إسقاط تمثال نتنياهو الذهبي بعد ساعات من نصبه في تل أبيب
قال الفنان الذي نصب التمثال بدون تصريح في ميدان رابين أنه أراد ’اختبار حدود حرية التعبير’

تم اسقاط تمثال رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو الذهبي من قبل مجهول بعد ساعات من نصبه خلال ليلة الإثنين في ميدان رابين في تل أبيب.
حتى الساعة التاسعة صباحا، كان موظفي البلدية قد الصقوا بلاغا على التمثال، الذي نصب فوق منصة ارتفاعها مترين في ساحة تحمل اسم رئيس الوزراء المغتال يتسحاك رابين. وحذر البلاغ بأن البلدية سوف تزيل التمثال وتقدم شكوى ضد الفنان إن لا يتم ازالة التمثال خلال أربع ساعات.
وتجمع حشد صاخب حول التمثال مع انتشار الأنباء عن ظهوره عبر الشبكات الإعلامية وشبكات التواصل الإجتماعي في ساعات الصباح. واندلعت شجارات صاخبة، بعضها ودية، بعضها غاضبة، بينما حاول المارين تفسير الرسالة التي حاول الفنان إيصالها.
وبينما نشأت حلبة نقاش عفوية حول التمثال، انتشرت النقاشات المحتدمة عبر الفيسبوك والتويتر أيضا.
https://www.youtube.com/watch?v=AdQjG6yoCzs
وفي وسط الحشود والنقاش حول الديمقراطية في اسرائيل، دفع رجل مجهول التمثال وأسقطه أرضا. وكاد يسقط التمثال على المشرعة السابقة من حزب (ميرتس) ياعيل دايان، التي كانت تجلس على كرسي عجلات بجواره.
وحتى الساعة الثانية بعد الظهر، حمل صانع التمثال، ايتاي زلايط، عمله الفني داخل مركبة وغادر المكان، تاركا المصورين وكاميرات التلفاز خلفه.

وكان زلايط قد أبلغ وسائل الإعلام بشكل مسبق أنه “سوف يقوم بعمل فني سياسي سري سيكون له صدى اعلامي ضخم”، وقال خلال مقابلة صباحية مع القناة الثانية، أنه كان الأول من سلسلة اعمال فنية يخططها.
قائلا: “الهدف هو اختبار حدود حرية التعبير في اسرائيل عام 2016. ما يحدث عندما أعرض تمثال كهذا؟ هل سيؤدي الى عقوبات، مثل الإعتقال، مثلا؟ أم سيتم ازالته فقط؟”
مضيفا: “العمل يهدف لجعل الناس تفكر. أريد أن أتفحص رد فعل الجماهير، إلى أين سيأخذه الناس”.
“أنا عادة اتعامل مع مسائل الحرية وحرية الإختيار في فني، ولكن كل الأمور التي تجري تمنعني من الإستمرار”.
ومؤكدا على أن المبادرة كانت مبادرته فقط، قال: “انها المرة الأولى فيها اقوم بعمل سياسي… الوقت وحده سوف يدل إن كان استفزاز أم نبوءة”.
واستغرقت صناعة التمثال المصنوع من الخشب والبلاستيك ثلاثة أشهر.

واعتبر العديد العمل كإشارة الى العجل الذهبي في التوراة، الذي عبده بني اسرائيل بينما كان النبي موسى على جبل سيناء ليتلقى الوصايا العشر. وقال أحد المارين: “الناس تعتقد أن [نتنياهو] مصنوع من الذهب”. وذكر التمثال شخص آخر بطغاة مثل تشاوتشيسكو في رومانيا، أو الزعيم الكوبي فيدل كاسترو، الذي توفي في الشهر الماضي. “نحن نقترب من ذلك”، قال.
وفي الفيسبوك، عبر شخص عن آراء العديد بكتابته، “جميع اليساريين. لينفجروا! [نتنياهو] سوف يبقى معنا لوقت طويل كرئيس وزراء!”. وتابع آخر، “مرة أخرى، اليسار يستخف بذكاء الليكود”
האמן איתי זלאיט מעמיס את פסל הזהב של נתניהו על המרכבה. לציבור קשה להיפרד מהפסל וכולם מתאספים סביב pic.twitter.com/njs5LmOSxA
— צחי דבוש (@TsahiDaboush) December 6, 2016
وقال أحد سكان مدينة العاد المتدينة في مركز اسرائيل، والذي كان متواجدا في الساحة، أن التمثال “طريف”، ويعكس مكانة نتنياهو.
وانتقدت وزيرة الثقافة ميري ريغيف (ليكود) أيضا التمثال عبر الفيسبوك.
“كم منفصل عن الواقع يمكن للفنان أن يكون؟ اسرائيل ديمقراطية، [مع] حقوق فردية، حقوق مدنية، حساسية اخلاقية، قضاء ناشط، صحافة حرة، بإختصار إحدى الدول الحرة”، كتبت. “ولكن [هذا] فن منعزل، الذي عجله الذهبي الوحيد هو كراهية نتنياهو”.
ولكن قالت ياعيل دايان، الناشطة في مجموعة السلام الآن، ورئيسة مجلس مدينة تل ابيب سابقا، لصحيفة “هآرتس”، أن التمثال يمثل “الأصابع في وجه الجميع”. وهو يوصل الرسالة بأنه “كما أنني ملك عامونا، أم ملك تل ابيب”.
وعامونا هي بؤرة استيطانية غير قانونية في الضفة الغربية مبنية على اراضي فلسطينية خاصة، ويتوجب إخلائها حتى تاريخ 25 ديسمبر بأمر من محكمة.
وتتصدر محاولات نتنياهو تأجيل الإخلاء والعثور على حل مقبول على المستوطنين عناوين الصحف في الأسابيع الأخيرة.
وميدان رابين هي أحد الرموز الواضحة للإنقسام بين اليمين واليسار في اسرائيل.
وقد تم اغتيال رابين من قبل متطرف يهودي اثناء مغادرته تجمع للسلام في الباحة في 4 نوفمبر 1995. وكان رابين أحد العقول المدبرة لإتفاقية أوسلو التي وقعت بين اسرائيل والفلسطينيين في سنوات التسعين. وقد عارض اليمين الإسرائيلي الإتفاقية بشدة.