إسرائيل في حالة حرب - اليوم 471

بحث

إسرائيل تنفي مزاعم حماس بقيام الجيش بإشعال النار في مستشفى كمال عدوان شمال غزة

الجيش يقول إن "حريقًا صغيرًا في مبنى فارغ" لا علاقة له بنشاط القوات، ويهاجم "النزاهة الصحفية" للوكالات التي نشرت الاتهامات؛ الدول العربية تسارع إلى إدانة العمليات

مستشفى كمال عدوان في بيت لاهيا شمال قطاع غزة في 31 أكتوبر 2024. (AFP)
مستشفى كمال عدوان في بيت لاهيا شمال قطاع غزة في 31 أكتوبر 2024. (AFP)

نفى الجيش الإسرائيلي يوم السبت مزاعم حماس بأن قواته أشعلت النار في مستشفى كمال عدوان في شمال غزة. ولكن أثار الحادث مع ذلك إدانات شديدة من الدول العربية.

رد المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي المقدم ناداف شوشاني على رواية حماس قائلا: “بينما لم يتواجد جنود الجيش الإسرائيلي في المستشفى، اندلع حريق صغير في مبنى فارغ داخل المستشفى، وهو تحت السيطرة”، وأضاف أن التحقيق الأولي لم يجد “أي صلة” بين النشاط العسكري والحريق.

وقال شوشاني: “إن نشر تقارير غير مؤكدة حول سبب هذا الحريق يظهر نزاهة صحفية مشكوك فيها”.

واتهمت وزارة الصحة في غزة القوات الإسرائيلية بإشعال حرائق في عدة أجزاء من مستشفى كمال عدوان، بما في ذلك قسم المختبر والجراحة، وقالت إن 25 مريضا و60 عاملا صحيا ما زالوا في المستشفى.

وقالت الوزارة أيضا إن القوات الإسرائيلية دخلت المستشفى، واقتادت الموظفين والمرضى إلى الخارج وأجبرتهم على خلع ملابسهم في برد الشتاء. ويُظهر مقطع فيديو غير مؤكد تم تداوله على وسائل التواصل الاجتماعي المرضى والموظفين وهم يسيرون خارج المستشفى أمام دبابات إسرائيلية.

ولم يتسن التأكد من صحة رواية وزارة حماس بشكل مستقل، كما باءت محاولات الوصول إلى موظفي المستشفى بالفشل.

كما قالت الوزارة إن الاتصال انقطع مع الموظفين داخل المستشفى.

وفي وقت لاحق من اليوم الجمعة قالت الوزارة إن القوات الإسرائيلية “تقتاد العشرات من طواقم مستشفى كمال عدوان بما في ذلك مدير المستشفى د.حسام أبو صفية إلى مركز للتحقيق”.

وكان الدفاع المدني في قطاع غزة أكد في بيان أن الجيش الإسرائيلي “اعتقل أحمد حسن الكحلوت مدير الدفاع المدني في محافظة شمال قطاع غزة” التي تضم بلدات بيت حانون وبيت لاهيا وجباليا ومخيم جباليا للاجئين.

وقال الجيش الإسرائيلي إنه كان ينفذ عمليات لتدمير البنية التحتية لحماس ونشطائها في المنطقة، وأنه أمر المتواجدين بالخروج من المستشفى. ولكن نفى الجيش دخول مجمع كمال عدوان حتى مساء الجمعة.

وسارعت الدول العربية إلى إدانة العمليات الإسرائيلية بعد أن اتهمت حماس إسرائيل باقتحام مستشفى كمال عدوان وإحراقه.

ودانت وزارة الخارجية الأردنية “بأشد العبارات حرق قوات الاحتلال الإسرائيلي مستشفى كمال عدوان في شمال قطاع غزة، وإجبار المرضى والكوادر الطبية على إخلائه”.

الدمار خارج مستشفى كمال عدوان في شمال قطاع غزة، 6 ديسمبر 2024. (AFP)

وأضاف البيان أن الأعمال العسكرية الإسرائيلية المزعومة تشكل “خرقاً فاضحاً للقانون الدولي والقانون الدولي الإنساني”.

وأكد بيان لوزارة الخارجية الإماراتية “رفض دولة الإمارات القاطع لهذا العمل الشنيع الذي ينتهك القانون الإنساني الدولي، والتدمير الممنهج والمستنكر للمنظومة الصحية المتبقية في القطاع”.

كما أصدرت السعودية بيانا استنكرت فيه العمليات الإسرائيلية، وزعمت أنها تنتهك “القانون الدولي والقانون الإنساني الدولي، وأبسط المعايير الإنسانية والأخلاقية”.

لقد قاتلت حماس من داخل المستشفيات طوال الحرب، وحتى قامت بإخفاء بعض الرهائن الإسرائيليين الذين اختطفتهم في هجوم السابع من أكتوبر 2023 داخل المستشفيات في بعض الأحيان. يحظر القانون الدولي استهداف المستشفيات أثناء الحرب، ولكن المستشفيات قد تفقد هذه الحماية إذا استخدمت لأغراض عسكرية.

وقال الجيش الإسرائيلي، الذي شن آخر عملية ضد حماس في مستشفى كمال عدوان في أكتوبر، في وقت سابق من يوم الجمعة إن المستشفى “أصبح مرة أخرى معقلا رئيسيا للمنظمات الإرهابية ويستمر استخدامه كمخبأ للنشطاء الإرهابيين”.

وأضاف الجيش أنه “سهل الإخلاء الآمن للمدنيين والمرضى والعاملين في المجال الطبي قبل العملية” للتخفيف من الأضرار التي قد تلحق بالمدنيين.

وكثفت إسرائيل هجومها البري والجوي على شمال غزة منذ أكتوبر، وأعلنت أن هدفها هو منع حماس من إعادة تنظيم صفوفها في المنطقة.

وكانت إسرائيل قد أمرت المدنيين بإخلاء المنطقة وسط الاستعدادات لغزو غزة ردا على هجوم حماس في العام الماضي، والذي شهد مقتل نحو 1200 شخص واحتجاز 251 رهينة.

ويعتقد أن 96 من الرهائن الذين اختطفتهم حماس في السابع من أكتوبر ما زالوا في غزة، بما في ذلك جثث ما لا يقل عن 34 شخصاً أكد الجيش الإسرائيلي مقتلهم.

وأطلقت حماس سراح 105 مدنيين خلال هدنة استمرت أسبوعاً في أواخر نوفمبر، كما أفرجت عن أربعة رهائن قبل ذلك. وحررت القوات ثمانية رهائن أحياء، كما تم انتشال جثث 38 رهينة، بما في ذلك ثلاثة رهائن قتلوا بالخطأ على يد الجيش أثناء محاولتهم الفرار من خاطفيهم.

وتحتجز حماس أيضا مدنيين إسرائيليين اثنين دخلا القطاع في عامي 2014 و2015، بالإضافة إلى جثتي جنديين إسرائيليين قتلا في عام 2014.

وتقول وزارة الصحة التابعة لحماس إن أكثر من 45 ألف فلسطيني في القطاع قتلوا خلال الحرب حتى الآن. ولا تفرق هذه الحصيلة، التي لا يمكن التحقق منها، بين المدنيين والمقاتلين. وتقول إسرائيل إنها قتلت نحو 18 ألف مقاتل في المعارك حتى نوفمبر وألف مسلح آخر داخل إسرائيل خلال هجوم حماس.

اقرأ المزيد عن