إسرائيل في حالة حرب - اليوم 429

بحث

إسرائيل توافق على قبول إطلاق سراح أقل من 40 رهينة في المرحلة الأولى من الهدنة

كابينت الحرب يصادق على المفاوضات لمناقشة إطلاق سراح 20 رهينة فقط في المرحلة الأولى، بحسب تقارير إعلامية عبرية، قبل أن يُنقل عن مسؤول كبير إصراره على أن العدد هو في الواقع 33 رهينة

إسرائيليون يسيرون خلال احتجاج لأقارب الرهائن المحتجزين في غزة من قبل مسلحين فلسطينيين، خارج مقر وزارة الدفاع في تل أبيب، 25 أبريل، 2024، للمطالبة باتخاذ إجراءات حكومية لإطلاق سراح الرهائن. (Jack Guez/AFP)
إسرائيليون يسيرون خلال احتجاج لأقارب الرهائن المحتجزين في غزة من قبل مسلحين فلسطينيين، خارج مقر وزارة الدفاع في تل أبيب، 25 أبريل، 2024، للمطالبة باتخاذ إجراءات حكومية لإطلاق سراح الرهائن. (Jack Guez/AFP)

أفادت تقارير أن إسرائيل مستعدة للتراجع عن مطلبها الأصلي لحماس بإطلاق سراح 40 رهينة أحياء مقابل وقف مؤقت لإطلاق النار في غزة بعد أن رفضت الحركة عرضا قدمه مفاوضون قطريون ومصريون وأمريكيون يقضي بإطلاق سراح هذا العدد من المختطفين.

وذكرت عدة مواقع إعلامية عبرية مساء الخميس أن إسرائيل مستعدة الآن لقبول إطلاق سراح 20 رهينة فقط في المرحلة الأولى من اتفاق الهدنة، طالما أن المفرج عنهم هم إما نساء أو رجال تزيد أعمارهم عن 50 عاما أو أولئك الذين يعانون من أمراض خطيرة. وكان الاقتراح الأخير ينص على إطلاق سراح 40 رهينة من هذه الفئات، لكن حماس ادعت أنها لا تحتجز هذا العدد من الرهائن من تلك الفئات الذين ما زالوا على قيد الحياة.

وبسبب الجمود الذي أعقب ذلك، أذن كابينت الحرب الإسرائيلي يوم الخميس لفريق التفاوض الذي يمثل البلاد بمناقشة هذا النهج الأكثر مرونة مع وفد مصري سيصل إلى تل أبيب يوم الجمعة لإجراء محادثات إضافية حول هذا الموضوع، حسبما ذكرت المواقع الإخبارية العبرية.

وبعد وقت قصير من ظهور التقارير، نشرت وسائل الإعلام نفسه تصريحات نقلتها عن مسؤول إسرائيلي كبير الذي نفى أن العدد الذي تتم دراسته هو 20، مصرا على أن العدد في الواقع هو 33، وهو ما يمثل الرقم الإسرائيلي المحدث لعدد الرهائن الإناث وكبار السن والمرضى، والذين ما زالوا يعتقد أنهم على قيد الحياة في غزة. حماس تصر على أن العدد أقرب إلى 20.

في الجولة السابقة، أصر المفاوضون الإسرائيليون بحسب تقارير على أن هناك 40 رهينة على قيد الحياة ينطبق عليهم وصف أنثى أو مسن أم مريض وأنه إذا أصرت حماس على أن ذلك غير صحيح، فينبغي عليها إطلاق سراح مختطفين من فئات أخرى – رجالا وجنودا تحت سن الـ 50 – من أجل تلبية معيار الـ 40 رهينة.

كما أفادت مواقع إخبارية إعلامية عبرية أن رئيس جهاز الأمن العام (الشاباك) رونين بار والمسؤول عن ملف الرهائن في الجيش الإسرائيلي نيتسان ألون عرضوا اقتراحات خلال جلسة كابينت الحرب يوم الخميس حول طرق يمكن للقدس من خلالها تليين موقفها من أجل تأمين اتفاق مع حماس في المحادثات.

أقارب الرهائن المحتجزين في قطاع غزة ومؤيديهم يحتجون خارج موقع اجتماع كابينت الحرب في مقر وزارة الدفاع (الكيرياه) في تل أبيب، 25 أبريل، 2024. (Avshalom Sassoni/Flash90)

ولم تحدد التقارير المدة التي ستستمر فيها الهدنة مقابل إطلاق سراح 20 أو 33 رهينة. وتقول الولايات المتحدة إن الاقتراح السابق الذي رفضته حماس كان من شأنه أن يضمن هدنة لمدة ستة أسابيع في المرحلة الأولى، ولم يكن من الواضح ما إذا كان سيتم تقصير هذه الفترة مقابل موافقة إسرائيل على الإفراج عن عدد أقل من الرهائن.

وقال مسؤولون أمريكيون إن الاقتراح السابق كان من شأنه أن يشهد مرحلة ثانية يتم خلالها إطلاق سراح الرجال والجنود الذين تقل أعمارهم عن 50 عاما، لكن لم يتم علنيا تحديد إطار زمني. وكانت المرحلة الثالثة بعد ذلك ستنص على إطلاق سراح جثث الرهائن الذين تحتجزهم حماس، إلى جانب وقف دائم للحرب، وفقا لمسؤولين أمريكيين.

التقارير عن موافقة إسرائيل على التراجع عن مطلبها الأصلي جاءت في الوقت الذي تزايدت فيه التكهنات بأن الجيش الإسرائيلي يقترب من بدء عمليته التي تعهد بها منذ فترة طويلة لتفكيك معقل حماس المتبقي في رفح. وقال الجيش إنه سيقوم بإخلاء أكثر من مليون فلسطيني يعيشون هناك أولا، وهو ما لم يبدأ في القيام به بعد، ولكن تم تحديد تصاعد في نشاط الجيش الإسرائيلي على الحدود الجنوبية مع غزة، مما أدى إلى تكثيف التكهنات بأن إخلاء رفح قد يكون قريبا، رغم معارضة الولايات المتحدة للهجوم.

وربما تهدف الاستعدادات لعملية رفح أيضا إلى الضغط على حماس لقبول الصفقة. يوم الأربعاء، نشرت الحركة مقطع فيديو لأحد الرهائن الذين تحتجزهم للمرة الأولى منذ ما يقرب من شهرين، في إشارة محتملة إلى أنها تتطلع أيضا إلى التوصل إلى اتفاق. مقطع الفيديو الأخير كان للرهينة الأمريكي الإسرائيلي هيرش غولدبرغ-بولين، الذي أصبح أحد أشهر المختطفين بسبب نشاط والديه من أجل إطلاق سراحه.

بعد وقت قصير من ظهور التقارير عن تخفيف إسرائيل لمطالبها، كتب وزير المالية اليميني المتطرف بتسلئيل سموتريش – وهو ليس عضوا في كابينت الحرب – على منصة X منشورا أعرب فيه عن معارضته الشديدة لهذا النهج ودعا إلى إقالة رئيس جهاز الموساد دافيد برنياع من منصب كبير المفاوضين الإسرائيليين في المحادثات بشأن الرهائن.

وكتب سموتريتش “لقد حان الوقت لكي يعود الموساد لاستئناف التعامل مع ما تم تدريبه عليه: القضاء على قادة حماس في جميع أنحاء العالم وليس [المشاركة] في مفاوضات يتم إجراؤها بشكل غير مسؤول ويضر بأمن إسرائيل”.

الرهينة الإسرائيلي الأمريكي هيرش غولدبرغ بولين (23 عاما)، محتجز في غزة منذ 7 أكتوبر، في فيديو دعائي لحماس صدر في 24 أبريل، 2024. (Screenshot: Telegram)

وأضاف سموتريتش “من الآن فصاعدا، يجب ألا نتحدث مع حماس إلا بالقصف والقنابل”، ودعا الجيش الإسرائيلي إلى دخول رفح “بأسرع وقت ممكن وبشكل مكثف قدر الإمكان والاستمرار في جميع أنحاء الجيب بأكمله حتى تدمير [حماس] بالكامل”.

سيكون بإمكان المجلس الوزاري الأمني المصغر المصادقة على صفقة رهائن دون دعم سموتريتش وزميله في اليمين المتطرف وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير. سموتريتش أيد صفقة الرهائن الأخيرة في نوفمبر، في حين عارضها بن غفير، ومضت الصفقة قدما مع إطلاق سراح 105 رهائن. ومن الممكن أن تكون هناك أغلبية مرة أخرى تدعم الاقتراح المخفف، حتى لو صوت كلاهما ضده. لكن بن غفير تحدث بشكل متزايد عن انهيار الحكومة إذا استجاب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو للكثير من مطالب حماس في المحادثات، ويظهر رئيس الوزراء منذ فترة طويلة حساسية لمخاوف شركائه في اليمين المتطرف فيما يقول منتقدوه إنه ساهم في الإخفاقات التي شهدتها المفاوضات حتى الآن.

وكثف أقارب الرهائن الـ 133 المتبقين وأنصارهم، إلى جانب النشطاء المناهضين للحكومة، الاحتجاجات للمطالبة بالتوصل إلى اتفاق في الأسابيع الأخيرة، بما في ذلك مرة أخرى يوم الخميس في تل أبيب، وطالبوا بصفقة رهائن فورية واتهموا نتنياهو بإطالة أمد الحرب لتجنب الموافقة على شروط قد لا تحظى بشعبية لدى قاعدة ناخبيه اليمينية.

وأغلق المتظاهرون الطريق وأضاؤوا المشاعل خارج مقر وزارة الدفاع في شارع بيغن بمدينة تل أبيب، مطالبين بالتوصل إلى اتفاق فوري وإطلاق سراح أحبائهم.

وقالت إيريس فاينشتين-حغاي، التي توفي والداها في الأسر في غزة: “علينا أن نفعل كل شيء لمساعدة المتوفين على العودة إلى ديارهم لدفنهم بشكل كريم، وأولئك الذين هم على قيد الحياة من أجل … لم شملهم مع عائلاتهم”.

في وقت سابق الخميس، قال مسؤول كبير في إدارة بايدن تحدث مع الصحفيين، “في الوقت الحالي، الحقيقة الأساسية أن هناك صفقة على الطاولة تلبي تقريبا جميع مطالب حماس”، في إشارة إلى الاقتراح السابق الذي كان سيشهد إطلاق سراح حوالي 40 رهينة في المرحلة الأولى من الصفقة.

أقارب الرهائن المحتجزين في قطاع غزة ومناصريهم يحتجون خارج اجتماع كابينت الحرب في مقر وزارة الدفاع (الكيرياه) في تل أبيب، 25 أبريل، 2024. (Avshalom Sassoni/Flash90)

وقال المسؤول: “وجهة نظر المصريين والقطريين وأولئك المنخرطين بعمق وإلى حد كبير هي أن الرد الذي جاء من داخل غزة لم يكن بناء على الإطلاق”.

وأشار المسؤول إلى أن حماس أرسلت “إشارات” تسعى إلى توضيح أنها لم ترفض فعليا العرض الأخير وأنها مستعدة للجلوس والتفاوض أكثر، لكنه قال إنه غير متأكد مما إذا كان هذا حقيقيا أم أن الحركة تحاول المماطلة فقط. “سنختبر هذا الافتراض خلال الأيام المقبلة”

وقال المسؤول الكبير في الإدارة: “إننا نرى بعض المؤشرات على أنه قد يكون هناك طريق هنا، لكنني لست واثقا تماما لأننا في كثير من الأحيان نسمع أشياء من قادة حماس خارج غزة لا تعكس قيادة حماس في الداخل”. وأضاف أنه حتى قادة حماس في الخارج يقرون بأن زعيم الحركة في غزة يحيى السنوار هو من يتخذ القرارات، وليس القادة في قطر.

وكشف المسؤول للصحفيين أن إسرائيل وافقت في الاقتراح السابق على السماح بعودة الفلسطينيين دون قيود إلى شمال غزة.

وسئل المسؤول عن تصريحات مسؤولي حماس التي تزعم أن إسرائيل رفضت هذا الطلب. وفي الماضي، أبدت إسرائيل بالفعل مقاومة للعودة غير المقيدة للفلسطينيين إلى المناطق التي قام الجيش الإسرائيلي بتطهيرها في شمال غزة، بسبب مخاوف من أن يؤدي ذلك إلى عودة حماس.

لكن المسؤول الكبير في الإدارة الأمريكية قال إن إسرائيل وافقت في الواقع على عودة من دون قيود للسكان الفلسطينيين في إطار صفقة الرهائن التي رفضتها حماس.

قوات الأمن تقوم بإجلاء وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير خلال احتجاج على إطلاق سراح الرهائن الذين تحتجزهم الجماعات المسلحة في غزة، القدس، 24 أبريل، 2024، في أعقاب نشر مقطع فيديو دعائي لحماس للرهينة هيرش غولدبرغ بولين. (Chaim Goldberg/Flash90)

وأوضح المسؤول أن عودة الفلسطينيين إلى شمال غزة لن تكون فورية، حيث يجب تهيئة الظروف خلال الأسابيع القليلة الأولى من الهدنة لضمان سلامة المدنيين، نظرا لمستوى الدمار هناك. “وهذا يعني المأوى، وهذا يعني المساعدة، وهذا يعني بعثة للأمم المتحدة للتأكد من أن الأمور جاهزة”.

وردا على سؤال حول ما إذا كانت النقطة الشائكة في صفقة الرهائن هي مطلب حماس بإنهاء دائم للحرب، وهو ما لا تبدي إسرائيل استعدادا لقبوله، أشار المسؤول الكبير في إدارة بايدن إلى إن الإقتراح المطروح على الطاولة سيلبي عمليا مطلب الحركة.

وقال المسؤول “يدور الحديث عن وقف فوري لإطلاق النار لمدة ستة أسابيع، يؤدي إلى مرحلة ثانية ومن ثم استعادة دائمة للهدوء”، مضيفا أن الولايات المتحدة ستكون بمثابة “الكفيل إلى جانب مصر وقطر لضمان حدوث هذه الأمور”.

ساهم في هذا التقرير جيكوب ماغيد ووكالة فرانس برس.

اقرأ المزيد عن