إسرائيل في حالة حرب - اليوم 648

بحث

إيران تطلق وابلًا من الصواريخ الباليستية على إسرائيل، ما أدى إلى مقتل 3 أشخاص وإصابة العشرات

سقطت عدة قذائف في وسط إسرائيل؛ الجيش الإسرائيلي يقول إن معظم الصواريخ تم اعتراضها؛ مسؤول إسرائيلي يقول لقناة تلفزيونية: "إيران ستدفع ثمنًا باهظًا لا يُحتمل بسبب إطلاقها النار على مناطق مدنية"

موقع ضربة صاروخية باليستية إيرانية في منطقة تل أبيب، 13 يوليو 2025 (Magen David Adom)
موقع ضربة صاروخية باليستية إيرانية في منطقة تل أبيب، 13 يوليو 2025 (Magen David Adom)

أطلقت إيران عدة دفعات من الصواريخ الباليستية على إسرائيل مساء الجمعة وصباح السبت، مما دفع الإسرائيليين في جميع أنحاء البلاد نحو الملاجئ، في حين امتلأت السماء بخطوط من الضوء وكرات من النار من الصواريخ القادمة واعتراضات الدفاعات الإسرائيلية.

وأفادت التقارير بإصابة نحو 80 شخصا في الهجمات، من بينهم ثلاثة أصيبوا بجروح حرجة وتوفوا لاحقا متأثرين بجراحهم. كما أُصيب عدة أشخاص آخرين بجروح خطيرة، وفقا لمؤسسة نجمة داود الحمراء. أما الباقين فأصيبوا بجروح طفيفة إلى متوسطة أو عانوا من حالات قلق حاد.

وادعت وسائل إعلام إيرانية أن مئات الصواريخ أُطلقت في الدفعة الأولى مساء الجمعة، بينما قدّر الجيش الإسرائيلي أن العدد الفعلي كان أقل من 100.

وقال الجيش الإسرائيلي أنه تم إطلاق أربع موجات من الهجمات الليلية تضمنت كل منها عشرات الصواريخ، دون تحديد رقم دقيق.

انفجار خلال هجوم صاروخي إيراني في تل أبيب، ليل 13 يونيو 2025. (AP Photo/Tomer Neuberg)

وسقطت عدة صواريخ في وسط إسرائيل، حيث سُمعت انفجارات ضخمة في منطقة تل أبيب، وشوهد الدخان يتصاعد من عدة مواقع.

وقال الجيش إن جنود الجبهة الداخلية أنقذوا مدنيًا من أحد المباني في منطقة تل أبيب التي تعرضت لضربة صاروخية باليستية.

منظومة الدفاع الجوي الإسرائيلي تطلق صواريخ لاعتراض صواريخ إيرانية فوق تل أبيب، إسرائيل، 13 يونيو 2025. (AP Photo/Leo Correa)

وقالت الشرطة إن شظية كبيرة من صاروخ تم اعتراضه سقطت في إحدى البلدات في شمال إسرائيل وألحقت أضرارا.

وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي العميد أفي دفارين إن معظم الصواريخ تم اعتراضها بواسطة الدفاعات الجوية أو سقطت قبل أن تصل إلى البلاد.

“هناك عدد محدود من الإصابات في المباني، وبعضها سببه شظايا ناتجة عن الاعتراض”، قال.

وقال مسؤول أمريكي إن الولايات المتحدة ساعدت إسرائيل في التصدي للهجمات الصاروخية.

وقال المسؤول لوكالة فرانس برس بشرط عدم الكشف عن اسمه: “أستطيع أن أؤكد أن الولايات المتحدة تساعد في إسقاط الصواريخ التي تستهدف إسرائيل”. دون توضيح نطاق المساعدة الأمريكية.

تصاعد النيران والدخان من مبنى مدمر أصابه صاروخ أُطلق من إيران، وسط إسرائيل، 13 يونيو 2025. (AP Photo/Tomer Appelbaum)

ودعا الجيش الإسرائيلي الجمهور إلى عدم نشر مواقع أو صور إصابات الصواريخ. وقال: “العدو يراقب المقاطع لتحسين قدراته الهجومية”.

وتم إرسال تنبيهات عبر الهواتف للإسرائيليين بعد الساعة 9 مساءً بقليل، أي نحو 10 دقائق قبل سقوط الصواريخ الأولى، ودوت صفارات الإنذار قبيل وصولها في المواقع المهددة. ونصحت قيادة الجبهة الداخلية السكان بالبقاء في الملاجئ حتى تصدر تعليمات بالخروج، وليس لمدة 10 دقائق المعتادة عند إطلاق الصواريخ من غزة أو لبنان أو اليمن. وصدر الإذن بالخروج في حوالي الساعة 10:10 مساء.

وأُطلقت دفعة أخرى من الصواريخ بعد الساعة الواحدة صباحا يوم السبت، وتلقى الإسرائيليون الإذن بمغادرة الملاجئ بعد نحو 25 دقيقة.

وأُطلقت عدة دفعات أخرى بعد ذلك بساعات، حيث أدت الأولى إلى تفعيل صفارات الإنذار في الشمال، وأدت الدفعتان التاليتان إلى إطلاق التحذيرات في أنحاء البلاد.

وضرب صاروخ باليستي في الدفعة الأخيرة مبنى في وسط إسرائيل مباشرة، مما أدى إلى أضرار جسيمة في عدة منازل وإصابة ما لا يقل عن 20 شخصا، توفي اثنان منهم متأثرين بجراحهما.

آثار صواريخ في السماء فوق القدس في 13 يونيو 2025 بعد وابل من الصواريخ أُطلق من إيران. (Photo by Ahmad GHARABLI / AFP)

زعمت وكالة الأنباء الرسمية الإيرانية “إرنا” أن مئات الصواريخ الباليستية أُطلقت ردا على أكبر هجوم إسرائيلي على إيران حتى الآن، حيث استهدفت الضربات الموقع النووي الضخم تحت الأرض في نطنز ومواقع نووية وعسكرية أخرى، وأدت إلى مقتل كبار القادة العسكريين في إيران.

وقال الحرس الثوري إنه نفذ هجمات على عشرات الأهداف في إسرائيل.

وقال المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية آية الله علي خامنئي في بيان إن إسرائيل هي من بدأت الحرب، وإنه لن يُسمح لها بتنفيذ هجمات “اضرب واهرب” من دون عواقب وخيمة.

وقال خامنئي: “لن يبقى الكيان الصهيوني بمنأى عن عواقب جريمته. يجب أن يطمئن الشعب الإيراني إلى أن ردنا لن يكون منقوصًا”.

من جانبه، قال وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس إن إيران “تجاوزت الخطوط الحمراء بعدما تجرأت على إطلاق صواريخ نحو التجمعات السكانية المدنية في إسرائيل”.

وأضاف: “سنواصل الدفاع عن مواطني إسرائيل والتأكد من أن نظام الملالي يدفع ثمنًا باهظًا جدًا على أفعاله الشنيعة”.

ونقلت القناة 12 عن مصدر سياسي إسرائيلي لم يُسمه تهديده بتصعيد الهجمات على إيران.

وقال المصدر: “ستدفع إيران ثمنًا باهظًا لا يُحتمل بسبب إطلاقها النار على مناطق مدنية. نحن نعلم ما الذي ضربته إسرائيل [في هجماتها على أهداف إيرانية اليوم]، ونعلم ما الذي قررت إسرائيل عدم ضربه. وهذه هي الخطوة القادمة”.

ويبدو أن هذا التصريح يشير إلى احتمال تنفيذ ضربات إسرائيلية على أهداف إيرانية في قطاع الطاقة والبنية التحتية.

وفي وقت سابق، حذر خامنئي من أن إسرائيل تواجه “مصيرًا مريرا ومؤلما” ردا على الهجوم الذي شنته الليلة الماضية ضد البرنامج النووي للجمهورية الإسلامية.

موقع ضربة صاروخية باليستية إيرانية في منطقة تل أبيب، 13 يوليو 2025 (Magen David Adom)

وأطلقت طهران 100 طائرة مسيّرة نحو إسرائيل في ردها الأولي، لكن جميعها أُسقطت بواسطة الدفاعات الجوية الإسرائيلية والإقليمية قبل وصولها.

وكانت إسرائيل قد حذرت مواطنيها صباح الجمعة من أن إيران أطلقت أكثر من 100 طائرة مسيّرة، ستستغرق عدة ساعات للوصول، وطلبت من جميع السكان البقاء بالقرب من الملاجئ. وبعد ثلاث ساعات، رفعت الجبهة الداخلية في الجيش الإسرائيلي التعليمات من دون أن تطلق أي صفارات إنذار في البلاد.

وقال الجيش الإسرائيلي صباح الجمعة إنه “سيطر على الوضع”.

وقال خامنئي، في بيان نقلته وكالة إرنا الرسمية: “لقد كشفت إسرائيل عن يدها الشريرة والملطخة بالدماء بارتكاب جريمة في بلادنا العزيزة، وأظهرت طبيعتها الخبيثة أكثر من أي وقت مضى عبر استهدافها مراكز سكنية”.

وجاءت هذه التصريحات بعدما شنت إسرائيل موجة هجمات قاتلة أسفرت عن مقتل رئيس أركان القوات المسلحة الإيرانية، وقائد الحرس الثوري، وكبار مسؤولي الصناعات الجوية، وكبار العلماء النوويين.

وقال خامنئي: “بهذه الجريمة، حكم الكيان الصهيوني على نفسه بمصير مرير ومؤلم، وسيناله بالتأكيد”.

وقالت إيران إن أفعال إسرائيل تؤكد حاجة الجمهورية الإسلامية إلى تطوير تخصيب اليورانيوم وقدراتها الصاروخية.

وقال بيان للحكومة الإيرانية: “لا ينبغي الحديث مع نظام مفترس كهذا إلا بلغة القوة. الآن العالم يفهم بشكل أفضل إصرار إيران على حقها في التخصيب والتكنولوجيا النووية والقدرة الصاروخية”.

موقع ضربة صاروخية باليستية إيرانية في منطقة تل أبيب، 13 يوليو 2025 (Magen David Adom)

وأكدت الولايات المتحدة الجمعة أنها لم تشارك في الهجوم الإسرائيلي وحذرت طهران من استهداف أفرادها أو مصالحها.

لكن طهران قالت إن الولايات المتحدة ستكون “مسؤولة عن العواقب” لأن العملية الإسرائيلية “لا يمكن أن تكون قد نُفذت من دون تنسيق وموافقة من الولايات المتحدة”.

وقال المتحدث باسم القوات المسلحة الإيرانية أبو الفضل شكارجي للتلفزيون الرسمي إن إسرائيل والولايات المتحدة ستدفعان “ثمنًا باهظًا” على هذه الهجمات.

وقالت إسرائيل صباح الجمعة إنه لم يكن أمامها خيار سوى مهاجمة إيران، مضيفة أنها جمعت معلومات استخباراتية تشير إلى أن طهران تقترب من “نقطة اللاعودة” في سعيها لامتلاك سلاح نووي.

ومن المتوقع أن تستمر العملية الإسرائيلية عدة أيام على الأقل، وفقًا لمسؤولين عسكريين، الذين أضافوا أن الجيش الإسرائيلي يستعد للتعرض لنيران كثيفة من إيران، لكنه أكد أنه “بنهاية العملية، لن يكون هناك تهديد نووي” من الجمهورية الإسلامية.

اقرأ المزيد عن