مقتل 12 شخصا تتراوح أعمارهم بين 10-20 عاما جراء سقوط صاروخ أطلقه حزب الله على ملعب كرة قدم في مجدل شمس
صاروخ إيراني الصنع أطلق من لبنان يضرب بلدة مجدل شمس الدرزية في الجولان؛ إسرائيل ترفض نفي حزب الله إطلاق الصاروخ؛ إصابة عشرات آخرين؛ مسؤولون يشيرون إلى أن الرد على الهجوم قد يكون غير مسبوق
قُتل 12 شخصا على الأقل يوم السبت، معظمهم من الأطفال والمراهقين، وأصيب العشرات عندما أصاب صاروخ أطلق من لبنان ملعبا لكرة القدم في بلدة مجدل شمس الدرزية في مرتفعات الجولان. وكان هذا الهجوم الأكثر دموية لحزب الله على شمال إسرائيل منذ بدء القتال هناك في أكتوبر.
ووصف السكان والمستجيبون الأوائل المشاهد الدموية الصعبة على أرض الملعب. وعلى الرغم من انطلاق صفارات الإنذار، إلا أنها كانت قصيرة للغاية بالنسبة للضحايا، الذين لم يتمكنوا من الفرار في الوقت المناسب.
أدى الهجوم الصادم إلى توعدات سريعة بالانتقام والحديث عن رد فعل غير مسبوق بين المسؤولين الإسرائيليين مع مسارعة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو إلى العودة إلى البلاد من الولايات المتحدة، مما أثار شبح تصعيد جديد وحرب محتملة شاملة بين إسرائيل والمنظمة اللبنانية.
وأعرب مسؤول في إدارة بايدن عن قلقه من أن الضربة الدامية لحزب الله يمكن أن تثير حربًا شاملة بين إسرائيل والمنظمة اللبنانية المدعومة من إيران. وقال المسؤول لموقع “أكسيوس”: “ما حدث اليوم قد يكون الشرارة التي كنا نخشاها وحاولنا تجنبها لمدة 10 أشهر”.
وأعرب سياسيون من مختلف الأطياف السياسية عن غضبهم إزاء الهجوم وفشل الحكومة في جلب الأمن إلى الشمال بعد أشهر طويلة من القتال، بينما طالبوا باتخاذ إجراءات حاسمة ضد حزب الله.
وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي الأميرال دانيئل هاغاري في مؤتمر صحفي مساء السبت إن جميع الضحايا تتراوح أعمارهم بين 10-20 عاما.
وأظهرت صور ومقاطع الفيديو من مكان الحادث مباشرة بعد الهجوم الصاروخي الناس وهم يهرعون لمساعدة الضحايا والآباء يبحثون يائسين عن أطفالهم.
מג’דל שמס. הורים מחפשים את ילדיהם. אחד צועק בערבית; “כולהם אטפאל” (כולם ילדים). אירוע בלתי נתפס. pic.twitter.com/6ldty8nC9f
— Sheren Falah Saab شيرين فلاح صعب (@FalahSaab) July 27, 2024
وقال مركز “باروخ باديه” الطبي بالقرب من طبريا إن أربعة أشخاص في حالة خطيرة تم نقلهم إلى المستشفى. وقال مركز “زيف” الطبي في صفد إنه استقبل 32 جريحا، من بينهم ستة يتلقون العلاج في قسم الصدمات، و13 في حالة متوسطة إلى خطيرة، و10 إصاباتهم طفيفة. وتم نقل أربعة مصابين آخرين إلى مركز “رمبام” الطبي في حيفا.
وأعلن المسعفون وفاة 10 من الضحايا في مكان الحادث، في حين تم إعلان وفاة الحادي عشر لدى وصوله إلى زيف، بحسب مسؤولين.
وقال عيدان أفشالوم، وهو مسعف في نجمة داوود الحمراء، “لقد شهدنا دمارا كبيرا عندما وصلنا إلى ملعب كرة القدم، فضلا عن الأشياء التي اشتعلت فيها النيران. كان هناك ضحايا على العشب والمشهد كان مروعا”.
أعلن حزب الله في البداية مسؤوليته عن إطلاق وابل من صواريخ الكاتيوشا وصاروخ ثقيل من طراز “فلق” على قاعدة عسكرية قريبة.
ومع ظهور الأنباء عن سقوط صاروخ على البلدة الدرزية، والنتيجة المميتة للهجوم، أصدرت المنظمة بيانا مفاده أنه “لا علاقة لها على الإطلاق بالحادث”.
ورفض الجيش نفي حزب الله، وقال إن الهجوم “نفذته جماعة حزب الله الإرهابية” مستشهدا بـ “التقييمات التي أجراها جيش الدفاع والمعلومات الاستخباراتية الموثوقة المتوفرة لدينا”.
وقال الجيش إنه توصل إلى أن الصاروخ أطلق من قبل المنظمة اللبنانية من منطقة شمال قرية شبعا اللبنانية.
وحدد هاجري في مؤتمر صحفي من مكان الحادث الصاروخ الذي أصاب مجدل شمس بأنه من طراز “فلق-1” إيراني الصنع.
وقال: “صاروخ فلق-1 سقط في ملعب كرة القدم هنا، وهو صاروخ إيراني، صًنع في إيران، صاروخ برأس حربي يزيد عن 50 كيلوغراما من المتفجرات”.
وأضاف: “الاستنتاجات الجنائية في مكان الحادث تشير إلى هذا الصاروخ. فلق-1 يُستخدم فقط من قبل جماعة حزب الله الإرهابية التي نفذت هذا الهجوم من شبعا”.
وكشف المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي باللغة العربية، الكولونيل أفيخاي أدرعي، اسم القيادي في حزب الله الذي أدار الهجوم الصاورخي الدامي.
وقال إن الهجوم كان بتوجيه من علي محمد يحيى، وهو قائد موقع إطلاق الصواريخ في منطقة شبعا.
وأضاف أدرعي: “رغم محاولاته للنفي: حزب الله هو المسؤول عن المجزرة في مجدل شمس ومقتل الأطفال والشبان في ملعب كرة”.
في وقت سابق قال هغاري إنه وفقا للتحقيق الأولي، انطلقت صفارات الإنذار في البلدة “لكن هذا إنذار فوري – قصير للغاية”.
ومضي قائلا “في الساعة الماضية كان حزب الله يكذب وينفي مسؤوليته عن الحادث”، مضيفا “معلوماتنا الاستخباراتية واضحة، حزب الله مسؤول عن قتل الأطفال الأبرياء”.
كما قال هغاري “إننا نشاطر العائلات حزنها ونحتضن الطائفة الدرزية في أوقاتها الصعبة”، مضيفا “مرة أخرى تنكشف وحشية حزب الله كمنظمة إرهابية. هذا حادث خطير للغاية وسنتصرف وفقا لذلك”.
وأشار مسؤولون إسرائيليون إلى أن الرد العسكري على الهجوم الصاروخي الذي شنه حزب الله سيكون على الأرجح قويا للغاية.
وعرض كبار المسؤولين العسكريين والأمنيين على وزير الدفاع يوآف غالانت “خيارات للعمل ضد حزب الله” ردا على الهجوم المميت، حسبما قال مكتبه.
وقالت وزارة الدفاع في بيان إن “غالانت حدد مسارات العمل وأصدر تعليماته لمؤسسة الدفاع وفقا لذلك”.
وأجرى الوزير تقييما مع رئيس أركان الجيش الإسرائيلي اللفتنانت كولونيل هرتسي هليفي، ورئيس جهاز الأمن العام (الشاباك) رونين بار، ورئيس الموساد دافيد برنياع، ومسؤولين آخرين.
ونقلت القناة 12 عن مسؤول إسرائيلي كبير في وفد رئيس الوزراء إلى واشنطن قوله “إن الأحداث في الشمال ستحدث نقطة تحول دراماتيكية في القتال في المنطقة”.
ونقلت هيئة البث الإسرائيلية “كان” عن مسؤول كبير قوله إن “الكارثة في مجدل شمس يمكن أن تشير إلى تغيير في الاتجاه في الحرب”، وقال مسؤول أمني لهيئة البث “هذا حادث لن نتغاضى عنه. سيكون هناك رد فعل شديد”.
وقام نتنياهو، الذي كان لا يزال في الولايات المتحدة يوم السبت بعد خطابه أمام الكونغرس واجتماعاته مع كبار المسؤولين الأمريكيين، بتقديم رحلته عائدا إلى إسرائيل بساعات عدة في أعقاب الهجوم.
وجاء الهجوم بعد أن ضرب الجيش الإسرائيلي بعد ظهر السبت خلية لمسلحي حزب الله في مستودع أسلحة في كفركلا بجنوب لبنان. وقال الجيش إنه تم التعرف على العناصر من قبل قوات وحدة جمع المعلومات القتالية 869 عند دخولها مستودع الأسلحة، وبعد وقت قصير، تم تنفيذ غارة جوية.
وأكد حزب الله في وقت لاحق أن أربعة من عناصره، وهم أعضاء في قوة النخبة التابعة للمنظمة، قُتلوا في الغارة.
واستمر إطلاق الصواريخ من حزب الله باتجاه شمال إسرائيل طوال يوم السبت، حيث ألحق أحدها أضرارا بمنزل في بلدة عرب العراشمة الحدودية في الصباح. ولم يبلغ عن وقوع إصابات في ذلك الهجوم.
في غضون ذلك، تم إسقاط مسيّرة أطلقها حزب الله كانت متجهة كما يبدو نحو النبى التحتية للغاز البحري في المياه الإقليمية لإسرائيل صباح السبت بواسطة نظام “القبة الحديدية” المثبت على. متن سفينة، والمعروف باسم C-Dome.
بحسب الجيش الإسرائيلي، اعترضت إحدى طرادات البحرية من فئة “ساعر 6” الطائرة بدون طيار على مسافة كبيرة من حقل الغاز “كريش”، ولم يكن هناك تهديد للبنية التحتية الحيوية هناك وسط الحادث.
منذ 8 أكتوبر، هاجمت قوات بقيادة حماس بلدات ومواقع عسكرية إسرائيلية على طول الحدود بشكل شبه يومي، حيث تقول المنظمة إنها تفعل ذلك لدعم غزة وسط الحرب الدائرة هناك.
حتى الآن، أسفرت المناوشات عن مقتل 23 مدنيا على الجانب الإسرائيلي، ومقتل 18 جنديا إسرائيليا. كما وقعت عدة هجمات من سوريا دون وقوع إصابات.
وأعلن حزب الله مقتل 381 من عناصره على يد إسرائيل خلال المناوشات المستمرة، معظمهم في لبنان ولكن بعضهم في سوريا أيضا. في لبنان، قُتل 68 مسلحا آخر من جماعات مسلحة أخرى، وجندي لبناني، والعشرات من المدنيين.