إسرائيل في حالة حرب - اليوم 365

بحث

مقتل 492 لبنانيا ونزوح الآلاف بعد غارات إسرائيلية استهدفت 1600 هدف لحزب الله

الجيش الإسرائيلي يقول إنه قصف منازل يخزن فيها حزب الله صواريخ في أعنف قصف منذ حرب 2006، ويحث المدنيين في لبنان على الإخلاء؛ حزب الله يطلق 200 صاروخ نحو عمق إسرائيل

سيارات متوقفة في حركة المرور أثناء محاولة الفرار من الغارات الجوية الإسرائيلية المستمرة، في صيدا، لبنان، 23 سبتمبر 2024. (AP Photo/Mohammed Zaatari)
سيارات متوقفة في حركة المرور أثناء محاولة الفرار من الغارات الجوية الإسرائيلية المستمرة، في صيدا، لبنان، 23 سبتمبر 2024. (AP Photo/Mohammed Zaatari)

قالت السلطات اللبنانية إن الغارات الجوية الإسرائيلية الواسعة التي استهدفت حزب الله في جنوب لبنان أسفرت عن مقتل 492 شخصا على الأقل وإصابة أكثر من 1645 آخرين يوم الاثنين، في حين حذرت إسرائيل من أن الضربات ضد الجماعة ستتوسع وتم تحذير المدنيين اللبنانيين من الفرار من المناطق التي يُعتقد أن الحزب المدعوم من إيران يخفي أسلحة فيها.

وقال الجيش الإسرائيلي إن سلاح الجو يستهدف منازل وضع حزب الله فيها “صواريخ وطائرات مسيّرة وقذائف”، وحث المدنيين في سهل البقاع اللبناني على الفرار من المنازل التي يتم تخزين مثل هذه الأسلحة فيها. وقال إن العديد من القتلى كانوا أعضاء في حزب الله.

كما هرع الإسرائيليون إلى الملاجئ بعد أن قصف حزب الله إسرائيل بأكثر من 200 صاروخ يوم الاثنين وحده، مما أدى إلى انطلاق صفارات الإنذار في شمال إسرائيل، ومنطقة مدينة حيفا الساحلية وحتى بعض مستوطنات الضفة الغربية بالقرب من تل أبيب، مما تسبب في بعض الأضرار ولكن لم يسفر عن إصابات كبيرة. وتشكل هذه الهجمات، التي كانت من بين الأعنف منذ اندلاع القتال في الثامن من أكتوبر من العام الماضي، تصاعدا بعد أن قصف الحزب اللبناني البلدات الشمالية بما لا يقل عن 150 صاروخًا في اليوم السابق.

وفي لبنان، أظهرت مقاطع فيديو تم تداولها على وسائل التواصل الاجتماعي حشودًا تغادر المدن الكبرى، وبدأت السلطات في فتح المدارس لإيواء آلاف النازحين الجدد.

وقال الجيش الإسرائيلي إنه قصف أكثر من 1600 هدف في مختلف أنحاء لبنان يوم الاثنين، بما في ذلك العديد من المنازل التي قال إنها تحتوي على أسلحة تهدد البلاد بشكل مباشر، في واحدة من أشد الحملات الجوية منذ حرب عام 2006 ضد حزب الله، مما زاد من المخاوف من اندلاع صراع شامل جديد على الحدود المضطربة.

وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في كلمة ألقاها من غرفة قيادة تحت الأرض في مقر الجيش في تل أبيب إن إسرائيل تغير ميزان القوى مع حزب الله، مشيرا إلى أن إسرائيل لن تلعب دور الدفاع بعد أشهر من العنف المتبادل عبر الحدود.

وقد نزح عشرات الآلاف من الإسرائيليين من منازلهم في شمال إسرائيل منذ أكتوبر الماضي بسبب إطلاق حزب الله المستمر للصواريخ، وقد حددت الحكومة الإسرائيلية الأسبوع الماضي عودة هؤلاء السكان الآمنة إلى منازلهم كهدف رسمي للصراع الحالي.

صورة غير مؤرخة نشرها الجيش الإسرائيلي في 23 سبتمبر 2024، تظهر على ما يبدو نظام صواريخ لحزب الله في علية منزل في قرية حومين التحتا بجنوب لبنان. (IDF)

وأضاف: “نحن لا ننتظر التهديد، بل نتوقعه. في كل مكان، وفي كل مسرح، وفي أي وقت”.

وقالت وزارة الصحة اللبنانية إن 492 شخصا على الأقل قتلوا في الضربات وأصيب أكثر من 1645 شخصا، في اليوم الأكثر دموية في لبنان منذ أن بدأ حزب الله إطلاق الصواريخ على إسرائيل العام الماضي.

وقالت الوزارة إن القتلى والجرحى بينهم نساء وأطفال. ولم يصدر أي تعليق فوري من حزب الله بشأن الخسائر في صفوف الحركة التي تكبدت خسائر فادحة في الأيام الأخيرة.

وأظهرت مقاطع فيديو نشرت على مواقع التواصل الاجتماعي طوابير طويلة من السيارات بينما حاول المدنيون الوصول إلى بر الأمان، وأعدادا كبيرة من المركبات تتدفق من البلدات الجبلية الصغيرة.

وفي أحد الفيديوهات، ظهرت سيارات مصطفة على طريق سريع تحمل أعلام حزب الله والأعلام اللبنانية، بينما كان الدخان الأسود الناجم عن الغارات الجوية الأخيرة يتصاعد في الخلفية.

في مدينة صيدا الساحلية، امتلأت جميع المسارات الثمانية في جادة رفيق الحريري بالسيارات المتجهة نحو الشمال، حيث كانت عالقة في أزمة مرورية.

وفي النبطية، أظهر مقطع فيديو عدداً من الأشخاص بسيارات يحاولون مغادرة البلدة عندما وقع انفجار ضخم أمامهم.

وفي مؤتمر صحفي، أشار المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي دانيال هاغاري إلى أن بعض مقاطع الفيديو للغارات تصور انفجارات ثانوية، مشيراً إلى أنها دليل على وجود مخازن أسلحة لحزب الله.

وقال هاغاري: “إن المشاهد التي نراها الآن في جنوب لبنان هي أسلحة حزب الله تنفجر داخل المنازل. وفي كل منزل نضربه، نجد صواريخ وطائرات مسيّرة وقذائف كانت تهدف إلى قتل المدنيين الإسرائيليين”، وحث المدنيين في سهل البقاع اللبناني على الفرار من المنازل التي يخزن فيها حزب الله الأسلحة.

وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي للإعلام العربي أفيخاي أدرعي إن المدنيين لديهم مهلة ساعتين لمغادرة البقاع.

وقال نتنياهو، الذي التقى وزير الدفاع يوآف غالانت ورئيس أركان الجيش الإسرائيلي هرتسي هاليفي وقائد سلاح الجو تومر بار، إن الضربات الإسرائيلية تهدف إلى القضاء على كبار مسؤولي حزب الله ومخابئ الصواريخ.

وقال نتنياهو: “من يحاول أن يؤذينا فإننا نؤذيه أكثر. لقد وعدت بأننا سنغير التوازن الأمني ​​وتوازن القوى في الشمال. وهذا بالضبط ما نقوم به. نحن ندمر آلاف الصواريخ والقذائف الموجهة إلى المدن الإسرائيلية والمواطنين الإسرائيليين”.

ومع استمرار الغارات الجوية على مناطق في لبنان، طلبت وزارة الصحة من المستشفيات في جنوب لبنان وشرق سهل البقاع تأجيل العمليات الجراحية التي يمكن إجراؤها لاحقًا.

طائرة مقاتلة إسرائيلية شوهدت من حيفا، شمال إسرائيل، في 23 سبتمبر 2024. (AP Photo/Baz Ratner)

وقالت الوزارة في بيان إن طلبها يهدف إلى إبقاء المستشفيات جاهزة للتعامل مع المصابين جراء “العدوان الإسرائيلي المتوسع على لبنان”.

وفي وقت سابق من يوم الاثنين، حثت إسرائيل سكان جنوب لبنان على إخلاء المنازل والمباني الأخرى التي زعمت أن حزب الله يخزن فيها أسلحة، قائلة إن الجيش سينفذ “ضربات مكثفة” ضد الجماعة المسلحة.

وذكرت وسائل إعلام لبنانية أن السكان تلقوا رسائل نصية تحثهم على الابتعاد عن أي مبنى يخزن فيه حزب الله الأسلحة.

وجاء في الرسالة باللغة العربية، بحسب وسائل إعلام لبنانية “إذا أنت متواجد بمبنى به سلاح لحزب الله، ابتعد عن القرية حتى إشعار آخر”.

عائلة سورية تجلس مع أمتعتها في الجزء الخلفي من شاحنة أثناء انتظارها في ازدحام مروري في مدينة صيدا بجنوب لبنان في 23 سبتمبر 2024. (Mahmoud ZAYYAT / AFP)

ودعا وزير الإعلام اللبناني زياد المكاري مواطنيه إلى تجاهل التحذيرات، مشيرا إلى أن مكتبه في بيروت تلقى رسالة مسجلة تطلب من الناس مغادرة المبنى.

وأضاف المكاري أن هذا يأتي “في إطار الحرب النفسية التهويلية التي يعتمدها العدو الإسرائيلي”، داعيا الناس إلى “عدم إعارة الأمر أكثر مما يستاهل”.

وقبيل بدء موجة النزوح الجماعي، نشر سكان قرى جنوب لبنان صورا على مواقع التواصل الاجتماعي للغارات الجوية وأعمدة الدخان الكثيفة.

اقرأ المزيد عن