إيران تطلق صواريخ باليستية على إسرائيل؛ الجيش الإسرائيلي يستهدف طهران بضربات “غير مسبوقة”
شركة الكهرباء الإسرائيلية تقول إن سقوط صاروخ بالقرب من "بنية تحتية استراتيجية" في الجنوب تسبب في انقطاعات مؤقتة للتيار الكهربائي؛ إسقاط طائرة مسيّرة إسرائيلية فوق إيران

تسبب هجوم صاروخي باليستي كبير من إيران صباح الإثنين في لجوء ملايين الأشخاص إلى الملاجئ في جميع أنحاء إسرائيل، حيث ادى سقوط أحد الصواريخ إلى انقطاعات في التيار الكهربائي في عدد من بلدات الجنوب.
ولم ترد تقارير عن وقوع إصابات في الهجوم، الذي أدى إلى تفعيل صفارات الإنذار في شمال ووسط وجنوب إسرائيل، بما في ذلك في بلدات قريبة من حدود غزة ولبنان.
وقال الجيش الإسرائيلي إن ستة أو سبعة صواريخ أطلقت من إيران في أربع موجات خلال فترة 40 دقيقة.
وأوضحت شركة الكهرباء الإسرائيلية أن سقوط صاروخ باليستي بالقرب من “منشأة بنية تحتية استراتيجية” في جنوب إسرائيل تسبب في انقطاعات مؤقتة للتيار الكهربائي في عدة بلدات بالمنطقة.
وأُطلق صاروخ باليستي آخر بعد نحو ساعة، مما أدى مجددًا إلى تفعيل صفارات الإنذار في شمال إسرائيل. وتم اعتراض المقذوف ولم ترد تقارير عن إصابات.
كما تم اعتراض صاروخ آخر أُطلق ليلًا، مما دفع سكان وسط إسرائيل إلى التوجه إلى الملاجئ حوالي الساعة الثالثة صباحًا.
وجاء الهجوم الإيراني بعد يوم واحد من قصف الولايات المتحدة ثلاثة مواقع نووية رئيسية في إيران، لتنضم إلى الحملة الجوية الإسرائيلية ضد البنية التحتية النووية والعسكرية الإيرانية التي بدأت في 13 يونيو.
وقد ردت إيران على الضربات الإسرائيلية بهجمات شبه يومية من الصواريخ على المدن، أسفرت عن مقتل 24 شخصًا وإصابة آلاف آخرين، بحسب مسؤولين صحيين ومستشفيات. وأصاب بعضها مبانٍ سكنية وجامعة ومستشفى، وتسببت في أضرار جسيمة.
قوة غير مسبوقة
واصلت إسرائيل حملتها الجوية ضد البرنامجين العسكري والنووي الإيرانيين طوال الليل وحتى صباح الإثنين.
وقال وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس في بيان إن الجيش الإسرائيلي “يضرب بقوة غير مسبوقة أهداف النظام وأجهزة القمع الحكومية في قلب طهران”، فيما أفيد عن وقوع انفجارات ضخمة في العاصمة الإيرانية.

وقال في بيان صدر عن مكتبه: “سيتم قريبًا نشر صور تُظهر حجم الدمار”.
وأضاف كاتس: “عن كل صاروخ يُطلق على الجبهة الداخلية الإسرائيلية، سيُعاقب الديكتاتور الإيراني بشدة، وستستمر الضربات بكل قوة. سنواصل العمل للدفاع عن الجبهة الداخلية وهزيمة العدو حتى تحقيق جميع أهداف الحرب”.
كما قالت القوات العسكرية إن الضربات دمرت عدة مواقع لتخزين وإطلاق الصواريخ الباليستية كانت موجهة نحو إسرائيل.
وذكر الجيش الإسرائيلي أن أكثر من 15 طائرة مقاتلة نفذت ضربات في منطقة كرمنشاه، استهدفت مواقع إطلاق صواريخ باليستية إيرانية.
إسقاط طائرة مسيّرة فوق إيران
أكد الجيش الإسرائيلي صباح الإثنين إسقاط طائرة مسيّرة تابعة لسلاح الجو الإسرائيلي فوق منطقة خرم آباد في غرب إيران، وذلك بعد تقارير من وسائل إعلام إيرانية.
وقال الجيش: “خلال نشاط عملياتي، تم إسقاط طائرة مسيّرة تابعة لسلاح الجو في إيران. لا توجد خشية من تسرب معلومات”.
1. Iran published video of shooting down another Israeli UAV (reportedly Hermes type) near the city of Khorramabad in the west of the country this morning (June 23, 2025). pic.twitter.com/6lWuwS5wjX
— Mehdi H. (@mhmiranusa) June 23, 2025
وأفادت وسائل إعلام إيرانية أن الطائرة كانت من طراز “هرميس”.
ويبدو أن هذه هي المرة الثانية التي يسقط فيها الإيرانيون طائرة إسرائيلية مسيّرة منذ بداية الحرب — إذ تم إسقاط طائرة “هرميس 900” تابعة لسلاح الجو الإسرائيلي فوق منطقة أصفهان الأسبوع الماضي.
تحذيرات إيرانية للولايات المتحدة وإسرائيل
بينما كان العالم يترقب الانتقام الذي توعدت به إيران ردًا على الضربات الأمريكية لمواقعها النووية، وصف المرشد الأعلى آية الله علي خامنئي حملة القصف التي أطلقتها إسرائيل في 13 يونيو بأنها “خطأ كبير” و”جريمة كبيرة”.
وكتب خامنئي على وسائل التواصل الاجتماعي قبل وابل الصواريخ صباح الإثنين: “العدو الصهيوني… يتلقى عقابه الآن”، مرفقًا صورة لصواريخ تتساقط على مدينة إسرائيلية وجمجمة ضخمة.
ويبدو أنه كان يشير إلى الهجوم الصاروخي الليلي على إسرائيل، والذي شهد إطلاق قذيفة واحدة تم اعتراضها بواسطة الدفاعات الجوية.
في غضون ذلك، قال رئيس أركان الجيش الإيراني الجديد اللواء أمير حاتمي إن كل مرة ارتكب فيها الأمريكيون “جرائم” ضد إيران تلقوا ردًا حاسمًا، وسيكون الأمر كذلك هذه المرة أيضًا، بحسب وكالة فارس للأنباء.

وحذّر الجنرال الإيراني عبد الرحيم موسوي، رئيس الأركان المشتركة للقوات المسلحة، واشنطن من أن ضرباتها منحت القوات الإيرانية “حرية التصرف” لـ”التحرك ضد المصالح الأمريكية وجيشها”.
ووصف موسوي الهجوم الأمريكي على المنشآت النووية الإيرانية بأنه انتهاك لسيادة إيران ويعادل غزو البلاد، وفقًا لوكالة الأنباء الإيرانية الرسمية (إرنا).
وفي أعقاب الضربات الأمريكية على المواقع النووية الإيرانية، تزايدت الدعوات في جميع أنحاء العالم للتهدئة والعودة إلى الدبلوماسية لحل النزاع.
ويوم الإثنين، قالت كبيرة الدبلوماسيين في الاتحاد الأوروبي إن الكتلة لا تزال “تركز بشكل كبير على الحل الدبلوماسي”.
وقالت كالاس للصحفيين قبل اجتماع مع وزراء خارجية دول الاتحاد الأوروبي “المخاوف من الرد وتصاعد هذه الحرب كبيرة”.
وتابعت “خاصة أن إغلاق إيران لمضيق هرمز أمر بالغ الخطورة وليس في صالح أحد”، في إشارة إلى الممر البحري الحيوي لنقل النفط.

ويوم الأحد، كرر مسؤولون إيرانيون تهديداتهم بإغلاق ممر الشحن الرئيسي.
وتقول إسرائيل إن هجومها الواسع، الذي بدأ في 13 يونيو، ضد كبار القادة العسكريين والعلماء النوويين الإيرانيين ومواقع تخصيب اليورانيوم وبرنامج الصواريخ الباليستية ضروري لمنع الجمهورية الإسلامية من تحقيق خطتها المعلنة لتدمير الدولة اليهودية.
وقالت منظمة أمريكية يوم الجمعة إن ضربات إسرائيل ضد إيران أسفرت عن مقتل ما لا يقل عن 657 شخصًا، بينهم مدنيون وأفراد من قوات الأمن.
ساهم طاقم تايمز أوف إسرائيل في إعداد هذا التقرير.