إيران حذرة بانتظار الرد الأميركي على الضربة في الاردن
حرصت طهران على عدم إصدار أي تصريحات حربية، مفسحة المجال للدبلوماسية، بعد تعهد الرئيس الأميركي جو بايدن برد "ملائم" بعد الضربة
(أ ف ب) – أبدت إيران يوم الثلاثاء حذرا داعية إلى التحرك الدبلوماسي بعد الهجوم الذي أودى بثلاثة جنود أميركيين في قاعدة في الأردن ونسبته واشنطن إلى فصيل مسلح مدعوم من إيران، محذرة واشنطن التي توعدت بالرد.
وتعهد الرئيس الأميركي جو بايدن برد “ملائم” بعد الضربة الأحد على قاعدة في الأردن قرب الحدود السورية، بدون أن يوضح ما إذا كان سيستهدف مباشرة الأراضي الإيرانية مثلما يطالب به قسم من الطبقة السياسية في واشنطن.
وبمواجهة هذه التهديدات، حرصت طهران على عدم إصدار أي تصريحات حربية، مفسحة المجال للدبلوماسية.
وصرح المتحدث باسم الخارجية ناصر كنعاني يوم الإثنين أن “الجمهورية الإسلامية لا تريد أن يتوسّع الصراع في الشرق الأوسط”.
كما كتب وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان الثلاثاء عبر موقع (إكس) أن “البيت الأبيض يعلم أن الحل لوضع حد للحرب والإبادة في غزة وللأزمة الحالية في المنقطة سياسي”.
وتابع أن “الدبلوماسية تنشط بهذا الاتجاه”.
من جانبه، أكد المتحدث باسم مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض جون كيربي الإثنين أن واشنطن “لا تسعى إلى حرب مع إيران”.
وصدرت دعوات إلى “خفض التصعيد” و”ضبط النفس” الثلاثاء عن روسيا والصين، وحذرت بكين من “دوامة انتقام” في الشرق الأوسط.
وازدادت مخاطر حصول مواجهة مباشرة بين الولايات المتحدة وإيران بعد الهجوم بمسيّرة الذي تسبب بسقوط أول قتلى في صفوف القوات الأميركية في الشرق الأوسط منذ اندلاع الحرب بين إسرائيل وحركة حماس في قطاع غزة في السابع من أكتوبر.
Sgt. William Jerome Rivers, 46
Spc. Kennedy Ladon Sanders, 24
Spc. Breonna Alexsondria Moffett, 23
Not just “three folks” as the White House would call them—
Three HEROES who made the ultimate sacrifice to serve their country and preserve our FREEDOM.
Condolences to the… pic.twitter.com/Cl4hED1EcZ
— Benny Johnson (@bennyjohnson) January 29, 2024
“قليل الاحتمال”
في طهران، انقسمت الصحافة الثلاثاء حول عواقب الهجوم الذي تسبب بتراجع قيمة الريال الإيراني إلى أدنى مستوياته مقابل الدولار واليورو في السوق السوداء.
واعتبرت صحيفة الشرق الإصلاحية أن حصول مواجهة مباشرة “قليل الاحتمال” مذكرة بأن “طهران وواشنطن أظهرتا في الماضي قدرتهما على ضبط مخاطر نزاع مباشر”.
كما أن “مفاقمة التوتر في مجمل الشرق الأوسط سيؤدي إلى ارتفاع أسعار الطاقة في الولايات المتحدة، ما سيضر بجو بايدن مع اقتراب الانتخابات” الرئاسية الأميركية في نوفمبر.
لكن صحيفة “اعتماد” الإصلاحية رأت أنه “من الممكن أن تضرب واشنطن تحت ضغط الجمهوريين أهدافا محدودة إنما إستراتيجية داخل إيران”.
ولفتت إلى أن مثل هذا السيناريو سيعني “نهاية الجهود الدبلوماسية بين طهران وواشنطن وسيرفع التوتر إلى مستوى غير مسبوق في الشرق الأوسط برمته”.
من جهتها دعت صحيفة “إيران دايلي” الحكومية في افتتاحيتها بايدن إلى “عدم الانجرار إلى هجوم عسكري مباشر ضد إيران للانتقام على ضربة وجهها طرف ثالث”، فأن “ذلك سيؤدي إلى رد متناسب من جانب إيران، ما قد يقود إلى حرب شاملة”.
واعتبر الخبير أحمد زيد أبادي عبر صحيفة “هام ميهان” أنه “من الأرجح أن يضرب الجيش الأميركي قواعد للقوات الإيرانية” خارج الحدود وليس “على الأرض الإيرانية”.
وتنفي إيران منذ الأحد الاتهامات الموجهة إليها بالضلوع في الهجوم.
وأكد مندوبها إلى الأمم المتحدة أمير سعيد إيرواني أن “الجمهورية الإسلامية غير مسؤولة عن تصرفات أي فرد أو مجموعة في المنطقة”، في إشارة إلى أكثر من 150 هجوما بمسيرات وصواريخ نفذتها مجموعات موالية لإيران على القوات الأميركية في العراق وسوريا منذ بدء الحرب في قطاع غزة.
وتبنت معظم هذه الهجمات “المقاومة الإسلامية في العراق” المؤلفة من فصائل مدعومة من إيران والتي تعلن التحرك دعما للفلسطينيين وتطالب برحيل القوات الأميركية من العراق.
وأكد الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي أن من “واجب (إيران) دعم حركات المقاومة” التي تضم أيضا حركة حماس وحزب الله اللبناني والحوثيين في اليمن، لكنه شدد على أن هذه المجموعات “مستقلة في رأيها وقرارها وتحركها”.
وفي الوقت نفسه، تحمل طهران الولايات المتحدة مسؤولية التصعيد متهمة واشنطن بأنها “متواطئة” مع إسرائيل في “إبادة” الفلسطينيين.