إطلاق سراح 9 أطفال بينهم توأم يبلغان من العمر 3 سنوات وامرأتين من أسر حماس
رغم التأخيرات، تم إطلاق سراح المجموعة الأخيرة من الرهائن، وجميعهم من كيبوتس نير عوز، من غزة مع استمرار الهدنة؛ الجيش يقول إن حماس سلمت عائلة بيباس إلى فصيل آخر في خان يونس
تم إطلاق سراح 11 رهينة إسرائيلية من الأطفال وأمهاتهم من أسر حماس ليلة الإثنين، ووصلوا إلى إسرائيل بعد عدة ساعات من عدم اليقين بشأن مصير صفقة إطلاق سراحهم. وتم إطلاق سراحهم وسط الجهود الدبلوماسية المكثفة لتمديد التهدئة الإنسانية في غزة، والتي بدأت يوم الجمعة، لمدة يومين آخرين.
وكان من المقرر في البداية أن تكون المجموعة هي الأخيرة من بين أربع مجموعات من الرهائن المقرر إطلاق سراحهم ضمن الصفقة لإطلاق سراح 50 امرأة وطفلا إسرائيليا اختطفتهم حركة حماس في 7 أكتوبر. ولكن قبل ساعات من نقلهم إلى الصليب الأحمر، أعلنت قطر أنه تم التوصل إلى اتفاق لتمديد الهدنة ليومين، مما يمهد الطريق لإطلاق سراح 20 رهينة أخرى. ولم تؤكد إسرائيل هذه الصفقة حتى وقت متأخر من يوم الاثنين.
ووافقت إسرائيل على إطلاق سراح 150 أسيرا أمنيا فلسطينيا من السجون الإسرائيلية ضمن الهدنة الأولية، وأطلقت سراح 33 امرأة ومراهقا إلى الضفة الغربية والقدس الشرقية مساء الاثنين. وقد يؤدي التمديد إلى إطلاق سراح 60 أسيرا إضافيا.
ووفقا لتقرير مصري، كان من المقرر أيضا إطلاق سراح ستة مواطنين تايلانديين آخرين من أسر حماس في غزة مساء الاثنين، ضمن اتفاق منفصل لم تشارك فيه إسرائيل – ولكن لم ترد أنباء عن ذلك حتى وقت متأخر من يوم الاثنين.
وجاء إطلاق سراح الرهائن بعد يوم من التوترات، حيث بدا أن إسرائيل رفضت القائمة الأولية للرهائن الذين سيتم إطلاق سراحهم، في العقبة الأخيرة من سلسلة من العقبات التي هددت بنسف الهدنة وإعادة المنطقة إلى حرب شاملة.
وبعد تسليمهم إلى الصليب الأحمر في غزة، أعيدت الوالدتان وتسعة الأطفال إلى إسرائيل، عبر معبر كرم أبو سالم مع إسرائيل – متجنبين المرور عبر مصر. ولا يزال آباء العائلات الخمس التي تم إطلاق سراح أفرادها يوم الاثنين محتجزين في غزة.
ومن بين المفرج عنهم شارون ألوني كونيو (34 عاماً) وابنتيها التوأم يولي وإيما كونيو، البالغتين من العمر 3 سنوات. ولا يزال الأب ديفيد كونيو (34 عامًا) رهينة.
ونشرت حماس مرة أخرى لقطات دعائية تظهر عملية تسليم الرهائن إلى الصليب الأحمر داخل غزة، حيث تم تحميلهم في شاحنات مجموعة الإغاثة من قبل نشطاء مسلحين.
وقال مكتب رئيس الوزراء قبل الساعة السادسة مساء أنه تم إخطار أهالي المفرج عنهم، مما يشير إلى حل المشاكل السابقة بالقائمة. ولم يذكر ما هي القضايا، لكن قال مكتب رئيس الوزراء في وقت سابق إنه يقوم “بتقييم” قائمة العائدين المحتملين.
وقال مسؤولون إن قائمة حماس الأصلية التي قدمت يوم الاثنين كانت ستفصل الأمهات عن أطفالهن.
وقال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأمريكي جون كيربي يوم الاثنين: “لم تكن الأمهات ستتمكن في البداية على الخروج مع أطفالهن. وقد تم حل ذلك”.
ووفقا لأخبار القناة 13، تم في البداية إدراج امرأتين كبيرتين في السن على القائمة بدلا من الأمهات.
وقال مصدر قطري لوكالة “رويترز” للأنباء إن حماس لديها أيضا مشاكل مع الأسماء المدرجة في قائمة الأسرى الأمنيين الفلسطينيين الذين من المقرر أن تطلق إسرائيل سراحهم كجزء من الصفقة.
وتم اختطاف جميع الرهائن الـ11 الذين تم إطلاق سراحهم يوم الاثنين من كيبوتس نير عوز، بما في ذلك كارينا إنغل بارت (51 عاما)، وابنتيها ميكا (18 عاما)، ويوفال (11 عاما). وتم أسرهم مع والدهم، رونين (54 عاما)، الذي لا يزال محتجزا كرهينة.
وقال أفراد العائلة في آخر رسائلهم إلى أقاربهم إنهم يختبئون في غرفتهم الآمنة، على علم بما يحدث في أراضي الكيبوتس، قبل أن ينقطع الاتصال.
وتحمل إنغل بارت، التي تعافت حديثا من مرض السرطان، الجنسية الأرجنتينية. وأظهرت لقطات لتسليم حماس الرهائن للصليب الأحمر يوفال على كرسي متحرك مع جبيرة على إحدى ساقيها.
وتم إطلاق سراح ساهر كالديرون (16 عامًا) وشقيقها إيريز كالديرون (12 عامًا) على الرغم من أن والدهما، عوفر كالديرون (53 عامًا) لا يزال رهينة. وقد أطلقت والدتهما هداس كالديرون، المطلقة من عوفر، حملة ضغط من أجل إطلاق سراح أطفالها، ووقفت خارج وزارة الدفاع في تل أبيب كل يوم. وقالت للصحفيين أثناء زيارة للكيبوتس المدمر: “هؤلاء الأطفال لم يبتعدوا عني أبدًا لأكثر من يومين أو ثلاثة أيام”.
وكان من المقرر أيضًا أن يجتمع الأخوان أور يعكوف (16 عامًا) وياغيل شعكوف (13 عامًا) مع والدتهما، رينانا غومي، التي تحدثا إليها آخر مرة همسًا من غرفة آمنة أثناء اختبائهما من مسلحي حماس في 7 أكتوبر. وآخر شيء سمعت غومي ابنها الأصغر ياغيل يقوله: “لا تأخذني، أنا صغير جدًا”. ثم اتصل المسلحون بغومي، وأخبروها أن أبناءها بحوزتهم.
وظهر ياغيل يعكوف في شريط فيديو دعائي نشرته حركة الجهاد الإسلامي في 9 نوفمبر.
وتم أسر والدهما، يائير يعكوف (59 عاما)، وصديقته ميراف تال (54 عاما)، في 7 أكتوبر.
وتم أسر إيتان ياهلومي (12 عامًا) في البداية مع والدته وشقيقتيه، لكنهم تمكنوا من الفرار وهربوا عودة إلى إسرائيل، بينما تم أخذ إيتان على متن دراجة نارية إلى غزة.
ويبدو أنه تم أسر والد إيتان، أوهاد، الذي أصيب بالرصاص خلال تبادل النيران مع مسلحي حماس، بشكل منفصل ولا يزال هناك بعد إطلاق سراح إيتان.
ولم يشمل المفرج عنهم أفراد عائلة بيباس، كفير البالغ من العمر 9 أشهر وشقيقه أرييل (4 أعوام) ووالديه ياردن (34 عاما) وشيري (32 عاما)، الذين تم اختطافهم من كيبوتس نير عوز، والذين كان من المتوقع أن يتم إطلاق سراحهم في وقت سابق.
وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي باللغة العربية أفيخاي أدرعي على منصة X إن حماس اختطفت العائلة في 7 أكتوبر، لكنها نقلتهم بعد ذلك إلى فصيل فلسطيني آخر في غزة. وهم محتجزون حاليا في مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة. وبددت الرسالة الآمال في أن يكونوا من بين الرهائن العشرين المقرر إطلاق سراحهم في الأيام المقبلة.
ولم يشمل المفرج عنهم أيضًا امرأتين تحملان الجنسية الأمريكية، واللتين طالبت الولايات المتحدة بالإفراج عنهما. واحتفل الرئيس الأميركي جو بايدن الأحد بالإفراج عن الطفلة أفيغيل عيدان البالغة من العمر 4 سنوات، والتي تحمل جنسية أكريكية إسرائيلية مزدوجة، قائلاً: “أتمنى لو كنت هناك لمعانقتها”.
وقبل إطلاق سراح الرهائن يوم الاثنين، أدت ساعات من التأخير إلى مخاوف من انهيار الهدنة الهشة، السارية منذ يوم الجمعة، قبل الأوان. وفي يوم السبت، هدد خلاف آخر باسقاط الاتفاق، وأرسلت قطر مسؤولين إلى تل أبيب لإنقاذه، ولم يصل الرهائن إلى إسرائيل إلا حوالي منتصف الليل.
وتمت عملية إطلاق سراح الرهائن ليلة الأحد دون عقبات، رغم نقل إلما أبراهام البالغة من العمر 84 عاما إلى مستشفى إسرائيلي في حالة حرجة.
وقالت ابنة أبراهام، تالي أمانو، إن والدتها كانت “على بعد ساعات من الموت” عندما تم نقلها إلى المستشفى. وأبراهام تحت التخدير وتتنفس بمساعدة أجهزة في الوقت الحالي، لكن أمانو قالت إنها أخبرتها عن حفيد جديد ولد أثناء وجودها في الأسر.
وقالت أمانو يوم الاثنين إن أبراهام تعاني من عدة مشاكل مزمنة تتطلب تناول أدوية منتظمة، لكنها كانت مستقرة قبل اختطافها.
وكان الآخرون في حالة جيدة ويتأقلمون مع الحياة خارج غزة، ويعانقون العائلة والأصدقاء. وفي هود هشارون، اصطف المهنئون في الشوارع، ولوحوا بالأعلام واحتفلوا بعودة خمسة أفراد من عائلة هاران-أفيغدوري-شوهام المحررين إلى منازلهم بعد خروجهم من مستشفى “إدموند وليلي سفرا” للأطفال في مركز شيبا الطبي.
The scene at Hod Hasharon upon arrival of the Avigdori family who were held by the #HamasTerrorist for 50 days. #HamasisISIS #HamasMassacres pic.twitter.com/LOiYizvCxo
— Tal Schneider טל שניידר تال شنايدر (@talschneider) November 27, 2023
وقال المستشفى إن تسعة من بين 13 الرهائن الذين تلقوا العالج هناك خرجوا بحلول مساء الاثنين، بما في ذلك إميلي هاند (9 أعوام)، والتي كان يُخشى في البداية أنها ماتت، ولكن تم إطلاق سراحها لاحقًا من أسر حماس.
وقال رئيس مستشفى سفرا للأطفال البروفيسور إيتاي بيساخ إن الصحة البدنية العامة للرهائن الثلاثة عشر المفرج عنهم الذين عولجوا هناك كانت جيدة. وأضاف أن جميعهم خضعوا لتقييمات مكثفة للصحة البدنية والعقلية، وبعضهم يحتاج إلى علاج طبي.
وقال بيساخ إن “رؤية الرهائن يجتمعون مع عائلاتهم وحقيقة أنهم يتعافون بدنياً يعطي شعوراً بالتفاؤل. ولكن نظرًا لقصص الأسر الصعبة والمعقدة، سيكون أمامهم طريق طويل حتى يتم شفاءهم [بالكامل]”.