إسرائيل والدول العربية تعلن عن منتدى إقليمي دائم وتشيد بالتحالف وتندد بالعنف
في قمة النقب، لابيد يقول إن إيران ووكلائها في المنطقة "لديهم بالتأكيد ما يخشونه"؛ وزراء خارجية الولايات المتحدة ومصر والمغرب والبحرين يشددون على ضرورة الدفع بالسلام مع الفلسطينيين
في قمتهم التاريخية في بلدة سديه بوكير الإسرائيلية يوم الإثنين، أعلن كبار الدبلوماسيين في إسرائيل والولايات المتحدة وأربع دول عربية أن المؤتمر سيكون النسخة الأول لمنتدى إقليمي دائم، حيث أعادوا التأكيد على أهمية العلاقات المتنامية بين إسرائيل والشرق الأوسط الأوسع.
أدان وزراء خارجية إسرائيل ومصر والبحرين والمغرب والإمارات العربية والولايات المتحدة الإرهاب، بعد يوم من هجوم وقع في مدينة الخضيرة قُتل فيه شرطيان من حرس الحدود.
ويُنظر إلى الاجتماع غير المسبوق على نطاق واسع على أنه محاولة من جانب إسرائيل وحلفائها العرب لتشكيل جبهة ضد العدو الإقليمي المشترك إيران. وقال مسؤولون إسرائيليون للصحفيين في الموقع إن المحادثات تركزت حول إنشاء “هيكل أمني إقليمي”، من بين قضايا أخرى.
في مؤتمر صحفي مشترك لوزراء الخارجية الستة عقب الاجتماعات، قال وزير الخارجية يائير لابيد للصحفيين إن ما تسمى بقمة النقب ستصبح “منتدى دائم”.
وقال الوزير إن المؤتمر عمل على بناء “هيكل إقليمي جديد قائم على التقدم والتكنولوجيا والتسامح الديني والأمن والتعاون الاستخباراتي”.
وأضاف “هذه البنية الجديدة، القدرات المشتركة التي نبنيها، ترهب وتردع أعدائنا المشتركين – أولا وقبل كل شيء إيران ووكلائها”.
“لديهم بالتأكيد ما يخشونه”.
وأكد لابيد على أن جميع الضيوف في القمة أدانوا الهجوم.
وقال “لقد كانت هذه جريمة قتل من أجل القتل، وإرهاب من أجل الإرهاب”.
وقال الوزير إنه بينما يرغب الإرهابيون في زرع بذور الفرقة ومنع السلام “فإنهم لن ينجحوا” في ذلك. وتعهد بأنه سيواصل “طريق السلام”.
وأشاد وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن بالقمة، وقال “الأمور التي كانت مستحيلة في الماضية أصبحت ممكنة”.
وأثنى بلينكين على العلاقات الاقتصادية المتنامية، وصفقات الطاقة الشمسية، والمنتديات الدبلوماسية التي جرت في جميع أنحاء المنطقة في الأشهر الأخيرة نتيجة التطبيع بين إسرائيل والدول العربية.
وتعهد بلينكن بأن الولايات المتحدة ستستمر في دعمها والمساعدة في تطوير الاتفاقات، مشيدا بـ “فجر جديد”، وأكد للحاضرين أن الولايات المتحدة ستساعد حلفائها في مواجهة أعدائهم المشتركين في المنطقة، بما في ذلك إيران.
ومع ذلك، حرص وزير الخارجية الأمريكي على التأكيد على أن الاتفاقات ليست بديلا عن التقدم على الجبهة الفلسطينية، ووعد بالعمل على أن يتمتع الفلسطينيون والإسرائيليون بـ “تدابير متساوية” من الازدهار والكرامة والأمن.
وأشاد وزير الخارجية الإماراتي عبد الله بن زايد آل نهيان بالدور الأمريكي في المساعدة في عقد قمة سديه بوكير، ووصف المؤتمر بأنه ضربة للهجوم الذي وقع في الخضيرة.
وأثنى آل نهيان على تحسن العلاقات بين إسرائيل والشرق الأوسط الأوسع.
وقال آل نهيان “هذا جديد بالنسبة لعبد اللطيف وناصر ولي أن نتواجد في إسرائيل”، في إشارة إلى نظيريه البحريني والمغربي. “على الرغم من أن إسرائيل تتواجد في المنطقة منذ فترة طويلة، فإن هذه هي المرة الأولى لنا [هنا]. لم نعرف بعضنا البعض”.
ألمح آل نهيان ضمنيا إلى الحاجة إلى تصحيح التاريخ في عقود طويلة بدون علاقات. وقال إن مصر “أظهرت لنا القيادة قبل 43 عاما” في إضفاء الشرعية على إسرائيل – وشدد على أن إسرائيل “هي جزء من هذه المنطقة منذ فترة طويلة جدا”.
قال وهو ينظر إلى شكري: “لقد فقدنا تلك السنوات الـ 43”. الآن ، “نحن نحاول فقط اتباع خطواتكم”.
افتتح كل وزير خارجية زائر تقريبا، بما في ذلك بلينكن، كلامه بإدانة هجوم الخضيرة. كما ندد الوزراء بالهجوم مع وصول أنباء وقوعه إلى سديه بوكير مساء الأحد.
وقال وزير الخارجية المغربي ناصر بويرطة “أعتقد أن وجودنا هنا اليوم [في سديه بوكير] هو “أفضل رد على مثل هذه الهجمات”.
وأعاد بوريطة التأكيد على دعمه لحل الدولتين للصراع الإسرائيلي-الفلسطيني، مضيفا أن أي حل ممكن يجب أن يحترم أيضا المصالح الأمنية الإسرائيلية.
وشدد على أن قرار المغرب الاعتراف بإسرائيل “ليس خطوة انتهازية”، مؤكدا عمق العلاقات بين البلدين. وأشار إلى الجالية الكبيرة من الإسرائيليين الذين هاجروا من المغرب، وأضاف أنه اكتشف للتو أن رئيسي بلدتي يروحام وديمونا في النقب من أصل مغربي.
وافتتح وزير الخارجية البحريني عبد اللطيف بن رشيد الزياني تصريحاته بإدانة “الهجوم الإرهابي” في الخضيرة.
وقال الزياني إن الأحداث الأخيرة، مثل هجمات ميليشيات الحوثيين في السعودية واليمن، وكذلك الحاجة إلى “حل الملف النووي الإيراني”، تجعل من الحاجة لتوحيد الجهود أكثر إلحاحا.
وقال كبير الدبلوماسيين البحرينيين إن العملية يجب أن تشمل أيضا جهودا لتوفير “دولة قابلة للحياة” للفلسطينيين.
وكان الاستثناء الرئيسي في المؤتمر الصحفي هو وزير الخارجية المصري سامح شكري، الذي قدم إدانة عامة للإرهاب دون ذكر الهجوم الذي وقع في الخضيرة على وجه التحديد.
تحدث شكري في تصريحاته بإسهاب عن القضية الفلسطينية. وفي بعض الأحيان بدا أنه يوبخ الجانب الإسرائيلي، محذرا من “نشاط أحادي” لزعزعة “الهدوء” خلال شهر رمضان المقبل.
ومع ذلك، وصف شكري الاجتماعات بأنها “بناءة ومتعمقة”.
وصرح عوديد يوسف المسؤول الكبير بوزارة الخارجية الإسرائيلية للصحفيين بأن المناقشات في قمة النقب صباح الاثنين تناولت بشكل مباشر التحديات الأمنية التي تواجه الدول التي اجتمعت في سديه بوكير.
وقال إن تلك التحديات تشمل تلك التي تمثلها إيران ووكلائها المسلحين.
وتابع “لقد كانت محادثة صريحة وصادقة للغاية حول المشكلات الحقيقية، وكيف نتعامل معها معا”.
وقال يوسف إن “الهيكل الأمني الإقليمي” الذي ستتم مناقشته في القمة سيتضمن “مواجهة التهديدات من إيران ووكلائها”، وسوف يتميز “بوجود أمريكي ذي مغزى”.
“سيشمل التعاون جميع المجالات التي يمكنكم التفكير فيها”، كما قال يوسف، بما في ذلك الدبلوماسية والتكنولوجيا والمنظمات الدولية.
وقال يوسف إن القضية الفلسطينية طُرحت بالفعل في المحادثات الداخلية، لكنها لم تكن محور الحديث.
ذكرت معظم الشخصيات الزائرة – من الولايات المتحدة والبحرين والمغرب ومصر – دعمها لدولة فلسطينية في المستقبل. رام الله من جهتها انتقدت القمة بشدة.
وقال المسؤول الفلسطيني الكبير بسام الصالحي ل”تايمز أوف إسرائيل” إن زيارة الدبلوماسيين العرب إلى النقب لن تساعد الفلسطينيين “مهما كانت أسبابهم” للمشاركة.
وقال الصالحي، عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، “القضية الفلسطينية لن تكون حاضرة في هذه القمة. إذا كانت موجودة ، فسيكون ذلك بشروط إسرائيلية”.