إسرائيل في حالة حرب - اليوم 471

بحث

إسرائيل وحماس تتبادلان الاتهامات بإحباط اتفاق الرهائن ووقف إطلاق النار

مكتب رئيس الوزراء يقول إن الحركة "تتراجع عن تفاهمات تم التوصل إليها بالفعل" بعد أن زعمت حماس أن إسرائيل أضافت مطالب جديدة؛ قطر تطلب من إسرائيل إظهار المزيد من المرونة

مظاهرة للمطالبة بالإفراج عن الرهائن المحتجزين لدى حماس في غزة في ساحة الرهائن في تل أبيب، 21 ديسمبر 2024 (Avshalom Sassoni/Flash90)
مظاهرة للمطالبة بالإفراج عن الرهائن المحتجزين لدى حماس في غزة في ساحة الرهائن في تل أبيب، 21 ديسمبر 2024 (Avshalom Sassoni/Flash90)

اتهم مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الأربعاء حركة حماس بالكذب بشأن مفاوضات وقف إطلاق النار الجارية والتراجع عن الشروط التي وافقت عليها، مع تعثر المحادثات المتجددة على ما يبدو، على الرغم من تعبيرات التفاؤل السابقة من قبل كبار المسؤولين.

وقال مكتب رئيس الوزراء في بيان “منظمة حماس الإرهابية تكذب مرة أخرى، وتتراجع عن التفاهمات التي تم التوصل إليها بالفعل، وتستمر في جعل المفاوضات صعبة”.

وأضاف البيان أنه “مع ذلك فإن إسرائيل ستواصل بلا كلل جهودها لإعادة جميع رهائننا إلى ديارهم”.

اتهم مسؤولون إسرائيليون الأربعاء حركة حماس بالتراجع عن موقفها المرن الذي كان من الممكن أن يتيح التوصل إلى وقف لإطلاق النار وصفقة تبادل أسرى في حرب غزة، وعادت بدلا من ذلك إلى موقف يعرقل التقدم نحو التوصل إلى اتفاق.

واتهمت الحركة، التي أشعلت الحرب بهجومها في السابع من أكتوبر من العام الماضي، إسرائيل في وقت سابق الأربعاء بتقديم مطالب جديدة في المفاوضات وعرقلتها.

وفي بيان اتهمت فيه إسرائيل بإفشال المحادثات، أصرت حماس على أن مفاوضات وقف إطلاق النار عبر وسطاء قطريين ومصريين كانت تسير “بجدية” وزعمت أنها أظهرت “المسؤولية والمرونة”.

لكنها زعمت أن إسرائيل وضعت “قضايا وشروطا جديدة تتعلق بالانسحاب ووقف إطلاق النار والأسرى وعودة النازحين، مما أجل التوصل للاتفاق الذي كان متاحا”.

وقد أحبطت الاتهامات المتبادلة التصريحات المتفائلة الأخيرة التي أدلى بها المسؤولون المشاركون في المفاوضات بشأن فرص التوصل إلى اتفاق بوساطة قطر ومصر والولايات المتحدة.

عائلات الإسرائيليين المحتجزين في غزة يعقدون مؤتمرا صحفيا في ساحة الرهائن في تل أبيب في 25 ديسمبر 2024. (Miriam Alster/Flash90)

وقالت مصادر مطلعة لم يتم تسميتها لهيئة البث العام الإسرائيلية (كان) إن مواقف زعيم حماس في غزة محمد السنوار متشددة أكثر من شقيقه يحيى، زعيم الحركة السابق، الذي قتلته إسرائيل في أكتوبر.

وقالت المصادر إن حماس لن تستسلم للضغوط لتقديم المزيد من التنازلات.

وقال مسؤولون تحدثوا لصحيفة “يسرائيل هايوم” إن حماس تراجعت بعد أن بدا في البداية أنها تخفف من موقفها، مما سمح بدفعة جديدة على مدى الأسابيع الماضية للتوصل إلى اتفاق. كما أشاروا إلى عناد السنوار كعامل رئيسي في تعثر المحادثات.

وقال مسؤول كبير لم تكشف الصحيفة عن هويته إن “حماس تتراجع فعليا عن التخفيف الذي أدى إلى تجديد المحادثات، وتطالب مرة أخرى بالتزام إسرائيلي بإنهاء الحرب في نهاية الصفقة الشاملة كشرط لتنفيذ مرحلتها الأولى”.

لافتة تظهر الرهائن المحتجزين في قطاع غزة، في ما يسمى بساحة الرهائن في تل أبيب. 22 ديسمبر 2024. (Miriam Alster/FLASH90)

وقال التقريران إن العقبة الرئيسية تتمثل في رفض حماس تسليم قائمة بأسماء الرهائن الأحياء والأموات الذين سيتم إطلاق سراحهم خلال المرحلة الأولى من وقف إطلاق النار المقترح المكون من ثلاث مراحل.

وتتضمن المرحلة الأولى إطلاق حماس سراح الأسرى من الفئة “الإنسانية” – الرهائن من النساء والأطفال وكبار السن والمرضى.

وذكرت “كان” أنه سيتم إطلاق سراح النساء والأطفال والرجال المسنين أولا، ثم بعد سبعة أيام ستقدم حماس قائمة بأسماء الرهائن المرضى الذين سيتم إطلاق سراحهم.

ولكن هناك نزاع حول من هم الرهائن الذين يمكن اعتبارهم “مرضى”، حيث تصر إسرائيل على أن يشمل ذلك الشباب المصابين أو المتوعكين، في حين تعتبر حماس جميع الذكور الشباب كجنود وبالتالي أسرى ثمينين يجب الاحتفاظ بهم لمزيد من المفاوضات.

وبالإضافة إلى القائمة، نقاط الخلاف الرئيسية الأخرى هي عدد الأسرى الأمنيين الفلسطينيين الذين ستفرج عنهم إسرائيل مقابل كل رهينة، وإحياء حماس لمطلب أن يتضمن اتفاق وقف إطلاق النار شرط إنهاء الحرب بشكل دائم، والذي تراجعت عنه في السابق، بحسب تقرير صحيفة “يسرائيل هايوم”.

المغنية الإسرائيلية نركيس خلال مظاهرة للمطالبة بالإفراج عن الرهائن المحتجزين لدى حماس في غزة، في ساحة الرهائن في تل أبيب، 24 ديسمبر 2024. (Avshalom Sassoni/Flash90)

وقال وزير كبير في الحكومة الإسرائيلية للصحيفة إن إسرائيل تتوقع دعما أقوى من الإدارة الأميركية المقبلة برئاسة دونالد ترامب ومزيدا من الضغوط على حماس.

وقالت مصادر لتايمز أوف إسرائيل إن المفاوضين القطريين يطلبون من الحكومة الإسرائيلية أن تكون أكثر مرونة، حيث تسعى حماس إلى الحصول على تأكيدات بأن إسرائيل لن تعود إلى القتال بعد تنفيذ المرحلة الأولى من الاتفاق.

وقالت مصادر في هيئة البث الإسرائيلية إن المحادثات لم تنهار، على الرغم من عودة فريق تفاوض إسرائيلي من قطر مساء الثلاثاء لإجراء مداولات. وقال المفاوضون إنه في حالة تحقيق تقدم، فسوف يعود فريق تفاوضي آخر إلى قطر.

وعلى مدى الأسبوع الماضي، أشارت أصوات إسرائيلية وفلسطينية إلى إمكانية التوصل إلى اتفاق، قائلة إن الفجوات المتبقية بين الجانبين قد تقلصت، على الرغم من عدم حل الخلافات الرئيسية بعد.

وفي نهاية الشهر الماضي، نقلت صحيفة نيويورك تايمز عن مسؤولين قولهم إن حماس تبدو مستعدة للتخلي عن بعض المطالب الأساسية، وهو ما سمح بإحياء المحادثات المتعثرة منذ فترة طويلة.

واندلعت الحرب في أعقاب هجوم حماس في 7 أكتوبر 2023 على جنوب إسرائيل، والذي أسفر عن مقتل نحو 1200 شخص، واختطاف 251 شخصًا.

ويعتقد أن 96 من أصل 251 رهينة اختطفتهم حماس في أكتوبر من العام الماضي ما زالوا في غزة، بما في ذلك جثث ما لا يقل عن 34 شخصاً أكد الجيش الإسرائيلي مقتلهم.

أطلقت حماس سراح 105 مدنيين خلال هدنة استمرت أسبوعاً في أواخر نوفمبر، كما أفرجت عن أربعة رهائن قبل ذلك. وأعادت القوات ثمانية رهائن أحياء، كما تم انتشال جثث 38 رهينة، بما في ذلك ثلاثة قتلهم الجيش الإسرائيلي بالخطأ أثناء محاولتهم الفرار من خاطفيهم.

اقرأ المزيد عن