إيران تهدد بقصف قواعد أمريكية إذا دعمت واشنطن هجوما مضادا إسرائيليا
محذرة من رد "أكبر بكثير" إذا ردت إسرائيل على هجوم الطائرات المسيّرة والصواريخ، مبعوث إيران لدى الأمم المتحدة يقول إن بلاده "تعتبر الأمر انتهى"؛ حماس تسارع لدعم طهران
حذر القادة الإيرانيون إسرائيل يوم الأحد من أن البلاد قد تواجه هجوما أكبر إذا ردت على الهجوم الذي شنته عليها طهران ليلا بطائرات مسيرة وصواريخ، مضيفين أنهم وجهوا رسالة لواشنطن حذروها فيها من دعم أي عمل عسكري تقوم به حليفتها.
وقال رئيس هيئة الأركان المسلحة الإيرانية الميجر جنرال محمد باقري للتلفزيون الرسمي إن “ردنا سيكون أكبر بكثير من العمل العسكري الليلة إذا ردت إسرائيل على إيران”، مضيفا أن طهران حذرت واشنطن من أن أي دعم للانتقام الإسرائيلي سيؤدي إلى استهداف القواعد الأمريكية.
وقال الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي في بيان: “إذا أظهر الكيان الصهيوني (إسرائيل) أو مؤيدوه سلوكا متهورا، فسوف يتلقون ردا حاسما وأقوى بكثير”.
كما حذر قائد الحرس الثوري الإيراني، حسين سلامي، من أن طهران سترد ضد أي هجوم إسرائيلي على مصالحها ومسؤوليها ومواطنيها.
وسارعت حركة حماس، إحدى وكلاء إيران في المنطقة، إلى الدفاع عن طهران بعد الهجوم.
وقالت الحركة الفلسطينية في بيان “إننا نعتبر العملية العسكرية التي قامت بها الجمهورية الإسلامية في إيران حقا طبيعيا وردا مستحقا على جريمة استهداف القنصلية الإيرانية في دمشق واغتيال عدد من قادة الحرس الثوري فيها”. وتخوض إسرائيل حربا، دخلت الآن شهر السابع، مع حماس بعد أن قامت الحركة في غزة بقتل حوالي 1200 شخص واختطاف 253 آخرين في هجوم شنته في 7 أكتوبر.
وأفادت إسرائيل بوقوع أضرار طفيفة وأعادت فتح مجالها الجوي بعد أن أطلقت إيران حوالي 300 طائرة مسيّرة وصاروخ في أول هجوم مباشر على اسرائيل من قبل الجمهورية الإسلامية، في حين قالت الولايات المتحدة إنها ستناقش ردا دبلوماسيا مع القوى الكبرى يوم الأحد.
وأثارت هجمات طهران في وقت متأخر من يوم السبت – التي انطلقت بعد غارة جوية إسرائيلية مزعومة على مجمع سفارتها في دمشق في الأول من أبريل أدت إلى مقتل ضباط في الحرس الثوري الإيراني، الذي تصنفه الولايات المتحدة منظمة إرهابية – خطر نشوب صراع إقليمي أوسع.
وكانت إيران اعتمدت في السابق على وكلائها في جميع أنحاء المنطقة لمهاجمة أهداف إسرائيلية وأمريكية في إظهار الدعم لحماس في الحرب المستمرة في غزة، والتي لا تظهر أي علامة على التراجع على الرغم من جهود الوساطة العديدة.
ونشر رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو على منصة X، تويتر سابقا، بعد الهجوم الإيراني منشورا قال فيه “اعترضنا، تصدينا، معا سننتصر”.
وقال الجيش الإسرائيلي إن دفاعاته الجوية ودول الحلفاء أسقطت أكثر من 99٪ من المسيرات والصواريخ الإيرانية، وإنه يناقش خيارات المتابعة.
ونقلت القناة 12 عن مسؤول إسرائيلي لم تذكر اسمه قوله إنه سيكون هناك “رد كبير” على الهجوم.
لقد أدت الحرب في غزة إلى تصعيد التوترات في المنطقة، وامتدت إلى جبهات مع لبنان وسوريا، وتسببت في إطلاق نيران بعيدة المدى على أهداف إسرائيلية من أماكن بعيدة مثل اليمن والعراق.
وقال أقوى حليف لإيران في المنطقة، منظمة حزب الله الشيعية اللبنانية – التي تتبادل إطلاق النار مع إسرائيل منذ 8 أكتوبر – في وقت مبكر من يوم الأحد إنه أطلق عشرات الصواريخ على قاعدة للجيش الإسرائيلي في الشمال.
وقالت شركة “أمبري” البريطانية للأمن البحري في بيان إن جماعة الحوثي اليمنية المتحالفة مع إيران، والتي هاجمت من قبل خطوط الشحن في البحر الأحمر تضامنا مع حماس، أطلقت هي أيضا طائرات مسيرة أطلقت على إسرائيل .
وتهدد هذه الاشتباكات الآن بالتحول إلى صراع مفتوح مباشر بين إيران وحلفائها الإقليميين ضد إسرائيل وحليفتها الرئيسية، الولايات المتحدة. وحثت مصر، إحدى القوى الإقليمية، على “أقصى درجات ضبط النفس”.
ووصف الناطق بلسان الجيش الإسرائيلي دانيئل هغاري الأفعال الإيرانية بأنها “خطيرة للغاية”، وقال خلال مؤتمر صحفي متلفز إنها “تدفع المنطقة نحو التصعيد”.
وقال هغاري إن الصواريخ الإيرانية تسببت في أضرار طفيفة في قاعدة جوية إسرائيلية في الجنوب.
وتعهدت إيران بالرد على ما وصفته بالضربة الإسرائيلية على مجمع سفارتها والتي أسفرت عن مقتل سبعة ضباط في الحرس الثوري الإيراني، من بينهم اثنان من كبار القادة. وقالت طهران إن غارتها كانت عقابا على “الجرائم الإسرائيلية”. إسرائيل لم تؤكد أو تنف مسؤوليتها عن الهجوم على القنصلية.
وقالت البعثة الإيرانية لدى الأمم المتحدة: “إذا ارتكب النظام الإسرائيلي خطأ آخر، فإن رد إيران سيكون أشد بكثير”، محذرة الولايات المتحدة ومطالبة إياه بـ “البقاء بعيدا” عن الصراع، لكنها قالت أيضا إن إيران الآن “تعتبر الأمر قد انتهى”.
وقال الرئيس الأمريكي جو بايدن، الذي تحدث هاتفيا مع نتنياهو بعد الهجوم الإيراني، إنه سيعقد اجتماعا لزعماء مجموعة السبع للاقتصادات الكبرى يوم الأحد لتنسيق رد دبلوماسي على ما وصفه بهجوم طهران “الوقح”.
وقال وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن إن أمريكا لا تسعى إلى صراع مع إيران لكنها لن تتردد في التحرك لحماية القوات الأمريكية ودعم الدفاع عن إسرائيل.
ومن المقرر أن يجتمع مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة في الساعة الرابعة عصرا بحسب توقيت الساحل الشرقي للولايات المتحدة (20:00 بتوقيت غرينتش) يوم الأحد بعد أن طلبت إسرائيل منه إدانة الهجوم الإيراني وتصنيف الحرس الثوري منظمة إرهابية.
ونقلت وكالة أنباء “فارس” الإيرانية عن مصدر قوله إن طهران تراقب الأردن عن كثب، الذي قد يصبح هدفها التالي في حال اتخذ أي تحركات لدعم إسرائيل.