إسرائيل في حالة حرب - اليوم 426

بحث

إسرائيل: محادثات باريس بشأن الرهائن في غزة كانت “بناءه” وستسمر هذا الأسبوع

لا تزال هناك "فجوات واسعة"، على حد قول مكتب رئيس الوزراء بعد أن اجتمع مسؤولون أمريكيون وإسرائيليون وقطريون ومصريون لبحث هدنة في القتال مقابل إطلاق سراح الرهائن

رونين بار، رئيس جهاز الأمن العام الشاباك (من اليسار)، ورئيس الموساد ديفيد برنياع في حدث تذكاري سنوي لفيلق مدرعات الجيش الإسرائيلي، بمناسبة الذكرى الخمسين لحرب يوم الغفران، في ياد لاشيريون، في 27 سبتمبر 2023. (Jonathan Shaul/Flash90)
رونين بار، رئيس جهاز الأمن العام الشاباك (من اليسار)، ورئيس الموساد ديفيد برنياع في حدث تذكاري سنوي لفيلق مدرعات الجيش الإسرائيلي، بمناسبة الذكرى الخمسين لحرب يوم الغفران، في ياد لاشيريون، في 27 سبتمبر 2023. (Jonathan Shaul/Flash90)

أكد مكتب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو يوم الأحد أن اجتماعا رباعيا بين الولايات المتحدة وإسرائيل وقطر ومصر عُقد “في أوروبا” لمناقشة اتفاق محتمل لإطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين المحتجزين لدى حماس في قطاع غزة مقابل وقف إطلاق النار لمدة شهرين.

ووصف مكتب رئيس الوزراء المفاوضات، التي أجريت في باريس بحسب تقارير عدة بأنها “بناءة”.

وأضاف في بيان أنه “لا تزال هناك فجوات واسعة ستناقشها الأطراف هذا الأسبوع في اجتماعات إضافية”.

وناقش رئيس وكالة المخابرات المركزية الأمريكية (CIA) ويليام بيرنز ملامح الاتفاق الناشئ في فرنسا مع دافيد برنياع، رئيس جهاز الموساد الإسرائيلي، ورئيس الوزراء القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، ورئيس المخابرات المصري عباس كامل.

كما بعثت إسرائيل إلى الاجتماع رونين بار، رئيس جهاز الأمن العام (الشاباك)، ومبعوث الجيش الإسرائيلي المكلف بملف الرهائن نيتسان ألون.

ويُعتقد أن 132 رهينة اختطفتهم حماس في 7 أكتوبر ما زالوا محتجزين في غزة. من بين شروط أخرى، تطالب حماس بوقف الحرب وانسحاب جميع القوات الإسرائيلية كشرط لإطلاق سراح الرهائن – وهي مطالب ترفضها إسرائيل.

وقال مسؤولان أمريكيان لوكالة “أسوشيتد برس” يوم السبت إن المفاوضين الأمريكيين يحققون تقدما في الاتفاق. المسؤولان، اللذان طلبا عدم الكشف عن هويتيهما لقيامهما بمناقشة مفاوضات حساسة، قالا للوكالة إن البنود الناشئة للصفقة التي لم يتم إبرامها بعد ستتم على مرحلتين. كما أفادت صحيفة “نيويورك تايمز” يوم السبت بأنه تم تحقيق تقدم في المحادثات.

مدير وكالة المخابرات المركزية الأمريكية ويليام بيرنز يتحدث في مقر الوكالة في لانغلي بولاية فيرجينيا، 8 يوليو، 2022. (AP Photo / Susan Walsh، File)

في المرحلة الأولى، وفقا لأسوشيتد برس، سيتوقف القتال للسماح بإطلاق سراح من تبقى من الرهائن من النساء وكبار السن والمصابين المحتجزين لدى حماس، مقابل الافراج عن أعداد كبيرة من الأسرى الأمنيين الفلسطينيين.

وستهدف إسرائيل وحماس بعد ذلك إلى وضع التفاصيل خلال الأيام الثلاثين الأولى من الهدنة للمرحلة الثانية التي سيتم فيها إطلاق سراح الجنود والمدنيين الإسرائيليين من الرجال.

ويدعو الاتفاق الناشئ أيضا إسرائيل إلى السماح بدخول المزيد من المساعدات الإنسانية إلى غزة.

في حين أن الاتفاق المقترح لن ينهي الحرب، إلا أن المسؤولين الأمريكيين يأملون في أن يضع مثل هذا الاتفاق الأساس لحل دائم للصراع.

أقارب وأصدقاء الرهائن المحتجزين في قطاع غزة من قبل حركة حماس يتجمعون على الطريق المجاور لمعبر كيرم شالوم الحدودي بين إسرائيل وغزة، في جنوب إسرائيل، 9 يناير، 2024. (AP Photo/Leo Correa)

ومع ذلك، خفض مسؤولون إسرائيليون، بحسب ما نقلته القناة 12، سقف التوقعات، قائلين إن حماس تتمسك بعناد بمطالبة إسرائيل بإنهاء الحرب بشكل كامل مع ترك الحركة في السلطة في غزة.

اندلعت الحرب في 7 أكتوبر عندما شن مسلحون بقيادة حماس من قطاع غزة هجوما كبيرا على إسرائيل أسفر عن مقتل 1200 شخص في جنوب البلاد. كما اختطف المسلحون 253 شخصا كرهائن إلى غزة.

وردت إسرائيل بحملة عسكرية، بما في ذلك هجوم بري، لتدمير حماس، وإبعادها عن السلطة في غزة، وإطلاق سراح الرهائن. وتعهد نتنياهو مرارا وتكرارا بمواصلة الهجوم حتى تحقيق النصر الكامل على حماس.

وقال مصدر إسرائيلي لم يذكر اسمه للقناة 12 يوم السبت: “نأمل أن نتمكن من التوصل إلى انفراجة، من شأنها أن تحفز مفاوضات حقيقية مع الرغبة في التوصل إلى اتفاق”، وأضاف: “حاليا الظروف لا تسمح بذلك لعدم وجود اتفاق على الإطار العام. وهذا هو الهدف من القمة. لكسر الجمود وإيجاد صيغ إبداعية”.

وقالت مصادر إن حماس لا تصر على أن توقف إسرائيل القتال تماما فحسب، بل أيضا على سحب قواتها من غزة، إلى جانب ضمانات دولية بأن تتمكن الحركة من البقاء في السلطة في القطاع الساحلي، في حين ترى إسرائيل أن إنهاء هجومها هو “خط أحمر”، وقالت المصادر إن مصر وقطر بحاجة إلى أن تكونا “أكثر إبداعا” في حل القضايا بدلا من مجرد العمل كقناتين لتمرير المعلومات بين الأطراف المختلفة.

في حين أن مصر لديها علاقات دبلوماسية مع إسرائيل، إلا أن قطر لا تقيم مثل هذه العلاقات.

رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو يتحدث خلال مؤتمر صحفي في وزارة الدفاع في تل أبيب، 18 يناير، 2024. (Tomer Appelbaum/POOL)

وانتقد نتنياهو الإمارة الخليجية خلال مؤتمر صحفي بثته القنوات التلفزيونية ليل السبت.

وقال نتنياهو: “قطر تستضيف قادة حماس، كما أنها تمول حماس ولها نفوذ على حماس. لقد وعدت بضمان وصول الأدوية … إلى رهائننا، وقالت إنها يمكن أن تساعد في إعادة [الرهائن]. لذا عليها أن تمارس ضغوطها على [حماس]. لقد وضعت نفسها كوسيط. رجاء، أثبتوا ذلك وأعيدوا رهائننا. وفي هذه الأثناء، قوموا بنقل الأدوية إليهم”.

يوم الأربعاء، أعربت وزارة الخارجية في الدوحة عن استنكارها الشديد لأقوال نتنياهو، التي تم تسريبها إلى قناة تلفزيونية إسرائيلية، والتي قال فيها إنه يمتنع عن شكر قطر على وساطتها وإن قيام الدوحة بدور الوسيط بين إسرائيل وحركة حماس يمثل “إشكالية”.

ويواجه نتنياهو ضغوطا متزايدة من عائلات العديد من الرهائن، الذين يطالبون بالتوصل إلى اتفاق لإطلاق سراح أحبائهم. وتدعو مظاهرات أسبوعية في تل أبيب إلى التوصل إلى اتفاق، بما في ذلك مظاهرة نُظمت ليلة السبت.

تم إطلاق سراح حوالي 100 رهينة بموجب اتفاق هدنة استمر أسبوعا في نوفمبر مقابل الافراج عن أسرى أمنيين فلسطينيين في إسرائيل. ولعبت مصر وقطر دور الوساطة في هذه الصفقة . ولا يزال نحو 130 من الرهائن محتجزين، ولكن تأكد مقتل عدد منهم.

يوم الجمعة، تحدث الرئيس الأمريكي جو بايدن هاتفيا مع نظيره المصري عبد الفتاح السيسي ومع أمير قطر، الشيخ تميم بن حمد آل ثاني. وركزت المحادثتان مع الزعيمين على وضع الرهائن.

الرئيس الأمريكي جو بايدن، على اليمين، يصافح أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني في المكتب البيضاوي بالبيت الأبيض، 31 يناير، 2022، في واشنطن. (AP Photo/Alex Brandon)

وقال البيت الأبيض في بيان بشأن مكالمة بايدن مع الزعيم القطري: “أكد الزعيمان أن صفقة الرهائن أمر أساسي لتحقيق هدنة إنسانية طويلة الأمد في القتال وضمان وصول المساعدات الإنسانية الإضافية المنقذة للحياة إلى المدنيين المحتاجين في جميع أنحاء غزة، ولقد شددا على خطورة الوضع، ورحبا بالتعاون الوثيق بين فريقيهما لتعزيز المناقشات الأخيرة”.

تواجد بيرنز في فرنسا لإجراء محادثات رفيعة المستوى بعد أن توجه المستشار الكبير في البيت الأبيض بريت ماكغورك إلى الشرق الأوسط هذا الأسبوع لإجراء محادثات حول وضع الرهائن.

وإذا رأى بيرنز تقدما في محادثاته في فرنسا، فقد يرسل بايدن ماكغورك إلى الشرق الأوسط بسرعة لمحاولة إتمام الاتفاق.

يُعتقد ان 132 رهينة اختطفتهم حماس في 7 أكتوبر ما زالوا في غزة. وأكد الجيش مقتل 28 ممن زالوا محتجزين لدى حماس، بالاستناد على معلومات استخباراتية ونتائج جمعتها القوات العاملة في غزة.

وتم إطلاق سراح أربع رهائن قبل اتفاق نوفمبر، وأنقذت القوات إحدى الرهائن. كما تم استعادة جثث 11 رهينة، قُتل ثلاثة منهم عن طريق الخطأ بنيران الجيش الإسرائيلي.

وتحتجز حماس أيضا مدنيين إسرائيليين، هما أفيرا منغيستو وهشام السيد، اللذين يعتقد أنهما على قيد الحياة بعد دخولهما القطاع بمحض إرادتهما في عامي 2014 و2015 تباعا، بالإضافة إلى جثتي الجنديين الإسرائيليين أورون شاؤول وهدار غولدين منذ عام 2014.

ساهمت في هذا التقرير وكالات

اقرأ المزيد عن