إصابة شخص في قصف صاروخي لحزب الله؛ وتنفيذ غارات إسرائيلية على بيروت لأول مرة منذ أيام
إطلاق 30 صاروخا على منطقة الجليل في أحدث قصف صاورخي من لبنان؛ الجيش الإسرائيلي يضرب معقل حزب الله في بيروت خلال الليل بينما تطلق جماعة مدعومة من إيران في العراق مسيّرات على إسرائيل
أصيب رجل يبلغ من العمر 37 عاما بجروح متوسطة في سقوط صاروخ في بلدة شعب العربية بشمال البلاد وسط وابل من الصواريخ أطلقها حزب الله على شمال إسرائيل يوم الجمعة، بعد ساعات من قيام طائرات مقاتلة إسرائيلية بسلسلة من الغارات الليلية استهدفت مواقع لحزب الله في بيروت.
تم إطلاق وابل من حوالي 30 صاروخا من لبنان على منطقة الجليل في وقت مبكر من بعد ظهر يوم الجمعة، مما أدى إلى انطلاق صفارات الإنذار في سخنين ودير الأسد وكرميئل ومعالوت ترشيحا وبلدات أخرى قريبة.
وقال الجيش أنه تم اعتراض بعض هذه الصواريخ بينما تم تحديد سقوط عدة صواريخ أخرى.
في بيان، قال مركز الجليل الطبي في نهاريا إن المصاب يعاني من جروح ناجمة عن شظايا، لكنه في حالة مستقرة.
وأفادت وسائل إعلام عبرية أن المسعفين قدموا العلاج لشخص واحد جراء إصابته بالهلع في مكان الحادث.
قبل ذلك بساعات، قال الجيش الإسرائيلي إن غارات ليلية في الضاحية الجنوبية لبيروت – معقل حزب الله – استهدفت مصانع تصنيع أسلحة ومراكز قيادة لحزب الله وبنى تحتية أخرى. وكانت الغارات هي الأولى التي تضرب العاصمة اللبنانية منذ أيام.
وأفادت وسائل إعلام لبنانية بأن عشرة غارات استهدفت المنطقة على الأقل.
وذكرت الوكالة الوطنية للإعلام اللبنانية الرسمية إن الغارات الجوية التي تم شنها فجر الجمعة على الضاحية – بعد أربعة أيام من الهدوء لم ترد خلالها تقارير عن غارات جوية في المنطقة – دمرت عشرات المباني وتسببت باندلاع حرائق في المنطقة.
وقد دعا المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي باللغة العربية العقيد أفيخاي أدرعي سكان الضاحية مسبقا إلى إخلاء المباني في 10 أحياء منفصلة قال أنه سيتم استهدافها أثناء الضربات.
في غضون ذلك، تم تدمير مراكز قيادة و”بنى تحتية استخباراتية” في النبطية، حسبما أعلن الجيش الإسرائيلي.
وقال الجيش إن جميع أصول حزب الله كانت موجودة “في قلب السكان المدنيين”، متهما الجماعة باستخدام السكان كدروع بشرية.
كما أفادت وسائل إعلام رسمية لبنانية بشن غارة إسرائيلية على مدينة بعلبك الشرقية، بعد غارات جوية كثيفة على المنطقة في الأيام الأخيرة بعد أن أمر الجيش الإسرائيلي سكان المدينة بإخلائها قبل هجمات وشيكة ضد حزب الله.
وذكرت تقارير أن الغارات في بعلبك يوم الخميس أسفرت عن مقتل ستة أشخاص، في حين أفادت تقارير بمقتل ستة أشخاص آخرين في غارات على بلدة مكنة.
وقالت وزارة الصحة اللبنانية، التي لا تميز بين المقاتلين والمدنيين، في وقت مبكر من يوم الجمعة إن غارة جوية إسرائيلية على مشارف قرية قماطية، جنوب شرق بيروت، قتلت ثلاثة أشخاص وأصابت خمسة آخرين.
كما قصفت طائرات مقاتلة عدة غرف قيادة تابعة لحزب الله وبنية تحتية أخرى بالقرب من صور يوم الخميس. وقال الجيش الإسرائيلي إن بعض غرف القيادة تابعة لقوة النخبة “رضوان” التابعة لحزب الله.
وأضاف الجيش أنه اتخذ خطوات للتخفيف من الضرار الذي يلحق بالمدنيين في الضربات، بما في ذلك من خلال استخدام ذخائر دقيقة وإصدار تحذيرات إخلاء مسبقا.
تأتي الغارات الجوية في الوقت الذي تواصل فيه الفرقتان 91 و 146 العمل على الأرض ضد الجماعة المدعومة من إيران في جنوب لبنان، حيث قال الجيش الإسرائيلي إن القوات قتلت مسلحين وعثرت على أسلحة في اليوم الأخير.
وفي غضون ذلك، أطلقت إسرائيل نحو 10 صواريخ من لبنان على الجليل الأعلى. وقال الجيش الإسرائيلي إن بعض الصواريخ تم اعتراضها بينما سقطت البقية في مناطق مفتوحة.
وأضاف الجيش أن الدفاعات الجوية الإسرائيلية أسقطت خلال الليل بين الخميس والجمعة خمس مسيّرات انطلقت من العراق.
وأُسقطت إحدى المسيّرات فوق سوريا ومسيّرتين أخريين فوق العراق في حين تم اعتراض المسيّرتين المتبقيتين بالقرب من البحر الميت قبل أن تتمكنا من دخول المجال الجوي الإسرائيلي. وسقطت إحدى المسيّرتين التي تم اعتراضها فوق البحر الميت في الأردن، لكن الجيش الأردني قال إنها لم تتسبب بوقوع إصابات.
وأعلنت “المقاومة الإسلامية في العراق” المدعومة من إيران مسؤوليتها عن ستة هجمات بمسيّرات، ونشرت لقطات للهجمات الخمس الناجحة على وسائل التواصل الاجتماعي.
وقد يكون الهجوم في المسيّرة السادسة فشل، وبالتالي لم يتم الإعلان عنه بشكل محدد.
كما أعلن الجيش الإسرائيلي يوم الجمعة أن طائرات مقاتلة إسرائيلية قصفت منصة لإطلاق الصواريخ تابعة لحزب الله استُخدمت في هجوم دام الخميس في منطقة حيفا، وأن المسلح الذي أطلق الهجوم قُتل أيضا في غارة جوية.
وأدان رئيس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي الجمعة ما وصفه بـ”توسع” الهجمات الإسرائيلية، وزعم أنها تشير إلى رفض إسرائيل الانخراط في جهود التهدئة.
وقال ميقاتي “إن توسع العدو الإسرائيلي المتجدد… واستهدافه المتجدد للضاحية الجنوبية لبيروت بغارات مدمرة، كلها مؤشرات تؤكد رفض العدو الإسرائيلي لكل الجهود المبذولة لتأمين وقف لإطلاق النار”.
وأضاف أن “التصريحات الإسرائيلية والإشارات الدبلوماسية التي تلقاها لبنان تؤكد التعنت الإسرائيلي في رفض الحلول المقترحة والإصرار على نهج القتل والتدمير”.
ورغم اللوم الصادر عن ميقاتي، زعم مصدر سياسي لبناني رفيع المستوى ودبلوماسي كبير إن المبعوث الأمريكي عاموس هوكستين طلب من ميقاتي الإعلان عن وقف لإطلاق النار من جانب واحد مع إسرائيل في إطار الجهود لمساعدة المفاوضات الرامية إلى التوصل إلى حل للصراع المستمر منذ أكثر من عام.
لكن المصدران قالا إن الطلب اعتُبر مرفوضا، حيث أن الموافقة عليه ستُعتبر على الأرجح بمثابة استسلام.
ونفى ميقاتي هذا الادعاء في تصريح لوكالة “رويترز” وقال إن موقف الحكومة واضح بشأن السعي إلى وقف إطلاق النار من الجانبين وتنفيذ قرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة رقم 1701 الذي أنهى الجولة الأخيرة من الصراع بين إسرائيل وحزب الله في عام 2006.
يوم الجمعة، قالت المنسقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان إن التراث الثقافي للبلاد معرض للخطر بسبب الضربات الإسرائيلية على صور وبعلبك، حيث توجد آثار رومانية مدرجة على قائمة اليونسكو للتراث العالمي.
وقالت جنين هينيس بلاسخارت في منشور على وسائل التواصل الاجتماعي: “إن المدن الفينيقية القديمة المليئة بالتاريخ معرضة لخطر شديد في أن تُترك في حالة خراب”، مضيفة أن “التراث الثقافي للبنان لا ينبغي أن يصبح ضحية أخرى في هذا الصراع المدمر”.
⭕مشاهد من إطلاق المقاومة الإسلامية في العراق لطيران مسير باتجاه هدف حيوي في وسط الأراضي المحتلة
بتاريخ ١-١١-٢٠٢٤ #الميادين #العراق #فلسطين_المحتلة pic.twitter.com/ckB9rZnsNc
— قناة الميادين (@AlMayadeenNews) November 1, 2024
منذ الثامن من أكتوبر، هاجمت قوات حزب الله البلدات والمواقع العسكرية الإسرائيلية على طول الحدود بشكل شبه يومي، حيث قالت الجماعة إنها تفعل ذلك إسنادا لغزة وسط الحرب هناك.
وتم إخلاء حوالي 60 ألف شخص من البلدات الشمالية على الحدود اللبنانية بعد وقت قصير من هجوم حماس في السابع من أكتوبر، وسط مخاوف من أن ينفذ حزب الله هجوما مماثلا، والزيادة في إطلاق الصواريخ من قبل الجماعة.
أسفرت الهجمات على شمال إسرائيل منذ أكتوبر 2023 عن مقتل 39 مدنيا.
بالإضافة إلى ذلك، قُتل 61 جنديا إسرائيليا في مناوشات عبر الحدود وفي العملية البرية التي أعقبت ذلك والتي بدأت في جنوب لبنان في أواخر سبتمبر.
وقُتل جنديان في هجوم بمسيّرة من العراق، وكانت هناك أيضا عدة هجمات من سوريا، دون وقوع أي إصابات.
وتشير تقديرات الجيش الإسرائيلي إلى مقتل أكثر من 2000 من عناصر حزب الله في الصراع. كما قُتل أكثر من 100 مسلح من جماعات أخرى، بالإضافة إلى المئات من المدنيين، في لبنان، بحسب تقارير.
وأعلن حزب الله أسماء 516 من أعضائه الذين قتلتهم إسرائيل خلال القتال في لبنان، وبعضهم في سوريا أيضا. ولم يتم تحديث هذه الحصيلة باستمرار منذ أن بدأت إسرائيل هجومها على حزب الله في شهر سبتمبر الماضي.
ساهم في هذا التقرير طاقم تايمز أوف إسرائيل