إيران طلبت من الولايات المتحدة التوسط لوقف إطلاق النار في غزة خلال محادثات سرية في عُمان – تقرير
بحسب "نيويورك تايمز" فإن الولايات المتحدة طلبت من طهران في المقابل وقف هجمات وكلائها في اليمن والعراق وسوريا، وهو ما يدعي مسؤولون إيرانيون أنهم لا يستطيعون القيام به ما لم ينته القتال في غزة

خلال محادثات غير مباشرة أجريت مؤخرا، طلبت إيران من إدارة بايدن التوصل إلى وقف لإطلاق النار في الحرب بين إسرائيل وحماس في حين ضغطت الولايات المتحدة على طهران لكبح جماح هجمات وكلائها، حسبما أفادت تقرير نشرته صحيفة “نيويورك تايمز” يوم الجمعة.
التقرير عرض مزيدا من التفاصيل بشأن الاجتماع الذي عُقد في شهر يناير في سلطنة عُمان بين منسق شؤون الشرق الأوسط في البيت الأبيض بريت ماكغورك والمبعوث الأمريكي الخاص لشؤون إيران آبرام بالي، ونائب وزير الخارجية الإيراني علي باقري كاني، والتي كانت صحيفة “فايننشال تايمز” أول من أفادت به.
بالإضافة إلى مطالبة إيران بكبح جماح هجمات المتمردين الحوثيين في اليمن والتعبير عن المخاوف بشأن برنامجها النووي، قالت صحيفة “نيويورك تايمز” إن المسؤولين الأمريكيين دعوا إلى وقف استهداف القوات الأمريكية من قبل الميليشيات المدعومة من إيران في العراق وسوريا.
وأفاد التقرير، نقلا عن مسؤولين أمريكيين وإيرانيين، إن كاني نقل بدوره طلبا إيرانيا للولايات المتحدة للتوسط في وقف إطلاق النار في غزة، دون تحديد ما إذا كان هذا يعني هدنة مؤقتة أو نهاية دائمة للقتال بين إسرائيل وحماس. إيران هي الراعي الرئيسي للحركة الفلسطينية الحاكمة في غزة، وأشاد قادتها بهجوم 7 أكتوبر الذي أشعل فتيل الحرب المستمرة.
ونُقل عن مسؤوليّن إيرانييّن قولهما إن الجمهورية الإسلامية تواصل إنكار سيطرتها على أنشطة وكلائها، لا سيما الحوثيين، لكنها قالت إن بإمكانها التأثير عليهم لوقف الهجمات فقط بعد التوصل إلى وقف لإطلاق النار.
وعلى الرغم من أنه لم يتم التوصل إلى اتفاق، إلا أن المسؤولين الأمريكيين والإيرانيين استمروا بحسب التقرير بتبادل الرسائل من خلال عُمان بشأن الجماعات المدعومة من طهران ووقف إطلاق النار.
وقال مسؤول أمريكي كبير لم يذكر اسمه للتايمز إن الإدارة الأمريكية اختارت المشاركة في المحادثات لإظهار أنها لا تزال منفتحة على الدبلوماسية والحوار على الرغم من التوترات الإقليمية المتزايدة. وقال مسؤولون أمريكيون إن إيران هي التي بادرت إلى عقد الاجتماع وأن عُمان حثت الولايات المتحدة بقوة على إرسال ممثلين.

كان الاجتماع الذي عُقد قبل شهرين في مسقط، والذي توسط فيه مسؤولون عُمانيون الذين تنقلوا بين الجانبين، هو الأول من نوعه بين الولايات المتحدة وإيران منذ “المحادثات غير المباشرة” بشأن برنامج طهران النووي في مايو المتوقفة منذ ذلك الحين والتي عُقدت أيضا في عُمان.
وقد تم تأجيل محادثات كانت مقررة في شهر فبراير بعد أن أعاد ماكغورك توجيه تركيزه على الجهود لضمان التوصل إلى اتفاق هدنة مؤقتة ولإطلاق سراح الرهائن بين إسرائيل وحماس. ولا يزال التوصل إلى اتفاق ثان مع حماس مستعصيا بعد ثلاثة أشهر من آخر هدنة مؤقتة مع الحركة في أواخر نوفمبر، والتي تم خلالها إطلاق سراح 105 رهائن من بين 253 رهينة تم احتجازهم خلال هجوم 7 أكتوبر.
وقال شخص مطلع على المحادثات لصحيفة “فاينانشال تايمز” إن البيت الأبيض ينظر إلى القناة الدبلوماسية غير المباشرة مع طهران على أنها “وسيلة طرح مجموعة كاملة من التهديدات الصادرة عن إيران”، مضيفا أن هذه الوسيلة سمحت للولايات المتحدة بأن تنقل للإيرانيين كيف يمكن منع صراع أوسع في المنطقة “كما يدعون أنهم يريدون”.
وقال مسؤول إيراني إن “إيران قالت مرارا إن لديها فقط شكل من أشكال التأثير الروحي [على المتمردين]، لا يمكنها إملاء الأوامر على الحوثيين، ولكن يمكنها التفاوض والتحدث”.
تضامنا مع حماس، شن الحوثيون – وهم جزء من “محور المقاومة” الإقليمي المتحالف مع طهران ضد الولايات المتحدة وإسرائيل وحلفائهما – هجمات صاروخية على إسرائيل وبدأوا في استهداف السفن التجارية في البحر الأحمر، معلنين السفن الإسرائيلية أهدافا مشروعة.
لكنهم استهدفوا في كثير من الأحيان سفنا ليس لها روابط واضحة بإسرائيل، مما يعرض الشحن البحري للخطر في طريق رئيسي للتجارة العالمية ولناقلات طاقة في وقت تفرض فيه ضغوط الإمدادات بالفعل ضغوطا تصاعدية على التضخم على مستوى العالم.

وتصاعدت الهجمات على الرغم من الرد متعدد الجنسيات بقيادة الولايات المتحدة والذي شمل ضربات واعتراضات للدفاع عن السفن في البحر الأحمر. وشنت الولايات المتحدة وبريطانيا ضربات على أهداف للحوثيين في اليمن وأعادت تصنيف الميليشيا جماعة إرهابية.
وعلى عكس مزاعم إيران بأن الحوثيين يتصرفون بشكل مستقل، اتهمت إدارة بايدن طهران بـ”التورط العميق” في التخطيط لهجماتهم وتزويدهم بالأسلحة.