إسرائيل وافقت على دخول 100 شاحنة مساعدات إنسانية إلى غزة يوميًا
العدد اليومي في الوقت الحالي أقل من نصف هذا الهدف، لكن ديرمر يقول إنه ستكون هناك "زيادة كبيرة" خلال يومين أو ثلاثة أيام؛ وزارة الخارجية الأمريكية تقول إنه تم إحراز تقدم في قضية تسليم الوقود
وافقت إسرائيل على السماح بدخول 100 شاحنة من المساعدات الإنسانية إلى غزة كل يوم بعد جهود دبلوماسية مكثفة من قبل إدارة بايدن، حسبما قال مسؤول أمريكي لتايمز أوف إسرائيل يوم الاثنين.
وجاء الاتفاق بعد ساعات من تحذير وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) من أن العدد المحدود من شاحنات المساعدات التي تدخل غزة غير كافية لتلبية “الاحتياجات الإنسانية غير المسبوقة” في القطاع.
ودخلت 171 شاحنة فقط إلى غزة منذ أن بدأت مصر بفتح معبر رفح قبل عشرة أيام، بعد أن قصفته إسرائيل خلال الأيام الأولى للحرب التي اندلعت بعد مجزرة حماس في 7 أكتوبر، بحسب منسق أعمال الحكومة في المناطق (كوغات)، مكتب الاتصال العسكري مع الفلسطينيين.
وقال “كوغات” إن المساعدات وصلت إلى مئات الأطنان، مضيفًا أنها تشمل المياه والغذاء والإمدادات الطبية.
وقال “كوغات” إن 39 شاحنة محملة بالمساعدات الإنسانية دخلت غزة يوم الاثنين، أي أقل بست شاحنات من العدد الذي قدمته الولايات المتحدة في اليوم السابق. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية مات ميلر إن الولايات المتحدة تهدف إلى زيادة العدد كل يوم.
وقال مسؤولون أمريكيون إنهم يعملون على مضاعفة العدد اليومي للشاحنات التي تدخل غزة “في الأيام المقبلة”.
وقال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض جون كيربي إن “المرحلة الأولى التي تحدثنا عنها مع الإسرائيليين هي محاولة رفع العدد إلى حوالي 100 يوميا”، مستخدما الرقم الذي قالت الأمم المتحدة إنه ضروري منذ اندلاع الحرب. ولكن قبل 7 أكتوبر، كانت نحو 500 شاحنة تحمل مساعدات وبضائع أخرى تدخل إلى غزة كل يوم.
“لقد قمنا بزيادة الكثير من المساعدات الإنسانية. سترون زيادة كبيرة في المساعدات الإنسانية في اليومين أو الثلاثة أيام المقبلة”، قال وزير الشؤون الاستراتيجية رون ديرمر خلال مؤتمر صحفي مع الصحافة الأجنبية، في أول تأكيد من مسؤول إسرائيلي للاتفاق مع الولايات المتحدة.
لكن مسألة المساعدات الإنسانية لغزة تثير جدلًا حادًا في إسرائيل، حيث يدعي الكثيرون أنه لا ينبغي السماح لأي مساعدات بالدخول قبل إطلاق حماس والجهاد الإسلامي سراح أكثر من 230 رهينة تحتجزهم في القطاع منذ 7 أكتوبر.
ومنعت إسرائيل دخول المساعدات من جانبها من الحدود لكنها تسمح بشكل متزايد للقوافل بالدخول من مصر.
وأصدر مكتب رئيس الوزراء بيانا أكد فيه مجددا أن أي مساعدات إنسانية يسمح بدخولها إلى غزة ستساعد جهود إسرائيل العسكرية ويتم فحصها قبل دخولها.
وقال مكتب رئيس الوزراء إن “المساعدات الإنسانية تتيح لإسرائيل مجال نشاط مهم لتحقيق أهدافها الحربية”. وقال مسؤولون إسرائيليون إن زيادة حجم المساعدات في جنوب قطاع غزة ستساعد في إقناع المدنيين بمغادرة الشمال وتمنح إسرائيل مساحة دبلوماسية أوسع لمواصلة حملتها العسكرية.
وقال مكتب رئيس الوزراء إن المساعدات تتألف من مواد غذائية وأدوية يتم فحصها من قبل مصادر أمنية إسرائيلية قبل دخولها.
وأضاف البيان: “جميع عمليات التسليم مخصصة للسكان المدنيين – إذا تبين أن حماس قد استولت عليها، فسوف تتوقف”.
وقال ميلر خلال مؤتمر صحفي إن الولايات المتحدة أحرزت تقدما في ضمان توصيل الوقود إلى غزة، وهو ما لم يحدث بعد منذ اندلاع الحرب. وقد منعت إسرائيل ذلك بحجة أن حماس تأخذ الوقود من المدنيين لاستخدامه في أنشطتها المسلحة.
“حتى بينما نعمل على توفير الوقود لهذه الخدمات الإنسانية الأساسية، تواصل حماس الاحتفاظ باحتياطيات واسعة من الوقود. وبدلا من توفير هذا الوقود للمستشفيات أو عمال الإغاثة أو لتلبية الاحتياجات المدنية الأخرى، فإنها تواصل تخزينه لصالح مقاتليها وتنفيذ هجماتها الإرهابية ضد إسرائيل”، قال ميلر، متفقا مع الموقف الإسرائيلي.
وقال البيت الأبيض إن الرئيس الأمريكي جو بايدن أبلغ رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في مكالمة هاتفية يوم الأحد أن تدفق المساعدات الإنسانية إلى غزة يحتاج إلى “زيادة فورية وكبيرة”.
مدير عام الأونروا يناشد مجلس الأمن التدخل
“حفنة القوافل التي يُسمح لها بالمرور عبر رفح لا تعني شيئا مقارنة باحتياجات أكثر من مليوني شخص محاصرين في غزة”، قال مدير الأونروا فيليب لازاريني لمجلس الأمن الدولي التابع للأمم المتحدة، متطرقا إلى المعبر الحدودي الوحيد بين غزة ومصر.
وقال لازاريني إن “النظام القائم للسماح بدخول المساعدات إلى غزة مهيأ للفشل ما لم تكن هناك إرادة سياسية لجعل تدفق الإمدادات مجديا، ومتماشيًا مع الاحتياجات الإنسانية غير المسبوقة”، داعيا مجلس الأمن إلى المطالبة بوقف فوري لإطلاق النار لأسباب إنسانية.
وقال إن 64 من زملائه في الأونروا قتلوا خلال ما يزيد قليلاً عن ثلاثة أسابيع، وهو “أكبر عدد من عمال الإغاثة التابعين للأمم المتحدة الذين قتلوا في صراع في مثل هذا الوقت القصير”.
وأضاف أن أحد موظفي الأمم المتحدة، سمير، قُتل مع زوجته وأطفاله الثمانية قبل ساعات فقط من الاجتماع.
وقال المسؤول السويسري الإيطالي: “زملائي في الأونروا هم بصيص الأمل الوحيد لقطاع غزة بأكمله… لكن الوقود والمياه والغذاء والدواء بدأ ينفد، ولن يتمكنوا قريباً من العمل”.
وحذر من أن “شعبا بأكمله يتم تجريده من إنسانيته”.
وقالت رئيسة اليونيسف كاثرين راسل للمجلس إن وكالتها تعتقد أن “الثمن الحقيقي لهذا التصعيد الأخير سيقاس بحياة الأطفال – أولئك الذين فقدوا حياتهم نتيجة العنف وأولئك الذين تغيرت حياتهم إلى الأبد بسببه”.
واعتمدت الجمعية العامة للأمم المتحدة الأسبوع الماضي قرارا غير ملزم يدعو إلى هدنة إنسانية فورية، لكن مجلس الأمن لم يتمكن حتى الآن من التوصل إلى اتفاق بشأن أي نص يتعلق بالحرب.
ومع استخدام الأعضاء الدائمين روسيا والصين والولايات المتحدة حق النقض (الفيتو) على قرارات سابقة، بدأ الأعضاء العشرة المنتخبون في مجلس الأمن العمل على مشروع قرار جديد يأملون في أن يحظى بالإجماع.
وقال وزير الخارجية البرازيلي ماورو فييرا، الذي تتولى بلاده حاليا الرئاسة الدورية لمجلس الأمن: “لدينا الوسائل اللازمة لإنجاز شيء ما، لكننا نفشل مرارا وتكرارا وبشكل مخزي”.
وأضاف إن “عيون العالم تحدق بنا ولن تصرف النظر عن عجزنا المؤلم عن العمل”.