إسرائيل في حالة حرب - اليوم 566

بحث

إلغاء مؤتمر آثار كبير في إسرائيل بعد تدخل وزير يميني متطرف

جمعية استكشاف إسرائيل تلغي الحدث قبل أقل من 24 ساعة من موعده بسبب اعتراض عميحاي إلياهو على مشاركة عالم آثار عارض مؤتمرا حول الآثار في الضفة الغربية

وزير التراث عميحاي إلياهو يصل إلى اجتماع حكومي في مكتب رئيس الوزراء، 10 ديسمبر، 2023.  (Yonatan Sindel/Flash90)
وزير التراث عميحاي إلياهو يصل إلى اجتماع حكومي في مكتب رئيس الوزراء، 10 ديسمبر، 2023. (Yonatan Sindel/Flash90)

أعلنت جمعية استكشاف إسرائيل يوم الأربعاء عن تأجيل مؤتمرها السنوي الذي كان من المقرر عقده يوم الخميس، وذلك بسبب تدخل سياسي من قبل وزير التراث عميخاي إلياهو.

وجاء في بيان نُشر على موقع الجمعية أنه “نظرا لتدخل ممثلين سياسيين والوضع الذي نشأ عن ذلك، لا خيار أمامنا سوى تأجيل المؤتمر الذي كان من المفترض أن يُعقد غدا 3 أبريل 2025. سيتم إرسال تحديثات ومعلومات إضافية في أقرب وقت ممكن”.

وكان من المقرر أن يتحدث العشرات من علماء الآثار الإسرائيليين من جميع الجامعات والمراكز البحثية الرائدة في هذا المجال في المؤتمر، الذي كان من المقرر عقده في مقر سلطة الآثار الإسرائيلية في القدس.

لكن إلياهو اعترض على مشاركة عالم الآثار رافائيل غرينبرغ من جامعة تل أبيب، والذي يشغل أيضا منصب رئيس مجلس إدارة منظمة “عيمك شافيه” (Emek Shaveh)، وهي منظمة إسرائيلية تصف مهمتها بأنها “حماية المواقع الأثرية باعتبارها ممتلكات عامة تعود لأبناء جميع الطوائف والأديان والشعوب”.

وكتب إلياهو، عضو حزب “عوتسما يهوديت” اليميني المتطرف، على منصة (إكس)، “لن أسمح للأعشاب الضارة في الأوساط الأكاديمية، الذين يعملون على الترويج لمقاطعة زملائهم علماء الآثار، بالبصق في بئر تراث شعب إسرائيل الذي يشربون منه (…) أصدرت تعليماتي لسلطة الآثار الإسرائيلية بإلغاء مشاركة البروفيسور رافي غرينبرغ في مؤتمر مهم بسبب نشاطاته. أرحب بتعدد الآراء، لكنني لن أسمح بحدوث مقاطعة وإلحاق الضرر بالدولة بأموال الدولة أو من خلال المشاركة الرسمية”.

ووفقا لمنظمة “عيمك شافيه”، كان إلياهو يشير إلى رسالة مفتوحة كتبها غرينبرغ دعا فيها إلى عدم المشاركة في مؤتمر أُقيم في فبراير وركز على الآثار في الضفة الغربية. وقد وُصف هذا الحدث بأنه “المؤتمر الدولي الأول لعلم الآثار والحفاظ على المواقع في يهودا والسامرة” (الاسم التوراتي للضفة الغربية)، ونظمته من بين جهات أخرى وزارة التراث، وضابط الآثار في الإدارة المدنية، وجامعتا بار إيلان وأريئيل في شمال الضفة الغربية.

وكتب غرينبرغ في الرسالة، “لا بد أنكم تدركون أن إسرائيل والمستوطنين الذين انضممتم إليهم قد حولوا علم الآثار في القدس والضفة الغربية إلى سلاح لتهجير الفلسطينيين وتوسيع بصمة الاستيطان”. وتابع: “ربما قيل لكم إن المؤتمر لا يحمل طابعًا سياسيا. هذا في أفضل الأحوال مراوغة، وفي أسوأها خداع متعمد”.

وأضاف “عندما يدّعي علماء متورطون أخلاقيًا أن مجال العلم خالٍ من القيم، يجب أن نتوقف ونفكر”.

رافائيل غرينبرغ (YouTube screenshot)

وكان من المقرر أن يُلقي غرينبرغ كلمة في مؤتمر جمعية استكشاف إسرائيل حول “أثرنة” أرض إسرائيل، وذلك في جلسة مخصصة لعلم الآثار والسياسة.

كما كان من المقرر أن يشارك عدد من الأكاديميين من جامعة أريئيل في المؤتمر.

وأشادت منظمة “عيمك شافيه” بقرار المنظمين تأجيل الحدث، وكتبت على منصة (إكس)، “بدلا من الرضوخ لمحاولة الوزير التدخل في المحتوى الأكاديمي، اتخذ منظمو المؤتمر القرار الصعب لكن المبدئي بإلغاء الحدث بالكامل… لم يكن هذا قرارًا سهلاً — لكن عندما يحاول الفاعلون السياسيون فرض وصايتهم على الخطاب العلمي، تكون الردود الواضحة والحازمة ضرورية. تحية لمجتمع علماء الآثار الذي دافع عن استقلال بحث الآثار العلمي والحرية الأكاديمية بشكل عام”.

من جانبه، قال إلياهو إنه فوجئ بالخطوة.

وكتب على منصة “إكس” بعد الإعلان عن إلغاء الحدث، “لن نمول أو نوفر منصة لأي جهة تعمل ضد دولة إسرائيل”. وأضاف “أُعرب عن أسفي للقرار المُربك لمنظمي هذا المؤتمر المهم بإلغائه، رغم أنه كان من الممكن أن يُعقد، ولخيبة أمل عشاق التراث والآثار”.

ولم ترد سلطة الآثار الإسرائيلية على طلب للتعليق حتى وقت نشر التقرير.

اقرأ المزيد عن