ابنة أخت خامنئي تنتقد النظام “القاتل للأطفال” هل هذه بداية النهاية في إيران؟
عندما يأتي النقد المرير والدعم الصريح للاحتجاجات من داخل عائلة المرشد الأعلى نفسه ، فإن النظام في ورطة حقيقية
عندما يهاجم أبناء النخبة الإيرانية – المعروفة محليا باسم أغازاده – بصوت عال وعلني المبادئ الأساسية للنظام الثوري ويدعون إلى تحرك دولي، فأنت تعلم أن النخبة الحاكمة تتصدع وأن النظام قد يتجه بالفعل إلى الانهيار.
هذا الأسبوع انتقدت فريدة مرادخاني، ابنة شقيقة المرشد الأعلى علي خامنئي، نظام خالها ووصفته بأنه “مجرم وقاتل أطفال” ودعت المجتمع الدولي إلى التوقف عن دعمه.
وفي مقطع فيديو رفعه شقيقها في فرنسا بعد اعتقالها في طهران قبل أيام قليلة بتهم غير محددة، أدانت مرادخاني “القمع الواضح والصريح” للشعب.
إحصل على تايمز أوف إسرائيل ألنشرة أليومية على بريدك الخاص ولا تفوت المقالات الحصرية آلتسجيل مجانا!
وأشارت إلى العقوبات الدولية ضد النظام بسبب قمعه بأنها “مثيرة للضحك”، وأعربت عن خيبة أملها لأن الشعب الإيراني قد تُرك وحده في كفاحه.
أيدت مرادخاني الاحتجاجات الحالية تحت شعار “المرأة، الحياة، الحرية” والمطالبة بإلغاء الحجاب الإجباري، منددة بالنظام باعتباره “خائنا لأي من مبادئها الدينية وجاهلا بأي قانون أو حكم إلا القوة والحفاظ على السلطة بأي طريقة ممكنة”.
ولكن على عكس العديد من النساء البارزات داخل البلاد اللواتي كن ينشرن صورا لهن كاشفات الرأس للتعبير عن دعمهن للكفاح المستمر، اختارت مرادخاني كمسلمة ملتزمة إصدار عدم الولاء لمبادئ “الحكم الإسلامي” مرتدية غطاء الرأس.
انتقدت مرادخاني النظام لسنوات واعتقلت عدة مرات في الماضي.
لكن النقد الأخير لمرادخاني يتميز بلهجة ومحتوى متطرفين وفيه توجيهه إلى خامنئي نفسه. ويأتي ذلك في أعقاب إدانة خامنئي للاحتجاجات التي ادعى أنها من تنظيم أعداء أجانب مثل الولايات المتحدة وإسرائيل.
ربما يكون هذا النقد العلني من قبل ابنة أخت خامنئي هو الأشد قسوة من قبل أحد آل أغازاده منذ ثورة 1979.
كما انتقدت بنات الرئيس الأسبق أكبر هاشمي رفسنجاني، من الشخصيات البارزة في الجمهورية الإسلامية خلال العقود الثلاثة الأولى من حكمها، النظام على مدار العشرين عاما الماضية لا سيما منذ وفاة والدهم في ظل ما يعتبره البعض ظروفا مريبة، كما وانتقد خامنئي خلال السنوات العشرالأخيرة من حياته.
“المتظاهرون … على حق”
فايزة هاشمي، ابنة رفسنجاني البالغة من العمر 60 عاما والمقيمة في طهران، دعمت أيضا الاحتجاجات الحالية على مستوى البلاد ووصفتها بأنها “استمرار للمطالب السابقة فقط في شكل جديد”.
في تصريحات بثتها إذاعة “فاردا” الأسبوع الماضي، قالت الهاشمي، المذيعة الناطقة باللغة الفارسية في إذاعة أوروبا الحرة والتي ورد أنه قُبض عليها في طهران في أواخر سبتمبر بتهمة التحريض، إن النظام يريد سحق الاحتجاجات بينما يحرفها على أنها غير صحيحة.
وتشرح الهاشمي: “هذا المجتمع خائب الأمل من الإصلاحات في الجمهورية الإسلامية، كما أن الهيئة الحاكمة لا تستطيع التكيف مع الجيل الجديد وهذه القضية دفعت المتظاهرين إلى استنتاج أنه لا ينبغي أن يحكم (النظام) بعد الآن. وفي رأيي…هم على حق!”
مثل مرادخاني، تعتقد الهاشمي أن النظام قد انحرف عن مساره وأصبح “ديكتاتوريا من أجل بقائه”، وتذهب هاشمي إلى أبعد من ذلك في مقطع صوتي تم عرضه مؤخرا تقول: “كان الشاه قاسيا. لكن الجمهورية الإسلامية وبالتحديد نحن تسببت في الكثير من [الأذى] لدرجة تجعل الشاه يبدو جيدا”.
كانت الهاشمي ممثلة طهران في مجلس النواب الإيراني في منتصف التسعينيات وسُجنت لمدة ستة أشهر لمشاركتها في احتجاجات عام 2009 بعد الانتخابات الرئاسية المتنازع عليها في ذلك العام. وفي عام 2018 صرحت الهاشمي علنا أن السبب الوحيد لعدم حدوث تغيير في النظام هو عدم اليقين العام بشأن من سيتولى السلطة.
الهاشمي ومرادخاني ليستا وحدهما في خيبة أمل ومعارضتهما الصريحة للنظام، فحسن الخميني، حفيد آية الله الخميني البالغ من العمر 50 عاما، كان ينتقد أيضا النظام طوال العقدين الماضيين. وحذر في عام 2018 من أن “التفكك الاجتماعي المستمر ونشر الكراهية والحقد والنفاق وازدواجية المعايير وعدم الأمانة هي علامة سيئة للحكومة”. وفي العام الماضي ورد أن خامنئي أقنعه بنفسه عن تقديم ترشيحه لعضوية مجلس الخبراء ومنذ ذلك الحين، التزم الصمت.
على الرغم من الانتقادات والغضب الشعبي لم يقطع حكام إيران علاقاتهم بالأغازادة بشكل كامل، ففي منتصف نوفمبر على سبيل المثال، تم التأكيد على أن فاطمة هاشمي، أخت فايزة، التقت بمجتبى خامنئي، نجل المرشد الأعلى، رغم أنها نفت مناقشتها للاحتجاجات المستمرة.
انتقاد مرادخاني اللاذع للنظام وخاصة هجومها المباشر على خالها نفسه قد يلهم أغازاده الآخرين للخروج من منطقة الراحة الخاصة بهم والانضمام إلى جيل الشباب في نضالهم من أجل الحرية.
وبدعمهم إلى جانب دعم المشاهير الإيرانيين، يمكن للاحتجاجات المستمرة أن تدخل مرحلة جديدة، مرحلة قد تشير إلى بداية نهاية هذه الديكتاتورية في إيران.