إسرائيل ومجموعة يمينية ستنقب عن “بركة سلوان التوراتية” في القدس
تعتبر الكنيسة الأرثوذكسية اليونانية أكبر وأغنى كنيسة في الأرض المقدسة، وتملك أملاك ضخمة من العقارات يعود تاريخها إلى مئات السنين. وهي تواجه اتهامات منتظمة ببيع أو تأجير عقارات لإسرائيل في مناطق ذات أغلبية فلسطينية
قالت السلطات الإسرائيلية يوم الثلاثاء إن بركة سلوان، وهي نبع مياه عمره ما يقارب من 3000 سنة، خدم سكان القدس على الأرجح خلال العصور التوراتية، سيتم حفرها بالكامل في الأشهر المقبلة.
ستكشف الحفريات لأول مرة عن البركة بأكملها، والتي يقول علماء الآثار إنها “شُيدت في عهد الملك حزقيا في القرن الثامن قبل الميلاد”.
الإعلان الذي صدر يوم الثلاثاء في بيان مشترك من قبل سلطة الآثار الإسرائيلية ومؤسسة مدينة داوود وسلطة الطبيعة والحدائق الإسرائيلية، قوبل بمزاعم يسارية بأن المشروع كان جزءا من حملة لتوسيع السيطرة اليهودية اليمينية على الأجزاء الحساسة سياسيا من القدس التي يسكنها الفلسطينيون.
وستتم إضافة البركة المحفورة إلى مسار “طريق الحجاج” المثير للجدل والذي يبدأ عند حائط المبكى وينتهي عند الحافة الجنوبية لمدينة داود، وهو موقع أثري يعتبره علماء الآثار المستوطنة اليهودية الأصلية في القدس، لكنها اليوم جزء من حي سلوان.
وقالت الجماعات الإسرائيلية في بيان مشترك إن الموقع سيفتح أمام الجمهور لرؤية الحفريات الجارية.
وفقا لمصادر يهودية، فقد “استخدم الحجاج اليهود البركة كحمام طقسي خلال فترة الهيكل الثاني، مما سمح لهم بتطهير أنفسهم قبل دخول المدينة المقدسة”.
وأشاد رئيس بلدية القدس موشيه ليون بإعلان يوم الثلاثاء عن حفر بركة سلوان وفتحها للجمهور، واصفا إياها بأنها “موقع ذو أهمية تاريخية ووطنية ودولية”.
وقال في بيان: “بعد سنوات عديدة من الترقب، سنستحق قريبًا أن نكون قادرين على الكشف عن هذا الموقع المهم وجعله في متناول ملايين الزوار الذين يزورون القدس كل عام”.
وقالت منظمة “عيمق شافيه” اليسارية الثلاثاء إن جزءا من المنطقة التي سيتم حفرها يقع في بستان زيتون تابع للبطريركية اليونانية، ومُستأجر لعائلة فلسطينية منذ عام 1931.
ووفقا لصحيفة “هآرتس”، تم بيع الأرض لشركة عقارات خارجية كجزء من صفقة مثيرة للجدل عام 2004 شهدت استيلاء مجموعات يهودية يمينية متطرفة على فندقين في البلدة القديمة المجاورة. وتم تعليق هذه الصفقة مؤخرا من قبل المحكمة العليا الإسرائيلية بعد أكثر من عقد من الجدل القانوني وادعاءات أن الصفقة كانت باطلة.
ويتم تنفيذ المشروع من قبل مؤسسة مدينة داود، والتي تعمل على زيادة الوجود اليهودي في وحول الحوض المقدس في القدس، وهو منطقة غنية بالآثار تقع خارج البلدة القديمة.
ورافقت كتيبة كبيرة من ضباط الشرطة، بما في ذلك حرس الحدود، مسؤولين من المؤسسة إلى الموقع صباح الثلاثاء، وفقا لما ذكرته “عميك شافيه” ومجموعات يسارية أخرى. وأضافت المجموعة أنه تم اعتقال ثلاثة من أفراد الأسرة الفلسطينية التي تدعي ملكية الأرض.
#Watch
The forces expel those who are near the "Red Land" that was seized by settlers in the Wadi Hilweh neighborhood in the town of Silwan pic.twitter.com/cP0vxAm9kR— Silwanic (@Silwanic1) December 27, 2022
“كالعادة، يستمر التعاون بين مجموعات المستوطنين وسلطات [الدولة] والشرطة في شطب الفلسطينيين. الآثار والتراث مجرد ذريعة”، قالت منظمة “عير عميم” اليسارية في تغريدة على تويتر.
وتعتبر الكنيسة الأرثوذكسية اليونانية أكبر وأغنى كنيسة في الأرض المقدسة، وتملك أملاك ضخمة من العقارات يعود تاريخها إلى مئات السنين. وهي تواجه اتهامات منتظمة ببيع أو تأجير عقارات لإسرائيل في مناطق ذات أغلبية فلسطينية.
تم التنقيب عن درجات بركة سلوان لأول مرة على يد عالمة الآثار البريطانية كاثلين كينيون في الستينيات.
وتم ذكر الموقع في نقش سلوان، وهو نص عبري قديم عمره 2700 سنة. والقطعة الأثرية مخزنة حاليا في متحف إسطنبول للآثار في تركيا؛ لكن أشارت تقارير في وقت سابق من هذا العام إلى نظر المسؤولين الأتراك في إعادة النقش إلى اسرائيل كبادرة حسن نية وسط تحسن العلاقات بين البلدين.