إسرائيل في حالة حرب - اليوم 431

بحث

إصابة إسرائيليين اثنين واندلاع حرائق بعد إطلاق وابل من الصواريخ والمسيّرات على شمال إسرائيل

حزب الله يقول إن الهجمات هي استمرار للرد على مقتل قيادي كبير في المنظمة؛ الجيش الإسرائيلي ينهي تدريبا استمر لأسبوعين يحاكي حربا في لبنان

حريق كبير بالقرب من مدينة صفد في شمال البلاد، ناجم عن صواريخ تم إطلاقها من لبنان في 13 يونيو، 2024. (David Cohen/Flash90)
حريق كبير بالقرب من مدينة صفد في شمال البلاد، ناجم عن صواريخ تم إطلاقها من لبنان في 13 يونيو، 2024. (David Cohen/Flash90)

أطلق حزب الله وابلا من الصواريخ ومجموعة من المسيّرات المفخخة على شمال إسرائيل يوم الخميس، مما أدى إلى إطلاق صفارات الإنذار في العديد من البلدات واندلاع حرائق وإصابة شخصين، في الوقت الذي واصل فيه الحزب ما قال أنه رد على مقتل قيادي كبير في غارة جوية إسرائيلية في وقت سابق من الأسبوع.

وفقا للجيش الإسرائيلي، عبر حوالي 40 صاروخا الحدود من لبنان في الهجوم الكبير حوالي الساعة الثانية ظهرا، مما أدى إلى انطلاق صفارات الإنذار بالقرب من صفد في الجليل الأعلى، وفي بلدة كاتسرين في مرتفعات الجولان.

وقال الجيش الإسرائيلي إن الدفاعات الجوية أسقطت العديد من الصواريخ، بينما سقط البعض الآخر في عدة مناطق في شمال إسرائيل.

وقالت سلطة الإطفاء إن سقوط الصواريخ والشظايا المتساقطة بعد اعتراضها أدت إلى اندلاع 15 حريقا على الأقل في الجليل والجولان، معظمها بالقرب من كاتسرين.

كما أعلن مسؤولون طبيون إن شابين في العشرينات من العمر أصيبا بجروح طفيفة بشظايا نتيجة سقوط أحد الصواريخ في منطقة كاتسرين.

في الوقت نفسه، تم تحديد سبعة “أهداف جوية مشبوهة” – يُعتقد أنها مسيّرات – ابتداء من حوالي الساعة الثانية بعد الظهر، مما أدى إلى انطلاق صفارات الإنذار في أرجاء شمال إسرائيل على مدار الساعة التالية.

وقال الجيش إن الدفاعات الجوية أسقطت أربع مسيّرات، مضيفا أنه لم تقع إصابات في الهجوم.

وجاء الهجوم الكبير بعد سلسلة من الإنذارات الكاذبة في ساعات الصباح. وفي بعض الإنذارات الكاذبة، تم إطلاق صواريخ اعتراضية على أهداف اعتُبرت فيما بعد أنها “تحديد خاطئ”.

وتبنى حزب الله لاحقا المسؤولية عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات، مدعيا أنها استهدفت عدة قواعد عسكرية.

صواريخ اعتراضية تستهدف صواريخ ومسيّرات من لبنان كما تظهر من مدينة صفد بشمال إسرائيل، 13 يونيو، 2024. (David Cohen/Flash90)

وقال الحزب في بيان أنه أطلق صواريخ من طراز “كاتيوشا” و”فلق” على ست قواعد عسكرية في شمال إسرائيل، وعدة رشقات أخرى من المسيّرات المفخخة على ثلاث قواعد أخرى في المنطقة.

وأضاف أن الهجمات جاءت ردا على الغارة الإسرائيلية مساء الثلاثاء في منطقة جويا بجنوب لبنان، على بعد حوالي 15 كيلومترا شمال الحدود مع إسرائيل. وأسفرت الغارة عن مقتل القيادي الكبير في المنظمة طالب عبد الله – وهو أكبر ضابط تغتاله إسرائيل منذ بدء العنف قبل ثمانية أشهر – وثلاثة نشطاء آخرين.

يوم الأربعاء، أطلق حزب الله حوالي 215 صاروخا على شمال إسرائيل في رد أولي على الغارة التي أسفرت عن مقتل عبد الله.

وبدأت المنظمة بشن هجمات يومية على البلدات الشمالية في 8 أكتوبر، قائلة إنها تفعل ذلك لدعم حماس وسط الحرب في غزة.

وتعهد حزب الله بتكثيف هجماته على طول الحدود انتقاما لمقتل عبد الله.

خطاب ألقي بالقرب من نعش طالب عبد الله، المعروف باسم أبو طالب، القائد الميداني الكبير في منظمة حزب الله الذي قُتل في غارة إسرائيلية، خلال جنازته في الضاحية الجنوبية لبيروت في 12 يونيو، 2024. . ( ANWAR AMRO / AFP)

في غضون ذلك، قال الجيش الإسرائيلي صباح الخميس إن طائراته المقاتلة قصفت عدة مبان يستخدمها حزب الله في عيتا الشعب بجنوب لبنان خلال الليل. وأنه تم قصف بنى تحتية إضافية لحزب الله في عيناتا.

وقال مسؤول أمريكي يوم الخميس إن الولايات المتحدة تخشى بشدة من أن يؤدي التصعيد على الحدود الإسرائيلية اللبنانية إلى حرب شاملة، مضيفا أن هناك حاجة إلى ترتيبات أمنية محددة للمنطقة وأن وقف إطلاق النار في غزة ليس كافيا.

وقالت إسرائيل إن حزب الله وراعيته إيران والحكومة اللبنانية يتحملون “المسؤولية الكاملة” عن العنف المتصاعد، في حين ألمحت إلى احتمال حدوث المزيد من التصعيد.

وقال المتحدث باسم الحكومة دافيد مينسر إن “لبنان وحزب الله، بتوجيه من إيران، يتحملان المسؤولية الكاملة عن تدهور الوضع الأمني ​​في الشمال”، مضيفا “سواء من خلال الجهود الدبلوماسية – أو غير ذلك – ستعيد إسرائيل الأمن على حدودنا الشمالية”.

طواقم الإطفاء تعملو على إخماد حريق ناجم عن صواريخ تم إطلاقها من لبنان، في غابة بيريا في شمال إسرائيل، 13 يونيو، 2024. (David Cohen/Flash90)

يوم الخميس أيضا، قال الجيش إن قوات من لواء “كرياتي” المدرع الاحتياطي ولواء المظليين الاحتياطي 226 أنهت مناورة استمرت أسبوعين لمحاكاة القتال في لبنان.

وقال الجيش إن التدريبات حاكت سيناريو قتالي يتضمن التحرك في تضاريس معقدة والتقدم على طول “طريق جبلي”.

كما تدربت القوات على الدعم اللوجستي والاتصالات في أراضي العدو وإجلاء الجرحى وعمليات مقرات الألوية.

جنود من لواء المظليين الاحتياطي 226 يقومون بتدريب في شمال إسرائيل، في صورة نشرها الجيش الإسرائيلي في 13 يونيو، 2024. (Israel Defense Forces)

منذ اليوم الذي تلى هجوم حماس في 7 أكتوبر، تهاجم قوات بقيادة حزب الله البلدات والمواقع العسكرية الإسرائيلية على طول الحدود بشكل شبه يومي بدعوى دعم غزة وسط الحرب هناك.

وأسفرت المناوشات على الحدود عن مقتل 10 مدنيين على الجانب الإسرائيلي، بالإضافة إلى 15 جنديا واحتياطيا. كما وقعت عدة هجمات من سوريا، دون وقوع أي إصابات.

وأعلن حزب الله أسماء 342 من أعضائه الذين قُتلوا في المناوشات المستمرة، معظمهم في لبنان وبعضهم في سوريا أيضا. كما قُتل 62 عنصرا إضافيا من الجماعات المسلحة الأخرى في لبنان، وجنديا لبنانيا، بالإضافة إلى عشرات المدنيين، ثلاثة منهم صحفيون.

وقد أعربت إسرائيل عن انفتاحها على التوصل إلى حل دبلوماسي للصراع، لكنها هددت بشن حرب ضد حزب الله لاستعادة الأمن في شمال إسرائيل، حيث نزح عشرات الآلاف من المدنيين.

في حين لم تتخذ القيادة السياسية في إسرائيل قرارا بعد بشأن شن هجوم على لبنان وتحويل قطاع غزة إلى جبهة ثانوية، قال الجيش الإسرائيلي إنه يواصل استهداف قادة حزب الله الذين يقفون وراء الهجمات على إسرائيل.

ساهمت في هذا التقرير وكالة رويترز

اقرأ المزيد عن