إطلاق 50 صاروخا على جنوب إسرائيل في أكبر وابل صاروخي منذ أسابيع؛ مقتل جنديين
مقتل الرقيب الأول (احتياط) نيتسان شيسلر في جنوب القطاع، وفاة الرائد (احتياط) نوعم أشرم متأثرا بجراح أصيب بها في وسط غزة، مما يرفع حصيلة الهجوم البري للجيش الإسرائيلي إلى 190
تم إطلاق أكثر من 50 صاروخا من غزة باتجاه بلدة “نتيفوت” الجنوبية صباح الثلاثاء، مع سقوط صاروخ واحد على الأقل في المدينة الجنوبية في أكبر وابل صاروخي من القطاع منذ عدة أسابيع.
وأظهرت الصور ومقاطع الفيديو المنشورة على وسائل التواصل الاجتماعي من مكان الحادث واجهة متجر مدمرة، بينما ورد أن صاروخًا آخر أصاب مستودعًا في بلدة “غيفعوليم” المجاورة، مما تسبب في أضرار.
وقالت خدمات الطوارئ إنه لم ترد تقارير عن وقوع إصابات، لكن أظهر مقطع فيديو من منطقة “نتيفوت” أن صاروخًا أخطأ بأعجوبة مجموعة من الأشخاص كانوا يعملون في منطقة مفتوحة بالقرب من المدينة الجنوبية.
ويبدو أنه تم إطلاق وابل الصواريخ، الذي أعلنت حماس مسؤوليتها عنه في وقت لاحق، من وسط غزة، حيث يدور القتال بين القوات الإسرائيلية والمسلحين.
وجاء إطلاق الصواريخ بعد وقت قصير من إعلان الجيش الإسرائيلي عن مقتل الرقيب الأول (احتياط) نيتسان شيسلر خلال معارك يوم الاثنين في جنوب قطاع غزة.
وكان شيسلر (21 عاما)، من الخضيرة، في الكتيبة 7155 التابعة للواء 55.
وقال الجيش إن جندي احتياط آخر من كتيبة شيسلر أصيب بجروح خطيرة خلال نفس المعركة، وأصيب جندي في الكتيبة 603 التابعة لفيلق الهندسة القتالية بجروح خطيرة أثناء القتال في جنوب غزة في حادث منفصل.
بالإضافة إلى ذلك، أعلن الجيش عن وفاة جندي توفي متأثرا بجراح أصيب بها خلال القتال في غزة في ديسمبر، ليصل عدد القتلى من الجنود في الهجوم البري ضد حماس إلى 190.
وأصيب الرائد (احتياط) نوعم أشرم (37 عاما) من سرية الدورية 5352 التابعة للواء 179، من كفار سابا، بجروح خطيرة في 29 ديسمبر خلال معركة في وسط غزة، تم خلالها إطلاق قذيفة آر بي جي على القوات.
وتدور أعنف المعارك الآن في جنوب ووسط القطاع. وتنفذ القوات عمليات بوتيرة أقل كثافة في شمال غزة، بعد أن قال الجيش إنه هزم جميع كتائب حماس في المنطقة.
أعلن الجيش يوم الثلاثاء أن قواته العاملة في بيت لاهيا شمال غزة عثرت على حوالي 100 قاذفة صواريخ مع استمرار عمليات التطهير في الجزء الشمالي من القطاع. وأضافت أن القوات اشتبكت مع وقتلت العشرات من عناصر حماس في المنطقة.
Footage from the Netivot area shows a rocket fired from the Gaza Strip narrowly missing a group of Israelis working outside the southern city, as more than 20 projectiles are intercepted by the Iron Dome over the area. Hamas has claimed responsibility for the barrage pic.twitter.com/BJWXSSNOdI
— Emanuel (Mannie) Fabian (@manniefabian) January 16, 2024
وفي الجزء الشمالي من مخيم الشاطئ بمدينة غزة، قال الجيش الإسرائيلي إن لواء المشاة الاحتياطي الخامس قام بتوجيه مروحية هجومية وطائرة أخرى ضد مجموعة من مسلحي حماس، مما أسفر عن مقتل تسعة منهم.
في غضون ذلك، قال الجيش الإسرائيلي إن اللواء المدرع السابع وجه عدة طائرات لضرب نشطاء حماس في منطقة خان يونس في جنوب غزة، وطائرة هليكوبتر هجومية لضرب معدات مراقبة تستخدمها الحركة.
وفي خان يونس أيضا، رصدت كتيبة المظليين مسلحا من حماس في مبنى قريب منهم وقتلته في معركة بالأسلحة النارية. وقال الجيش الإسرائيلي إنه تم رصد مسلح ثان في نفس المبنى وقتل بقصف دبابة بعد فترة قصيرة.
ووسط الأزمة الإنسانية المتصاعدة في قطاع غزة، قال منسق أعمال الحكومة الإسرائيلية في المناطق الفلسطينية (كوغات) يوم الاثنين إنه تم تفتيش 227 شاحنة محملة بالمساعدات ونقلها إلى قطاع غزة على مدار اليوم، مرت 111 منها عبر معبر رفح المصري ودخلت 116 عبر معبر كرم أبو سالم الإسرائيلي.
وكتب “كوغات” على منصة X “ليس هناك حد لكمية المساعدات الإنسانية التي يمكن نقلها إلى سكان غزة”.
وقال برنامج الغذاء العالمي واليونيسف ومنظمة الصحة العالمية إنه يجب فتح طرق دخول جديدة إلى غزة، ويجب السماح لمزيد من الشاحنات بالدخول كل يوم، ويجب السماح لعمال الإغاثة ومتطلبي المساعدة بالتحرك بأمان.
وقال المسؤول في “كوغات” موشيه تيترو الأسبوع الماضي إن تسليم المساعدات سيكون أكثر بساطة إذا قدمت الأمم المتحدة المزيد من العمال لتلقي الإمدادات وتعبئتها. وقال تيترو إن هناك حاجة لمزيد من الشاحنات لنقل المساعدات من مصر إلى إسرائيل لإجراء فحوصات أمنية، وإنه يتعين تمديد ساعات العمل عند معبر رفح بين مصر وغزة. بالإضافة إلى ذلك، اتهمت إسرائيل حماس بسرقة وتخزين المساعدات، مما يمنعها من الوصول إلى السكان المدنيين اليائسين بشكل متزايد.
وتقول الأمم المتحدة إن الحرب أدت إلى نزوح ما يقرب من 85% من سكان غزة، واضطر الكثير منهم إلى التجمع في الملاجئ ويكافحون للحصول على الغذاء والماء والوقود والرعاية الطبية مع انخفاض درجات الحرارة.
وقالت أم جهاد التي عادت لزيارة منزلها في البريج وسط غزة، لوكالة فرانس برس: “لقد نزحنا مع الناس الذين فروا، أولاً إلى المدارس، ثم إلى دير البلح”.
وأضافت “لم يبقى حياة، ولا منزل، ولم يبق شيء. إنه أمر محبط وكئيب، لا يوجد سوى الحطام – هذا البريج”.
وكرر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس يوم الاثنين دعواته لإنهاء القتال في غزة، قائلاً “نحتاج إلى وقف إنساني فوري لإطلاق النار لضمان وصول المساعدات إلى المحتاجين إليها وتيسير الإفراج عن الرهائن ولإخماد لهيب حرب أوسع نطاقًا”. وأضاف “طول أمد الصراع في غزة سيزيد مخاطر التصعيد وإساءة الحسابات”.
وقدر الجيش الإسرائيلي أن القتال في غزة سيستمر على الأرجح طوال عام 2024، وإن كان بكثافة أقل من ذي قبل، حيث تعمل إسرائيل على تجريد حماس من قدراتها العسكرية والحكومية. ويستعد الجيش أيضا لاحتمال تصاعد القتال على الحدود اللبنانية، حيث نفذ حزب الله والفصائل الفلسطينية المتحالفة معه هجمات يومية بالصواريخ والقذائف والطائرات المسيّرة منذ اندلاع الحرب في غزة.
وقال وزير الدفاع يوآف غالانت يوم الإثنين إن “المرحلة المكثفة” من الهجوم البري الإسرائيلي في شمال غزة قد انتهت، وستنتهي قريبا في منطقة خان يونس جنوب القطاع أيضا.
وتنفذ القوات عمليات بوتيرة أقل كثافة في شمال غزة، بعد أن قال الجيش إنه هزم جميع كتائب حماس في المنطقة. ويعمل الجنود على تحديد مواقع حماس المتبقية وقتل أو اعتقال آخر نشطاء الحركة هناك.
وفي شمال غزة، قال غالانت أنه “تم تفكيك جميع أطر الكتائب [حماس]. نحن نعمل الآن على القضاء على جيوب المقاومة. سنحقق ذلك من خلال المداهمات والغارات الجوية والعمليات الخاصة والأنشطة الإضافية”.
وفي وسط غزة، قال “نحن ندمر صناعة حماس العسكرية، ومراكز إنتاجها. هذه هي الأماكن التي تنتج الصواريخ والعبوات الناسفة والمتفجرات وغيرها من الأسلحة التي سيتم استخدامها ضدنا. إنجازات [قواتنا] مثيرة للإعجاب”.
وفي جنوب غزة، قال غالانت إن “قوات الجيش الإسرائيلي تركز على رأس الأفعى، قيادة حماس. وكجزء من هذا العمل… يتفكك لواء خان يونس تدريجياً كقوة مقاتلة”.
وأضاف “كما قمنا بقطع الطرق المؤدية إلى رفح فوق وتحت الأرض”. ولم يقم الجيش الإسرائيلي بعد بأي عمليات على الأرض في منطقة رفح، على الحدود المصرية، لكنه أشار إلى أنه سيوسع هجومه هناك في نهاية المطاف.
وبينما أشار إلى أن القتال العنيف يقترب من نهايته، قال غالانت إن الضغط العسكري المستمر على حماس هو وحده الذي سيؤدي إلى التوصل إلى صفقة رهائن جديدة.
“إذا توقف إطلاق النار، فإن مصير الرهائن سيكون محددا لسنوات عديدة في أسر حماس. وبدون الضغط العسكري لن يتحدث أحد معنا. لا يمكن تحرير الرهائن إلا من موقع القوة”، أضاف.
وأدلى بتعليقاته في وقت تعرب فيه أسر الرهائن عن إحباطها المتزايد من الحكومة، بحجة أن هذه السياسة أثبتت عدم فعاليتها نظرا لعدم إطلاق سراح أي رهائن منذ أكثر من شهر. واستأنفت إسرائيل هجومها البري في بداية ديسمبر بعد هدنة استمرت سبعة أيام وشهدت إطلاق سراح أكثر من 100 رهينة.
يُعتقد أن 132 رهينة اختطفتهم حماس في 7 أكتوبر ما زالوا في غزة – ليس جميعهم على قيد الحياة – بعد إطلاق سراح 105 مدنيين من أسر حماس خلال هدنة استمرت لأسبوع في أواخر نوفمبر. وتم إطلاق سراح أربع رهائن قبل ذلك، وأنقذت القوات إحداهم. كما تم استعادة جثث ثماني رهائن وقتل الجيش ثلاث رهائن عن طريق الخطأ. وأكد الجيش الإسرائيلي مقتل 25 رهينة من بين أولئك المحتجزين لدى حماس استنادا على معلومات استخباراتية ونتائج حصلت عليها القوات العاملة في غزة.
وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي دانييل هاغاري يوم الاثنين إنه قبل عدة أيام، أبلغ الجيش عائلات رهينتين محتجزتين لدى حماس في قطاع غزة بأنه يخشى على حياتهما، بناء على معلومات استخباراتية جديدة.
ونشرت حماس خلال اليوم الماضي مقاطع فيديو تظهر الرهائن إيتاي سفيرسكي ونوعا أرغاماني ويوسي شرعابي. وأثار الفيديو الدعائي الأخير، الذي نُشر مساء الاثنين، مخاوف بشأن مصير سفيرسكي وشرعابي. ويعتقد الجيش الإسرائيلي أن أرغاماني لا زالت على قيد الحياة.
ساهمت وكالات في إعداد هذا التقرير.