إسرائيل تنسق تسليم 25,100 قارورة من لقاح شلل الأطفال إلى غزة وسط مخاوف من تفشي المرض
القوارير تكفي لتطعيم 1.25 مليون شخص، أي أكثر من نصف سكان القطاع، في حين تدعو منظمات الإغاثة إلى هدنة لمدة أسبوع لحملة التطعيم بعد الإعلان عن تسجيل أول حالة إصابة بشلل الأطفال منذ 25 عاما
أعلنت إسرائيل أنها سلمت 25,100 قارورة من لقاح شلل الأطفال إلى غزة عبر معبر كيرم شالوم (كرم أبو سالم) يوم الأحد، حيث حثت الأمم المتحدة على حملة تطعيم في القطاع بعد تسجيل أول حالة شلل أطفال هناك منذ 25 عاما.
ستكون اللقاحات كافية لتطعيم 1,255,000 شخص، أي ما يزيد قليلا عن نصف سكان القطاع، وفقا لوحدة تنسيق أعمال الحكومة في المناطق (كوغات)، وهي الوكالة الإسرائيلية المسؤولة عن التنسيق المدني للأراضي الفلسطينية، والتي نشرت صور لعمليات التسليم.
وقالت كوغات إن “الفرق الطبية الدولية والمحلية” ستدير اللقاحات في مواقع مختلفة خلال الأيام المقبلة للأطفال الذين لم يتلقوا جرعة بعد، “كجزء من فترات التوقف الإنسانية الروتينية التي ستسمح للسكان بالوصول إلى المراكز الطبية حيث سيتم إعطاء التطعيمات”.
قالت منظمة الصحة العالمية ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف) إن القتال في غزة يجب أن يتوقف لمدة سبعة أيام على الأقل لتطعيم نحو 640 ألف طفل. وتقول الوكالات إن الحملة ستنفذ في كل سلطة محلية في غزة، بمساعدة 2700 عامل.
وتعهدت كوغات ببذل “جهد مشترك” مع المجتمع الدولي لمكافحة شلل الأطفال في غزة. يوم الجمعة، ادخلت خمس شاحنات معدات إلى القطاع لتخزين ونقل اللقاحات، بحسب كوغات، مضيفة أنها قامت بنسيق عمليات التسليم مع اليونيسيف.
وصلت الأربعاء إلى مطار بن غوريون قرب تل أبيب، الأدوات اللازمة للحفاظ على التبريد، بما في ذلك الثلاجات، وفق ما ذكرت وكالة “فرانس برس” الخميس.
وتصاعدت الضغوط من أجل حملة تطعيم بعد أن أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية في رام الله في 16 أغسطس أن اختبارات أجريت في الأردن أكدت وجود فيروس شلل الأطفال لدى طفل غير ملقح يبلغ من العمر 10 أشهر من وسط غزة.
وأفادت صحيفة “الغارديان” يوم الجمعة نقلا عن رئيس منظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس أن الطفل مصاب بالشلل في ساقه اليسرى السفلى ولكن عدا ذلك فإن وضعه مستقر.
ويٌشتبه بوجود حالات أخرى في غزة بعد أن تم اكتشاف الفيروس في مياه الصرف الصحي في ستة مواقع في القطاع في شهر يوليو.
يعد شلل الأطفال معديا للغاية وينتقل بشكل رئيسي من خلال ملامسة البراز أو الماء أو الطعام الملوث. ويمكن أن يسبب صعوبة في التنفس وشللا لا يمكن علاجه، وعادة في الساقين. ويصيب الأطفال الصغار على وجه الخصوص، وأحيانا يكون فتاكا.
وبحسب كوغات، فقد تم إدخال “282,126 قارورة من لقاح شلل الأطفال، مخصصة لـ 2,821,260 من الملقحين”، إلى غزة عبر معبر كيرم شالوم (كرم أبو سالم) منذ اندلاع الحرب في 7 أكتوبر مع الهجوم الذي قادته حماس على جنوب إسرائيل.
قبل الحرب، كان 99% من سكان غزة ملقحين ضد شلل الأطفال. وهذه النسبة الآن هي 86%، وفقا لمنظمة الصحة العالمية.
ولقد انهار نظام الرعاية الصحية في القطاع، وأصبح العاملون فيه منهكين. ووفقا للأمم المتحدة، لا يعمل سوى حوالي ثلث مستشفيات غزة البالغ عددها 36 مستشفى و40% من مرافق الرعاية الصحية الأولية.
متحدثا في أتل أبيب في الأسبوع الماضي بعد سلسلة من اللقاءات التي عقدها مع مسؤولين إسرائيليين، قال وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن إن واشنطن تعمل مع اسرائيل من أجل تنسيق خطة التعليم قال إنه سيبدأ تنفيذها في الأسابيع المقبلة.