إسرائيل في حالة حرب - اليوم 495

بحث

إيران تتهم إسرائيل رسميا بتنفيذ هجوم بطائرات مسيرة ضد موقع دفاعي، وتتعهد بالرد

في رسالة إلى الأمم المتحدة ، تتهم إيران القدس بـ "الإرهاب والتخريب" وتقول إنها تحتفظ بالحق في "الرد بحزم على أي تهديد أو مخالفة من النظام الصهيوني"

الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش (يسار) يتحدث إلى جانب هياشي يوشيماسا، وزير خارجية اليابان، خلال اجتماع لمجلس الأمن، في مقر الأمم المتحدة، 12 يناير 2023 (AP Photo / John Minchillo)
الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش (يسار) يتحدث إلى جانب هياشي يوشيماسا، وزير خارجية اليابان، خلال اجتماع لمجلس الأمن، في مقر الأمم المتحدة، 12 يناير 2023 (AP Photo / John Minchillo)

ألقت إيران رسميا باللوم على إسرائيل في هجوم بطائرة مسيّرة على منشأة دفاعية في مدينة أصفهان، وقدمت شكوى إلى مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة بشأن “الهجوم الإرهابي” الذي شنته اسرائيل قائلة إنها تحتفظ “بحقها المشروع والمتأصل” في الانتقام.

وقال السفير الإيراني أمير سعيد إرافاني في رسالة تم إرسالها يوم الأربعاء ونشرت يوم الخميس، أنه يريد لفت انتباه الأمم المتحدة إلى “حالات أخرى من أعمال الإرهاب والتخريب التي يمارسها النظام الإسرائيلي وكذلك انتهاكات القانون الدولي ضد جمهورية إيران الإسلامية”.

وجاء في الرسالة أنه “تمت محاولة شن هجوم إرهابي يوم السبت ضد مجمع تابع لوزارة الدفاع الإيرانية في مدينة أصفهان”.

وزعمت أنه تم إطلاق ثلاث سيّر، وتم اعتراض طائرتين. “التحقيقات الأولية تظهر أن النظام الصهيوني مسؤول عن الهجوم الإرهابي”.

وورد أن الموقع الذي قصف في غارة يوم السبت هو منشأة لإنتاج طائرات “شاهد-136” الإيرانية القاتلة، والتي زودتها لروسيا لاستخدامها في حربها ضد أوكرانيا.

وذكرت صحيفة “نيويورك تايمز” يوم الأحد أن إسرائيل نفذت هجوم الطائرات المسيّرة لحماية مصالحها الأمنية، وليس لمنع تصدير الأسلحة الإيرانية إلى روسيا.

لقطة شاشة من مقطع فيديو لم يتم التحقق منه تم تداوله على وسائل التواصل الاجتماعي يُقال إنه يُظهر انفجارًا في منشأة دفاعية في مدينة أصفهان الإيرانية في أعقاب غارة مزعومة بطائرة مسيّرة، 28 يناير 2023 (Used in accordance with Clause 27a of the Copyright Law)

وأفادت الصحيفة، نقلا عن مسؤولين كبار في المخابرات الأمريكية، أن جهاز الاستخبارات الإسرائيلي “الموساد” هو من نفذ الهجوم.

وأشار التقرير إلى أن أصفهان هي مركز لصناعة الصواريخ في طهران، حيث يتم بناء صاروخ شهاب متوسط المدى – الذي يمكنه وصول إسرائيل.

ولم تعلق إسرائيل على الهجوم.

الرسالة إلى الأمم المتحدة هي المرة الأولى التي تتهم فيها إيران علنا إسرائيل بتنفيذ الهجوم. وفي وقت سابق، قال مسؤولون لم يكشف عن أسمائهم لشبكة الجزيرة أنه يبدو أن إسرائيل كانت وراء الهجوم، رغم أنهم زعموا أنه كان فاشلا.

وهدد المسؤول الإيراني بأن طهران ستسعى للانتقام: “إسرائيل تعلم جيدًا أنها ستتلقى ردا كما حدث في الماضي”.

كما اشتكت الرسالة من التصريحات الأخيرة لكبار المسؤولين الإسرائيليين، بما في ذلك الرئيس إسحاق هرتسوغ ورئيس أركان الجيش الإسرائيلي السابق أفيف كوخافي ورئيس الوزراء بنيامين نتنياهو.

وتمت الإشارة خاصة إلى دعوة هرتسوغ لاتخاذ الناتو خطوات أكبر لمكافحة البرنامج النووي الإيراني، بينما تعرض نتنياهو وكوخافي لانتقادات لقولهما إن إسرائيل تعد الوسائل العسكرية لمنع إيران من حيازة قنبلة.

الرئيس إسحاق هرتسوغ (يسار) والأمين العام لحلف شمال الأطلسي (ناتو) ينس ستولتنبرغ في مؤتمر صحفي عقب اجتماعهما في مقر الناتو في بروكسل، 26 يناير 2023 (John Thys / AFP)

ودعت الرسالة الأمم المتحدة إلى إدانة “تصريحات إسرائيل العدوانية وأعمالها الإرهابية”.

كما تقول إن إيران تحتفظ “بحقها المشروع والمتأصل في الدفاع عن أمنها القومي والرد بحزم على أي تهديد أو مخالفة من النظام الصهيوني، أنّى وأينما رأت ذلك ضروريا”.

ويوم الإثنين، ذكرت قناة “كان” العامة أن المؤسسة الأمنية الإسرائيلية تستعد لضربة انتقامية من جانب إيران.

وقال التقرير إن المسؤولين الأمنيين أجروا مناقشات لمحاولة التنبؤ بموعد وطريقة رد إيران على ضربات متعددة ضد قوافل قيل إنها كانت تنقل أسلحة وذخائر للميليشيات المدعومة من طهران في سوريا خلال الـ48 ساعة الماضية. وجاءت تلك الضربات الجوية في أعقاب غارة الطائرات المسيّرة الأخطر في أصفهان.

ونُسبت هذه الهجمات على نطاق واسع إلى إسرائيل، التي تنتهج سياسة عدم التعليق على مثل هذه العمليات.

بالإضافة إلى الهجمات الانتقامية ضد أهداف داخل إسرائيل، كانت المؤسسة الأمنية مستعدة لاحتمال استهداف الجمهورية الإسلامية السياح الإسرائيليين والمسؤولين والسفارات في الخارج، أو ناقلات الشحن المملوكة لإسرائيل، بحسب ما أفادت “كان” دون ذكر مصادر.

وكان هذا هو الحال العام الماضي بعد اغتيال ضابط كبير في الحرس الثوري الإسلامي. وأصدرت إسرائيل حينها تحذير سفر حثت فيه المواطنين على تجنب السفر إلى تركيا، وقالت السلطات هناك إنها أحبطت محاولة خلية إيرانية لتنظيم عملية خطف في اسطنبول.

حريق مشتعل في منفذ القائم الحدودي على الحدود السورية العراقية في مقطع فيديو لم يتم التحقق منه، 29 يناير 2023 (Screenshot: Twitter)

ويُعتقد أن إيران شنت هجمات بطائرات مسيرة في الماضي ضد القوات الأمريكية وحلفائها في سوريا، ردا على الضربات الإسرائيلية المزعومة التي تستهدف مصالح طهران.

وخلال فترة ولايته السابقة كرئيس للوزراء، أمر نتنياهو بتنفيذ ضربات عديدة ضد أهداف إيرانية في سوريا وعمليات في الأراضي الإيرانية. وقد كان صريحا بشأن نيته معارضة تطلعات طهران النووية بأي ثمن، حيث ترى إسرائيل عموما أن القنبلة النووية الإيرانية تشكل تهديدا شبه وجوديا.

وقال تساحي هنغبي، الذي تم تعيينه منذ ذلك الحين كرئيس لمجلس الأمن القومي، في مقابلة في نوفمبر إنه يعتقد أن رئيس الوزراء سيأمر بتنفيذ ضربة ضد المنشآت النووية الإيرانية في حال فشل الولايات المتحدة تحقيق اتفاقًا نوويا جديدا مع طهران، وفشلها في التحرك بنفسها في المستقبل القريب.

اقرأ المزيد عن