إصابة شخصين بشظايا صواريخ حزب الله وسط مخاوف من تكثيف إطلاق النار قبل الهدنة الناشئة
إصابة امرأة مسنة بجروح خطيرة في نهاريا؛ قيادة الجبهة الداخلية تحد من التجمعات وتغلق المدارس في الجولان والشمال، ونتنياهو يستعد لعقد اجتماع للحكومة للموافقة على وقف إطلاق النار
أصيب شخصان على الأقل بشظايا خلال قصف صاروخي شنه حزب الله على مدينة نهاريا الساحلية الشمالية ليل الاثنين، في حين يبدو أن الجهود الدولية للتوصل إلى هدنة بين الحركة المدعومة من إيران وإسرائيل تقترب من النجاح.
وفي ظل تزايد المخاوف بشأن احتمال تصعيد القتال مع اقتراب التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار، فرضت قيادة الجبهة الداخلية في الجيش الإسرائيلي قيودا جديدة في عدة مناطق في شمال إسرائيل.
وفي غضون ذلك، واصلت الطائرات الإسرائيلية هجماتها على حزب الله في لبنان، بما في ذلك قصف معاقل الحركة في العاصمة بيروت.
وقال الجيش الإسرائيلي مساء الاثنين أنه فرض قواعد “النشاط المحدود” على البلدات في جميع أنحاء مرتفعات الجولان وعلى طول الحدود الشمالية.
وتمنع القيود معظم المدارس من العمل، كما تمنع التجمعات الكبيرة في المنطقة.
ورغم أن مرتفعات الجولان تقع بالقرب من الحدود المضطربة مع لبنان وسوريا، فقد تجنبت إلى حد كبير الصواريخ التي أطلقها حزب الله على شمال إسرائيل، على الرغم من سقوط صاروخ أطلقه حزب الله على بلدة مجدل شمس في الجولان في أواخر يوليو، والذي أدى إلى مقتل 12 طفلاً.
وتعكس هذه الإجراءات المخاوف في إسرائيل من قيام حزب الله بتكثيف هجماته الصاروخية قبل دخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ، حيث يسعى الجانبان إلى تعزيز المكاسب قبل إلقاء السلاح.
ومن المقرر أن يعقد مجلس الوزراء الأمني الإسرائيلي اجتماعا في وقت لاحق من اليوم الثلاثاء لاتخاذ قرار بشأن الموافقة على وقف إطلاق النار لمدة 60 يوما، بعد أكثر من عام من الأعمال العدائية بين حزب الله وإسرائيل، والتي تفاقمت إلى حرب شاملة في أواخر سبتمبر.
ودوت صفارات الإنذار من الصواريخ طوال مساء الاثنين في البلدات الإسرائيلية القريبة من الحدود مع لبنان ومنطقة الجليل.
واستهدفت دفعة من من 10 صواريخ مدينة نهاريا الساحلية والمناطق المجاورة، تم اعتراض بعضها بينما سقط بعضها الآخر في مناطق مأهولة بالسكان.
وقالت خدمة الإسعاف نجمة داوود الحمراء إن امرأة تبلغ من العمر 70 عاما نقلت إلى المستشفى في حالة خطيرة بعد سقوط الصواريخ. كما أصيب رجل في الثمانينيات من عمره بجروح طفيفة في الهجوم. وقال المسعفون إن الاثنين أصيبا بشظايا.
وتلقى آخرون العلاج من القلق الحاد.
وأظهر مقطع فيديو مبنى في المدينة يحترق بعد إصابته بشظايا.
The IDF says a barrage of 10 rockets was launched from Lebanon at the Western Galilee a short while ago.
Several of the rockets were intercepted and impacts were also identified, the military says.
Magen David Adom says it is scanning sites of reported impacts in Nahariya for… pic.twitter.com/4YEhE9lsEG
— Emanuel (Mannie) Fabian (@manniefabian) November 25, 2024
وفي ساعة مبكرة من صباح الثلاثاء، أعلن الجيش الإسرائيلي إسقاط طائرة مسيّرة اخترقت المجال الجوي في مرتفعات الجولان “من الشرق”، في إشارة إلى العراق، حيث تشن الجماعات المدعومة من إيران هجمات على إسرائيل.
وأعلنت وزارة الصحة اللبنانية أن الغارات الإسرائيلية على لبنان الإثنين أوقعت 31 قتيلا.
وأوردت الوزارة “حصيلة غارات للعدو الإسرائيلي على عدد من المدن والبلدات اللبنانية” في شرق لبنان وجنوبه وقرب بيروت، في بيان موضحة أن غالبية القتلى سقطوا في الجنوب فيما قتل أربعة أشخاص في الشرق.
وقال الجيش الإسرائيلي إن طائراته المقاتلة قصفت 25 موقعا تابعا للمجلس التنفيذي لحزب الله في النبطية بجنوب لبنان، ومدينة بعلبك شمال شرقي البلاد، وسهل البقاع، والضاحية الجنوبية لبيروت، وضواحي العاصمة اللبنانية.
وذكرت الوكالة الوطنية للإعلام اللبنانية الرسمية أن إسرائيل شنت غارات على صور والنبطية بعد أن أصدرت تحذيرات بإخلاء أجزاء من المدن الجنوبية الكبرى.
وأفادت الوكالة أيضاً عن “غارة بطائرة مسيرة استهدفت مجمعاً سكنياً” في بلدة ذات أغلبية درزية في ضاحية بيروت، من دون تحذيرات مسبقة للإخلاء.
وعلقت وزارة التربية اللبنانية الدراسة في المدارس والمعاهد ومؤسسات التعليم العالي الخاصة في بيروت وعدد من المناطق المحيطة بها، مشيرة إلى “الظروف الخطيرة الرهانة”. وكانت الوزارة اتخذت إجراءات مماثلة في الماضي أثناء القتال.
كما أكد الجيش الإسرائيلي تنفيذ غارات جوية على الحدود السورية اللبنانية في ساعات المساء، حيث استهدف ما قال إنها طرق يستخدمها حزب الله لتهريب الأسلحة الإيرانية.
وقالت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) إن الضربات ألحقت أضرارا بعدد من الجسور في منطقة القصير، وأسفرت عن إصابة شخصين.
وقال الجيش الإسرائيلي إن الضربات كانت جزءا من الجهود ضد الوحدة 4400 التابعة لحزب الله، والتي تتولى تسليم الأسلحة من إيران ووكلائها إلى لبنان عبر سوريا والعراق.
وتنفذ إسرائيل غارات جوية على شحنات أسلحة إيرانية إلى حزب الله عبر سوريا منذ عام 2013 على الأقل، وفقا لمصادر أجنبية وتفاصيل أصدرها مسؤولون عسكريون.
خاضت إسرائيل وحزب الله حربًا مباشرة آخر مرة في عام 2006، لكن وقف إطلاق النار الهش الذي حافظ على الهدوء على طول الحدود الإسرائيلية اللبنانية انهار في 8 أكتوبر 2023، عندما بدأ حزب الله في إطلاق الصواريخ والطائرات المسيّرة بشكل شبه يومي عبر الحدود دعما لحركة حماس.
وقد نزح عشرات الآلاف من سكان شمال إسرائيل منذ ذلك الحين بسبب الهجمات والمخاوف من أن تشن الحركة الشيعية غزوا مماثلا لغزو حماس، الذي أسفر عن مقتل 1200 شخص في جنوب إسرائيل واختطاف 251 شخصا في 7 أكتوبر.
وصعدت إسرائيل هجومها على حزب الله في لبنان في أواخر سبتمبر، حيث شنت ضربات وعمليات واسعة النطاق أدت إلى مقتل معظم قيادات المجموعة، بما في ذلك زعيمها حسن نصر الله.
وبعد ذلك، شنت إسرائيل عملية برية في جنوب لبنان بهدف تطهير معاقل حزب الله في المنطقة وتمكين سكان شمال إسرائيل الذين تم إجلاؤهم للعودة إلى منازلهم بآمان.
وقال مسؤول إسرائيلي لتايمز أوف إسرائيل يوم الاثنين إن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو سيعقد اجتماعا أمنيا رفيع المستوى في تل أبيب مساء الثلاثاء للموافقة على وقف إطلاق النار لمدة 60 يوما مع حزب الله في لبنان.
وفي الوقت نفسه، أكد المسؤول أن إسرائيل تقبل فقط بوقف الأعمال العدائية، وليس إنهاء الحرب ضد حزب الله.
وقال المسؤول عن وقف إطلاق النار “لا نعرف إلى متى سيستمر. قد يستمر شهرا أو عاما”.
وقالت مصادر لبنانية لرويترز الاثنين إن من المتوقع أن يعلن الرئيس الأمريكي جو بايدن ونظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون عن وقف إطلاق النار خلال 36 ساعة.
وقال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض جون كيربي “نحن قريبون” ولكن “لن (يُعلن) التوصل لشيء حتى الانتهاء من كل شيء”.