twitter.com/SGRzUpJhGJ
— Luke Tress (@luketress) May 3, 2023
كما ذكرت وسائل إعلام فلسطينية أن رجلا أصيب بجروح بالغة في غارة جوية على موقع تابع لحركة حماس. ولم يصدر تأكيد فوري من قبل سلطات حماس.
بعد ساعات، أعلن الجيش عن جولة أخرى من الغارات الجوية استهدفت أهدافا مماثلة لحماس في غزة.
استمرت صفارات الإنذار في الانطلاق في البلدات الإسرائيلية المتاخمة لحدود غزة حتى ساعات فجر الأربعاء، حتى قبل وقت قصير من إعلان وقف إطلاق النار.
وقال الجيش انه يحقق في انطلاق صفارات الإنذار. لم تكن هناك هجمات صاروخية مؤكدة، أو تقارير عن إصابات أو أضرار.
عُثر على عدنان غائبا عن الوعي في زنزانته في سجن “نيتسان” في مدينة الرملة بوسط البلاد فجر الثلاثاء، وتم نقله إلى مركز “شمير” الطبي خارج تل أبيب حيث خضع لجهود إنعاش، ولكن تم الإعلان عن وفاته في المستشفى، حسبما أعلنت مصلحة السجون الإسرائيلية.
الاحتجاز الأخير لعدنان هو العاشر في السجون الإسرائيلية. وقال مسؤولون إسرائيليون أنه بالاجمال تم اعتقاله 13 مرة.
لطالما اتُهم عدنان بأنه متحدث باسم الجهاد الإسلامي، واعتُقل عدة مرات في السنوات الأخيرة وقضى عدة أحكام بالسجن تتعلق بأنشطته مع الحركة.
بعد اعتقاله في 5 فبراير، وُجهت إلى عدنان تهم تتعلق بالإرهاب وكان محتجزا حتى نهاية محاكمته. وكان من المقرر عقد جلسة في 10 مايو.
سبق له أن أضرب عن الطعام أربع مرات احتجاجا على اعتقاله، بما في ذلك على اعتقاله في عام 2018. وفي هذه القضية، أدين بأنه عضو نشط في الجهاد الإسلامي، وهي حركة محظورة تدعمها إيران، بعد أن أقر بالتهم الموجهة إليه في صفقة إدعاء.
خاضت الفصائل الفلسطينية وإسرائيل مرارا معارك قصيرة عبر الحدود في السنوات الأخيرة، دون أن يحدث ذلك تغييرات كبيرة على الأرض. واختلفت المعارك بين الطرفين في مدتها وشدتها، وكان آخرها الشهر الماضي.
كما خاض الجانبان سلسلة من الصراعات الأكثر حدة والتي استمرت لفترات أطول وتسببت بدمار أكبر وخلفت عددا أكبر من الضحايا، كانت آخرها عملية “حارس الأسوار” في عام 2021.