إسرائيل في حالة حرب - اليوم 564

بحث

إسرائيل تنتقد ”تلاعب“ حماس بعد أن قالت إنها ستطلق سراح رهينة واحد حي وأربعة رهائن قتلى

مع موافقة حماس على إطلاق سراح الأمريكي الإسرائيلي عيدان ألكسندر وجثث 4 مواطنين مزدوجي الجنسية، نتنياهو يقول إن المفاوضين سيعودون من الدوحة، والوزراء سيجتمعون مساء السبت لتحديد الخطوات التالية

عيدان ألكسندر (Courtesy)
عيدان ألكسندر (Courtesy)

أعلنت حركة حماس يوم الجمعة أنها وافقت على إطلاق سراح الجندي الرهينة عيدان ألكسندر – وهو مواطن أمريكي إسرائيلي مزدوج الجنسية – وجثث أربعة رهائن آخرين من مزدوجي الجنسية. وردًا على ذلك، انتقد مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي الحركة لرفضها اقتراحًا أوسع نطاقًا قدمه المبعوث الأمريكي الخاص ستيف ويتكوف، وقال إن حماس منخرطة في حرب نفسية.

وينص مخطط ويتكوف، الذي تقول إسرائيل إن المبعوث الأمريكي هو من اقترحه، على إطلاق سراح 10 رهائن أحياء على الفور، ووقف إطلاق النار حتى نهاية عيد الفصح اليهودي، وإطلاق سراح جميع الرهائن الآخرين إذا تم التوصل إلى اتفاق على إنهاء الحرب.

وقال مكتب رئيس الوزراء: ”في الوقت الذي قبلت فيه إسرائيل اقتراح ويتكوف، فإن حماس لا تزال متمسكة برفضها ولم تتزحزح مليمترًا واحدًا”

واتهم مكتب رئيس الوزراء حماس بممارسة ”التلاعب والحرب النفسية“.

وقال مكتبه إن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو سيجتمع بكبار مساعديه وكبار الوزراء مساء السبت للاستماع إلى إحاطة من المفاوضين الإسرائيليين، ولاتخاذ قرار بشأن الخطوات التالية.

ووفقا لمكتب رئاسة الوزراء، فإن المفاوضين الذين أمضوا الأسبوع الماضي في الدوحة لإجراء محادثات بوساطة مع حماس سيعودون إلى البلاد في وقت لاحق من يوم الجمعة.

رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في المحكمة المركزية في تل أبيب في اليوم السابع عشر من شهادته في محاكمته بتهم فساد، 12 مارس، 2025. (Yair Sagi/POOL)

ألكسندر هو جندي كان متمركزا بالقرب من قطاع غزة صباح يوم 7 أكتوبر 2023، عندما وقع أسيرا في أيدي مسلحي حماس خلال هجومهم الوحشي على جنوب إسرائيل.

وُلد ألكسندر في تل أبيب، ونشأ في تينافلي بولاية نيوجيرسي، وانضم إلى لواء “غولاني” كجندي وحيد بعد تخرجه من المدرسة الثانوية في عام 2022.

ولم تقدم حماس في بيانها الرسمي أسماء القتلى الأربعة مزدوجي الجنسية أو موعد الإفراج عنهم. وبحسب السلطات الإسرائيلية فإن حماس تحتجز رفات المواطنين مزدوجي الجنسية جوديث فاينشتاين وزوجها غادي حاغاي وعومر نوترا وإيتاي حين.

وقالت الحركة إنها ”تؤكد استعدادها التام للشروع في المفاوضات والتوصل إلى اتفاق شامل حول قضايا المرحلة الثانية مع دعوة الاحتلال (إسرائيل) إلى تنفيذ التزاماته كاملة“.

وبدا أن خطوة حماس تهدف إلى دق إسفين بين إسرائيل والولايات المتحدة.

وقد أشار بيان حماس إلى أن الحركة قبلت مقترحًا تمت مناقشته خلال المحادثات المباشرة مع المبعوث الأمريكي الخاص لشؤون الرهائن آدم بوهلر التي جرت في الأسابيع الأخيرة.

وقد أثارت هذه المحادثات غضب القدس، التي لم يتم إطلاعها بشكل كامل على مجريات المحادثات، ولم يعجبها أن بوهلر كان يناقش التنازلات الإسرائيلية دون علمها، وخشيت أن يؤدي ذلك إلى تخلي واشنطن عن الرهائن الإسرائيليين المتبقين بعد التوصل إلى مثل هذا الاتفاق.

لكن مهمة بوهلر تتمثل تحديدًا في محاولة تحرير الرهائن الأمريكيين في جميع أنحاء العالم وقد وافق المبعوث الأمريكي للشرق الأوسط ستيف ويتكوف على جهوده عندما تعطل المسار الرئيسي للمفاوضات بسبب رفض إسرائيل قبول شروط المرحلة الثانية من الصفقة الحالية.

أصدقاء وأقارب الرهائن الإسرائيليين المحتجزين منذ 7 أكتوبر يقفون خلف لافتة تحمل صورهم خلال مظاهرة تطالب باتخاذ إجراءات لتأمين إطلاق سراحهم أمام وزارة الدفاع الإسرائيلية في تل أبيب، 11 مارس 2025. (Jack GUEZ / AFP)

ويبدو أنه لم تحدث انفراجة في المحادثات المباشرة التي قادها بوهلر- والتي توقفت بعد أن علمت بها إسرائيل وسربت وجودها لوسائل الإعلام، بحسب ما صرح به مسؤولان أمريكيان – وعادت المحادثات إلى مجراها الأصلي بقيادة ويتكوف بوساطة قطرية ومصرية في الدوحة.

وأشار المسؤولان إلى أن حماس وافقت فجأة على اقتراح الإفراج عن الرهائن الأمريكيين والرهائن مزدوجي الجنسية في محاولة لإحداث انقسام بين الولايات المتحدة وإسرائيل، من خلال احراج القدس في حال رفضت تحرير الرهائن الأمريكيين.

وأشارت القناة 12 بعد ظهر الجمعة إلى أن إسرائيل اتخذت قرارًا مبدئيًا في بداية الحرب بعدم تفضيل الرهائن مزدوجي الجنسية على من لا يحملون جنسيات أخرى في مفاوضاتها لإطلاق سراح الرهائن.

وانتقد منتدى عائلات المختطفين والمفقودين بيان مكتب رئيس الوزراء مشيرًا إلى أن قضية الرهائن أكثر إلحاحًا ولا يمكن أن تنتظر إلى ما بعد يوم السبت حتى يجتمع نتنياهو بالوزراء.

وجاء في البيان: ”أربع وعشرون ساعة في الأسر هي 24 ساعة في الجحيم والتعذيب والتنكيل، هذه 24 ساعة من خطر الموت والاختفاء“، مستشهدًا بمبدأ “بيكواح نيفش “ في الشريعة اليهودية الذي يسمح بخرق قوانين السبت لإنقاذ الأرواح.

وفي بيان سابق، قال المنتدى إنه يرحب بأي فرصة لإعادة الرهائن إلى ديارهم. وقال مخاطبا نتنياهو إنه ”مرعوب بشدة“ من احتمال بقاء الرهائن في الأسر لفترة طويلة أخرى، وحثه على إنهاء الحرب مقابل صفقة لإطلاق سراحهم جميعًا.

وقال المنتدى: ”إذا كان إعلان حماس صحيحًا وتم تنفيذه، فإن عودة هؤلاء المختطفين يجب أن تكون فاتحة لاتفاق يعيد الجميع فورًا في مرحلة واحدة“.

”وإلا فإن الانتقائية هي التي تفصل الصهيونية عن قيمها وتواصل التخلي الذي حدث في 7 أكتوبر على أساس جواز سفر أجنبي. إذا أصرت إسرائيل على التوقف في منتصف الطريق وتخلت عن مواطنيها – سيعرف الشعب اليهودي بأكمله أن عليه أن يصدر جواز سفر أجنبي وإلا فسيتم التخلي عنه“، كما جاء في بيان المنتدى.

الرهينة عيدان ألكسندر (20 عامًا)، في مقطع فيديو دعائي لحماس صدر في 30 نوفمبر، 2024. (Video screenshot)

وقد ظهر ألكسندر في مقطع فيديو دعائي لحماس نُشر في نوفمبر الماضي، دعا فيه الحكومة الإسرائيلية إلى إعادته إلى الديار. وفي النصف الثاني من الفيديو، يتحدث ألكسندر باللغة الإنجليزية ويدعو إدارة ترامب القادمة إلى العمل على إطلاق سراحه.

وخلال محادثات وقف إطلاق النار الجارية في الدوحة هذا الأسبوع، أفادت تقارير أن ويتكوف اقترح تمديد وقف إطلاق النار في قطاع غزة لعدة أسابيع مقابل قيام حماس بإطلاق سراح خمسة رهائن أحياء وعشرة رهائن قتلى.

ويقضي الاقتراح البديل بتمديد وقف إطلاق النار الحالي لعدة أسابيع، حتى نهاية شهر رمضان وعيد الفصح اليهودي، مقابل إطلاق سراح رهائن إضافيين، وفقًا لتقرير نشره موقع “أكسيوس” يوم الخميس. وفي الوقت نفسه، سيُطلب من إسرائيل أيضًا استئناف تدفق المساعدات الإنسانية إلى القطاع الفلسطيني الذي مزقته الحرب.

أشخاص يرتدون أزياء تنكرية يسيرون من أمام ملصقات تحمل صورا للرهائن المحتجزين في غزة، في عيد البوريم (المساخر) اليهودي في تل أبيب، 13 مارس، 2025. (Dor Pazuelo/Flash90)

وذكرت وسائل إعلام عبرية في وقت لاحق من يوم الخميس أن المقترح الأمريكي ينص على إعادة خمسة رهائن أحياء وعشرة قتلى وتمديد وقف إطلاق النار لمدة 42-50 يومًا أخرى.

وجاء في تقرير ”أكسيوس“ أن إسرائيل أعطت ”ردًا إيجابيًا“ على اقتراح ويتكوف الأخير، في حين لا تزال قطر ومصر تنتظران رد حماس بعد تسليم تفاصيل المخطط إلى الحركة ليلة الأربعاء.

ووفقًا لتقرير للقناة 12 يوم الجمعة، طالبت إسرائيل بإطلاق سراح ثمانية رهائن أحياء.

من جانبها، طالبت حماس الولايات المتحدة بضمان إجراء مفاوضات حول المرحلة الثانية من الاتفاق الحالي، والتي تنص على الانسحاب الكامل للجيش الإسرائيلي وإنهاء الحرب. وقد رفض نتنياهو إجراء مفاوضات حول المرحلة الثانية على الرغم من شروط الاتفاق.

وقد أفرجت حماس حتى الآن عن 30 رهينة – 20 مدنيا إسرائيليا وخمس مجندات وخمسة مواطنين تايلانديين – وجثامين ثمانية رهائن إسرائيليين خلال وقف إطلاق النار الذي بدأ في يناير. كما أطلقت الحركة سراح 105 مدنيين خلال هدنة استمرت أسبوعا في أواخر نوفمبر 2023، وتم الإفراج عن أربع رهائن قبل ذلك في الأسابيع الأولى من الحرب.

وتم تحرير ثمانية رهائن أحياء من الأسر على يد القوات الإسرائيلية، كما تم استعادة جثث 41 رهينة من بينهم ثلاثة قُتلوا عن طريق الخطأ بنيران الجيش الإسرائيلي أثناء محاولتهم الهرب من خاطفيهم، ورفات جندي قُتل في عام 2014.

ولا يزال رفات جندي آخر قُتل في عام 2014، وهو الملازم هدار غولدين، محتجزا لدى حماس، وهو من بين الرهائن الـ 59.

اقرأ المزيد عن