إسرائيل في حالة حرب - اليوم 625

بحث

إقالة دافيد زيني من الجيش الإسرائيلي لقيامه بإجراء اتصال مع المستوى السياسي دون علم زمير

لم تتم استشارة رئيس الأركان قبل أن يعلن رئيس الوزراء قراره تعيين الميجر جنرال زيني، وهو جنرال في الخدمة الفعلية، لرئاسة الشاباك؛ التقى رئيس الوزراء بزيني خلال زيارته لقاعدة عسكرية هذا الشهر؛ مكتب رئيس الوزراء: زيني لن يشارك في التحقيق في قضية "قطر-غيت"

رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو (يمين) واللواء في الجيش الإسرائيلي دافيد زيني في صورة غير مؤرخة. (GPO)
رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو (يمين) واللواء في الجيش الإسرائيلي دافيد زيني في صورة غير مؤرخة. (GPO)

أقيل الميجر جنرال دافيد زيني، الذي عينه رئيس الوزراء رئيسا جديدا لجهاز الأمن الداخلي (الشاباك)، من الجيش يوم الجمعة بعد أن أجرى محادثات مع رئيس الوزراء دون علم رئيس أركان الجيش الإسرائيلي.

فقد فوجئ رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، اللفتنانت جنرال إيال زمير، بإعلان نتنياهو مساء الخميس تعيين زيني، وهو جنرال في الخدمة الفعلية، رئيسا لجهاز الأمن الداخلي. ولم يتم استشارة زمير قبل التعيين، ولم يُبَلغ إلا قبل دقائق من إعلان مكتب رئيس الوزراء.

صباح الجمعة، التقى زمير مع زيني، حسبما أعلن الجيش.

في بيان، قال الجيش الإسرائيلي إن زمير أبلغ زيني أنه سيُنهي خدمته في الجيش في الأيام المقبلة. وهذا يعني أن زيني سيُطرد من الجيش الإسرائيلي، بغض النظر عما إذا كان تعيينه رئيسا لجهاز الأمن الداخلي سيتم أم لا.

وقال الجيش الإسرائيلي ”أعرب رئيس الأركان عن تقديره للميجر جنرال زيني لخدمته القتالية الطويلة والهامة“.

وأضاف البيان أن ”رئيس الأركان يوضح أن أي حوار بين أفراد جيش الدفاع والمسؤولين السياسيين يجب أن يتم بموافقة رئيس الأركان!“، مؤكدا أن هذه الخطوة تمت دون علمه.

في بيان لاحق، حاول الجيش الإسرائيلي التراجع وقال إن زيني “لم يُفصل من جيش الدفاع”.

وأضاف الجيش أنه “في محادثة جرت صباح اليوم بين رئيس الأركان والجنرال، تم الاتفاق على تقاعده من جيش الدفاع في ضوء تعيينه رئيسا لجهاز الأمن الداخلي“، وتابع البيان ”اللواء زيني ضابط محترم وله العديد من الإنجازات“.

رئيس أركان جيش الدفاع الإسرائيلي، اللفتنانت جنرال إيال زمير، يلتقي بجنود احتياط في قاعدة تسئيليم التدريبية في جنوب إسرائيل، 14 مايو 2025. (Israel Defense Forces)

يشغل زيني حاليا منصب رئيس قيادة التدريب وفيلق الأركان العامة في الجيش الإسرائيلي. وفي العادة، يتطلب تعيين جنرال في الخدمة الفعلية في منصب خارج الجيش موافقة رئيس الأركان.

في وقت سابق من هذا الشهر، قام نتنياهو بزيارة قاعدة “تسئيليم” التدريبية في جنوب إسرائيل للقاء جنود احتياط استعدوا لشن هجوم جديد في قطاع غزة. ورافق نتنياهو خلال الزيارة زيني وقائد القوات البرية، الميجر جنرال نداف لوطان.

وذكرت صحيفة “هآرتس” أن زيني تم استدعاؤه خلال الزيارة إلى سيارة رئيس الوزراء، حيث اجتمع الاثنان لمدة تزيد عن ساعة. وبعد ذلك، انضم إليهما السكرتير العسكري لرئيس الوزراء، الميجر جنرال رومان غوفمان، حسبما ذكر التقرير.

وأفادت القناة 12 أن زيني قال لزمير يوم الجمعة: ”لم يتم مقابلتي بشأن الوظيفة، بل تحدث إليّ رئيس الوزراء خلال جولته في تسئيليم“.

الميجر جنرال دافيد زيني، رئيس قيادة التدريب وفيلق الأركان العامة، يحضر مراسم تسليم واستلام المهام في مقر القيادة المركزية للجيش الإسرائيلي في القدس، 8 يوليو 2024. (Oren Ben Hakoon/Flash90)

جاء إعلان نتنياهو يوم الخميس بعد يوم واحد من صدور حكم المحكمة العليا بأن إقالته لرئيس الشاباك رونين بار كانت ”غير سليمة“ و”غير قانونية“ وأنه في حالة تضارب مصالح.

ثم أبلغت المستشارة القضائية للحكومة غالي بهاراف-ميارا نتنياهو يوم الأربعاء أنه ممنوع عليه تعيين رئيس جديد لجهاز الأمن الداخلي أثناء قيامها بدراسة التبعات المترتبة على الحكم.

وكان رئيس الشاباك الحالي رونين بار قد أعلن أنه سيستقيل في 15 يونيو بعد أن قرر نتنياهو إقالته من منصبه في خلاف مرير انتهى أمام المحكمة العليا.

في 16 مارس، أعلن نتنياهو عزمه على إقالة بار، وتم إقالة رئيس الشاباك بتصويت مجلس الوزراء في 21 مارس بناء على تأكيد نتنياهو أنه فقد الثقة في قدرة بار على أداء مهامه في أعقاب الهجوم الذي وقع في 7 أكتوبر.

لكن منظمات رقابة حكومية قدمت التماسات إلى المحكمة العليا ضد هذا القرار، زاعمة أن بار أُقيل بسبب تحديه لرئيس الوزراء في عدة قضايا رئيسية، وليس لأسباب مهنية، وأن نتنياهو في حالة تضارب مصالح بسبب قضية “قطر-غيت” وتحقيقات الشاباك في الوثائق المسربة التي يجريها الجهاز ضد مساعديه المقربين.

رئيس أركان جيش الدفاع الإسرائيلي، اللفتنانت جنرال إيال زامير، ومدير جهاز الأمن العام (الشاباك)، رونين بار، في مركز قيادة في 13 مايو 2025، خلال غارة على نفق تابع لحركة حماس في جنوب غزة. (Israel Defense Forces)

وردت بهاراف-ميارا على تعيين زيني مساء الخميس بانتقاد نتنياهو بشدة لقيامه ”بمخالفة التعليمات القانونية“. وقالت المستشارة القضائية للحكومة إن هناك ”قلق شديد من أنه تصرف في ظل تضارب مصالح، وأن عملية التعيينات شابتها عيوب“.

ورد مكتب نتنياهو يوم الجمعة على الانتقادات الموجهة لقراره تعيين رئيس جديد للشاباك، مؤكدا أن زيني لن يكون له أي دور في التحقيق الجاري بشأن صلات موظفيه المزعومة بقطر.

في أواخر مارس، أعلن نتنياهو أن نائب قائد سلاح البحرية الأميرال (احتياط) إيلي شارفيط سيكون رئيس الشاباك الجديد، لكنه ألغى التعيين بعد يوم واحد فقط، عندما ظهر دعم شارفيط للاحتجاجات ضد الإصلاح القضائي وانتقاده العلني للرئيس الأمريكي دونالد ترامب، مما أثار انتقادات شديدة من حزب “الليكود” وأعضاء آخرين في الائتلاف.

يتولي الشاباك، الخاضع لمكتب رئيس الوزراء، مهمة مكافحة التهديدات الإرهابية ذات الدوافع القومية، لا سيما تلك التي تستهدف الإضرار بأمن الدولة والديمقراطية الإسرائيلية والمؤسسات الحكومية. ويتعامل جهاز الأمن مع التهديدات الفلسطينية في الضفة الغربية وقطاع غزة، وفي كثير من الأحيان مع التهديدات في دول أخرى. كما يتعامل مع التهديدات التي تصدر عن المواطنين اليهود والعرب في إسرائيل.

من هو زيني؟

ظهر اسم زيني في التقارير الإعلامية قبل عدة أشهر كمرشح محتمل لخلافة رئيس أركان الجيش الإسرائيلي السابق، اللفتنانت جنرال (احتياط) هرتسي هليفي، الذي استقال على خلفية إخفاقات الجيش في 7 أكتوبر.

وفقا للتقارير، فإن زوجة نتنياهو، سارة، هي التي دفعت باتجاه اتخاذ هذا القرار، على الرغم من افتقار زيني للخبرة ذات الصلة.

في العام الماضي، رفض نتنياهو تعيين زيني سكرتيرا عسكريا، حيث قال لمقربيه بعد مقابلة زيني أنه “مسيحاني أكثر من اللازم”، حسبما أفادت “هآرتس”.

زيني متزوج وأب لـ 11 ولدا، ويقطن في بلدة كيشيت في مرتفعات الجولان.

ويُقال إن شقيقه شموئيل زيني هو ”اليد اليمنى“ للملياردير الأمريكي سيمون فاليك، المقرب من نتنياهو وعائلته.

الميجر جنرال دافيد زيني، رئيس قيادة التدريب وفيلق الأركان العامة، خلال مراسم أقيمت في 9 يوليو 2023. (Israel Defense Forces)

بدأ زيني خدمته العسكرية في عام 1992، حيث خدم في وحدة النخبة “سايريت متكال”. بعد أن أصبح ضابطا، انتقل للخدمة في لواء “غولاني” كقائد فصيلة، ثم قاد سربا في وحدة الكوماندوز “إيغوز”.

بعد صعوده في سلم الرتب، تمت ترقية زيني في عام 2006 إلى رتبة لفتنانت كولونيل وتولى قيادة الكتيبة 51 في لواء “غولاني”. في عام 2008، عاد إلى “إيغوز” لقيادة الوحدة.

في عام 2011، تولى زيني قيادة لواء “ألكسندروني”. خلال حرب غزة عام 2014، شغل زيني مؤقتا منصب قائد لواء غولاني بعد إصابة القائد آنذاك في المعركة.

شغل زيني لفترة وجيزة منصب قائد العمليات في القيادة المركزية قبل أن يتم تعيينه في عام 2015 لتأسيس لواء الكوماندوز، وهي وحدة ضمت أربع وحدات من النخبة في الجيش – “إيغوز” و”ريمون” و”ماغلان” و”دوفدفان” – تحت مظلة واحدة. (تم إغلاق وحدة ريمون منذ ذلك الحين).

في عام 2018، تمت ترقية زيني إلى رتبة بريغادير جنرال وتولى قيادة الفرقة “عيدان” 340، وهي وحدة تم حلها منذ ذلك الحين. في عام 2020، تم تعيينه قائدا لقاعدة التدريب “تسئيليم”، حيث خدم حتى أواخر عام 2022.

في عام 2023، تمت ترقية زيني إلى رتبة ميجر جنرال عندما تولى منصب رئيس قيادة التدريب وفيلق هيئة الأركان (لا يتم تفعيل الوحدة الأخيرة إلا في أوقات الحرب، ونادرا ما يتم استخدامها في الواقع. زمير يدرس إغلاقها).

الميجر جنرال دافيد زيني، رئيس قيادة التدريب وفيلق الأركان العامة،. يصافح جنديا حريديا التحق باللواء الجديد التابع للجيش الإسرائيلي والمعروف باسم لواء حشمونئيم، في 5 يناير 2025. (Israel Defense Forces)

خلال هجوم حماس في 7 أكتوبر 2023، قاتل زيني بالقرب من كيبوتس ميفالسيم، وقتل عدة مسلحين حماس. وأظهرت لقطات (تحذير: مشاهد صعبة) من ذلك اليوم زيني ومجموعة من الجنود بالقرب من موقع النصب التذكاري “السهم الأسود” على الحدود، محاطين بجثث عشرات المسلحين الفلسطينيين بعد معركة عنيفة.

مؤخرا، بصفته رئيسا لقيادة التدريب، كان زيني مسؤولا عن تعزيز مشروع تجنيد الجنود الحريديم في الجيش، بما في ذلك إنشاء لواء “حشمونئيم” الجديد للمجندين الحريديم.

ساهم جيريمي شارون وتايمز أوف إسرائيل في هذا التقرير

اقرأ المزيد عن