إسرائيل في حالة حرب - اليوم 559

بحث

إندونيسيا على استعداد لإيواء 1000 لاجئ من غزة بشكل مؤقت

الرئيس الإندونيسي يقول "نحن مستعدون لإجلاء الجرحى والمصابين بالصدمات واليتامى"، مضيفا أنه سيكون بإمكان الفلسطينيين العودة إلى القطاع بمجرد شفائهم وأن يكون الوضع غزة آمنا لعودتهم

أشخاص يقفون خارج خيمتهم المنصوبة على أنقاض مبنى مدمر في مخيم جباليا للنازحين الفلسطينيين في شمال قطاع غزة في 8 أبريل، 2025. (Bashar TALEB / AFP)
أشخاص يقفون خارج خيمتهم المنصوبة على أنقاض مبنى مدمر في مخيم جباليا للنازحين الفلسطينيين في شمال قطاع غزة في 8 أبريل، 2025. (Bashar TALEB / AFP)

قال الرئيس الإندونيسي برابو سوبيانتو في بيان الأربعاء إن بلاده مستعدة لأن تستقبل مؤقتا فلسطينيين متضررين من الحرب في غزة، وذلك في مستهل جولة في منطقة الشرق الأوسط وتركيا.

وقدر أنه يمكن استقبال ألف في المرحلة الأولى.

كما أضاف برابو أنه وجه وزارة الخارجية بإجراء مناقشات سريعا مع الجانب الفلسطيني وغيره من الأطراف حول كيفية إجلاء الفلسطينيين المتضررين ونقلهم إلى إندونيسيا، الدولة ذات الأغلبية المسلمة.

وقال برابو: “نحن مستعدون لإجلاء الجرحى والمصابين بالصدمات واليتامى”.

وأوضح أن هؤلاء سيكونون في إندونيسيا بشكل مؤقت حتى يتعافوا تماما من إصاباتهم ويكون الوضع في غزة آمنا لعودتهم.

وتدعم جاكرتا حل الدولتين لإنهاء الصراع الإسرائيلي الفلسطيني وأرسلت مساعدات إنسانية للفلسطينيين.

الرئيس الإندونيسي برابوو سوبيانتو (على يسار الصورة) يتحدث خلال فعالية اقتصادية بعنوان ”تعزيز المرونة الاقتصادية لإندونيسيا وسط موجة حروب التعريفات التجارية“ في جاكرتا في 8 أبريل، 2025. (Yasuyoshi CHIBA / AFP)

وقال برابو إن إندونيسيا ترغب في تعزيز دورها في السعي لحل النزاع، مضيفا أن هذه الخطة ليست سهلة.

وأردف قائلا قبيل انطلاقه في جولة خارجية تشمل تركيا ومصر وقطر: “التزام إندونيسيا بدعم سلامة الفلسطينيين واستقلالهم دفع حكومتنا إلى العمل بشكل أكثر فعالية”.

تأتي تصريحات برابو بعد شهرين من إعلان وزارة الخارجية الإندونيسية رفضها القاطع لأي محاولة لتهجير الفلسطينيين قسرا، وذلك في أعقاب اقتراح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب نقلهم بشكل دائم من غزة.

وفي الشهر الماضي، ذكرت تقارير في وسائل الإعلام العبرية أن إسرائيل وإندونيسيا تناقشان برنامجا تجريبيا للسماح لسكان غزة بالهجرة إلى الدولة الواقعة في جنوب شرق آسيا للعمل، وأن حوالي 100 فلسطيني من سكان غزة سيكونون جزءا من برنامج عمل في الموجة الأولى، على الأرجح في مجال البناء.

وبما أن إسرائيل وإندونيسيا – أكبر دولة إسلامية في العالم – لا تربطهما علاقات دبلوماسية، فقد تم فتح قناة اتصال خاصة بين القدس وجاكرتا لتطوير البرنامج، بحسب التقرير.

وبينما لم يتم تنفيذ هذه الخطة حتى الآن، يبدو أن جاكرتا قد غيرت موقفها وأصبحت أكثر انفتاحا على فكرة استقبال أعداد أكبر من اللاجئين الفلسطينيين من غزة.

نازحون فلسطينيون بالقرب من خيامهم في منطقة الجندي المجهول في مدينة غزة، 4 أبريل، 2025. (Ali Hassan/Flash90)

وكان برابو قد قال العام الماضي، قبل توليه الرئاسة رسميا، إن إندونيسيا مستعدة لإرسال قوات حفظ سلام إلى غزة إذا لزم الأمر.

أثار ترامب ارتباكا في العالم في أوائل فبراير عندما اقترح أن ”تستولي“ الولايات المتحدة على غزة وأن تحولها إلى ”ريفييرا الشرق الأوسط“ مع إجبار سكانها الفلسطينيين على الانتقال إلى مصر أو الأردن أو دول أخرى. غير أنه قال هذا الشهر إنه لن يتم طرد أي من سكان غزة.

وفي حين أن وزراء اليمين المتطرف في الحكومة الذين حثوا على استغلال الحرب كفرصة لإعادة إنشاء المستوطنات الإسرائيلية في القطاع أشادوا بالخطة، إلا أن السلطة الفلسطينية والدول العربية رفضتها بشكل قاطع.

وعلى الرغم من المعارضة العلنية في أوساط قادة المنطقة، إلا أن الحكومة مضت قدما في خططها لتشجيع الفلسطينيين على الانتقال.

رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو (على يسار الصورة) والرئيس الأمريكي دونالد ترامب (على يمين الصورة) يتحدثان خلال مؤتمر صحفي مشترك في الغرفة الشرقية بالبيت الأبيض في 4 فبراير، 2025. (The White House, via Wikipedia)

في شهر يناير، أفاد الموقع الشقيق لـ”تايمز أوف إسرائيل”، “زمان يسرائيل”، أن الحكومة تجري اتصالات سرية مع الكونغو ودول أفريقية أخرى لاستقبال آلاف المهاجرين من غزة.

في مارس الماضي، ذكر تقرير لبناني أن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي أبلغ القادة العرب استعداده لنقل نصف مليون من سكان قطاع غزة إلى شمال سيناء بشكل مؤقت في مدينة مخصصة في إطار إعادة إعمار القطاع.

إلا أن القاهرة نفت التقرير، وقالت: ”موقف مصر ثابت في رفضها المطلق والنهائي لأي محاولة لتهجير الفلسطينيين، وعلى أساسه جاءت خطة القمة العربية الطارئة في القاهرة لإعادة الإعمار“.

وفي الشهر الماضي، أيدت دولتان عربيتان رئيسيتان مقترحا مصريا مضادا لإعادة تأهيل غزة يقوم على أساس إبقاء السكان في القطاع.

تتوخى الخطة العربية تشكيل لجنة مستقلة من التكنوقراط لإدارة غزة لمدة ستة أشهر قبل تسليم السيطرة على القطاع إلى السلطة الفلسطينية. وتنص الخطة على بقاء الفلسطينيين في القطاع أثناء إعادة إعماره، على عكس اقتراح ترامب الذي ينص على نقل جميع السكان.

صورة من الجو تظهر خياماً تأوي نازحين فلسطينيين تم نصبها في مخيم جباليا للاجئين في شمال قطاع غزة في 2 أبريل، 2025. (Bashar TALEB / AFP)

وقد أرسلت إدارة ترامب إشارات متضاربة حول الخطة المصرية، ووفقا لموقع “أكسيوس” الإخباري، لم تعمل الولايات المتحدة بشكل فعلي للدفع بخطة الرئيس الأصلية للهجرة قدما، حيث ركز مبعوث الرئيس الأمريكي للشرق الأوسط ستيف ويتكوف بدلا من ذلك على استعادة اتفاق وقف إطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن بين إسرائيل وحماس.

وقد جادلت إسرائيل والولايات المتحدة بأن غزة ليست مكانا آمنا للعيش فيه بعد ما يقرب من عام ونصف العام من القصف الإسرائيلي الذي يستهدف حماس، وأنه يجب منح الفلسطينيين فرصة الانتقال إلى مكان آخر. لكن رفض إسرائيل الالتزام علنا بالسماح للفلسطينيين الذين سيغادرون القطاع بالقدرة على العودة أدى إلى مزيد من التشكيك في دوافعها.

وكان ترامب قد كشف لأول مرة عن اقتراحه بإعادة توطين سكان غزة أثناء زيارة نتنياهو للبيت الأبيض في يناير، في خضم اتفاق وقف إطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن المتوقف حاليا والذي تم التوصل إليه بوساطة الولايات المتحدة وقطر ومصر. وقد أوقف الاتفاق 15 شهرا من الحرب في غزة التي بدأت في 7 أكتوبر 2023، عندما اجتاح مسلحو حماس جنوب إسرائيل في هجوم اسفر عن مقتل نحو 1200 شخص واختطاف 251 آخرين كرهائن.

تسببت الحرب في دمار واسع النطاق في غزة، مما يزيد من الحاجة إلى خطة إعادة تأهيل شاملة تطالب إسرائيل بأن تشمل إدارة جديدة تحل محل حكم حماس.

وقد قُتل أكثر من 50 ألف فلسطيني وأصيب أكثر من 115 ألفا آخرين في غزة منذ بداية الحرب، وفقا للسلطات الصحية في القطاع التي تديرها حماس. ولم يتسن التحقق من هذه الأرقام بشكل مستقل، كما أنها لا تفرق بين المقاتلين والمدنيين.

اقرأ المزيد عن