إسرائيل وحماس تتهيآن لمواجهات عنيفة في ذكرى انطلاق مظاهرات ’مسيرة العودة’
نادى قائد الجيش إلى بقاء الجنود عند حدود غزة في حالة تأهب بالرغم من التهدئة بعد التصعيد
مراسل الجيش والامن في التايمز أوف إسرائيل
أمر رئيس هيئة اركان الجيش افيف كوخافي يوم الأربعاء الجنود عند حدود غزة البقاء في حالة تأهب لـ”عدة سيناريوهات في المنطقة”، بينما تتهيأ اسرائيل إلى ما تتوقع ان تكون نهاية اسبوع عنيفة، تزامنا مع الذكرى السنوية الأولى لإنطلاق مظاهرات “مسيرة العودة الكبرى” عند حدود القطاع.
وقد شهد الأسبوع الأخير تفاقم بالتوترات بين اسرائيل وحركة حماس التي تحكم غزة، وتبادل نيران مكثف بين الطرفين. وخلال التصعيدات، عملت المخابرات العسكرية المصرية لمحاولة توسط اتفاق وقف اطلاق نار. وورد أن اسرائيل تطالب بوقف اطلاق الصواريخ اضافة الى العنف عامة عند الحدود، بما يشمل المظاهرات عند السياج الأمني ووقف اطلاق البالونات الحارقة والمتفجرة.
وأفادت صحيفة “الشرق الاوسط” يوم الاربعاء أن حركة حماس اشترطت الوقف التام للعنف على اتفاق شامل وواسع النطاق لرفع الحصار المفروض على القطاع، الذي تقول اسرائيل انه ضروري لمنع وصول الأسلحة الى الحركة.
وقد شنت اسرائيل ثلاث حملات عسكرية ضد حماس منذ استيلائها على القطاع عام 2008 – حملة برية صغيرة عام 2008-2009، معروفة بإسم “الرصاص المصبوب”؛ حملة جوية بمعظمها عام 2012 والمعروفة بإسم عملية “عامود السحاب”؛ وعملية “الجرف الصامد” التي استمرت 50 يوما عام 2014، والتي استهدفت انفاق الحركة الهجومية.
وفي يوم الأربعاء، خرج قائد حماس اسماعيل هنية من مخبأه لأول مرة منذ بدء القتال وزار ركام مكتبه، الذي دمره قصف اسرائيلي مساء الإثنين.

وفي بيان صحفي، قال رئيس الجناح السياسي للحركة أن اسرائيل “فهمت الرسالة” خلال الهجمات الأخيرة.
ونادى هنية “أبناء شعبنا الفلسطيني في الداخل والخارج والضفة الغربية إلى الخروج في ذكرى يوم الأرض (30 مارس)، والمشاركة في مليونية العودة”.
ويوم الأرض الفلسطيني هو الذكرى لقرار الحكومة الإسرائيلية عام 1976 مصادرة الاف الدونمات من الأراضي العربية في منطقة الجليل في شمال اسرائيل.
وفي يوم الأرض الماضي، اطلق فلسطينيون في قطاع غزة “مسيرة العودة الكبرى”، سلسلة مظاهرات اسبوعية عند السياج الأمني. وتدعي اسرائيل أن حماس سيطرت على الحملة لأهداف عسكرية، واستخدمت المتظاهرين المدنيين كغطاء لنشاطات عسكرية عنيفة.

ويخشى الجيش الإسرائيلي أن الذكرى السنوية الأولى لمسيرة العودة يوم السبت سوف تشهد قدوم عشرات آلاف المتظاهرين الى حدود غزة، الذي سيهددون بإختراق السياج الحدودي ودخول الأراضي الإسرائيلية بأعداد كبيرة.
ويتهم مسؤولو دفاع اسرائيليين وأيضا السلطة الفلسطينية، حركة حماس بدعم المظاهرات الحدودية بمحاولة لصرف النظر عن فشل حكمها في قطاع غزة المكتظ جدا والذي يعاني من نسبة بطالة مرتفعة، تزويد محدود للكهرباء والمياه، واقتصاد منهار.
وفي يوم الأربعاء، زار كوخافي شعبة غزة، التي تحمي منطقة الحدود، والتقى مع قائدها، العميد العيزر توليدانو، وقائد قيادة الجنوب اللواء هرتسي هاليفي.

“خلال تقييمهم للأوضاع، طالب رئيس هيئة الأركان الجنود بالتجهيز لعدة سيناريوهات في المنطقة”، قال الجيش في بيان.
وقال الجيش أن هذا ينطبق خاصة على تعزيزات جند المشاة، المدرعات، والمدفعية التي ارسلت مؤخرا الى المنطقة.
وفي يوم الإثنين، قام الجيش الإسرائيلي بنشر لوائين إضافيين في منطقة غزة واستدعاء حوالي الف جندي احتياط لوحدات الدفاع الجوي ووحدات أخرى.
وفي اليوم التالي، نادى كوخافي إلى ارسال كتيبة مدفعية إضافية، ووحدة قيادة كتيبة المظليين الى منطقة غزة. وأمر باستدعاء المزيد من جنود الإحتياط والقى مخططات الى نقل جنود متواجدين حاليا في منطقة قطاع غزة الى مناطق أخرى في اسرائيل، قال الجيش.
وتم إطلاق صاروخين باتجاه مدينة أشكلون والمنطقة الصناعية في جنوب المدينة ليلة الثلاثاء، واعترضتهما منظمة الدفاع الصاروخي “القبة الحديدية”، وفقا لما أعلنه الجيش. ولم ترد أنباء عن وقع إصابات أو أضرار.
وتم اطلاق الصاروخين وقتا قصيرا بعد اطلاق سلاح الجو الإسرائيلي غارات جوية ضد اهداف تابعة لحماس في غزة، ردا على اطلاق صاروخ سابق استهدف منطقة اشكول، بالرغم من ادعاء حماس بأن مجموعة سلفية متطرقة صغيرة اطلقت الصاروخ.
وتحمل اسرائيل حركة حماس التي تحكم القطاع، مسؤولية جميع النيران الصادرة من القطاع الساحلي.

في بيانه، قال الجيش الإسرائيلي إن الغارات جاءت ردا ليس فقط على الصاروخ الذي أطلق باتجاه منطقة إشكول، وإنما أيضا على إطلاق عدد من البالونات المفخخة في وقت سابق من اليوم وهجوم حرق عمد عابر للحدود قام خلالها عدد من الفلسطينيين باجتياز السياج الأمني وإضرام النيران في نقطة قناصة إسرائيلية.
وجاء إطلاق الصواريخ ليلة الثلاثاء وسط اتفاق غير رسمي لوقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس، في أعقاب تصعيد واسع النطاق يوم الإثنين وفجر الثلاثاء بدأ بعد أن تسبب صاروخ تم إطلاقه من القطاع بهدم منزل في بلدة زراعية في وسط إسرائيل، ما أسفر عن إصابة سبعة أشخاص، من بينهم رضيعين.
ردا على الهجوم الصاروخي، شن الجيش الإسرائيلي سلسلة غارات جوية على قطاع غزة، ودمر عشرات الأهداف، من بينها مكتب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، إسماعيل هنية، الذي غادر المبنى في وقت سابق، ومواقع أخرى وصفها الجيش بأنها أصول استراتيجية للحركة.
خلال القصف الإسرائيلي، أطلق مسلحون في قطاع غزة حوالي 60 صاروخا وقذيفة هاون باتجاه جنوب إسرائيل، من دون التسبب بوقوع إصابات، لكن أضرارا لحقت بمبان في بلدة سديروت جنوب البلاد.