إسرائيل: وزيرة الخارجية الليبية التقت نظيرها الإسرائيلي لمناقشة تعاون مشترك
أول اجتماع رسمي رفيع المستوى بين القدس وطرابلس يركز على المساعدات الإنسانية والمعرفة الزراعية لليبيين وحماية المواقع اليهودية
التقى وزير الخارجية إيلي كوهين نظيرته الليبية نجلاء المنقوش في الأسبوع الماضي في إيطاليا، حسبما أعلنت وزارة الخارجية الإسرائيلية يوم الأحد، في أول اجتماع رسمي على الإطلاق بين كبار الدبلوماسيين في البلدين.
والتقى الطرفان لبحث إمكانية التعاون والحفاظ على مواقع التراث اليهودي في ليبيا. وقالت الوزارة إن الاجتماع ناقش أيضا المساعدات الإنسانية الإسرائيلية والمساعدة في الزراعة وإدارة المياه ومواضيع أخرى.
ووصف كوهين اللقاء بأنه “تاريخي” و”خطوة أولى” في إقامة العلاقات بين البلدين.
وأضاف أن “حجم ليبيا وموقعها الاستراتيجي يوفر أهمية كبيرة وإمكانات هائلة لدولة إسرائيل لإقامة علاقات معها. لقد تحدثت مع وزيرة الخارجية حول الإمكانات الكبيرة لبلدينا مع مثل هذه العلاقات، فضلا عن أهمية الحفاظ على تراث يهود ليبيا، بما في ذلك تجديد المعابد والمقابر اليهودية في البلاد”.
كانت هناك جالية يهودية كبيرة في ليبيا حتى غادر معظم أفرادها في الفترة المحيطة بتأسيس دولة إسرائيل. ولا يُعتقد أن هناك وجود يهودي في ليبيا اليوم.
في عام 2021، اشتكت مجموعة من اليهود الليبيين المغتربين من تحويل معبد يهودي مهجور وقديم في ليبيا إلى مركز ديني إسلامي دون إذن.
وكتب رافائيل لوزون، رئيس اتحاد اليهود الليبيين، على فيسبوك باللغة العربية يوم الأحد أن “هناك من عمل بجد خلف الكواليس من أجل هذا”، مما أثار تكهنات في الصحافة الليبية بأنه قد يكون لعب دورا في تنظيم الاجتماع.
انزلقت ليبيا إلى حالة من الفوضى بعد أن أطاحت الثورة التي دعمها حلف شمال الأطلسي (الناتو) بالدكتاتور معمر القذافي قبل أن يُقتل في عام 2011. ودخلت البلاد في الفوضى التي تلت ذلك، مع إدارات متنافسة في الشرق والغرب مدعومة بميليشيات مارقة وحكومات أجنبية.
تمثل المنقوش الحكومة المعترف بها من قبل الأمم المتحدة والتي تتخذ من طرابلس مقرا لها.
وفي حين لم تكن هناك علاقات بين إسرائيل وليبيا على الإطلاق، فقد ترددت أنباء منذ فترة طويلة عن اتصالات بين نجل القذافي، سيف الإسلام، ومسؤولين إسرائيليين. ويبدو أن القذافي نفسه تواصل مع إسرائيل في عدد من المناسبات، بما في ذلك للدفع باقتراحه لإقامة دولة إسرائيلية-فلسطينية موحدة، أطلق عليها اسم “إسراطين”.
في عام 2021، أفادت تقارير أن نجل أمير الحرب الليبي خليفة حفتر زار إسرائيل لعقد اجتماع سري مع مسؤولين إسرائيليين عرض فيه إقامة علاقات دبلوماسية بين البلدين مقابل الدعم الإسرائيلي.
وبحسب التقرير، حمل حفتر رسالة من والده يطلب فيها “مساعدة عسكرية ودبلوماسية” إسرائيلية مقابل تعهده بإقامة عملية تطبيع بين ليبيا وإسرائيل على غرار “اتفاقيات إبراهيم” الذي طبعت اسرائيل بموجبها العلاقات مع الإمارات العربية المتحدة والبحرين والمغرب.
ويتولى حفتر حاليا قيادة الجيش الوطني الليبي المتمركز في طبرق، وهو خصم للحكومة التي تتخذ من طرابلس مقرا لها.
ردا على الأنباء بشأن اللقاء، انتقد المرشح الرئاسي الليبي سليمان البيوضي، المرشح للمنصب في الحكومة المدعومة من الأمم المتحدة، اللقاء بشدة.
واتهم البيوضي رئيس الوزراء عبد الحميد الدبيبة بالترويج للتطبيع مع إسرائيل لكسب التأييد الأمريكي، وقال إن الدبيبة “لم يعد بيده إلا ورقة إسرائيل ليقذفها في وجه خصومه، وهي القشة التي يتعلق بها كغريق وستكتشف قريبا انها كانت قفزة في الهواء”، مضيفا ” لقد قذف الدبيبة بكل أوراقه ليستمر في السلطة وآخرها التوجه نحو إسرائيل، لكنه مغادر على أي حال”.
ودعا البيوضي إلى استبعاد الدبيبة من الانتخابات المقبلة التي لم يتم تحديد موعد لها بعد لكنها ستجرى نهاية العام الجاري، بحسب المبعوث الأممي إلى ليبيا.
حذرت الأمم المتحدة الأسبوع الماضي من أن الانقسامات السياسية في ليبيا “محفوفة بمخاطر العنف والتفكك للدول”.
تحطم الاستقرار الهش في طرابلس في الفترة من 14 إلى 15 أغسطس بسبب اشتباكات مسلحة عنيفة بين الميليشيات المتناحرة في المدينة، مما أسفر عن مقتل 55 شخصا على الأقل وإصابة أكثر من 100 آخرين، بما في ذلك عدد غير محدد من المدنيين، بحسب تقارير.
ساهم في هذا التقرير جيانلوكا باكياني ووكالات.