إسرائيل في حالة حرب - اليوم 370

بحث

إسرائيل قامت بتفجير أجهزة الاتصال وسط مخاوف من كشف مخطط – تقارير

بحسب تقارير فإن الموساد وضع المتفجرات في آلاف أجهزة البيجر خلال الانتاج قبل أن تصل الأجهزة لبنان، وخطط لتفجيرها في حال اندلاع حرب شاملة

أشخاص يتبرعون بالدم لأولئك الذين أصيبوا بجروح جراء انفجار أجهزة البيجر، في مركز للصليب الأحمر، في مدينة صيدا الساحلية الجنوبية، لبنان، 17 سبتمبر 2024، بعد هجوم، ألقي باللوم فيه على إسرائيل، واستهدف مقاتلي حزب الله. (AP Photo/Mohammed Zaatari)
أشخاص يتبرعون بالدم لأولئك الذين أصيبوا بجروح جراء انفجار أجهزة البيجر، في مركز للصليب الأحمر، في مدينة صيدا الساحلية الجنوبية، لبنان، 17 سبتمبر 2024، بعد هجوم، ألقي باللوم فيه على إسرائيل، واستهدف مقاتلي حزب الله. (AP Photo/Mohammed Zaatari)

أفادت تقارير يوم الأربعاء أن إسرائيل تسببت في انفجار آلاف أجهزة الإشعار (بيجر) التابعة لمنظمة حزب الله يوم الثلاثاء، مما أسفر عن مقتل تسعة أشخاص وإصابة ما يقرب من 3000، وسط مخاوف إسرائيلية من أن حزب الله على وشك اكتشاف أنه تم العبث بالأجهزة، بحسب تقارير يوم الأربعاء.

وأفاد موقع “أكسيوس” نقلا عن مسؤولين أمريكيين وإسرائيليين أن أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية أرادت في الأصل تفجير أجهزة البيجر كضربة افتتاحية في حرب شاملة ضد حزب الله. لكنها اختارت ، حسبما أفاد موقع “المونيتور” التصرف مبكرا عندما اشتبه أحد أعضاء حزب الله في الأجهزة واعتزم تنبيه رؤسائه.

وقال المونيتور إنه قبل أيام قليلة، شك عضو آخر في حزب الله في أنه تم العبث بالأجهزة، ثم قُتل.

عند علمهم بالشكوك، درس القادة الإسرائيليين في شن حرب فورية واسعة النطاق من أجل الإبقاء على هجوم أجهزة البيجر كضربة افتتاحية. كما فكروا في ترك الأمور كما هي، حتى مع المخاطرة في الكشف عن العملية، بحسب تقرير المونيتور.

ولم تعلق إسرائيل على التفجيرات، ولم تعلن مسؤوليتها عنها أو تنفيها.

وأفاد كل من صحيفة “https://www.nytimes.com/2024/09/17/world/middleeast/israel-hezbollah-pagers-explosives.html” ووكالة “رويترز” يوم الثلاثاء بأن عملاء إسرائيليين عبثوا بأجهزة البيجر قبل وصولها إلى لبنان، إلا أنه لم يتضح أين تم إعطاب الأجهزة.

وقال مصدر أمني لبناني كبير لرويترز إن “الموساد قام بحقن لوح داخل الأجهزة يحتوي على مادة متفجرة تتلقى شفرة من الصعب جدا اكتشافها بأي وسيلة، حتى باستخدام أي جهاز أو ماسح ضوئي”.

قطعة من جهاز بيجر منفجر في صورة متداولة على مواقع التواصل الاجتماعي 17 سبتمبر، 2024. (via telegram)

وأضاف المصدر أن ثلاثة آلاف من أجهزة البيجر انفجرت عندما وصلت إليها رسالة مشفرة‭ ‬أدت إلى تفعيل المواد المتفجرة بشكل متزامن.

وقال مصدر أمني آخر لرويترز إن ما يصل إلى ثلاثة جرامات من المتفجرات كانت مخبأة في أجهزة الاتصال الجديدة ولم تكتشفها الجماعة لعدة أشهر.

وذكرت نيويورك تايمز أن مجتبى أماني، السفير الإيراني لدى لبنان، فقد إحدى عينيه وأصيبت الأخرى إصابة خطيرة في الهجوم.

وقال أعضاء في الحرس الثوري الإيراني للصحيفة إن إصابة أماني كانت أكثر خطورة مما تحدث عنه تقارير بداية، وأنه سيتم نقله إلى طهران لتلقي العلاج.

وأظهر مقطع فيديو على وسائل التواصل الاجتماعي ما يُزعم أنه أماني وهو يسير في أحد الشوارع اللبنانية في أعقاب الهجوم، والدماء على مقدمة قميصه.

من بين القتلى أيضا نجل نائب في البرلمان اللبناني عن حزب الله وابنة أحد عناصر المنظمة البالغة من العمر 10 سنوات.

وأظهرت لقطات من المستشفيات، راجعتها رويترز، رجالا جرحى يعانون من إصابات في الوجه بدرجات متفاوتة، وأصابع مفقودة، وجروح غائرة في الورك حيث حمل المصابون أجهزة البيجر على الأرجح.

وقال المصدر الأمني ​​اللبناني الكبير، الذي على دراية مباشرة بالتحقيق الذي تجريه المنظمة في التفجيرات: “لقد تعرضنا لضربة قوية بالفعل”.

وقالت عدة مصادر لرويترز إن العمل على الهجوم استغرق عدة أشهر على ما يبدو.

وفي خطاب متلفز يوم 13 فبراير، حذر الأمين العام لحزب الله، حسن نصر الله، أنصاره بشدة من أن هواتفهم أكثر خطورة من الجواسيس الإسرائيليين، قائلا إن عليهم كسرها أو دفنها أو وضعها في صندوق حديدي.

وبدلا من ذلك، اختار حزب الله توزيع أجهزة البيجر على عناصره عبر فروع الجماعة المختلفة – من المقاتلين إلى المسعفين العاملين في خدمات الإغاثة التابعة له.

وقال المصدر الأمني اللبناني الكبير إن الجماعة طلبت خمسة آلاف جهاز اتصال من إنتاج شركة “غولد أبولو” التايوانية، وتقول عدة مصادر إنها وصلت إلى البلاد في وقت سابق من هذا العام.

وقالت غولد أبولو يوم الأربعاء إن الأجهزة من صنع شركة BAC، وهي شركة مقرها بودابست ولها الحق في استخدام العلامة التجارية لشركة غولد أبولو ولكنها مستقلة.

وجاء في بيان للشركة أن غولد أبولو سمحت لشركة “BAC باستخدام علامتنا التجارية لبيع المنتجات في مناطق محددة، ولكن يتم التعامل مع تصميم المنتجات وتصنيعها بالكامل بواسطة BAC”.

وقال مؤسس ورئيس غولد أبولو، هسو تشينغ كوانغ، للصحافيين يوم الأربعاء في مكاتب الشركة في مدينة تايبيه الجديدة بشمال تايوان “المنتج لم يكن منتجنا. فقط كان يحمل علامتنا التجارية”.

وقال هسو إنه لا يعرف كيف تم تفخيخ أجهزة البيجر لتفجيرها.

وأشار أيضا إلى أن التحويلات المالية من شركة BAC كانت “غريبة جدا”، وقال إن المدفوعات كانت تأتي عبر الشرق الأوسط. ولم يخض في مزيد من التفاصيل.

وقال هسو إن غولد أبولو كانت ضحية للحادث وأنه يعتزم مقاضاة صاحب الترخيص.

وأضاف”قد لا نكون شركة كبيرة ولكننا شركة مسؤولة. هذا محرج للغاية”.

هسو تشينغ كوانغ، رئيس شركة غولد أبولو التايوانية، يتحدث إلى وسائل الإعلام خارج مكتب الشركة في مدينة تايبيه الجديدة، 18 سبتمبر، 2024. (Yan Zhao/AFP)

وألقى حزب الله باللوم على إسرائيل في الهجوم المفترض وتوعد بالرد.

وحذرت الجماعة، في بيان لها الأربعاء، من “عقوبة قاسية يجب أن ينتظرها العدو المجرم (إسرائيل) ردا على مجزرة الثلاثاء”.

وجاءت الانفجارات في الوقت الذي أفادت فيه التقارير أن القادة الإسرائيليين يدرسون شن هجوم كبير في جنوب لبنان لطرد قوات حزب الله شمال نهر الليطاني، على بعد 16 كيلومترا شمال حدود إسرائيل، بما يتماشى مع قرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة لعام 2006.

يطلق حزب الله النار على إسرائيل بشكل شبه يومي منذ 8 أكتوبر 2023، في أعقاب الهجوم الذي شنته حماس عبر الحدود في اليوم السابق، والذي أدى إلى اندلاع الحرب المستمرة في غزة.

يوم الثلاثاء، قبل ساعات فقط من انفجار أجهزة البيجر، أضاف المجلس الوزاري الأمني المصغر (الكابينت) رسميا هدفا آخر للحرب، وهو العودة الآمنة لعشرات آلاف المواطنين في شمال البلاد إلى منازلهم التي تم إجلاؤهم منها منذ اندلاع الحرب. يوم الثلاثاء أيضا، أعلن جهاز الأمن العام (الشاباك) أنه أحبط مخططا لحزب الله لاغتيال مسؤول دفاعي رفيع المستوى سابق على الأراضي الإسرائيلية.

وتجنبت إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن إلى حد كبير التعليق على انفجار أجهزة البيجر، مؤكدة في الوقت نفسه على أن واشنطن لم تكن متورطة ولم تكن على دراية مسبقة بالهجوم المفترض.

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية ماثيو ميلر خلال مؤتمر صحفي يوم الثلاثاء “الولايات المتحدة لم تكن متورطة في ذلك. الولايات المتحدة لم تكن على علم مسبق بالحادث، وفي هذه المرحلة، نحن نقوم بجمع المعلومات”.

ضابط شرطة يتفقد سيارة انفجر فيها جهاز بيجر محمول، في بيروت، لبنان، 17 سبتمبر، 2024. (AP Photo/Hussein Malla)

وبحسب موقع أكسيوس، اتصل وزير الدفاع يوآف غالانت بوزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن قبل دقائق من وقع الانفجارات، وأبلغه أن إسرائيل على وشك تنفيذ عملية في لبنان، لكنه رفض تقديم تفاصيل.

وأضاف التقرير أن المسؤولين الإسرائيليين الذين التقوا بالمبعوث الأمريكي عاموس هوكستين يوم الاثنين لم يخبروه عن العملية، على الرغم من أنهم ناقشوا فيما بينهم في ذلك الوقت إمكانية اكتشافها.

مساء الثلاثاء، بعد وقوع الانفجارات، نفذ الجيش الإسرائيلي غارة جوية في بلدة مجدل سلم بجنوب لبنان. وقال الجيش إنه استهدف مبنى تم التعرف فيه على عدد من عناصر حزب الله.

وقال الجيش الإسرائيلي إنه خلال الليل، قصفت طائرات مقاتلة أيضا مبان يستخدمها حزب الله في العديسة ومركبا وبليدا ومارون الراس وشحين بجنوب لبنان.

وقالت المنظمة ليلة الثلاثاء إن 12 من أعضائها قُتلوا جراء انفجارات جهاز البيجر وغارات للجيش الإسرائيلي.

في وقت مبكر من صباح الأربعاء، دوت صفارات الإنذار في مدينة طبريا بشمال إسرائيل والبلدات المحيطة بها، وكذلك في جنوب هضبة الجولان. كانت هذه أولى صفارات الإنذار التي يتم تفعيلها منذ انفجارات أجهزة البيجر.

وقال الجيش الإسرائيلي إنه تم تفعيل صفارات الإنذار بسبب مسيّرة مشبوهة، والتي تم اعتراضها. ولم ترد تقارير عن وقوع إصابات.

حتى الآن، أسفرت المناوشات بين إسرائيل وحزب الله منذ هجوم حماس في السابع من أكتوبر عن مقتل 26 مدنيا على الجانب الإسرائيلي، بالإضافة إلى مقتل 20 جنديا إسرائيليا. كما وقعت عدة هجمات من سوريا دون وقوع إصابات.

وقد أعلن حزب الله أسماء 453 من أعضائه الذين قتلتهم إسرائيل خلال القتال، معظمهم في لبنان ولكن بعضهم أيضا في سوريا. كما قُتل 79 عنصرا آخر من فصائل مسلحة أخرى وجندي لبناني وعشرات المدنيين.

ساهم في هذا التقرير جيكوب ماغيد.

اقرأ المزيد عن