إسرائيل في حالة حرب - اليوم 584

بحث

إيران تعرض على الولايات المتحدة اتفاقا نوويا بنفس سقف التخصيب الذي تم التوصل إليه في 2015

بحسب التقرير فإن الاقتراح المكون من ثلاث مراحل ينص على أن تقوم طهران بوضع حد مؤقت لتخصيب اليورانيوم بنسبة 3.67٪، ونقل اليورانيوم عالي التخصيب إلى دولة ثالثة، وتعزيز إشراف الأمم المتحدة على المنشآت النووية

تظهر هذه الصورة المدمجة التي تم إنشاؤها في 9 أبريل  2025 المبعوث الأمريكي للشرق الأوسط ستيف ويتكوف وهو يتحدث إلى الصحفيين خارج الجناح الغربي من البيت الأبيض في العاصمة الأمريكية واشنطن في 6 مارس، 2025. (إلى اليسار)، ووزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي يتحدث إلى وكالة فرانس برس خلال مقابلة في القنصلية الإيرانية في جدة، المملكة العربية السعودية، 7 مارس، 2025. (Mandel Ngan and Amer Hilabi / AFP)
تظهر هذه الصورة المدمجة التي تم إنشاؤها في 9 أبريل 2025 المبعوث الأمريكي للشرق الأوسط ستيف ويتكوف وهو يتحدث إلى الصحفيين خارج الجناح الغربي من البيت الأبيض في العاصمة الأمريكية واشنطن في 6 مارس، 2025. (إلى اليسار)، ووزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي يتحدث إلى وكالة فرانس برس خلال مقابلة في القنصلية الإيرانية في جدة، المملكة العربية السعودية، 7 مارس، 2025. (Mandel Ngan and Amer Hilabi / AFP)

اقترحت طهران خلال محادثات يوم السبت اتفاقا من ثلاث مراحل من شأنه أن يحد من تخصيب اليورانيوم إلى نفس المستويات المتفق عليها في اتفاق 2015، الذي تم التخلي عنه، مقابل رفع العقوبات الأمريكية، حسبما ذكرت قناة “إيران إنترناشيونال” الإيرانية المعارضة يوم الخميس، نقلا عن ثلاثة مصادر دبلوماسية.

وبحسب ”إيران إنترناشيونال“، فإن اقتراح إيران سيخفض تخصيب اليورانيوم مؤقتا إلى 3.67٪، وهو المستوى المحدد في اتفاق 2015 الذي انسحب منه ترامب خلال فترة ولايته الأولى. وفي المقابل، ستسمح الولايات المتحدة لإيران بالوصول إلى الأصول المالية المجمدة وتصدير نفطها في المرحلة الأولى، بحسب الوسيلة الاعلامية. ويُعتبر اليورانيوم من فئة الأسلحة عندما يتم تخصيبه بنسبة 90٪.

وفي المرحلة الثانية، سترفع الولايات المتحدة المزيد من العقوبات وتمنع إعادة فرض عقوبات الأمم المتحدة، بحسب “إيران إنترناشيونال”. في المقابل، ستسمح إيران للوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة باستئناف عمليات التفتيش على المواقع النووية، مع تنفيذ ”البروتوكول الإضافي“، الذي يسمح للوكالة الأممية بإجراء عمليات تفتيش مفاجئة للمواقع غير المعلنة.

وقال التقرير إنه في المرحلة النهائية، ستنقل إيران مخزون اليورانيوم عالي التخصيب إلى بلد ثالث، وسيصادق الكونغرس الأمريكي على الاتفاق النووي، وسترفع إدارة ترامب العقوبات الأولية والثانوية.

وذكر التقرير أن مبعوث البيت الأبيض إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف فاجأ الوفد الإيراني بترحيبه بالعرض، الذي طرحه وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي خلال محادثاتهما في عُمان. ويأتي هذا التقرير في الوقت الذي من المقرر أن يعقد ويتكوف وعراقجي جولة ثانية من المحادثات في روما يوم السبت.

وكان ويتكوف قد أشار يوم الاثنين إلى أن البيت الأبيض يسعى إلى اتفاق من شأنه أن يحد من البرنامج النووي الإيراني بدلا من تدميره، مع وضع سقف منخفض المستوى لتخصيب اليورانيوم والتحقق من أن إيران لا تتقدم في إمكانية تسليح نفسها.

إلا أنه في اليوم التالي، شدد موقفه وقال إن أي اتفاق سيتطلب من الجمهورية الإسلامية ”وقف برنامج التخصيب والتسلح النووي والقضاء عليه“.

المرشد الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي (إلى اليمين) يزور معرضا لإنجازات البلاد النووية، في مجمع مكتبه في طهران، إيران، 11 يونيو، 2023. (Office of the Iranian Supreme Leader, Via AP)

ونقلت ”إيران إنترناشيونال“ عن مصدر دبلوماسي من خارج طهران قوله إن المرشد الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي وافق على المحادثات مع ويتكوف كخدعة ”لكسب المزيد من الوقت“ لإيران لإعادة بناء دفاعاتها الجوية التي دمرتها الغارات الجوية الإسرائيلية في أكتوبر، ”واستعادة قدرتها على إنتاج صواريخ أرض-أرض التي تضررت في الهجوم الإسرائيلي نفسه“.

وجاء هذا الهجوم الإسرائيلي ردا على الهجوم الصاروخي الباليستي الضخم الذي شنته إيران في الأول من أكتوبر، وهو ثاني هجوم لطهران على إسرائيل بعد هجوم بالصواريخ والمسيّرات في أبريل الماضي.

وبدا أن المرحلة الأخيرة كما وردت في تقرير ”إيران إنترناشيونال“ تتناقض مع تقرير نشرته صحيفة ”الغارديان“ البريطانية يوم الثلاثاء الماضي قالت فيه إن طهران سترفض اقتراحا بنقل اليورانيوم المخصب إلى بلد ثالث. وفي وقت لاحق من ذلك اليوم، رفضت روسيا، التي تشغل المفاعل النووي الإيراني الوحيد، القول ما إذا كانت ستوافق على أخذ مخزون إيران من اليورانيوم المخصب كجزء من اتفاق نووي.

وتقول إيران، التي أقسم قادتها على تدمير إسرائيل، إنها لا تسعى إلى امتلاك أسلحة نووية، لكنها زادت منذ ديسمبر الماضي بنحو النصف من مخزونها الكبير بالفعل من اليورانيوم المخصب بنسبة 60٪، وهي في طريقها إلى زيادة إنتاجها من اليورانيوم الخام إلى أربعة أضعاف تقريبا هذا العام، وفقا لمنظمات الرقابة النووية الدولية.

المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، رافائيل ماريانو غروسي (في الوسط) يزور معرضا لإنجازات إيران النووية، في طهران، إيران، الخميس، 17 أبريل، 2025. (Atomic Energy Organization of Iran via AP)

إن معدل التخصيب يتجاوز بكثير ما هو ضروري لبرنامج نووي مدني وعلى بعد خطوة قصيرة من مستوى صنع الأسلحة النووية. يوم الخميس، أثناء زيارته لطهران، حذر رئيس الوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل غروسي من أن الولايات المتحدة وإيران ”ليس لديهما الكثير من الوقت“ لإبرام اتفاق.

وذكرت صحيفة ”نيويورك تايمز“ يوم الخميس أن ترامب، الذي هدد بقصف المواقع النووية الإيرانية، ”لوّح“ بمثل هذا الهجوم الذي خططت إسرائيل لشنه الشهر المقبل. وأكد ترامب، الذي اختار بدلا من ذلك بدء المفاوضات مع طهران، هذا التقرير بشكل جزئي في وقت لاحق يوم الخميس، قائلا ”لم أكن لأقول ’لوّحت’” لكن “أنا لست في عجلة من أمري للقيام بذلك“.

الرئيس الأمريكي دونالد ترامب (إلى اليسار) يستقبل رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في البيت الأبيض في واشنطن في 7 أبريل، 2025. (Brendan Smialowski/AFP)

وفي الوقت نفسه، أشاد مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بالإجراءات ”التي لا حصر لها“ التي اتخذها رئيس الوزراء ضد برنامج إيران النووي، لكنه لم ينكر أن ترامب قد منع توجيه ضربة.

وكان ترامب، الذي جدد عقوبات ”الضغط الأقصى“ التي فرضها في ولايته الأولى على إيران، قد أعلن عن تجديد المحادثات مع إيران في اجتماع مع نتنياهو في البيت الأبيض في وقت سابق من هذا الشهر. وذكرت وسائل إعلام عبرية في وقت لاحق أن ويتكوف أطلع نتنياهو على الإعلان قبل ساعات فقط من ذلك، بعد وقت قصير من وصول الزعيم الإسرائيلي إلى واشنطن في هذه الزيارة القصيرة وغير المتوقعة.

وأفادت التقارير أن نتنياهو لم يحصل على ضمانات بأن تتم تلبية مطالب إسرائيل في المحادثات، ولا فيما يتعلق بما سيحدث إذا فشلت المفاوضات أو تراجعت إيران عن الاتفاق.

اقرأ المزيد عن