إسرائيل في حالة حرب - اليوم 345

بحث

إيران قد تعيد التفكير في الهجوم على إسرائيل وسط ضغوط دبلوماسية قوية تمارسها الولايات المتحدة – تقرير

التقرير يزعم أن استعراض القوة العسكرية الأمريكية قد يلعب دورا في تخفيف طهران لتهديدها، إلى جانب إدراك إيران أن القنبلة التي قتلت زعيم حماس انفجرت عن بعد

مؤيد لمنظمتي حزب الله وحماس المدعومتين من إيران يحمل صاروخا وهميا في احتجاج للتنديد بمقتل زعيم حماس إسماعيل هنية، الأربعاء 31 يوليو، 2024، في مدينة صيدا الساحلية في جنوب لبنان. (AP Photo/Mohammed Zaatari)
مؤيد لمنظمتي حزب الله وحماس المدعومتين من إيران يحمل صاروخا وهميا في احتجاج للتنديد بمقتل زعيم حماس إسماعيل هنية، الأربعاء 31 يوليو، 2024، في مدينة صيدا الساحلية في جنوب لبنان. (AP Photo/Mohammed Zaatari)

قالت صحيفة “واشنطن بوست” يوم الثلاثاء إن مسؤولين في البيت الأبيض يعتقدون أن الجهود الدبلوماسية المكثفة التي تُمارس لتخفيف رد إيران على مقتل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية في طهران الأسبوع الماضي قد يكون لها تأثير، بينما ذكرت أيضا أن إدارة بايدن كانت غاضبة من توقيت الاغتيال.

يستعد الشرق الأوسط لموجة جديدة محتملة من الهجمات من قبل إيران وحلفائها في أعقاب مقتل هنية، إلى جانب اغتيال القائد العسكري الأعلى لحزب الله فؤاد شكر في غارة إسرائيلية في بيروت قبل ساعات. وبينما لم تعلق إسرائيل علنا على اغتيال هنية، ألقت طهران باللوم على القدس وتوعدت بانتزاع ثمن من إسرائيل.

شهدت الأيام الأخيرة جهودا دبلوماسية مكثفة من الولايات المتحدة – إلى جانب حلفائها في الغرب والشرق الأوسط – لدفع كل من إيران وإسرائيل إلى تهدئة التوترات ومنع جر المنطقة إلى حرب شاملة.

معلقا على الجهود المبذولة، قال وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن يوم الثلاثاء إن واشنطن أبلغت كلا من إسرائيل وإيران بضرورة عدم تصعيد الصراع.

وقال كبير الدبلوماسيين الأمريكيين في نهاية لقاء مع نظيرته الأسترالية بيني وونغ ووزير الدفاع الأسترالي ريتشارد مارليس “من الضروري أن يقوم الجميع في المنطقة بتقييم الوضع، وفهم مخاطر سوء التقدير، واتخاذ القرارات التي من شأنها تهدئة التوترات، وليس مفاقمتها”، مضيفا “لقد انخرطنا في جهود دبلوماسية مكثفة مع الحلفاء والشركاء، ونقلنا هذه الرسالة مباشرة إلى إيران، ونقلنا هذه الرسالة مباشرة إلى إسرائيل”.

ورغم أن خطر وقوع هجوم إيراني لا يزال عاليا، إلا أن مسؤولين في البيت الأبيض قالوا لصحيفة واشنطن بوست إن الجهود الأمريكية ربما بدأت تؤتي ثمارها، وإن هناك احتمالا بأن تعيد إيران النظر في موقفها.

رجل يقود دراجته النارية أمام لوحة إعلانية تحمل صور رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية (على يسار الصورة)، ورئيس فيلق القدس الإيراني قاسم سليماني (وسط)، والقائد الكبير في حزب الله فؤاد شكر، الذين قُتلوا في عمليات اغتيال مختلفة، على الطريق الرئيسي بالقرب من مطار بيروت الدولي في 3 أغسطس، 2024. ((Ibrahim AMRO / AFP)

وبحسب المسؤولين الذين تحدثوا شريطة عدم الكشف عن هويتهم، فقد خلصت طهران بشكل خاص إلى أن هنية لم يُقتل بصاروخ دقيق بل بقنبلة تم تهريبها مسبقا إلى الغرفة التي كان يقيم فيها وتم تفجيرها عن بعد، كما أشارت التقارير.

وقال المسؤولون إن هذا الفهم قد يدفع طهران إلى التراجع عن تهديدها بمهاجمة إسرائيل، مضيفين أن إيران نفسها نفذت هجمات مماثلة في دول أجنبية في الماضي.

وقد يكون استعداد واشنطن لإستعراض قوتها العسكرية في المنطقة سببا في دفع إيران إلى التفكير مرتين، وفقًا لمسؤول كبير في إدارة بايدن، الذي قال لواشنطن بوست إن إيران “تفهم بوضوح أن الولايات المتحدة ثابتة في دفاعها عن مصالحنا وشركائنا وأفرادنا”.

ووضع وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن عدة خطوات عسكرية أمريكية في الأيام الأخيرة للمساعدة في الدفاع عن إسرائيل من الهجمات المحتملة من قبل إيران ووكلائها، ولحماية القوات الأمريكية، بما في ذلك نشر طائرات مقاتلة إضافية. وقال أيضا إن حاملة الطائرات “يو إس إس أبراهام لينكولن” ستحل محل “يو إس إس ثيودور روزفلت” في المنطقة “في وقت لاحق من هذا الشهر”.

بحسب مسؤول أمريكي، توجهت حوالي اثنتي عشرة طائرة مقاتلة من طراز F / A-18 وطائرة استطلاع من طراز E-2D Hawkeye من يو إس إس ثيودور روزفلت من خليج عُمان إلى قاعدة عسكرية في الشرق الأوسط يوم الاثنين.

وزير الخارجية أنتوني بلينكين (على اليسار)، يقف مع وزير الدفاع لويد أوستن (على اليمين)، ويتحدث خلال مؤتمر صحفي في الأكاديمية البحرية الأمريكية في أنابوليس بولاية ماريلاند، 6 أغسطس، 2024. (AP Photo/Susan Walsh)

ومن المتوقع أن يكون نشر الطائرات التابعة لسلاح البحرية على الأرض مؤقتا لأن سربا من طائرات F-22 المقاتلة التابعة لسلاح الجو الأمريكي في طريقه إلى نفس القاعدة من محطته الرئيسية في ألاسكا. ومن المتوقع أن تصل حوالي اثنتي عشرة طائرة F-22 إلى الشرق الأوسط في الأيام المقبلة، وفقا للمسؤول، الذي تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته لمناقشة تحركات القوات.

ليس من الواضح إلى متى ستبقى جميع الطائرات معا في القاعدة، وقد يعتمد ذلك على ما سيحدث – إن حدث أي شيء – في الأيام القليلة المقبلة.

وقال أوستن يوم الثلاثاء خلال مؤتمر صحفي عقب الاجتماع مع الزعماء الأستراليين: “لقد ركزت على التأكد من أننا نبذل قصارى جهدنا لوضع التدابير اللازمة لحماية قواتنا والتأكد أيضا من أننا في وضع جيد للمساعدة في الدفاع عن إسرائيل، إذا دُعينا للقيام بذلك”.

وتأتي هذه الخطوات تنفيذا للوعد الذي قطعه الرئيس الأمريكي جو بايدن لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو الأسبوع الماضي، والذي جاء على الرغم من غضب الرئيس بسبب مقتل هنية.

وأبلغت إسرائيل الولايات المتحدة بأنها تقف وراء اغتيال هنية – وهو الأمر الذي لم تعلق عليه علنا – فور وقوع الحدث، وفقا لما نقلته واشنطن بوست عن مصادر مطلعة على عملية التفكير في البيت الأبيض.

صورة لم يتم التحقق منها للمبنى الذي قُتل فيه رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية في طهران في 31 يوليو، 2024.(Social media, used in accordance with Clause 27a of the Copyright Law)

وبحسب المصادر، فإن الغضب نابع من القلق من أن الاغتيال ربما يكون قد أدى إلى إفشال المفاوضات المستمرة منذ شهور للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن بين إسرائيل وحماس.

وأضافت المصادر أن الولايات المتحدة تشعر بالإحباط أيضا إزاء توقيت الضربة التي استهدفت شكر في بيروت، والتي وقعت قبل ساعات فقط من مقتل هنية. وتعتقد الولايات المتحدة أن الاغتيالين كانا “عبقريين من الناحية التكتيكية ولكنهما غير حكيمين من الناحية الاستراتيجية”، بحسب الصحيفة.

ومع ذلك، رفض مسؤول أميركي تحدث إلى “تايمز أوف إسرائيل” وصف الصحيفة لرد فعل واشنطن، قائلا إن البيت الأبيض ليس غاضبا من إسرائيل.

وأكد المسؤول الأمريكي أن هنية كان أحد قادة حماس الذين احتفلوا بهجوم السابع من أكتوبر، لذا فلا ندم ولا حزن على مقتله.

وأقر المسؤول بأن إدارة بايدن فوجئت وتشعر بالقلق من توقيت الاغتيال والطريقة التي تم بها تنفيذه.

وقال المسؤول الأمريكي إن إسرائيل أبلغت الولايات المتحدة منذ فترة طويلة أنها ستحاول القضاء على كل زعيم من قيادات حماس، لكن العملية داخل إيران كانت استفزازية للغاية.

وعلى الرغم من المخاوف من تعرض المفاوضات لوقف الحرب المستمرة منذ عشرة أشهر في غزة ــ والتي بدأت بهجوم حماس في السابع من أكتوبر في جنوب إسرائيل ــ للخطر، قال بلينكن يوم الثلاثاء إنها في مرحلتها النهائية وينبغي أن تنتهي قريبا جدا.

وفي الوقت نفسه، نفى مسؤولون إيرانيون تقارير تفيد بأن البلاد تتوقع شحنة من طائرات “سوخوي سو-35” المقاتلة الروسية الجديدة، حسبما ذكرت إذاعة “أوروبا الحرة”.

وقالت إذاعة أوروبا الحرة إن التقرير الذي يفيد بأن إيران ستتلقى الطائرات المقاتلة نشرته مصادر مقربة من الحرس الثوري الإسلامي، ولكن تم التراجع عنه لاحقا بعد مناقشة مع وزارة الدفاع الإيرانية.

لن يكون هناك تسامح مع هجمات على القوات الأمريكية

وبينما تستعد إسرائيل والولايات المتحدة لهجوم إيراني قد يلقي بظلاله على الهجوم غير المسبوق في أبريل – والذي تم خلاله إطلاق أكثر من 300 طائرة مسيرة وصاروخ على إسرائيل – حذر أوستن من أن الولايات المتحدة لن تتردد في الرد أيضا على هجوم يوم الاثنين على القوات الأمريكية في العراق من قبل ميليشيا مدعومة من إيران.

وأصيب سبعة  أفراد أمريكيين في الهجوم.

وقال أوستن للصحفيين في مؤتمر صحفي: “لا تخطئوا، لن تتسامح الولايات المتحدة مع الهجمات على أفرادنا في المنطقة، ونحن نظل مستعدين للانتشار في غضون مهلة قصيرة لمواجهة التهديدات المتطورة لأمننا أو شركائنا أو مصالحنا”.

وقال إن “ميليشيا شيعية مدعومة من إيران” نفذت الهجوم، لكن المسؤولين ما زالوا يحاولون تحديد هوية هذه الميليشيا.

خريطة توضح الوجود العسكري الأميركي في الشرق الأوسط حتى شهر أغسطس 2024. (Congressional Research Service; US Naval Institute; Council on Foreign Relations)

كشف مسؤولون أميركيون تحدثوا شريطة عدم الكشف عن هوياتهم عن مزيد من التفاصيل حول الهجوم على قاعدة عين الأسد الجوية، والذي قالوا إنه أدى إلى إصابة خمسة جنود أمريكيين واثنين من المتعاقدين.

وقال المسؤولون إن خمسة من المصابين يتلقون العلاج في القاعدة الجوية وتم إجلاء اثنين، لكن السبعة جميعهم في حالة مستقرة، ولم يقدموا تفاصيل عن هوية المصابين الذين تم إجلاؤهم.

ويعد الهجوم الصاروخي هو الأحدث في سلسلة من الهجمات التي تشنها ميليشيات مدعومة من إيران على القوات الأمريكية. ولا يُعتقد أنه مرتبط بمقتل القياديين في حزب الله وحماس.

في الأسابيع الأخيرة، استأنفت الميليشيات العراقية المدعومة من إيران شن هجمات على قواعد تضم قوات أمريكية في العراق وسوريا بعد فترة هدوء استمرت عدة أشهر بعد ضربة على قاعدة في الأردن في أواخر يناير أسفرت عن مقتل ثلاثة جنود أمريكيين ودفعت الولايات المتحدة إلى سلسلة من الضربات الانتقامية.

صورة توضيحية: جنود أمريكيون يقومون بدورية في منطقة بالقرب من معبر سيمالكا الحدودي في شمال شرق سوريا مع إقليم كردستان العراق المتمتع بالحكم الذاتي، في 1 نوفمبر، 2021. (Delil Souleiman/AFP)

في الفترة ما بين أكتوبر ويناير، أعلنت جماعة تطلق على نفسها اسم “المقاومة الإسلامية في العراق” بانتظام مسؤوليتها عن هجمات قالت إنها جاءت ردا على دعم واشنطن لإسرائيل في حربها ضد حماس في غزة، وتهدف إلى إخراج القوات الأمريكية من المنطقة.

حتى الآن، تعد الميليشيات العراقية ضعيفة التنظيم، لكن تقريرا للقناة 12 الإسرائيلية يوم الثلاثاء أشار إلى أن هذا قد يتغير قريبا.

وبحسب التقرير، بدأت إيران في توحيد الميليشيات في جماعة مسلحة عراقية موحدة أطلقت عليها اسم “قوات قاسم سليماني”.

وأفادت القناة 12 أن الجماعة المدعومة من إيران ستضم نحو 10 آلاف مقاتل، وسيعززها نحو 1600 مسلح حوثي من اليمن.

اقرأ المزيد عن