إسرائيل في حالة حرب - اليوم 646

بحث

86 مصابا على الأقل جراء إطلاق إيران وابلين من الصواريخ على إسرائيل بعد الضربات الأمريكية

دمار واسع النطاق في مواقع سقوط صواريخ في تل أبيب ونس تسيونا القريبة؛ سقوط صاروخ اعتراضي إسرائيلي في حيفا؛ الجيش الإسرائيلي يدمر منصات إطلاق إيرانية جاهزة، مما أحبط هجوما أكبر

أسفر وابل من الصواريخ الباليستية الإيرانية عن إصابة عشرات الأشخاص في إسرائيل صباح الأحد، حيث استهدف ما يقرب من 30 قذيفة البلاد، مسببة دمارا واسع النطاق في المناطق السكنية في تل أبيب ومدينة نس تسيونا بوسط البلاد.

وفي الوقت نفسه، تسبب خلل بسقوط صاروخ اعتراضي إسرائيلي في مدينة حيفا بشمال البلاد، مما تسبب في أضرار وإصابة ثلاثة أشخاص بجروح طفيفة. ولم تطلق صفارات الإنذار في المدينة أثناء الحادث.

وأفادت وزارة الصحة أن من بين الذين وصلوا إلى المستشفيات اثنان في حالة متوسطة، و77 في حالة جيدة، وأربعة ضحايا يعانون من نوبات ذعر، وثلاثة آخرون يخضعون للفحص الطبي ولم تتحدد حالتهم على الفور.

وقال مركز إيخيلوف الطبي في تل أبيب إن من بين المصابين الخمسة بجروح طفيفة الذين وصلوا إلى غرفة الطوارئ، هناك طفلان.

ووفقا لمسؤولين طبيين، وقعت الإصابات في الغالب في موقعَي سقوط صاروخين في تل أبيب وبلدة نس تسيونا في ضواحي تل أبيب. وأصيب رجل بجروح متوسطة جراء شظايا على الطريق السريع 431، بالقرب من بئر يعكوف في وسط إسرائيل.

جاء الهجوم الإيراني بعد ساعات من قيام الولايات المتحدة بقصف ثلاثة مواقع نووية رئيسية في إيران، لتنضم بذلك إلى الحملة الجوية الإسرائيلية ضد البنية التحتية النووية والعسكرية الإيرانية التي بدأت في 13 يونيو.

قوات الأمن والإنقاذ الإسرائيلية في موقع سقوط صاروخ باليستي أطلق من إيران وتسبب في أضرار في تل أبيب، 22 يونيو 2025. (Chaim Goldberg/ Flash90)

ردت إيران على الهجمات الإسرائيلية بإطلاق وابل من الصواريخ شبه اليومية على المدن، مما أسفر عن مقتل 24 شخصا وإصابة الآلاف، وفقا لمسؤولي الصحة والمستشفيات.

وقال الجيش إن ما لا يقل عن 27 صاروخا أُطلقت من إيران في هجوم صباح الأحد في جولتين، مما أدى إلى إطلاق صفارات الإنذار في شمال ووسط البلاد، وكذلك في القدس، بين الساعة 7:30 و8 صباحا تقريبا.

ووفقا لتقديرات الجيش الإسرائيلي، تألفت الضربة الأولى من 22 صاروخا على الأقل، بينما تألفت الثانية من خمسة صواريخ.

وبعد وقت قصير من القصف، أعلن الجيش الإسرائيلي أنه ضرب منصات إطلاق الصواريخ المستخدمة في الهجوم.

وأضاف الجيش أن سلاح الجو قصف قبل الهجوم ثماني منصات أخرى لإطلاق الصواريخ الباليستية، بما في ذلك ست منصات كانت جاهزة لشن هجوم فوري على إسرائيل، مما أحبط هجوما أكبر.

وفقا للجيش الإسرائيلي، أسفرت الضربات التي استهدفت منصات إطلاق الصواريخ الباليستية الجاهزة عن مقتل عدة جنود إيرانيين في مواقع الإطلاق. ونشر الجيش الإسرائيلي لقطات للضربات.

وقالت قيادة الجبهة الداخلية إنها تحقق في ما إذا كانت إيران استخدمت قذيفة عنقودية في الهجوم، كما فعلت الأسبوع الماضي، لكنها لم تعثر بعد على أدلة تثبت ذلك.

وفي تل أبيب، بقيت هياكل المنازل واقفة بعد القصف، ويمكن رؤية الهياكل الخشبية وسط بحر من الأنقاض.

عمال الإنقاذ والسكان في الموقع الذي سقطت فيه صاروخ اعتراضي للدفاع الجوي بسبب خلل على ما بيدو في حيفا، 22 يونيو 2025. (Baz Ratner/AP)

واستمرت خدمات الطوارئ في العمل على إجلاء السكان بعد أكثر من ساعة من القصف.

وتعقّد الوضع بسبب تضرر مرفق كبير لرعاية المسنين في الهجوم.

وقال شاهد عيان باكيا لـ ”تايمز أوف إسرائيل“ في الموقع: ”حدث انفجار هائل. اهتز كل شيء. لا أعرف ما حدث“.

وتجولت العائلات المذهولة حاملة حقائب صغيرة تحتوي على متعلقاتها الثمينة، بينما قامت قوات الأمن بإبعادها عن المكان، خشية سقوط حطام أو انهيار مبان.

وقال رون حولدئي، رئيس تل أبيب، في مكان الحادث: ”لقد تضررت المنازل هنا بشكل بالغ. جميع من كانوا في الملاجئ بخير. الأضرار جسيمة للغاية، لكن من حيث الخسائر البشرية، نحن بخير“.

قوات الأمن والإنقاذ الإسرائيلية في مكان سقوط صاروخ باليستي أطلقته إيران وألحق أضراراً في نيس تسيونا، 22 يونيو 2025. (Yossi Aloni/Flash90)

وقال حولدئي إن المبنى الذي تضرر بشدة جراء سقوط الصاروخ كان خاليا من السكان لأنه كان قيد التجديد.

وبدا أن واجهة المبنى الواسع المكون من أربعة طوابق قد نُسفت بالكامل.

وقال عيران، الذي أصيب منزله في نس تسيونا، للقناة 13 إنه لجأ مع عائلته إلى الغرفة الآمنة في منزله.

وروى ”سمعنا دويا قويا واهتز المنزل بأكمله، لكن الغرفة الآمنة بقيت سليمة“.

وأشار عيران إلى أن كلب العائلة أصيب في الهجوم وتم نقله إلى مستشفى بيطري لتلقي العلاج.

وقال الجيش الإيراني في وقت لاحق إنه استهدف عدة مواقع في إسرائيل، بما في ذلك مطار بن غوريون، بعد أن هاجمت الولايات المتحدة مواقع نووية رئيسية في الجمهورية الإسلامية. ويعد المطار القريب من تل أبيب البوابة الجوية الدولية الرئيسية للبلاد.

قوات الأمن والإنقاذ الإسرائيلية في مكان سقوط صاروخ باليستي أطلقته إيران وألحق أضراراً في نيس تسيونا، 22 يونيو 2025. (Yossi Aloni/Flash90)

وقال الجيش الإيراني في بيان نقلته وكالة أنباء فارس: ”بدأت الموجة العشرون من عملية الوعد الصادق 3 باستخدام مزيج من الصواريخ طويلة المدى التي تعمل بالوقود السائل والصلب وتتمتع بقوة تدميرية هائلة“.

وأضاف أن الأهداف شملت المطار و”مركز أبحاث بيولوجية“ وقواعد لوجستية ومراكز قيادة وتحكم على مختلف المستويات.

انفجار صاروخ اعتراضي جراء خلل في حيفا

قالت قيادة الجبهة الداخلية إنها تشتبه في أن صاروخا اعتراضيا إسرائيليا تعطل وسقط في حيفا وسط الهجوم الصاروخي الباليستي الإيراني، وهو السبب في عدم انطلاق صفارات الإنذار في المدينة الواقعة بشمال البلاد.

ولقد تم إصدار تحذير مبكر عبر نظام البث الخلوي في حيفا، لكن صفارات الإنذار لم تنطلق لأن الصواريخ الباليستية لم تكن متجهة نحو المدينة، حسبما قالت قيادة الجبهة الداخلية.

وقال الجيش الإسرائيلي إن ”هذا ليس عطلا في نظام الإنذار“، مضيفا أن الحادث قيد التحقيق.

قوات الأمن والإنقاذ الإسرائيلية في مكان سقوط صاروخ باليستي أطلقته إيران وألحق أضراراً في تل أبيب، 22 يونيو 2025. (Avshalom Sassoni/Flash90)

تحولت ساحة عامة في منطقة سكنية بالمدينة إلى ساحة مليئة بالأنقاض، وتضررت المتاجر والمنازل المحيطة بها بشدة.

وصمدت أشجار النخيل في حديقة عامة صغيرة أمام قوة الصدمة، بينما انحنت واجهات المتاجر، وتحطمت نوافذها، وتدلت مكيفات الهواء من واجهات المباني.

وأسفر سقوط الصاروخ عن إصابة ثلاثة أشخاص، الذين ورد أنهم بحالة جيدة، بحسب المسعفين، وعن وقوع أضرار.

هجوم بمسيّرات

بالإضافة إلى الصواريخ، أسقط سلاح الجو الإسرائيلي صباح اليوم مسيّرتين أطلقتا على ما يبدو من إيران باتجاه إسرائيل، حسبما أفاد الجيش الإسرائيلي. وأطلقت المسيّرتان صفارات الإنذار في منطقة وادي عربة الجنوبية.

ويستغرق وصول المسيّرات إلى إسرائيل من إيران عدة ساعات، ما يعني أنها أطلقت على الأرجح قبل قصف الولايات المتحدة للمواقع النووية الإيرانية.

وأفاد الجيش ليلا إن سلاحي الجو والبحرية الإسرائيليين اعترضا نحو 30 مسيّرة أطلقت من إيران باتجاه إسرائيل.

وقال الجيش إن سلاح الجو الإسرائيلي ضرب أيضا عشرات المسيّرات في إيران قبل أن تطلق على إسرائيل. ونشر الجيش الإسرائيلي لقطات تظهر اعتراض المسيّرات وضرب مسيّرات في إيران.

منذ بدء الحرب مع إيران، تم إسقاط أكثر من 500 مسيّرة أطلقت على إسرائيل، وفقا للجيش الإسرائيلي.

الجيش الإسرائيلي يقصف منصات إطلاق صواريخ وطائرات إيرانية

واصلت إسرائيل حملتها الجوية ضد الجيش الإيراني خلال الليل ويوم الأحد، حيث قصف سلاح الجو طائرتين مقاتلتين إيرانيتين من طراز F-5 في مطار دزفول في إيران خلال الصباح، حسبما أفاد الجيش.

طائرة F-5 هي طائرة مقاتلة أمريكية صنعتها شركة “نورثروب”. تم بيعها إلى إيران في السبعينيات.

وقال الجيش إن الضربات التي شنتها 20 طائرة مقاتلة في وسط إيران ليلة السبت أصابت عشرات الأهداف العسكرية.

وتضمنت الأهداف “موقعا عسكريا يحتوي على مكونات لإنتاج المتفجرات، ومواقع لتخزين وإنتاج الأسلحة، وأنظمة دفاع جوي إيرانية”، إلى جانب البنية التحتية العسكرية في مطار أصفهان، لمنع القوات الجوية الإيرانية من استخدام المرافق العسكرية للموقع”، بحسب بيان الجيش الإسرائيلي.

وتقول إسرائيل إن هجومها الشامل، الذي بدأ يوم الجمعة الماضي، على كبار القادة العسكريين الإيرانيين وعلماء نوويين ومواقع تخصيب اليورانيوم وبرنامج الصواريخ الباليستية، ضروري لمنع الجمهورية الإسلامية من تحقيق خطتها المعلنة لتدمير الدولة اليهودية.

وردّت إيران بإطلاق أكثر من 500 صاروخ باليستي وحوالي 1000 مسيّرة على إسرائيل. وقد تم اعتراض معظم الصواريخ وجميع المسيّرات تقريبا بواسطة أنظمة الدفاع الجوي.

ساهم طاقم تايمز أوف إسرائيل ووكالات في هذا التقرير.

اقرأ المزيد عن