إسرائيل وحماس تقللان من شأن التقارير حول إحراز تقدم في محادثات الهدنة وسط تفاؤل من مصر
تقرير مصري يقول إن تم تحقيق "تقدم ملحوظ في التوافق حول العديد من النقاط الخلافية" في المحادثات، ومن الممكن الانتهاء من الصفقة هذا الأسبوع؛ وفد حماس يغادر القاهرة للتشاور
قلل مسؤولون إسرائيليون وفلسطينيون يوم الإثنين من شأن التقارير بشأن احتمال التوصل إلى اتفاق هدنة وإطلاق سراح الرهائن بين إسرائيل وحركة حماس هذا الأسبوع.
في وقت سابق الإثنين، نقلت قناة “القاهرة” الإخبارية عن مسؤول مصري كبير مشارك في المحادثات قوله إنه تم تحقيق “تقدم ملحوظ في التوافق حول العديد من النقاط الخلافية” في المحادثات.
وتوسطت مصر وقطر والولايات المتحدة، الحليف الرئيسي لإسرائيل، في جولات سابقة من المفاوضات، لكنها لم تنجح في تحقيق اتفاق.
وأفادت قناة “القاهرة” شبه الرسمية أن الوفد القطري ووفد حماس غادرا القاهرة ومن المتوقع أن يعودا “في غضون يومين لوضع اللمسات النهائية على شروط الاتفاق”
وكان من المقرر أن يغادر الوفدان الأمريكي والإسرائيلي العاصمة المصرية “في الساعات القليلة المقبلة” ومن المتوقع أن تستمر المشاورات خلال الساعات الـ 48 المقبلة، وفقا للقناة الإخبارية.
وجاء التقرير، الذي لم يتم تأكيده من قبل أي من الأطرف المشاركة في المحادثات، بعد أن أعرب مسؤولون إسرائيليون عن تفاؤل حذر بشأن فرص التوصل إلى اتفاق في تصريحات نقلتها وسائل إعلام ناطقة بالعبرية، مع قيام القدس بمنح وفدها مساحة أكبر لتقديم تنازلات من أجل التوصل إلى اتفاق.
ونقلت القناة 12 عن مصدر قريب من المحادثات قوله “هذه المرة الأمر مختلف، نحن أقرب ما كنا عليه منذ أشهر إلى اتفاق”.
ولكن يوم الإثنين، قلل مسؤولون إسرائيليون ومسؤولون من حماس من شأن التقدم الذي تحدث عنه التقرير المصري.
وقال مسؤول إسرائيلي لموقع “واينت” الإخباري: “ما زلنا لا نرى اتفاقا في الأفق”، مضيفا أن “المسافة [بين الجانبين] لا تزال كبيرة ولم يحدث أي شيء دراماتيكي حتى الآن”، مشيرا إلى أن الوفد الإسرائيلي لم يغادر القاهرة بعد.
وجاءت تصريحات المسؤول بعد وقت قصير من نفي مسؤول كبير في حماس في غزة لم يذكر اسمه حدوث تقدم في المحادثات. وقال المسؤول لشبكة “الميادين” الإخبارية المقربة من منظمة حزب الله إنه “حتى الآن لا يوجد تقدم” وألقى باللوم على “التعنت” الإسرائيلي.
وترأس الوفد الإسرائيلي رئيس “الموساد” دافيد برنياع، ورئيس جهاز الأمن العام (الشاباك) رونين بار. في حين ترأس وفد حماس، الذي دعته مصر، خليل الحية، نائب رئيس الحركة في غزة.
بحسب تقارير، وصل الوفدان إلى القاهرة يوم الأحد عقب وصول رئيس وكالة المخابرات المركزية الأمريكية ويليام بيرنز على رأس الوفد الأمريكي. وذكرت صحيفة “هآرتس” أن الولايات المتحدة عرضت على الأطراف مسودة اقتراح جديدة ليلة السبت.
أما الدولتان الوسيطتان الأخريان، مصر وقطر، فقد مثلهما على التوالي عباس كامل، رئيس المخابرات العامة المصرية، ورئيس الوزراء القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني.
وقال مسؤول مصري لموقع “العربي الجديد” اللندني المدعوم من قطر يوم الأحد إن “الاتفاق يقترب بقوة”، مع احتمال التوصل إلى هدنة إنسانية خلال عطلة عيد الفطر، من 9 إلى 12 أبريل. وأشار المسؤول إلى أنه قد يتم الإعلان عن الصفقة من القاهرة.
وقال مصدر دبلوماسي لهيئة البث الإسرائيلية “كان” إن “جميع الأطراف تبدي مرونة أكبر من ذي قبل”، وأن “الضغط الأمريكي حاسم للتوصل إلى اتفاق”.
أجرى الرئيس الأمريكي جو بايدن يوم الخميس ما قيل إنها مكالمة متوترة مع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، حيث حث الرئيس الأمريكي رئيس الوزراء على “تمكين مفاوضيه من التوصل إلى اتفاق دون تأخير لإعادة الرهائن إلى الوطن”. وذكرت قناة “كان” أن نتنياهو امتثل لطلب بايدن.
ولا تزال حماس والفصائل الفلسطينية الأخرى تحتجز 129 من أصل 253 رهينة تم احتجازهم في 7 أكتوبر، خلال هجوم صادم على جنوب إسرائيل أدى إلى مقتل حوالي 1200 شخص. شنت إسرائيل حملة عسكرية تهدف إلى تدمير نظام حماس في غزة وإطلاق سراح الرهائن. كما تحتجز حماس منذ ما يقرب من عقد من الزمن مواطنين إسرائيليين اثنين ورفات جنديين.
وقال رئيس الوزراء في مستهل الجلسة الأسبوعية لمجلس الوزراء يوم الأحد إن إسرائيل لن توافق على وقف إطلاق النار دون إطلاق سراح الرهائن، مضيفا أنه على الرغم من الضغوط الدولية المتزايدة، فإن إسرائيل لن تستسلم للمطالب “المتطرفة” من حماس.
وقالت حماس في بيان بعد اجتماعها مع رئيس المخابرات المصرية عباس كامل يوم الأحد إنها “أكدت تمسكها” بمطالبها السابقة بأن يكون أي إطلاق سراح للرهائن مشروطا بوقف كامل لإطلاق النار وانسحاب القوات الإسرائيلية من غزة إلى جانب عودة الفلسطينيين النازحين إلى منازلهم وزيادة المساعدات الإنسانية.
وقال وزراء ومسؤولون إسرائيليون آخرون مطلعون على تفاصيل المحادثات للقناة 12 يوم السبت إن النقطة الشائكة الرئيسية في المحادثات هي مسألة عودة النازحين الفلسطينيين إلى شمال قطاع غزة.
وقال مسؤول إسرائيلي كبير لأخبار القناة 12: “نحن نمر بأيام حرجة لم نشهد مثلها منذ الاتفاق الأول” في نوفمبر، عندما تم تبادل 105 رهائن احتجزتهم حماس مقابل 240 أسيرا أمنيا فلسطينيا في إسرائيل خلال هدنة استمرت أسبوعا.
وقال مصدر رفيع في الحكومة لشبكة “سكاي نيوز” الإخبارية يوم الأحد إن نتنياهو “يتوق للتوصل إلى اتفاق [وقف إطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن]”، مضيفا أن “كل ما ترونه يحدث اليوم مرتبط بمفاوضات الرهائن”.
تسبب القتال في أزمة إنسانية في الجيب الذي نزح نصف سكانه خلال الأشهر الستة الماضية.
وتقول وزارة الصحة التي تديرها حماس في غزة إن أكثر من 33 ألف شخص قُتلوا في القطاع خلال القتال، وهو رقم لا يمكن التحقق منه بشكل مستقل ويشمل حوالي 13 ألف مقاتل تقول إسرائيل إنها قتلتهم خلال المعارك. كما تقول إسرائيل إنها قتلت نحو 1000 مسلح داخل إسرائيل في 7 أكتوبر.