إيران تطلق رشقتين صاروخيتين على إسرائيل خلال الليل؛ خامنئي: ”المعركة بدأت“
لا أنباء عن وقوع إصابات في الهجمات؛ المرشد الأعلى الإيراني يهدد بـ ”عدم إظهار أي رحمة للصهاينة“ في الوقت الذي أعلن فيه الجيش الإسرائيلي عن موجة جديدة من الغارات الجوية على طهران بعد إصدار رأوامر بالإخلاء

أطلقت إيران رشقتين من الصواريخ البالستية على إسرائيل فجر الأربعاء، في حين أعلن المرشد الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي أن ”المعركة بدأت“ ودعا إلى عدم إظهار ”أي رحمة“ تجاه الإسرائيليين.
أطلقت الصلية الأولى، التي بدأت في إطلاق صفارات الإنذار في أنحاء واسعة من إسرائيل بعد الساعة 12:40 فجرا، حوالي 15 قذيفة. أطلق الوابل التالي من الصواريخ، التي بلغ عددها حوالي 10 صواريخ، بعد حوالي 40 دقيقة وسًمع دوي صفارات الإنذار في البلدات الإسرائيلية بوسط البلاد وعدد من المستوطنات في الضفة الغربية.
قبل عدة دقائق من الهجمات، أصدر الجيش الإسرائيلي إنذارات تحذر السكان من إطلاق الصواريخ وتأمرهم بالتوجه إلى الملاجئ. بعد كل هجوم صاروخي، أبلغ الجيش الإسرائيلي السكان أن بإمكانهم الخروج من الملاجئ.
ولم ترد أنباء عن وقوع إصابات في الهجومين المتتاليين، لكن حريقا اندلع في موقف للسيارات في وسط إسرائيل، مما أدى إلى إتلاف العديد من السيارات.
ولم يتضح على الفور ما إذا كان الحريق ناتجا عن اصطدام مباشر أو بسبب سقوط شظايا من صواريخ اعتراضية.
وادعى الحرس الثوري الإسلامي في وقت لاحق أنه استخدم صواريخ تفوق سرعتها سرعة الصوت.
وقال الحرس الثوري الإيراني في بيان بثته التلفزيون الحكومي إن ”الموجة الحادية عشرة من عملية الوعد الصادق 3 المهيبة باستخدام صواريخ فاتح-1“ قد نفذت، زاعما أن القوات الإيرانية ”سيطرت بشكل كامل على أجواء الأراضي المحتلة“.

كما تم تشغيل صفارات الإنذار خلال الليل حول البحر الميت بسبب اشتباه في تسلل مسيّرة، وقبيل الساعة السادسة صباح الأربعاء في العديد من البلدات بشمال البلاد. وقال الجيش الإسرائيلي بعد الحادثة الأخيرة إن سلاح الجو أسقط مسيّرة ”من الشرق“، وهو مصطلح استخدمه الجيش في السابق للإشارة إلى الجماعات المدعومة من إيران في العراق واليمن.
جاء إطلاق الصواريخ خلال الليل بعد عدة صليات صغيرة طوال يوم الثلاثاء، حيث قال الجيش الإسرائيلي إنه يعتقد أن الهجمات تتناقص في نطاقها بسبب تراجع قدرات إيران جراء الضربات الإسرائيلية.
وكتب خامنئي على حسابه باللغة الإنجليزية على منصة X بعد الصلية الثانية من الصواريخ فجر الأربعاء: ”يجب أن نرد بقوة على النظام الصهيوني الإرهابي. لن نرحم الصهاينة“.
ونشر تغريدة مماثلة باللغة العبرية، بالإضافة إلى منشور باللغة الفارسية ذي طابع شيعي قال فيه إن ”المعركة بدأت“ وادعى العودة إلى خيبر، في إشارة إلى بلدة كانت موطنا لقبائل يهودية وغزاها المسلمون في القرن السابع الميلادي.
وأظهر المنشور صورة لرجل يحمل سيفا وهو يدخل بوابة تشبه بوابة قلعة، مع خطوط نارية في السماء فوقه.
في غضون ذلك، أصدر الجيش الإسرائيلي تحذيرا بالإخلاء يوم الأربعاء، حث فيه سكان المنطقة 18 في طهران على مغادرة المنطقة، قائلا إن إسرائيل ستتخذ إجراءات في المنطقة تستهدف البنية التحتية العسكرية.
بعد ذلك بوقت قصير، أعلن الجيش أن سلاح الجو الإسرائيلي شن موجة جديدة من الضربات في العاصمة الإيرانية، دون تقديم مزيد من التفاصيل على الفور.
وأفادت مواقع إخبارية إيرانية أن إسرائيل قصفت جامعة مرتبطة بالحرس الثوري الإيراني في شرق طهران، كما أفادت بوقوع انفجارات في منشأة خجير لإنتاج الصواريخ بالقرب من العاصمة وفي مدينة كرج، حيث استهدفت إسرائيل في السابق مصنعا لأجهزة الطرد المركزي.

دخلت العملية العسكرية الإسرائيلية في إيران يومها السادس، وقد تم شنها بهدف إزالة ”التهديد الوجودي“ الذي يشكله برنامج إيران النووي وقدراتها الصاروخية الباليستية.
وتقول إسرائيل إن هجومها الشامل على كبار القادة العسكريين والعلماء النوويين ومواقع تخصيب اليورانيوم وبرنامج الصواريخ الباليستية في إيران ضروري لمنع الجمهورية الإسلامية، الملتزمة بتدمير الدولة اليهودية، من الاقتراب أكثر من بناء أسلحة نووية.
وردت إيران بإطلاق أكثر من 370 صاروخا ومئات الطائرات المسيرة على إسرائيل. حتى الآن، قُتل 24 شخصا في إسرائيل وأصيب أكثر من 500 آخرين.
ووفقا لمسؤولين إيرانيين، أسفرت الغارات الإسرائيلية على إيران عن مقتل ما لا يقل عن 224 شخصا.
ساهمت وكالات في هذا التقرير.