إسرائيل في حالة حرب - اليوم 560

بحث

إيران تدرس اقتراح اتفاق نووي مؤقت في المحادثات المقبلة مع الولايات المتحدة

طهران ترى أن مهلة الشهرين التي حددها ترامب قصيرة جدًا للتوصل إلى اتفاق شامل، لكن من المرجح أن يُقابل الاقتراح بشكوك من الجانب الأمريكي

الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان (الثاني من اليمين) ورئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية محمد إسلامي (يمين) خلال احتفالات "اليوم الوطني للتكنولوجيا النووية" في طهران، 9 أبريل 2025. (Iranian Presidency / AFP)
الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان (الثاني من اليمين) ورئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية محمد إسلامي (يمين) خلال احتفالات "اليوم الوطني للتكنولوجيا النووية" في طهران، 9 أبريل 2025. (Iranian Presidency / AFP)

تدرس إيران خياراتها قبيل انطلاق المحادثات النووية مع الولايات المتحدة، والتي من المقرر أن تبدأ في سلطنة عمان نهاية هذا الأسبوع، وقد تقترح اتفاقًا نوويًا مؤقتًا لتفادي أي تصعيد عسكري، بحسب تقرير نُشر يوم الخميس.

ومن المتوقع أن يصل دبلوماسيون إيرانيون وأمريكيون إلى الدولة الخليجية يوم السبت لبدء مفاوضات بشأن البرنامج النووي الإيراني، في حين يسعى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بحسب تقارير، لإبرام اتفاق خلال الشهرين المقبلين.

لكن موقع “أكسيوس” أفاد بأن إيران تعتبر أن المهلة التي حددها ترامب قصيرة جدا، وأن الفشل في التوصل إلى اتفاق شامل ضمن هذا الإطار الزمني سيجعلها عرضة لهجوم عسكري أمريكي أو إسرائيلي.

وبالتالي، قد تقترح إيران اتفاقا مؤقتا يسمح للأطراف بتسوية تفاصيل اتفاق أكثر ديمومة دون اللجوء إلى القوة العسكرية، بحسب ما نقل التقرير عن دبلوماسي أوروبي ومصدر مطّلع لم يُكشف عن اسمه.

وقد يتضمن الاتفاق المؤقت، بحسب التقرير، أن تقلّص إيران جزئيًا من نشاطها في تخصيب اليورانيوم – الذي تصر على أنه لا يهدف إلى صنع سلاح نووي رغم وصوله إلى مستويات لا تُستخدم للأغراض المدنية – وأن تسمح بزيادة وصول الأمم المتحدة إلى منشآتها النووية، كخطوة لبناء الثقة تمهيدًا لاتفاق شامل.

وإذا طُرح هذا الاقتراح على الطاولة، فسيبدو متناقضا مع تصريحات مستشار كبير للمرشد الأعلى آية الله علي خامنئي، والذي حذر يوم الخميس من احتمال طرد وكالة الطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة قبل المحادثات باعتبارها “تهديد خارجي”.

صورة وزّعتها الرئاسة الإيرانية تظهر الرئيس مسعود پزشكيان (يسار) ورئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية محمد إسلامي (يمين) خلال “اليوم الوطني للتكنولوجيا النووية” في طهران، 9 أبريل 2025. (Iranian Presidency / AFP)

وسيتطلب الاتفاق المؤقت المحتمل في المقابل أن يخفف ترامب من عقوبات “الضغط الأقصى” التي يفرضها على طهران، والتي ما زالت قائمة رغم التخطيط للمحادثات، بحسب “أكسيوس”.

لكن التقرير أشار إلى أنه من غير الواضح ما إذا كانت الولايات المتحدة ستوافق على مثل هذا الاتفاق المؤقت، إذ قد تراه واشنطن محاولة من إيران لكسب الوقت مع الحفاظ على برنامجها النووي.

ورغم الشكوك المتبادلة بين الجانبين، قالت إيران يوم الجمعة إنها تمنح الدبلوماسية “فرصة حقيقية” في المحادثات مع الولايات المتحدة.

وكتب المتحدث باسم وزارة الخارجية إسماعيل بقائي في منشور على منصة (إكس)، “نمنح الدبلوماسية فرصة حقيقية بحسن نية ويقظة كاملة. على أمريكا أن تقدّر هذا القرار الذي اتُّخذ رغم خطابها العدائي”.

وكان ترامب قد أعلن عن المحادثات المرتقبة خلال زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى البيت الأبيض مطلع هذا الأسبوع، في تصريحات للصحفيين من المكتب البيضاوي بدت وكأنها فاجأت رئيس الوزراء الإسرائيلي.

ومع ذلك، قال نتنياهو إن التوصل إلى حل دبلوماسي يقضي تمامًا على البرنامج النووي الإيراني سيكون “أمرًا جيدًا”، لكنه شدد على ضرورة وقف البرنامج “بأي طريقة كانت”، ما يشير إلى أن إسرائيل، مثل الولايات المتحدة، لا تستبعد اللجوء إلى القوة العسكرية إذا لزم الأمر.

وقد أعرب مسؤولون أمريكيون أيضًا عن أملهم في أن تتيح المفاوضات فرصة لمعالجة البرنامج النووي الإيراني سلميًا، مع تأكيدهم في الوقت ذاته على أن الولايات المتحدة لن تتردد في اتخاذ إجراءات أكثر صرامة إذا لم تحقق المفاوضات نتائج.

قال وزير الدفاع الأمريكي بيت هيغسيث إن إيران هي من يقرر ما إذا كانت الخطوة الأمريكية الأخيرة بنشر قاذفات بي-2 في جزيرة دييغو غارسيا بالمحيط الهندي رسالة إلى طهران، معبرا عن أمله في أن تفضي المفاوضات الأمريكية الإيرانية بشأن برنامج طهران النووي إلى حل سلمي.

كان مسؤولون أمريكيون قد قالوا لرويترز إن واشنطن نقلت ما يصل إلى ست قاذفات بي-2 في مارس إلى قاعدة عسكرية أمريكية بريطانية في جزيرة دييغو غارسيا بالمحيط الهندي، وسط حملة قصف أمريكية في اليمن وتصاعد التوتر مع إيران.

صورة أقمار صناعية من Planet Labs PBC تُظهر ست قاذفات من طراز B-2 في قاعدة “كامب ثاندر كوف” في دييغو غارسيا، 2 أبريل 2025 (Planet Labs PBC via AP)

ولا يوجد سوى 20 قاذفة من هذا النوع في مخزون سلاح الجو الأمريكي. وتتميز الطائرة بقدرات التخفي من أجهزة الرادار وحمل أثقل القنابل الأمريكية وأسلحة نووية.

ويقول خبراء إن هذا هو السلاح الذي يمكن استخدامه لضرب البرنامج النووي الإيراني.

وعندما سُئل عما إذا كان الهدف من نشر القاذفات هو توجيه رسالة إلى إيران، قال هيجسيث “سنترك لهم القرار…إنها من الأصول العظيمة… إنها تبعث برسالة للجميع”.

وأضاف خلال زيارة إلى بنما “كان الرئيس ترامب واضحا… لا ينبغي لإيران امتلاك قنبلة نووية. نأمل بشدة أن يركز الرئيس على تحقيق ذلك سلميا”.

وفي اجتماع لمجلس وزراء ترامب يوم الخميس، عبّر وزير الخارجية ماركو روبيو عن أمله في أن تؤدي المفاوضات إلى السلام.

وقال روبيو: “نأمل أن يؤدي ذلك إلى السلام. نحن متفائلون حيال ذلك”.

ولا يزال الهيكل الدقيق للمحادثات المقررة غير واضح، إذ قال ترامب إنها ستكون مباشرة، بينما شددت إيران على أنها ستكون غير مباشرة وستتم بوساطة وزير خارجية عمان.

وشهدت جهود تسوية النزاع بشأن البرنامج النووي الإيراني تذبذبا على مدى أكثر من 20 عاما دون التوصل إلى حل.

وكان ترامب قد ألغى في عام 2017 خلال ولايته الأولى الاتفاق المبرم عام 2015 بين إيران وست قوى كبرى – الولايات المتحدة وروسيا والصين وفرنسا وبريطانيا وألمانيا – وفرض عقوبات صارمة. وردت إيران بتقليص التزاماتها في الاتفاق المعروف باسم “خطة العمل الشاملة المشتركة”.

وتنكر إيران سعيها لامتلاك سلاح نووي، لكنها رفعت نسبة تخصيب اليورانيوم إلى 60% – وهي نسبة لا تُستخدم إلا في الأسلحة النووية – وعرقلت وصول المفتشين الدوليين إلى منشآتها النووية.

ساهم طاقم تايمز أوف إسرائيل في إعداد هذا التقرير

اقرأ المزيد عن