إطلاق رشقات صاورخية جديدة من غزة باتجاه جنوب البلاد، وإسرائيل تضرب أهدافا تابعة لحركة حماس
الجيش الإسرائيلي يقول أنه استهدف مهندسا كبيرا في الحركة قام بتطوير أسلحة، بما في ذلك طائرات مسيرة؛ سقوط صاروخين في اشكلون وسديروت يتسبب بوقوع أضرار دون إصابات
واصل مسلحون فلسطينيون في غزة إطلاق الصواريخ على جنوب إسرائيل في حين قام سلاح الجو الإسرائيلي بقصف أهداف تابعة لحركة حماس في القطاع ليل الجمعة في خضم الحرب الجارية مع الحركة الإسلامية الحاكمة للقطاع.
وأعلن الجيش الإسرائيلي أنه قصف عدة مراكز قيادة تابعة لحماس وبنية تحتية تحت الأرض على مدار اليوم، بينما اغتال أيضا مهندسا كبيرا في الحركة، قال إنه محمود صبيح الذي كان يرأس وحدة طورت أسلحة لحماس، بما في ذلك طائرات مسيرة، و”تبادل المعرفة مع جماعات إرهابية أخرى في جميع أنحاء الشرق الأوسط”.
وقال مكتب وزير الدفاع يوآف غالانت إن الوزير قام بزيارة مسائية إلى منطقة تجمع للجيش الإسرائيلي بالقرب من الحدود مع غزة و”راقب عن كثب استعداد القوات لتوسيع الحملة”.
وأضاف البيان أن غالانت تحدث مع قادة وجنود من وحدات مختلفة. ولقد احتشد عشرات الآلاف من الجنود بالقرب من حدود غزة قبل الهجوم البري الإسرائيلي المتوقع على القطاع.
وفي الوقت نفسه، تسببت الصواريخ التي أطلقت من القطاع باتجاه مدينة اشكلون الساحلية بجنوب البلاد في وقوع أضرار، بحسب السلطات. وقالت خدمة الإطفاء والإنقاذ إن أحد الصواريخ أصاب منزلا بشكل مباشر، مما تسبب في أضرار، وأصاب صاروخ آخر عددا من السيارات. ولم تكن هناك إصابات.
كما أطلق المسلحون رشقات صاروخية باتجاه سديروت وأشدود وعدد من البلدات القريبة. وأعلنت بلدية سديروت إن صاروخا سقط في المدينة الجنوبية وألحق أضرارا بشارع ومحطة حافلات، لكن دون وقوع إصابات.
وجاء إطلاق الصواريخ في الوقت الذي أفرجت فيه حماس عن رهينتين كانت قد اختطفتهما خلال اجتياحها يوم 7 أكتوبر وأعمال القتل التي ارتكبتها في التجمعات السكانية الإسرائيلية. عبرت المواطنتان الأمريكيتان جوديث وناتالي رعنان عائدتين إلى إسرائيل وكان من المقرر أن تجتمعا مع أقاربهما في قاعدة عسكرية.
وقالت حماس إن إطلاق سراح الرهينتين، الذي قالت واشنطن إنه تم بوساطة قطرية، جاء لأسباب إنسانية.
يوم الجمعة أيضا، زار الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش الجانب المصري من معبر رفح المؤدي إلى جنوب غزة للإشراف على الاستعدادات لإيصال المساعدات.
وقال الأمين العام للأمم المتحدة إن شاحنات المساعدات التي تنتظر العبور إلى غزة تشكل “شريان حياة” ويجب أن تدخل إلى القطاع الفلسطيني الذي مزقته الحرب في أسرع وقت ممكن. “هذه الشاحنات… هي الفرق بين الحياة والموت بالنسبة للكثير من الناس في غزة”، على حد تعبيره.
وتوقع الرئيس الأميركي جو بايدن الجمعة إعادة فتح الحدود خلال 24 إلى 48 ساعة.
وقال بايدن: “لقد حصلت على تعهد من الإسرائيليين والرئيس المصري بأن المعبر سيكون مفتوحا. كان لا بد من إعادة الطريق السريع، حيث كان في حالة سيئة للغاية… وأعتقد أنه خلال الـ 24 إلى 48 ساعة القادمة، ستعبر أول 20 شاحنة الحدود”.
وتقوم طائرات الشحن والشاحنات بنقل المساعدات الإنسانية إلى رفح منذ أيام، ولكن حتى الآن لم يتم تسليم أي منها إلى غزة التي تتعرض لقصف إسرائيلي مكثف منذ ما يقرب من أسبوعين منذ هجمات 7 أكتوبر، عندما اندفع 2500 مسلح عبر الحدود إلى إسرائيل من قطاع غزة برا وجوا وبحرا، مما أسفر عن مقتل حوالي 1400 شخص واحتجاز ما بين 200 إلى 250 رهينة من كافة الأعمار تحت غطاء سيل من آلاف الصواريخ التي أطلقت على البلدات والمدن الإسرائيلية.
الغالبية العظمى من القتلى الذين سقطوا جراء استيلاء المسلحين على البلدات الحدودية كانوا من المدنيين – رجالا ونساء وأطفالا ومسنين. تم إعدام عائلات كاملة في منازلها، وقُتل أكثر من 260 شخصا في حفل موسيقي، الكثير منهم وسط أفعال وحشية مروعة ارتكبها المسلحون.
وقالت وزارة الصحة التي تديرها حركة حماس في غزة يوم الجمعة إن أكثر من 4100 فلسطيني، معظمهم من المدنيين، قُتلوا في القصف الإسرائيلي. لا يمكن التحقق من الأرقام التي أصدرتها الحركة بشكل مستقل، ويعتقد أنها تشمل المسلحين التابعين لها، وضحايا انفجار وقع يوم الثلاثاء في مستشفى في مدينة غزة. وألقت حماس باللوم في الانفجار على إسرائيل، التي قدمت أدلة تثبت أن سببه خطأ في إطلاق صاروخ من حركة الجهاد الإسلامي. وتبنت الولايات المتحدة، مستشهدة ببياناتها الخاصة، الرواية الإسرائيلية.
وتقول إسرائيل إنها تستهدف فقط الأهداف الإرهابية، الموجودة وسط السكان المدنيين، بينما تبذل جهودا لتجنب سقوط ضحايا من المدنيين.
كما قطعت إسرائيل إمدادات المياه والكهرباء والوقود والغذاء عن المنطقة التي يبلغ عدد سكانها 2.4 مليون نسمة، مما أدى إلى نقص مزمن. ومنذ ذلك الحين قامت بتجديد إمدادات المياه إلى جنوب غزة، لكنها تقول إنه لن يتم تقديم المزيد من المساعدات بينما لا يزال المئات من مواطنيها رهائن لدى حماس.
وتحث إسرائيل جميع سكان شمال غزة على مغادرة مدينة غزة والمناطق المحيطة بها بينما تستعد لتكثيف هجومها هناك.
وعرض غالانت يوم الجمعة أهداف إسرائيل في حربها ضد حماس، قائلا إنه بعد تدمير الحركة، سيكون هناك “واقع أمني” جديد في المنطقة.
وفي حديثه خلال اجتماع للجنة الشؤون الخارجية والدفاع بالكنيست في تل أبيب، قال غالانت إن أهداف الحرب تشمل القضاء على حماس من خلال تدمير قدراتها العسكرية والحكومية.
بالإضافة إلى ذلك، فإن الهدف النهائي هو إزالة أي مسؤولية لدى إسرائيل تجاه غزة من خلال إنشاء “نظام أمني” جديد في القطاع.
وقال غالانت لأعضاء اللجنة إن الحرب ستتكون من ثلاث مراحل رئيسية.
وقال “نحن في المرحلة الأولى، حيث تجري حملة عسكرية تتضمن [غارات جوية] ثم مناورة [برية] بهدف تدمير النشطاء والإضرار بالبنية التحتية من أجل هزيمة حماس وتدميرها”.
وقال إن المرحلة الثانية ستكون استمرار القتال ولكن بكثافة أقل حيث ستعمل القوات على “القضاء على جيوب المقاومة”.
“الخطوة الثالثة ستكون إنشاء نظام أمني جديد في قطاع غزة، وإزالة مسؤولية إسرائيل عن الحياة اليومية في قطاع غزة، وخلق واقع أمني جديد لمواطني إسرائيل وسكان [المنطقة المحيطة بغزة]”، كما قال.
في وقت سابق، قال الناطق بلسان الجيش الإسرائيلي دانيئل هغاري إن سلاح الجو مستعد لصد هجمات الحوثيين المدعومين من إيران في اليمن وينفذ غارات جوية انتقامية في قطاع غزة “بمعدل لم نشهده منذ عقود”.
يوم الخميس، اعترضت سفينة تابعة لسلاح البحرية الأمريكية عددا من الصواريخ والطائرات المسيرة التي تم إطلاقها من اليمن باتجاه إسرائيل على ما يبدو.
وقال هغاري إن الجيش مستعد لحماية البلاد من هجمات محتملة من قبل الحوثيين المدعومين من إيران.
وقال هغاري “هذا يظهر القدرات الدفاعية للولايات المتحدة، وقدرتها على بناء صورة للمنطقة”، مشيرا إلى العلاقة الوثيقة التي تربط الجيش الإسرائيلي بالقيادة المركزية الأمريكية.
وأضاف: “تمتلك إسرائيل بعضا من أفضل الدفاعات الجوية في العالم، وهي مستعدة لمواجهة تهديدات مثل هذه”.
وقال مسؤولون أمريكيون، الخميس، إن المدمرة الأمريكية “يو إس إس كارني” كانت في البحر الأحمر واعترضت الصواريخ الثلاثة. وقال مسؤولون إسرائيليون لم يذكر أسماؤهم لوسائل إعلام عبرية إن الصواريخ أطلقت باتجاه إسرائيل.
في غضون ذلك، أمر الجيش الإسرائيلي بإخلاء مدينة كريات شمونا في خضم تصاعد التوترات على الحدود الشمالية – يبلغ عدد سكان البلدة حوالي 22,000 نسمة، على الرغم من أن العديد منهم غادروا بالفعل.
يوم الخميس، أصيب ثلاثة من سكان المدينة جراء سقوط صاروخ على منزل فيما يبدو أنه أخطر هجوم على المدينة منذ عام 2006.
في وقت سابق من هذا الأسبوع، بدأت الهيئة الوطنية لإدارة الطوارئ التابعة للوزارة بالعمل على إجلاء جميع البلدات الواقعة في نطاق كيلومترين من الحدود اللبنانية.
وقال الجيش الإسرائيلي أيضا إنه ضرب عدة مواقع أخرى تابعة لمنظمة حزب الله في جنوب لبنان خلال الليل ردا على إطلاق الصواريخ على شمال إسرائيل يوم الخميس.
شهدت الأيام الأخيرة اشتباكات متكررة بين الجيش الإسرائيلي ومنظمة حزب الله والفصائل الفلسطينية المتحالفة معها في جنوب لبنان، وسط مخاوف من إمكانية فتح جبهة جديدة مع استمرار إسرائيل في حربها مع حماس في غزة.
في مؤتمر صحفي في الأسبوع الماضي، أشار مسؤول عسكري إلى أن الظروف على الحدود الشمالية قد تؤثر على عملية صنع القرار في الجيش الإسرائيلي بشأن موعد التوغل في غزة.
يوم الخميس، تحدث مسؤولون إسرائيليون كبار عن احتمال شن حملة برية وشيكة واسعة النطاق في قطاع غزة للقضاء على حركة حماس، وقاموا بسلسلة من الزيارات للجنود المتمركزين بالقرب من القطاع وتوقعوا أن يكون القتال “صعبا وطويلا ومكثفا”، لكن مع انتصار إسرائيل في نهاية المطاف، على حد قولهم.
وقال قائد القيادة الجنوبية للجيش الإسرائيلي، اللواء يارون فينكلمان، إن الهجوم البري المتوقع سيكون “طويلا ومكثفا”.
وفي علامة أخرى على أن بدء الهجوم البري قد يكون وشيكا، ترأس نتنياهو اجتماعا لمجلس الوزراء الأمني المصغر (الكابينت)، الهيئة التي يجب أن توافق على التوغل البري، مساء الخميس. ولقد انعقد المنتدى عدة مرات طوال فترة الحرب بالفعل.
شهدت الأيام الأخيرة ضغوطا متزايدة على الحكومة لوضع استراتيجية واضحة لكيفية تخطيطها لتجنب التورط في عملية إعادة احتلال طويلة للقطاع، مع ضمان ألا يعود القطاع الفلسطيني تحت إدارة حركة حماس وألا يشكل تهديدا.
وقال مسؤول إسرائيلي ومسؤول أمريكي في ذلك الوقت إن إدارة بايدن تضغط بشكل سري على إسرائيل لبلورة استراتيجية الخروج الخاصة بها. وقال المسؤول الأمريكي إن نتنياهو ودائرته الداخلية أشاروا لنظرائهم الأمريكيين إلى أن إسرائيل لم تتوصل بعد إلى مثل هذه الاستراتيجية وأنها تركز أكثر على الهدف المباشر المتمثل في إزالة حماس من السلطة في غزة.
يوم الأربعاء، حذر بايدن إسرائيل سرائيل من التورط في غزة إلى أجل غير مسمى، مشيرا إلى تجارب الولايات المتحدة في أفغانستان بعد غزوها عام 2001 للإطاحة بحركة طالبان في أعقاب هجمات 11 سبتمبر.
وقال بايدن في تل أبيب “يجب تحقيق العدالة. لكنني أحذركم: بينما تشعرون بهذا الغضب، لا تسمحوا له بأن يستنزفكم. بعد 11/9، شعرنا بغضب شديد في الولايات المتحدة، وبينما سعينا لتحقيق العدالة وحصلنا على العدالة، ارتكبنا أخطاء أيضا”.
ساهم في هذا التقرير جيكوب ماغيد ولازار بيرمان ووكالات.