إسرائيل في حالة حرب - اليوم 570

بحث

إطلاق ثلاثة صواريخ من جنوب قطاع غزة على تل أبيب مع استئناف حماس هجماتها

اعتراض قذيفة واحدة، واثنتان سقطتا في مناطق مفتوحة؛ القوات الإسرائيلية تنتشر على ساحل شمال غزة؛ مسؤول في حماس يقول إن الوسطاء يبذلون جهودًا لإحياء الهدنة لكن ”لا يوجد انفراجة"

إسرائيليون يختبئون في قبو سوبر ماركت بينما تنطلق صفارات الإنذار في تل أبيب، 20 مارس، 2025. (Miriam Alster/Flash90)
إسرائيليون يختبئون في قبو سوبر ماركت بينما تنطلق صفارات الإنذار في تل أبيب، 20 مارس، 2025. (Miriam Alster/Flash90)

دوت صفارات الإنذار في تل أبيب بعد ظهر يوم الخميس بعد إطلاق ثلاثة صواريخ بعيدة المدى من جنوب قطاع غزة على إسرائيل، وهي المرة الأولى التي يتم فيها إطلاق صواريخ من غزة على وسط إسرائيل منذ أكثر من خمسة أشهر.

وتم اعتراض أحد الصواريخ من قبل الدفاعات الجوية، بينما سقط الصاروخان الآخران في مناطق مفتوحة، وفقًا للجيش. ولم تقع إصابات، على الرغم من سقوط عدة شظايا على مناطق في مدينة ريشون لتسيون. ولم يتضح ما إذا كانت هذه الشظايا قد انفصلت من صواريخ حماس أو من الصواريخ التي اعترضتها، ولكن لم تحدث أضرار كبيرة.

وأعلنت حماس مسؤوليتها عن الهجوم. في غضون ذلك، وسّعت القوات الإسرائيلية نطاق عملية برية في شمال قطاع غزة، إلى جانب عشرات الغارات الجوية على أهداف للجماعات المسلحة، وذلك بعد يومين من استئناف القتال في القطاع، بعد انهيار وقف إطلاق النار الذي استمر شهرين.

ومن المتوقع أن يصل مسؤولون من حماس، حسبما أفاد تقرير، إلى القاهرة يوم الخميس أيضا لإجراء مفاوضات بشأن العودة إلى الهدنة، وقال مسؤول من الحركة لوكالة “رويترز” إن الوسطاء كثفوا جهودهم لوقف القتال لكن ”لم يتم تحقيق أية انفراجة حتى الآن“.

وأعلنت كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، في بيان لها الخميس، أنها استهدفت تل أبيب بوابل من صواريخ M90، ردا على ”المجازر الصهيونية بحق المدنيين“.

كان الهجوم الصاروخي الذي وقع يوم الخميس هو الأول من نوعه الذي تشنه حماس على وسط إسرائيل منذ 7 أكتوبر 2024، في الذكرى السنوية الأولى للهجوم الذي قادته حماس والذي أشعل فتيل الحرب المستمرة.

في أعقاب الهجوم الصاروخي، أصدر الجيش الإسرائيلي تحذيرًا بإخلاء الفلسطينيين في منطقة بني سهيلا جنوب قطاع غزة.

ونشر المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي باللغة العربية، العقيد أفيخاي أدرعي، في منشور على منصة ”إكس“، خريطة للمنطقة التي سيتم إخلاؤها، قائلاً إن هذا هو ”تحذير أخير“ قبل أن ينفذ الجيش الإسرائيلي ضربات هناك.

وقال: ”تعود المنظمات الإرهابية وتطلق قذائفها الصاروخية من داخل المدنيين. لقد حذرنا هذه المنطقة مرات عديدة”، ودعا المدنيين في غزة إلى التوجه غربُا إلى الملاجئ الإنسانية المعترف بها.

وجاء هجوم حماس الصاروخي بعد ساعات من هجوم صاروخي ليلي شنته جماعة الحوثي المدعومة من إيران في اليمن وأطلق صافرات الإنذار في وسط إسرائيل. تم اعتراض الصاروخ قبل دخوله المجال الجوي الإسرائيلي، ولم تكن هناك إصابات.

في منتصف يناير، وافقت إسرائيل وحماس على صفقة لإطلاق سراح الرهائن ووقف إطلاق النار والإفراج عن أسرى فلسطينيين، والتي استمرت رسميا 42 يوما، وشهدت إطلاق الحركة الفلسطينية سراح 30 رهينة أحياء ورفات ثمانية رهائن قتلى، بينما أفرجت إسرائيل عن حوالي 2000 أسير أمني وغيرهم من المعتقلين، قبل انتهاء المرحلة الأولى من الصفقة.

وكانت الصفقة قد نصت في الأصل على مرحلة ثانية محتملة تشهد نهاية دائمة للحرب مقابل الإفراج عن الرهائن المتبقين، لكن إسرائيل رفضت السماح بأي تسوية طويلة الأمد من شأنها أن تبقي حماس كسلطة حاكمة في القطاع.

وبعد محادثات لوقف إطلاق نار مؤقت بديل وإطار عمل للإفراج عن الرهائن، استأنفت إسرائيل القتال فجر الثلاثاء، حيث أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن أي مفاوضات أخرى ستجري ”تحت النار“.

في هذه الصورة، التي تم التقاطها من الحدود الجنوبية لإسرائيل مع قطاع غزة، جنود إسرائيليون يقومون بدورية على طريق في شمال غزة في 19 مارس، 2025. (Jack GUEZ / AFP)

الجيش الإسرائيلي يعلن عن مقتل المزيد من قادة الفصائل المسلحة

أعلن الجيش الإسرائيلي وجهاز الأمن العام (الشاباك) بعد ظهر يوم الخميس عن مقتل اثنين آخرين من كبار مسؤولي حماس في غارات جوية في القطاع.

وذكر الجيش أن أحدهما هو رشيد جحجوح، رئيس ”جهاز الأمن العام“ التابع لحماس. كان جحجوح قد حل محل سامي عودة، الذي قُتل مع مسؤولين كبار آخرين في حماس في غارة جوية إسرائيلية في يوليو 2024.

كما قُتل مسؤول كبير آخر في حماس في غارة جوية أخيرة في غزة، وهو أمين إصليح، رئيس الآلية الأمنية في خان يونس جنوب غزة. وبحسب الجيش، فإن الآلية الأمنية هي هيئة سرية تابعة لحماس مسؤولة عن الكشف عن ”المتعاونين“ مع إسرائيل، وتأمين كبار مسؤولي حماس وأصولها في غزة وخارج القطاع، وقمع المعارضين لحكم حماس.

وقال الجيش إن الآلية مكلفة أيضًا بتكوين صور استخباراتية لكبار المسؤولين في حماس لكي يتخذوا قراراتهم.

وفي سياق منفصل، قال الجيش الإسرائيلي إن غارة جوية أسفرت عن مقتل ناشط بارز في حركة الجهاد الإسلامي الفلسطينية متورط في تهريب الأسلحة إلى الحركة. وبحسب الجيش، فإن إسماعيل عبد العال ”قاد معظم جهود تهريب الأسلحة للجهاد الإسلامي في السنوات الأخيرة“.

مسؤول في حماس: ”لا توجد انفراجة“ في المحادثات

ذكرت صحيفة ”العربي الجديد“ القطرية أنه من المتوقع أن يصل وفد من حركة حماس إلى القاهرة يوم الخميس للقاء مسؤولين مصريين كبار بشأن الجهود المبذولة للتوصل إلى وقف إطلاق النار مجددا.

وقالت مصادر مصرية للصحيفة إن وفدًا عسكريًا إسرائيليًا قام أيضاً بزيارة قصيرة إلى القاهرة مساء الأربعاء والتقى رئيس المخابرات المصرية حسن رشاد.

وقالت الصحيفة إن الوفد ناقش العملية البرية المحدودة التي يقوم بها الجيش الإسرائيلي في غزة وتعزيز قواته في القطاع بأكمله.

ووفقا للتقرير، أبلغت حماس الوسطاء أنها مستعدة لإطلاق سراح رهائن إسرائيليين، شريطة أن يكون ذلك جزءًا من الانتقال إلى المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار الأصلي.

أقارب الإسرائيليين المحتجزين كرهائن لدى حماس في غزة، ومؤيدوهم، يتظاهرون من أجل إطلاق سراحهم، في تل أبيب، 20 مارس، 2025.(Tomer Neuberg/Flash90)

عملية برية على طول الساحل الشمالي لقطاع غزة

أطلق الجيش الإسرائيلي في وقت مبكر من يوم الخميس عمليات برية على طول ساحل أقصى شمال قطاع غزة، بالقرب من بيت لاهيا. وجاء ذلك في إطار نشاط الجيش الإسرائيلي الهادف إلى توسيع المنطقة العازلة على طول حدود غزة.

وقال الجيش إن قوات من الفرقة 252 توغلت في منطقة الطريق الساحلي، وانتشرت هناك اعتبارا من بعد ظهر الخميس. وتتولى كتيبتا دبابات من اللواء 188 مدرع قيادة العملية.

وقبيل الهجوم، قال الجيش الإسرائيلي إنه نفذ غارات جوية على نحو 40 هدفا في منطقة بيت لاهيا، بما في ذلك أنفاق ومواقع إطلاق صواريخ مضادة للدبابات وعناصر من حماس وتهديدات أخرى للقوات.

بالإضافة إلى ذلك، قال الجيش الإسرائيلي إنه نفذ غارات على عشرات الأهداف التابعة لحركتي حماس والجهاد الإسلامي في غزة خلال الليل.

وقال الجيش والشاباك في بيان مشترك إن طائرات مقاتلة وطائرات أخرى تابعة لسلاح الجو الإسرائيلي قصفت عناصر مسلحة ومباني تستخدمها الجماعات الفلسطينية وأسلحة وبنى تحتية أخرى تشكل تهديدًا لإسرائيل.

ولم ترد أي تقارير عن وقوع اشتباكات فعلية على الأرض منذ استئناف إسرائيل العمل العسكري في غزة يوم الثلاثاء.

قوات الجيش الإسرائيلي من الفرقة 252 تعمل في شمال غزة، في صورة نشرها الجيش في 20 مارس، 2025. (Israel Defense Forces)

تحذيرات لسكان غزة بتجنب الطريق الرئيسي وسط القطاع

شهد يوم الخميس أيضا تحذيرا أصدره الجيش الإسرائيلي للفلسطينيين بتجنب طريق رئيسي في غزة مع تقدم القوات في منطقة محور نتساريم وسط القطاع.

وقال أدرعي في منشور على منصة X إنه ”خلال الساعات الماضية بدأت قوات جيش الدفاع عملية برية محددة” في وسط قطاع غزة، “خلال العملية انتشرت القوات حتى وسط محور نتساريم”.

وأضاف “من أجل سلامتكم يحظر الانتقال على محور صلاح الدين”.

وتابع أدرعي أنه لا يُسمح بالسفر من شمال القطاع إلى جنوبه إلا عبر الطريق الساحلي المعروف باسم الرشيد.

وقد حذر الجيش الفلسطينيين من الاقتراب من المناطق التي تعمل فيها القوات الاسرائيلية.

فلسطينيون يغادرون بيت حانون في شمال قطاع غزة مع أمتعتهم، متجهين نحو مدينة غزة بعد أوامر الإخلاء الإسرائيلية في 19 مارس. ألقى الجيش الإسرائيلي منشورات تحذر سكان ما أسماها ”مناطق القتال“ في شمال وجنوب القطاع الفلسطيني، بعد أن استأنفت إسرائيل غاراتها الجوية عقب انهيار وقف إطلاق النار. (Photo by Bashar TALEB / AFP)

إسرائيل تنفي أن تكون ضرباتها قد قتلت موظفين أمميين

قال المفوض العام لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) فيليب لازاريني اليوم الخميس إن خمسة من موظفي الوكالة قُتلوا في الأيام القليلة الماضية.

وجاء في بيان نشره لازاريني على منصة X ”في الأيام القليلة الماضية تم تأكيد مقتل خمسة موظفين آخرين من موظفي الأونروا، مما يرفع عدد القتلى إلى 284. لقد كانوا معلمين وأطباء وممرضين وممرضات: يخدمون الفئات الأكثر ضعفًا”.

وكان الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش قد أدان يوم الأربعاء الهجمات على موظفي المنظمة بعد مقتل أحد موظفي مكتب الأمم المتحدة لخدمات المشاريع في هجوم مزعوم على بيوت ضيافة تابعة للأمم المتحدة.

وقد نفت إسرائيل تنفيذ غارة جوية على المنشأة في دير البلح، وتظهر الصور من مكان الحادث أن المصابين كانوا من دائرة الأمم المتحدة للإجراءات المتعلقة بالألغام، التي تتعامل مع إزالة بقايا العبوات الناسفة.

وتقول إسرائيل إن حماس والجماعات المسلحة الأخرى في غزة تستخدم منشآت الأمم المتحدة لإخفاء الأسلحة أو الأفراد أو البنية التحتية الأخرى. كما نشرت أدلة تُظهر أن موظفي الأونروا كانوا من بين الآلاف الذين شاركوا في هجوم 7 أكتوبر 2023.

وسائل إعلام موالية لحماس تدعي مقتل 71 شخصا خلال الليل

كما ذكرت شبكة قدس الإخبارية الموالية لحماس في غزة أن 71 شخصا قُتلوا في غارات إسرائيلية على القطاع خلال ليلة الأربعاء-الخميس، مما يرفع عدد القتلى إلى أكثر من 540 شخصا منذ استئناف إسرائيل حملتها العسكرية في غزة فجر الثلاثاء.

وذكرت الوسيلة الإخبارية أن الغارات الجوية وقعت حول خان يونس ورفح وأجزاء أخرى من غزة خلال الليل.

ولا يمكن التحقق من عدد القتلى، كما أنه تم التشكيك في الأرقام الصادرة عن السلطات الصحية التي تسيطر عليها حماس، وهي لا تميز بين المدنيين والمقاتلين.

وتقول إسرائيل إنها تستهدف فقط المسلحين والبنية التحتية العسكرية وتلقي باللوم على حماس والجماعات المتحالفة معها في الأضرار الجانبية، وتقول إن هذه الجماعات تستخدم المدنيين كدروع بشرية.

فلسطينيون يدفنون أقاربهم في مستشفى ناصر، بعد غارة جوية إسرائيلية في خان يونس، جنوب قطاع غزة، 20 مارس، 2025. (Abed Rahim Khatib/Flash90)

تحتجز الجماعات المسلحة في قطاع غزة 59 رهينة، من بينهم 58 رهينة من أصل 251 اختطفهم المسلحون بقيادة حماس في 7 أكتوبر 2023. ومن ضمنهم 24 يُعرف أو يُفترض أنهم أحياء، ورفات ما لا يقل عن 35 رهينة أكد الجيش الإسرائيلي مقتلهم.

ساهم تشارلي سمرز في هذا التقرير

اقرأ المزيد عن