إسرائيل في حالة حرب - اليوم 641

بحث

”اتخذ قرارا شجاعا“: الآلاف في تل أبيب يطالبون رئيس الوزراء نتنياهو بإبرام اتفاق لإطلاق سراح الرهائن في غزة

في أول مظاهرة منذ ثلاثة أسابيع، تقول الرهينة السابقة ليري الباغ إن ”كل ثانية تبدو كأنها دهر“، والد أحد الرهائن يشبّه الإفراج التدريجي عن الرهائن بـ”الانتقاء“ النازي

متظاهرون يطالبون بالإفراج عن الإسرائيليين المختطفين في قطاع غزة خارج قاعدة هكيريا في تل أبيب، 28 يونيو 2025. (Erik Marmor/Flash90)
متظاهرون يطالبون بالإفراج عن الإسرائيليين المختطفين في قطاع غزة خارج قاعدة هكيريا في تل أبيب، 28 يونيو 2025. (Erik Marmor/Flash90)

عاد آلاف الإسرائيليين إلى ميدان المختطفين وشارع بيغن في تل أبيب ليلة السبت للمرة الأولى منذ ثلاثة أسابيع، مما أعاد إشعال المظاهرات الأسبوعية الداعمة لصفقة الرهائن والاحتجاج على طريقة تعامل الحكومة مع الحرب.

وترددت أنباء في الأيام الأخيرة عن مساع من اسرائيل وواشنطن لإنهاء الحرب في غزة في الأسابيع المقبلة من خلال اتفاق يقضي بعودة جميع الرهائن الخمسين المتبقين، لكن لم يصدر أي تأكيد رسمي.

وقال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يوم الجمعة إنه يعتقد أن وقف إطلاق النار سيتحقق ”خلال الأسبوع المقبل“.

وألقت ليري ألباغ، إحدى المجندات الخمس اللاتي تم إطلاق سراحهن من أسر حماس خلال هدنة قصيرة في الفترة من يناير إلى مارس، خطابا مؤثرا أمام حشد من حوالي 2000 شخص في ساحة المختطفين، دعت فيه رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو إلى اتخاذ خطوة حاسمة مماثلة لـ”قراره الشجاع“ بشأن إيران من أجل ضمان وقف إطلاق النار وإعادة الرهائن الخمسين المتبقين في غزة.

وقالت ألباغ: ”خلال الأسبوعين الماضيين، كانت جميع العناوين الرئيسية تتحدث عن إيران. تم تهميش إخواني وأخواتي“، في إشارة إلى الحرب الأخيرة التي خاضتها إسرائيل مع طهران واستمرت 12 يوما وانتهت يوم الثلاثاء بهدنة توسطت فيها الولايات المتحدة، مضيفة ”خمسون روحا، 50 عالما – وقد حان الوقت لإعادتهم“.

وقد كشفت ألباغ عن تفاصيل مروعة عن الفترة التي قضتها في الأسر، بما في ذلك إخفائها في ملابس فلسطينية وسيرها في شوارع غزة قبل حبسها مع خمس نساء وفتيات أخريات في قفص تحت الأرض، تبلغ مساحته مترين في مترين، ويكاد ارتفاعه لا يصل إلى مستوى الوقوف.

وقالت: ”كنا نحصل على ربع رغيف خبز وتمر ونصف وعاء من الأرز في اليوم. كل ثانية تبدو كأنها دهر. هذه هي حقيقة المختطفين“.

وخاطبت الباغ نتنياهو وترامب مباشرة: ”لقد اتخذتما قرارا شجاعا بشأن إيران. الآن اتخذا قرارا شجاعا لإنهاء القتال في غزة وإعادة الجميع… لأن هذا واجبنا الأخلاقي كأمة“.

شارون ألوني كونيو، وهي ناجية من الأسر وزوجة الرهينة دافيد كونيو، صعدت هي الأخرى إلى المنصة وألقت كلمة مؤثرة للغاية.

وقالت: “كل ليلة، تسألني الفتيات نفس السؤال مرارا وتكرارا: ’أمي، متى سيعود أبي إلى المنزل؟‘ ولا أجد إجابة. وأسألكم: هل من أحد هنا لديه إجابة لي؟ لبناتي؟ كيف يمكن أن يمر عامان تقريبا ولا يزال دافيد، حب حياتي وأب بناتي، محتجزا هناك؟”

وتابعت: ”الفتيات ما زلن يتذكرن دافيد، لكن مثل أي ذكرى، إنها تتلاشى“، مضيفة “وأنا لا أريد أن يصبح دافيد ذكرى. لأن دافيد حي. وأنا أحتاجكم معي، معنا. أحتاج أن يصبح صوتكم هو صوتي. قاتلوا معي. لا تدعوا هذا يستمر يوما آخر، أسبوعا آخر، شهرا آخر. لأنه [دافيد] يمكن أن يعود. يمكنهم جميعا أن يعودوا. الآن. ليس في اتفاق جزئي، ليس على مراحل، ليس في جولات – جميعهم. الآن”.

تجمع للمطالبة بالإفراج عن الإسرائيليين المختطفين لدى حماس في غزة، في ”ساحة المختطفين“ في تل أبيب، 28 يونيو 2025. (Avshalom Sassoni/Flash90)

في وقت سابق من المساء، أصدرت عائلات المختطفين بيانا مشتركا دعت فيه إلى إنهاء الحرب فورا وإبرام اتفاق شامل لإعادة أحبائهم إلى الوطن.

وقالت عيناف تسانغاوكر، والدة الرهينة ماتان تسانغاوكر: ”إنهم يعيشون على وقت مستقطع – يمكن إنقاذهم“.

وكرر يهودا كوهين، والد الجندي المختطف نمرود كوهين، الدعوة قائلا: ”هناك اتفاق على الطاولة. لا يمكننا أن نفوت هذه الفرصة. حان الوقت للتوصل إلى اتفاق شامل – هذه هي إرادة الشعب ومصلحة إسرائيل“. ثم وجه حديثه إلى ابنه قائلا: ”نمرود – نحن في المرحلة الأخيرة. تماسك يا بني“.

تجمع للمطالبة بالإفراج عن الإسرائيليين المختطفين لدى حماس في غزة، في ”ساحة المختطفين“ في تل أبيب، 28 يونيو 2025. (Avshalom Sassoni/Flash90)

وفي مكان آخر في تل أبيب، تجمع حوالي 1500 متظاهر عند مدخل طريق بيغن المؤدي إلى مقر قيادة الجيش الإسرائيلي. وقد ضرب صاروخ إيراني هذا المكان في وقت سابق من هذا الشهر، ولا تزال المحلات التجارية في المنطقة التي كانت مزدهرة خلال الاحتجاجات، بما في ذلك مخبز ومقهى قريبان، مغلقة بسبب الأضرار التي لحقت بها جراء سقوط الصاروخ.

استغل إيتسيك هورن، والد الرهينة إيتان هورن والرهينة المفرج عنه يائير هورن، التجمع لإدانة ما وصفه بالفشل المستمر للحكومة منذ 7 أكتوبر.

وقال: ”على الرغم مما فعلناه في إيران، وهو أمر عظيم… لن ننسى ولن نغفر“، مضيفا ”منذ 7 أكتوبر، لم يتحدث معي أي وزير أو عضو كنيست من الائتلاف“.

أشخاص يشاركون في مظاهرة تطالب بإنهاء الحرب والإفراج الفوري عن الرهائن المحتجزين لدى حركة حماس في قطاع غزة، وضد حكومة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، في تل أبيب، 28 يونيو 2025. (AP Photo/Ariel Schalit)

كما رفض هورن الاتفاق الأخير الذي اقترحه المبعوث الخاص للبيت الأبيض ستيف ويتكوف، والذي ينص على وقف إطلاق نار لمدة 60 يوما تطلق خلالها حماس نصف الرهائن الأحياء والأموات على مراحل.

وقال: ”وفقا لإطار عمل ويتكوف، فإن نصف المختطفين سيبقون في الأسر“، مقارنا الإفراج التدريجي بـ”الانتقاء“ النازي الذي حكم على بعض المعتقلين في معسكرات الاعتقال النازية بالموت.

وأضاف هورن: ”من المستحيل تفسير سبب اختيار رئيس الوزراء دائما الإفراج عن المختطفين على دفعات“.

يُعتقد أن حركة حماس تطالب بإطلاق سراح الرهائن على مراحل لضمان وفاء إسرائيل بالتزاماتها بموجب الاتفاقات.

مظاهرات السبت هي الأولى التي يتم تنظيمها في نهاية الأسبوع منذ ثلاثة أسابيع، بعد توقف التظاهرات بسبب الحرب بين إسرائيل وإيران وحظر التجمعات الكبيرة وسط هجمات صاروخية متكررة.

اقرأ المزيد عن