اتصالات مع الكونغو لاستقبال آلاف من ما يسمى “الهجرة الطوعية” من غزة
على الرغم من الإدانة القاسية من قبل وزارة الخارجية الأمريكية، فإن مبادرة "الترانسفير الطوعي" للفلسطينيين الذين يعيشون في غزة أصبحت، على ما يبدو، السياسة الرسمية الرائدة للحكومة؛ إسرائيل تأمل أيضا بأن توافق السعودية على استقبال مئات الآلاف من سكان غزة
تتحول سياسة الهجرة الطوعية لسكان غزة رويدا رويدا إلى السياسة الرائدة والرسمية للحكومة الإسرائيلية. أعطى رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو الضوء الأخضر، ويتبعه وزراء وأعضاء كنيست من كل أحزاب الإئتلاف.
كل وزراء حزبي “الصهيونية المتدينة” و”عوتسما يهوديت”، وعلى رأسهم بتسلئيل سموتريتش وإيتمار بن غفير، يدعمون برنامج الهجرة الطوعية ويروجون له، واليوم هناك وزراء وأعضاء كنيست في “الليكود” الذين بدأوا بالترويج لفكرة “الترانسفير”.
يوم الثلاثاء، قالت وزيرة الاستخبارات غيلا غملئيل لـ”زمان إسرائيل”، موقع “تايمز أوف إسرائيل” باللغة العبرية، إن “الهجرة الطوعية هي الخطة الأفضل والأكثر واقعية لليوم التالي للقتال”.
يوم الإثنين الماضي، أعلن رئيس الحكومة نتنياهو في جلسة لفصيل الليكود إنه يعمل على الدفع بفكرة الهجرة الطوعية لسكان غزة إلى دول أخرى. وقال نتنياهو إن “مشكلتنا تكمن في الدول التي على استعداد لاستقبال [سكان غزة] ونحن نعمل على ذلك”. أقوال رئيس الحكومة جاءت ردا على ما قاله عضو الكنيست داني دانون، الذي أشار في الجلسة إلى أن “العالم يناقش بالفعل إمكانيات الهجرة الطوعية”.
يوم الثلاثاء، أدانت وزارة الخارجية الأمريكية تصريحات سموتريتش وبن غفير بشأن تهجير سكان غزة، ووصفتها بأنها “تحريضية وغير مسؤولة”. نتنياهو وضح في رد له إن “تصريحات من هذا النوع لا تمثل سياسة الحكومة” – على الرغم من وخلافا لتصريحه في الأسبوع الماضي.
من الناحية العملية، يعمل الجميع بجد لتحقيق الفكرة. علم “زمان يسرائيل” إن الدولة الرئيسية التي يتم إجراء مفاوضات سرية معها حاليا بشأن استقبال آلاف المهاجرين من غزة هي الكونغو. وفقا لمسؤول كبير في المجلس الوزاري السياسي-الأمني المصغر فإن “الكونغو ستكون على استعداد لاستقبال مهاجرين، ونحن نجري مفاوضات مع دول أخرى”.
يوم الثلاثاء، عُقد في الكنيست مؤتمر حول اليوم الذي يلي الحرب، والذي بادر إليه لوبي جديد يُدعى “الانتصار الإسرائيلي”. ادعت الوزيرة غمليئيل إنه “في نهاية الحرب سينهار حكم حماس، ولن يكون هناك حكم محلي، وسيعتمد السكان المدنيون بشكل كامل على المساعدات الإنسانية. ولن يكون هناك فرص عمل وستصبح 60% من الأراضي الزراعية في غزة مناطق أمنية عازلة”.
وفي المناقشات الداخلية تعرض غمليئيل خريطة القطاع بعد انتهاء القتال والتي سيكون فيها السكان المتبقين محاصرين من كل الاتجاهات، وستقوم إسرائيل بقطع علاقاتها مع غزة وتوسيع حدودها الأمنية بشكل كبير، والسيطرة على محور فيلادلفيا، وفرض حصار بحري دائم بعد أحداث 7 أكتوبر.
بحسب غمليئل، لا ينبغي تسليم القطاع للسلطة الفلسطينية ولا ينبغي أيضا إبقاء سكان غزة في القطاع، بدعوى أنهم يتعرضون للتربية على الكراهية المستمرة لإسرائيل، وبالتالي سينتظرون الفرصة القادمة لتنفيذ مجرزة في البلدات داخل إسرائيل.
وقالت غمليئل: “مشكلة غزة ليست مشكلتنا لوحدنا. على العالم أن يدعم الهجرة الانسانية هذه، لأن هذا هو الحل الوحيد الذي أعرفه، كذلك بالنسبة للسكان”.
عضو الكنيست دانون هو أحد أبرز الداعمين لبرنامج الهجرة الطوعية. يوم الثلاثاء، عرض في المؤتمر الذي عُقد في الكنيست خطته المكونة من خمس مراحل (نزع السلاح، إقامة حزام أمني، وجود إسرائيلي في معبر رفح، هجرة طوعية، والقضاء على روح الإرهاب).
في منتصف شهر نوفمبر نشر دانون مقالا في “وول ستريت جورنال” مع رام بن باراك (يش عتيد)، فصّل فيه الاثنان لأول مرة خطتهما لترحيل الفلسطينيين. في نهاية هذه العملية قد يتم تفريغ القطاع من سكانه، الذين سيتم استيعابهم في جميع أنحاء العالم.
الليلة الماضية كان من المفترض أن يناقش المجلس الوزاري السياسي الأمني المصغر مسألة “اليوم التالي”، وكان وزراء اليمين يعتزمون عرض خططهم. وفي المحادثات بين الوزراء، ظهرت أيضا فكرة مطالبة المملكة العربية السعودية باستقبال مئات الآلاف من الفلسطينيين كعمال مهاجرين.
تشهد السعودية طفرة بناء هائلة وتوظف ما يقرب من نصف مليون عامل في مجال البناء والبنية التحتية يأتون بشكل رئيسي من الهند وبنغلاديش ودول أخرى.
وتم تأجيل النقاش إلى اليوم بسبب اغتيال صالح العاروري وضرورة عقد اجتماعات أمنية عاجلة. وكما يبدو، فإن “الترانسفير الطوعي” سيكون على رأس جدول أعمال جلسة اليوم، التي ستستمر عدة ساعات، تحت أعين الحكومة الأميركية التي تراقب عن بعد.