إسرائيل في حالة حرب - اليوم 625

بحث

إسرائيل وحماس تعلنان استئناف محادثات وقف إطلاق النار بعد شن الجيش الإسرائيلي هجوما جديدا واسع النطاق

الحركة تقول إن المفاوضات في قطر تجري ”دون شروط مسبقة“؛ وزير الدفاع الإسرائيلي يقول إن العملية العسكرية في غزة دفعت حماس إلى طاولة المفاوضات؛ وفرق تقول إنها تناقش هدنة لمدة شهرين بمشاركة الولايات المتحدة

فلسطينيون ينقلون أمتعتهم أثناء فرارهم من مدينتي جباليا وبيت لاهيا شمال قطاع غزة باتجاه مدينة غزة وسط غارات إسرائيلية متواصلة على القطاع الفلسطيني المحاصر، 17 مايو 2025. (Bashar TALEB / AFP)
فلسطينيون ينقلون أمتعتهم أثناء فرارهم من مدينتي جباليا وبيت لاهيا شمال قطاع غزة باتجاه مدينة غزة وسط غارات إسرائيلية متواصلة على القطاع الفلسطيني المحاصر، 17 مايو 2025. (Bashar TALEB / AFP)

بدأت جولة جديدة من المفاوضات بشأن اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة وإطلاق سراح الرهائن بين حماس وإسرائيل في قطر يوم السبت بعد أن شن الجيش الإسرائيلي هجومه الموسع الجديد في قطاع غزة، وفقا لمسؤولين إسرائيليين ومسؤولين من حماس.

وأكدت حماس أن جولة جديدة من المحادثات جارية. وقال المسؤول في الحركة طاهر النونو لوكالة “رويترز” إن الجانبين يناقشان جميع القضايا دون ”شروط مسبقة“.

وقال مسؤول إسرائيلي في وقت متأخر من يوم السبت إن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أصدر تعليمات لفريق التفاوض الإسرائيلي بالبقاء في قطر في الوقت الحالي، في خطوة اعتبرها الكثيرون مؤشرا على تفاؤل حذر بشأن احتمالات إحراز تقدم.

وكان نتنياهو على اتصال مستمر طوال يوم السبت مع الوفد، ومع وزير الشؤون الاستراتيجية رون ديرمر، والمبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف، ”في محاولة لثني حماس عن رفضها والدفع باتفاق لإطلاق سراح مختطفينا“، حسبما قال المسؤول.

وجادل وزير الدفاع الإسرائيلي كاتس بأن بدء الحملة الجديدة هو ما دفع حماس إلى طاولة المفاوضات.

وقد توجه وفد إسرائيلي ووفد من حماس إلى قطر في وقت سابق من الأسبوع بعد أن أفرجت الحركة عن الجندي الأمريكي-الإسرائيلي المختطف عيدان ألكسندر، في إطار اتفاق مع واشنطن لم يشمل إسرائيل وقبل زيارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى المنطقة.

ومع ذلك، وفقا للتقارير، لم تحرز تلك المحادثات تقدما يذكر، حيث تمسك كلا الجانبين بمواقفهما المعتادة: إسرائيل تطالب بهدنة مؤقتة فقط طالما أن حماس لم تهزم، بينما تصر الحركة على إنهاء الحرب.

صباح السبت، قال كاتس في بيان: ”مع بدء عملية ’مركبات جدعون’ في غزة، بقيادة قوة كبيرة لجيش الدفاع، أعلن وفد حماس في الدوحة العودة إلى المفاوضات بشأن صفقة الرهائن، خلافا للموقف المتشدد الذي اتخذته حتى ذلك الحين“.

وأضاف: ”إن بطولة جنود جيش الدفاع ووحدة الشعب وتصميم القيادة السياسية تزيد من فرص إعادة المختطفين“.

تُظهر هذه الصورة، التي التُقطت من موقع في جنوب إسرائيل على الحدود مع قطاع غزة، دخانا يتصاعد فوق مبانٍمدمرة في قطاع غزة خلال القصف الإسرائيلي في 17 مايو، 2025. (Jack GUEZ / AFP)

وقال النونو إن الحركة ”حريصة على بذل كل الجهود اللازمة“ لمساعدة الوسطاء على إنجاح المفاوضات، مضيفا أنه ”لا يوجد عرض محدد على الطاولة“.

ونقل موقع ”العربي الجديد“ الإخباري القطري عن مصدر رفيع في حماس لم يذكر اسمه أن المفاوضين في الدوحة يناقشون اتفاق هدنة لمدة شهرين تجرى خلالها محادثات لإنهاء الحرب. ووفقا للمصدر، سيكون هناك تدخل واضح من واشنطن لضمان تنفيذ الاتفاق.

وأفادت هيئة البث الإسرائيلية “كان” أن الصفقة المطروحة على الطاولة تنص على الإفراج عن 10 رهائن أحياء مقابل وقف إطلاق النار لمدة شهر ونصف إلى شهرين. وأضاف التقرير أن إسرائيل ستطلق سراح حوالي 200-250 اسيرا فلسطينيا كجزء من هذا الاتفاق، مشيرا إلى أن العدد المحدد لا يزال نقطة خلاف. وقال التقرير إن حماس ستسلم أيضا قائمة توضح حالة جميع الرهائن الأحياء والأموات المتبقين في اليوم العاشر من وقف إطلاق النار.

وذكرت أخبار القناة 12، نقلا عن مصادر مصرية، أن المسؤول في حماس خليل الحية اجتمع مع رئيس الوزراء القطري محمد آل ثاني يوم السبت.

وقال مسؤول إسرائيلي للقناة 12 إن المحادثات في الدوحة “جدية”، ولكن “على حماس أن تفهم أنها يجب أن توافق على إطار ويتكوف، وإلا فإن الهجوم البري سيبدأ قريبا“ في غزة.

عائلات الإسرائيليين المختطفين في غزة تعقد مؤتمرا صحفيا في تل أبيب، 17 مايو 2025. (Avshalom Sassoni/Flash90)

في شهر مارس، اقترح المبعوث الأمريكي الخاص ويتكوف وقفا مؤقتا لإطلاق النار لمدة 40 يوما مقابل الإفراج عن حوالي نصف الرهائن الأحياء المتبقين، وتأمل إسرائيل في المضي قدما في مثل هذا الاتفاق.

رفضت حماس حتى الآن الصفقات الجزئية، وأصرت بدلا من ذلك على اتفاق ينهي الحرب بشكل دائم.

ونقلت هيئة البث الإسرائيلية عن مصدر فلسطيني مساء السبت تأكيده على أن العقبة الرئيسية أمام التوصل إلى اتفاق هي ما إذا كانت إسرائيل ستوافق على تقديم ضمانات بعدم استئناف الحرب في غزة بعد إطلاق سراح جميع الرهائن. وقال المصدر إن حماس تطالب بمثل هذه الضمانات الدولية، بما في ذلك من الولايات المتحدة، في المفاوضات الجارية.

وتحتجز الفصائل المسلحة في قطاع غزة 58 رهينة، من بينهم 57 من أصل 251 شخصا اختطفهم مسلحون بقيادة حماس في 7 أكتوبر 2023. ومن ضمنهم جثث 35 شخصا أكد الجيش الإسرائيلي مقتلهم. وأعرب مسؤولون إسرائيليون عن قلقهم البالغ على سلامة ثلاثة آخرين.

عباس يدعو حماس لإلقاء السلاح

دعا رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس يوم السبت حركة حماس إلى التخلي عن السلطة في غزة وتسليم أسلحتها إلى السلطة الفلسطينية، إلى جانب الجماعات المسلحة الأخرى، وذلك في كلمة ألقاها أمام قمة الجامعة العربية في بغداد.

ونقلت وكالة الأنباء العراقية عن عباس قوله إن “القضية الفلسطينية تتعرض لمخاطر وجودية، وما تواجهه اليوم من جرائم إبادة في غزة جزء من مشروع استعماري يقوض مشروع الدولة الفلسطينية المستقلة”.

رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني يلتقي رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس قبل انعقاد القمة العربية الرابعة والثلاثين في بغداد، 16 مايو 2025. (Thaer GHANAIM / PPO / AFP)

وأضاف أن “الرؤية الفلسطينية تدعم تبني خطة عربية تدعم وقف الاعتداءات الصهيونية وتحقيق السلام في المنطقة”، مؤكدا أن “السلطة الفلسطينية ماضية بعملية إصلاح شاملة تشمل جميع مؤسساتها”.

استولت حركة حماس بعنف على قطاع غزة من السلطة الفلسطينية المدعومة من الغرب بقيادة عباس في عام 2007، وفشلت محاولات المصالحة بين الطرفين المتنافسين مرارا.

وقالت حركة حماس إنها مستعدة للتنازل عن السيطرة على القطاع والموافقة على هدنة لمدة عام مع إسرائيل تشمل ضمانات أمنية. لكنها ترفض منذ فترة طويلة مطالب نزع سلاحها بشكل دائم.

تُظهر هذه الصورة الملتقطة من موقع في جنوب إسرائيل على الحدود مع قطاع غزة طائرة هليكوبتر هجومية من طراز أباتشي AH-64 تابعة للجيش الإسرائيلي تحلق فوق قطاع غزة خلال القصف الإسرائيلي، 17 مايو 2025. (JACK GUEZ / AFP)

“مركبات جدعون”

أعلن الجيش الإسرائيلي في وقت متأخر من يوم الجمعة أنه بدأ المراحل الأولى من هجوم كبير كان قد أعلن عنه سابقا في قطاع غزة، أطلق عليه اسم ”مركبات جدعون“، والذي يهدف إلى ”الاستيلاء على مناطق استراتيجية“ في القطاع. وأفادت السلطات التي تديرها حركة حماس عن مقتل العشرات في غارات جوية إسرائيلية مكثفة خلال ليل الجمعة وصباح السبت.

وكانت إسرائيل قد حذرت حماس من أنها ستشن الحملة العسكرية إذا لم يتم إحراز تقدم في المفاوضات قبل انتهاء جولة ترامب في المنطقة.

وقال الجيش في بيان إنه قام بـ ”شن هجمات واسعة النطاق وتعبئة قواته… لتحقيق جميع أهداف الحرب في غزة، بما في ذلك إطلاق سراح الرهائن وهزيمة حماس“.

وأفادت وسائل إعلام فلسطينية يوم السبت أن قوات الجيش الإسرائيلي تقدمت خلال الليل نحو وسط غزة في منطقة دير البلح. ووفقا للتقارير، تعرضت المنطقة الشرقية من دير البلح لقصف مدفعي مكثف وغارات جوية مع تقدم القوات.

وتعد دير البلح واحدة من المناطق القليلة في القطاع التي لم ترسل إليها إسرائيل قوات برية منذ هجوم حماس في 7 أكتوبر 2023، الذي أشعل الحرب في غزة. وقد عملت القوات البرية في السابق في ضواحي المدينة، ولكن ليس في عمقها.

وفقا لمسؤولين إسرائيليين، ستشهد العملية ”احتلال“ الجيش الإسرائيلي لغزة والاحتفاظ بالأراضي، ومهاجمة حماس، ومنع الحركة من السيطرة على إمدادات المساعدات الإنسانية، ونقل الفلسطينيين من شمال غزة إلى جنوبها.

فلسطينيون ينقلون متاعهم أثناء فرارهم من مدينتي جباليا وبيت لاهيا شمال قطاع غزة باتجاه مدينة غزة في 17 مايو 2025. (Bashar TALEB / AFP)

قُتل أكثر من 300 فلسطيني في غزة في غارات إسرائيلية منذ يوم الخميس، وفقا لوزارة الصحة في غزة التي تديرها حركة حماس، والتي تقول إن أكثر من 53 ألف فلسطيني في القطاع قُتلوا في الحرب حتى الآن.

ولا يمكن التحقق من هذه الأرقام، وهي لا تميز بين المدنيين والمقاتلين. وقالت إسرائيل إنها تسعى إلى تقليل عدد القتلى المدنيين، وشددت على أن حماس تستخدم المدنيين في غزة كدروع بشرية، وتقاتل من مناطق مدنية، بما في ذلك من المنازل والمستشفيات والمدارس والمساجد.

وتقول إسرائيل إنها قتلت نحو 20 ألف مقاتل في القتال حتى يناير، و1600 مسلح آخر داخل البلاد خلال هجوم 7 أكتوبر، عندما قتل آلاف المسلحين بقيادة حماس نحو 1200 شخص واحتجزوا 251 آخرين كرهائن.

اقرأ المزيد عن