إسرائيل في حالة حرب - اليوم 428

بحث

إطلاق 30 صاروخ من لبنان باتجاه البلدات الإسرائيلية الشمالية؛ والجيش يقصف قاذفات الصواريخ

حماس تعلن مسؤوليتها عن إطلاق 16 قذيفة، مما أدى إلى إطلاق صفارات الإنذار في نهاريا وعكا والبلدات المجاورة؛ كريات شمونة تحث السكان الباقين على الإخلاء في أعقاب الهجمات

رجل إسرائيلي ينظر إلى حفرة صغيرة ومركبات مدمرة في كريات شمونة في شمال إسرائيل، 6 نوفمبر، 2023. (Jalaa MAREY / AFP)
رجل إسرائيلي ينظر إلى حفرة صغيرة ومركبات مدمرة في كريات شمونة في شمال إسرائيل، 6 نوفمبر، 2023. (Jalaa MAREY / AFP)

قصف مسلحون من لبنان بلدات إسرائيلية بالصواريخ يوم الاثنين، في تصعيد للهجمات على الحدود الشمالية المتوترة، في الوقت الذي تواصل فيه إسرائيل هجومها في الجنوب ضد حركة حماس التي تحكم غزة.

وأكد الجيش أنه تم إطلاق حوالي 30 صاروخا من لبنان على شمال إسرائيل خلال ساعة واحدة. وأضاف أن القوات ردت بقصف مدفعي على مواقع إطلاقها قبل أن تعلن في وقت لاحق عن غارات جوية على مواقع تابعة لحزب الله، بينما دوت صفارات الإنذار بشكل متكرر في بلدة “شتولا”.

وأظهرت لقطات فيديو اعتراض نظام القبة الحديدية للدفاع الجوي لصواريخ في أجواء المنطقة. ولم ترد أنباء عن وقوع إصابات أو أضرار.

وأدت الصواريخ إلى إطلاق صفارات الإنذار في نهاريا وعكا والعديد من البلدات المجاورة في الجليل الغربي ومنطقة الكريوت. وقبل وقت قصير من ذلك، دوت صفارات الإنذار في بلدات مالكيا وأفيفيم وديشون في الجليل الأعلى.

وأعلنت حماس مسؤوليتها عن بعض عمليات إطلاق الصواريخ، قائلة إن عناصرها في لبنان أطلقوا 16 قذيفة على نهاريا وحيفا والبلدات المجاورة.

وأدت الصواريخ التي لم تطلقها حماس – والتي يفترض أن حزب الله أو فصيل فلسطيني آخر أطلقها – إلى لإطلاق صفارات الإنذار في الجليل الأعلى.

بعد ساعات من إطلاق الصواريخ، قال الجيش الإسرائيلي إن طائراته الحربية قصفت أهدافا تابعة لحزب الله في لبنان، بما في ذلك موقع يضم “أصولا تكنولوجية”، ومستودع أسلحة، ومواقع إطلاق صواريخ وبنية تحتية أخرى.

وفي ضوء الهجمات، حثت بلدية كريات شمونة الشمالية التي تم إجلاؤها بمعظمها يوم الاثنين أي سكان متبقين على المغادرة، حيث لا تزال تتعرض لإطلاق الصواريخ من لبنان.

وجاء في البيان: “بسبب الوضع الأمني المتصاعد وزيادة القصف على كريات شمونة، ندعو كل من بقي في المدينة إلى مغادرتها على الفور”.

“اتركوا المدينة وأنقذوا الأرواح!” أضافت البلدية.

وقد غادرت الغالبية العظمى من سكان المدينة البالغ عددهم حوالي 20,000 بسبب هجمات حزب الله والجماعات المسلحة الأخرى. ويقدر أن حوالي 3000 شخص ما زالوا موجودين في المدينة، بحسب موقع “واينت” الإخباري.

حريق ناجم عن صاروخ أطلق لبنان على بلدة كريات شمونة الشمالية، 5 نوفمبر، 2023. (Erez Ben Simon/Flash90)

في غضون ذلك، دعا رئيس حزب “يسرائيل بيتنو” أفيغدور ليبرمان يوم الاثنين الحكومة إلى اتخاذ موقف أقوى ضد هجمات حزب الله في الشمال، قائلا إن سياسة الرد الإسرائيلية الحالية المنضبطة غير كافية.

“علينا أن نغير السياسة. لا يمكننا الرد فقط”، قال ليبرمان في بداية اجتماع حزبه في الكنيست، مدعيا أن تفكير مجلس الوزراء الحربي عفا عليه الزمن.

وأضاف ليبرمان: “آمل ألا يخطط أحد للتسامح مع إطلاق الحوثيين النار من اليمن باتجاه إسرائيل”، في إشارة إلى الجماعة المتمردة المدعومة من إيران والتي أطلقت صواريخ وطائرات مسيرة من اليمن باتجاه الأراضي الإسرائيلية.

زعيم حزب “يسرائيل بيتنو” أفيغدور ليبرمان يعقد اجتماعا لحزبه في الكنيست، 16 أكتوبر، 2023. (Noam Revkin Fenton/FLASH90)

ومنذ اندلاع الحرب على حماس في أعقاب هجومها المفاجئ على إسرائيل في 7 أكتوبر، قام حزب الله المدعوم من إيران بتنفيذ أو الإشراف على هجمات يومية عند الحدود الشمالية لإسرائيل مع لبنان، لكنه لم يصل إلى حد شن حملة واسعة النطاق ضد البلاد. وقد حاولت إسرائيل أيضاً الحفاظ على توازن، والرد بقوة نيران كبيرة على الهجمات ومحاولات الهجوم، في حين تحاول تجنب الأعمال التي من شأنها تصعيد الصراع في الوقت الذي تسعى فيه إلى إبقاء تركيزها على غزة.

وجاء إطلاق الصواريخ يوم الاثنين بعد يوم من مقتل مدني إسرائيلي بصاروخ موجه مضاد للدبابات أطلق من لبنان، وهو ثاني قتيل مدني على الجانب الإسرائيلي من الحدود في هجمات نفذها حزب الله ومسلحون فلسطينيون منذ 7 أكتوبر. كما قُتل ستة جنود إسرائيليين أيضاً خلال هذه الفترة.

وفي الجانب اللبناني، قُتل 81 شخصا على الأقل، بحسب حصيلة وكالة فرانس برس. وتشمل الحصيلة ما لا يقل عن 60 من أعضاء حزب الله، وثمانية مسلحين فلسطينيين، وعدد من المدنيين، وصحفي واحد من وكالة “رويترز”.

وقال رئيس أركان الجيش الإسرائيلي هرتسي هاليفي يوم الأحد إن الجيش “مستعد في أي لحظة للهجوم في الشمال”، بعد أن قام وزير الدفاع يوآف غالانت بجولة في الشمال يوم السبت وحذر أمين عام حزب الله حسن نصر الله من “القيام بخطأ”.

في خطابه يوم الجمعة، قال الأمين العام لحزب الله إن الصراع المستمر بين المنظمة وإسرائيل على الحدود منذ 7 أكتوبر “ليس النهاية” وحذر إسرائيل من “عدم المضي قدما” في غزة. لكنه أشار أيضا إلى أن الحرب في القطاع ليست شغله الشاغل، قائلا: “هجوم 7 أكتوبر كان عملية فلسطينية 100٪، خطط لها ونفذها فلسطينيون من أجل القضية الفلسطينية؛ ولا علاقة له على الإطلاق بأي قضايا دولية أو إقليمية”.

كما تباهى قائد الحركة بأن عمليات حزب الله العسكرية على الحدود سحبت قوات الجيش الإسرائيلي بعيدا عن الحرب ضد حماس.

صورة لأمين عام حزب الله حسن نصر الله، أثناء جنازة عضو في الجماعة المدعومة من إيران قُتل في جنوب لبنان بنيران القوات الإسرائيلية، في الضاحية الجنوبية في بيروت، 6 نوفمبر، 2023. (Ahmad Al-Rubaye/AFP)

شن مسلحو حماس هجوما غير مسبوق في 7 أكتوبر داخل إسرائيل من خلال اقتحام الحدود من غزة، مما أسفر عن مقتل أكثر من 1400 إسرائيلي واختطاف أكثر من 240 شخصا إلى غزة. ردت إسرائيل بشن حرب شاملة ضد حماس، وتجنيد أكثر من 300 ألف جندي احتياط وقصف أهداف تابعة للحركة في قطاع غزة، وإطلاق عملية برية خلال الأسبوع الماضي لتطويق مدينة غزة، التي تعد قاعدة عمليات حماس الرئيسية.

كما قامت إسرائيل أيضا بتحويل قوات ضخمة إلى الشمال، كما فعلت في الجنوب، استعدادا لاحتمال قيام حزب الله بمحاولة تكرار الفظائع التي ارتكبتها حماس في البلدات الجنوبية. كما أمرت بإخلاء البلدات الحدودية لحماية السكان.

ساهمت كاري كيلر-لين ووكالة فرانس برس في إعداد هذا التقرير

اقرأ المزيد عن