إسرائيل توافق على زيادة إمدادات الوقود إلى غزة في أعقاب ضغوط أمريكية
قال مكتب نتنياهو إنه سيتم السماح بدخول "الحد الأدنى من الوقود" إلى القطاع الذي تحكمه حماس "لمنع انهيار الوضع الإنساني" وتفشي الأمراض
وافقت إسرائيل يوم الأربعاء على دخول “الحد الأدنى” من إمدادات الوقود إلى قطاع غزة لمنع حدوث أزمة إنسانية، بعد شهرين من الحرب مع حركة حماس التي تحكم القطاع الفلسطيني في أعقاب الهجوم غير المسبوق الذي شنته الحركة على إسرائيل في 7 أكتوبر، عندما قتل مسلحون 1200 شخص، واحتجزوا نحو 240 رهينة.
وفرضت إسرائيل قيودا على شحنات الوقود إلى غزة منذ اندلاع الحرب بسبب مخاوف من وقوعه في أيدي حماس لأغراض عسكرية. ويقول المسؤولون قي المنظمات الإنسانية إن نقص الوقود أدى إلى شل نظام الرعاية الصحية وأعاق تسليم الإمدادات الإنسانية الأساسية.
وتواجه إسرائيل ضغوطا متزايدة من واشنطن لزيادة المساعدات التي تدخل غزة واتخاذ المزيد من الخطوات لتجنب سقوط أعداد كبيرة من المدنيين.
ووافق مجلس الوزراء الأمني الإسرائيلي على الزيادة في تصويت ليلة الأربعاء، بعد أن طالبت واشنطن بمضاعفة الشحنات اليومية الحالية البالغة 60 ألف لتر من الوقود أو حتى مضاعفته ثلاث مرات.
ونقلت أخبار القناة 12 عن “تقديرات” لم تذكر مصدرها أن مجلس الوزراء الحربي سيزيد تدريجيا الكمية اليومية من 60 ألف لتر إلى ثلاثة أضعاف هذا المستوى، أو 180 ألف لتر، وفقا للطلب الأمريكي.
وفي الوقت نفسه، ذكرت هيئة الإذاعة العامة “كان” أنه سيتم تسليم 120 ألف لتر من الوقود إلى غزة يوميا بدءًا من يوم الخميس.
وصوت وزير المالية بتسلئيل سموتريش ووزير الأمن القومي إيتمار بن غفير اليمينيان المتطرفان ضد هذا الإجراء.
وقال وزير الشؤون الاستراتيجية رون ديرمر، المقرب من رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، خلال المناقشات إن التصويت على زيادة إمدادات الوقود “ضروريا” لضمان استمرار دعم واشنطن للعملية العسكرية الإسرائيلية في غزة، وسط أرتفاع حصيلة القتلى في العملية، وهدفها في إسقاط حماس، حسبما ذكر موقع “والا”.
وقالت الولايات المتحدة يوم الاثنين إنها طلبت من إسرائيل السماح بدخول المزيد من الوقود إلى القطاع الفلسطيني المحاصر، بعد انتهاء الهدنة المؤقتة التي شهدت إطلاق سراح 105 من حوالي 240 رهينة إسرائيلية وأجنبية اختطفها مسلحون في 7 أكتوبر، إضافة إلى وقف القتال وزيادة المساعدات التي تدخل إلى القطاع.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية ماثيو ميلر: “لقد أوضحنا أننا نريد أن نرى العودة ليس فقط إلى مستوى الوقود الذي دخل خلال فترة الهدنة، بل إلى مستوى أعلى”.
ورفضت إسرائيل لأسابيع السماح بدخول أي وقود إلى القطاع قبل أن تتراجع عن ذلك.
وسُمح بدخول شحنات وقود منتظمة كجزء من اتفاق الهدنة الذي توسطت فيه قطر بدعم من الولايات المتحدة، والذي بدأ في 24 نوفمبر وانتهى في 1 ديسمبر، لكن قالت وكالات الإغاثة حينها إنها لم تكن كافية.
وفي بيان صدر في وقت متأخر من يوم الأربعاء، قال مكتب رئيس الوزراء إن المجلس الوزاري الأمني صوت بالموافقة على اقتراح المجلس الحربي بزيادة كمية الوقود اليومية المسموح بدخولها إلى غزة، دون تقديم تفاصيل عن الكمية.
وكتب مكتب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو على موقع X، تويتر سابقا، أنه تمت الموافقة على دخول “الحد الأدنى من الوقود الإضافي”.
وقال إن زيادة إمدادات الوقود “ضرورية لتجنب انهيار الوضع الإنساني وتفشي الأوبئة في جنوب قطاع غزة” الذي تسيطر عليه حماس.
وأضاف أن “مجلس الوزراء الحربي سيحدد الحد الأدنى من حين لآخر وفقا للوضع المرضي والوضع الإنساني في القطاع”.
وتقول وزارة الصحة في غزة أن أكثر من 16 ألف فلسطيني قتلوا في القطاع منذ بداية الحرب، معظمهم من النساء والأطفال. ولا يمكن التحقق من هذه الأرقام بشكل مستقل، ويعتقد أنها تشمل كلا من مسلحي حماس والمدنيين، والأشخاص الذين قُتلوا نتيجة سقوط صواريخ طائشة أطلقتها الجماعات المسلحة في غزة.
واندلعت الحرب بين إسرائيل وحماس بعد هجوم 7 أكتوبر، عندما تدفق آلاف المسلحين الذين تقودهم حماس إلى جنوب إسرائيل من البر والجو والبحر، واجتاحوا أكثر من 20 بلدة، حيث قتلوا أكثر من 1200 شخص، بما في ذلك حوالي 360 شخصا في مهرجان موسيقي في الهواء الطلق، واحتجزوا حوالي 240 رهينة. وتعهدت إسرائيل بالقضاء على حماس في قطاع غزة، الذي تحكمه منذ عام 2007، وشنت حملة جوية وهجوم بري لاحق لتحقيق ذلك.
وقالت الأمم المتحدة أن 1.87 مليون شخص – أي أكثر من 80% من سكان غزة – قد نزحوا من منازلهم منذ 7 أكتوبر، والعديد منهم نزحوا عدة مرات. ويتجمع جميع السكان تقريبا الآن في جنوب ووسط غزة، ويعتمدون على المساعدات. وصعّد المسؤولون الدوليون تحذيراتهم بشأن الكارثة الإنسانية المتفاقمة.
وقال مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان فولكر تورك في مؤتمر صحفي في جنيف يوم الأربعاء إن “الفلسطينيين في غزة يعيشون في رعب مطلق يتفاقم”. وأن زملائه يؤكدون أن “الوضع الإنساني كارثي”.
وقد حذرت الأمم المتحدة من انهيار كامل للنظام العام في غزة مع اشتداد القتال في جنوب القطاع الفلسطيني، وقالت منظمة الصحة العالمية إن النظام الصحي في غزة على وشك الانهيار.
في خطوة نادرة الأربعاء، كتب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش رسالة إلى مجلس الأمن يحث فيها على اتخاذ إجراء يدعو إلى وقف فوري لإطلاق النار في الحرب بين إسرائيل وحماس، وتطرق إلى بند في ميثاق الأمم المتحدة لم يتم استخدامه منذ عام 1989.
وكتب غوتيريش إلى مجلس الأمن المكون من 15 عضوا بموجب المادة 99 من ميثاق الأمم المتحدة لأول مرة منذ أن تولى رئاسة المنظمة العالمية المكونة من 193 عضوا في عام 2017. وتسمح المادة للأمين العام بلفت انتباه المجلس إلى أي مسألة يعتقد أنها تهدد السلام والأمن الدوليين.
وجاء في الرسالة: “مع القصف المستمر للقوات الاسرائيلية، ومع عدم وجود ملاجئ أو حد أدنى للبقاء، أتوقع انهيارا كاملا وشيكا للنظام العام بسبب ظروف تدعو إلى اليأس، الأمر الذي يجعل مستحيلا (تقديم) مساعدة إنسانية حتى لو كانت محدودة”.
وهاجم وزير الخارجية الإسرائيلي إيلي كوهين ومندوب إسرائيل لدى الأمم المتحدة جلعاد إردان غوتيريش وطالباه بالاستقالة. وقال كوهين إن “ولاية غوتيريش تمثّل تهديداً للسلام العالمي”.
ودعا زعماء مجموعة السبع، بما في ذلك شركاء إسرائيل الرئيسيون، يوم الأربعاء إلى القيام “بتحرك أكثر الحاحا” لمواجهة تفاقم الازمة الانسانية في غزة.