إطلاق وابل من الصواريخ على إسرائيل من لبنان بينما يحذر حزب الله من الاشتباكات في الحرم القدسي
سماع دوي صفارات الإنذار في جميع أنحاء الجليل، واعتراض صاروخ واحد على الأقل؛ المنظمة اللبنانية أصدرت بيانا قالت فيه إنها ستدعم "كافة الإجراءات" التي تتخذها الفصائل الفلسطينية
قال الجيش الإسرائيلي إن عدة صواريخ أُطلقت من جنوب لبنان بعد ظهر الخميس، واعترض نظام “القبة الحديدية” للدفاع الجوي صاروخا واحدا على الأقل منها فوق شمال إسرائيل.
وقال مسؤولون إسرائيليون إن 34 صاروخا أطلقت باتجاه الحدود مع سقوط خمسة منها داخل إسرائيل في حين اعترض نظام القبة الحديدية البقية. لكن الجيش الإسرائيلي لم يؤكد التفاصيل.
مثل هذا العدد الكثيف للصواريخ هو الأكبر الذي يتم إطلاقه من لبنان منذ حرب 2006، التي تم خلالها إطلاق آلاف الصواريخ على إسرائيل. في أغسطس 2021، أطلقت منظمة “حزب الله” 19 صاروخا على شمال إسرائيل.
لم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن إطلاق الصواريخ على الفور، لكن الهجوم الصاروخي جاء بعد ساعات فقط من إعلان منظمة حزب الله اللبنانية المدعومة من إيران عن دعمها لـ”كافة الإجراءات” التي قد تتخذها الجماعات الفلسطينية ضد إسرائيل بعد الاشتباكات في المسجد الأقصى .
كما جاء بعد يوم من وصول رئيس المكتب السياسي لحركة “حماس” إسماعيل هنية إلى بيروت فيما وصفتها مصادر في حماس بـ”زيارة خاصة”. وذكرت تقارير إعلامية أنه التقى الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله.
وانطلقت صفارات الإنذار بداية في بلدتي بتست وشلومي في الجليل الغربي بالقرب من الحدود مع لبنان. وقال الجيش الإسرائيلي إنه تم تحديد اعتراض صاروخ من قبل القبة الحديدة. بعد ذلك بقليل، استمرت صفارات الإنذار في الانطلاق في مدن أخرى في جميع أنحاء المنطقة.
وأظهرت تسجيلات فيديو تم تداولها على الإنترنت آثار الدخان من صواريخ القبة الحديدية الاعتراضية. وقالت مؤسسة “نجمة داود الحمراء” لخدمات الإسعاف إن رجلا أصيب بجروح طفيفة بشظايا بينما أصيبت امرأة بينما كانت تركض لدخول الملجأ. وقال مركز الجليل الطبي في مدينة نهاريا إنه قدم العلاج لشخصين أصيبا بجروح طفيفة من شظايا، من بينهم أحد المصابين اللذين نقلتهما نجمة داوود الحمراء.
وأضاف المستشفى أن كلاهما في حالة مستقرة.
وألحقت الصواريخ أضرارا بعدد من المباني والمركبات وأشعلت عدة حرائق.
وقالت عدة بلدات ومدن في الشمال إنها فتحت الملاجئ العامة.
وقال مكتب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو إنه تم إطلاع رئيس الوزراء على الأحداث التي وقعت في اليوم الأول من عيد الفصح اليهودي، وأن نتنياهو سيجري تقييما مع القادة العسكريين والأمنيين.
جاء الهجوم الصاروخي في الوقت الذي تصاعدت فيه التوترات بعد أيام من الهجمات الصاروخية من قطاع غزة، والاشتباكات في المسجد الأقصى، وكذلك إطلاق طائرة مسيرة إيرانية من سوريا في وقت سابق من الأسبوع.
في أعقاب تلك الأحداث، بدا أن حزب الله يشير إلى أنه قد يدخل المعركة أيضا.
وقال حزب الله في بيان إنه يندد “بشدة قيام قوات الاحتلال الاسرائيلي باقتحام باحات المسجد الأقصى واعتداءاتها على المصلين”.
وأضاف أن “حزب الله يعلن تضامنه الكامل مع الشعب الفلسطيني وجماعات المقاومة ويتعهد بالوقوف إلى جانبهم في كافة الإجراءات التي يتخذونها لحماية المصلين والمسجد الأقصى وردع العدو عن مواصلة اعتداءاته”.
تصاعد القلق الدولي بعد أن اشتبكت الشرطة الإسرائيلية مع فلسطينيين داخل ثالث أقدس المواقع في الإسلام ليل الثلاثاء، مما أدى إلى إطلاق صواريخ من غزة ردت عليها إسرائيل بغارات جوية على الناشطين في القطاع، مع مخاوف من مزيد من التصعيد.
أثار القتال مخاوف من اندلاع نزاع أوسع. وقد أدت اشتباكات مماثلة وقعت قبل عامين إلى اندلاع حرب دامية استمرت 11 يوما بين اسرائيل وحماس.
ولحزب الله علاقات وثيقة مع حماس الحاكمة لغزة ومع حركة “الجهاد الإسلامي” الفلسطينية المتمركزة أيضا في القطاع الساحلي.
في صيف 2006، خاضت إسرائيل وحزب الله حربا في لبنان أسفرت عن مقتل 160 إسرائيليا، معظمهم من الجنود، ونحو 12000 لبناني، من بينهم المئات من مقاتلي حزب الله، بحسب الجيش الإسرائيلي.
أطلق مسلحون في قطاع غزة عددا من الصواريخ لليوم الثاني على التوالي في ساعة مبكرة من فجر الخميس، مما أدى إلى إطلاق صفارات الإنذار في البلدات الإسرائيلية بالقرب من الحدود، بحسب الجيش.
أطلقت صواريخ بشكل متقطع من غزة على بلدات إسرائيلية منذ اندلاع الاشتباكات في المسجد الأقصى ليلة الثلاثاء. ردا على ذلك، قصفت إسرائيل أهدافا في القطاع. ووقعت منذ ذلك الحين جولات أخرى من العنف في الأقصى بالإضافة إلى اشتباكات في بعض البلدات العربية الإسرائيلية.
جاءت الاضطرابات وسط مخاوف من تصعيد محتمل خلال شهر رمضان المبارك، والذي يشهد في كثير من الأحيان تصاعدا في التوترات، ويتزامن هذا العام مع عيد الفصح اليهودي وعيد القيامة. مر أول أسبوعين من شهر رمضان بهدوء نسبيا.
منذ بداية شهر رمضان في 22 مارس، حاول عشرات المصلين مرارا البقاء في المسجد، وهي ممارسة يُسمح بها فقط خلال الأيام العشرة الأخيرة من الشهر المبارك.
يوم الثلاثاء تحصن الحشد، المؤلف بشكل كبير من شبان، داخل المسجد مسلحا بالألعاب النارية والهراوات والحجارة. ودخلت الشرطة ليلا لإجلاء المصلين واندلعت أعمال عنف في المكان. اقتحمت الشرطة المسجد لإخراج الحاضرين بالقوة، بما في ذلك الضرب الذي خلف عشرات الإصابات. ورشق بعض الفلسطينيين في المسجد القوات بالحجارة والمفرقعات، واعتُقل المئات.
يزور عشرات الآلاف من المصلين الأقصى طوال شهر رمضان، مما يؤدي بانتظام إلى تصاعد التوترات.
ونددت حركة حماس باقتحام المسجد ووصفته بأنه “جريمة غير مسبوقة” ودعت الفلسطينيين في الضفة الغربية “إلى التوجه بحشود كبيرة إلى المسجد الأقصى للدفاع عنه”.
ساهم في هذا التقرير طاقم تايمز أوف إسرائيل