إسرائيل تمنع دخول عضو برلمان أوروبية تؤيد المقاطعة والعقوبات والكفاح المسلح
إسرائيل تعلن عن الخطوة ضد الفرنسية الفلسطينية ريما حسن قبيل وصولها؛ الاتحاد الأوروبي يقول إن رئيسة الوفد لين بويلان منعت أيضًامن الدخول، مما أدى إلى إلغاء الرحلة إلى القدس ورام الله بالكامل

منع وزير الداخلية الإسرائيلي موشيه أربيل يوم الاثنين عضو البرلمان الأوروبي ريما حسن من دخول البلاد، مستشهدا بتصريحاتها السابقة التي شجعت مقاطعة إسرائيل وفرض العقوبات عليها، والكفاح المسلح ضدها.
وقالت بعثة الاتحاد الأوروبي لدى الفلسطينيين إن إسرائيل منعت أيضا لين بويلان، رئيسة وفد الاتحاد الأوروبي المكون من خمسة أعضاء، من دخول الأراضي الفلسطينية دون تقديم أي سبب. ودفع الرفض المجموعة إلى إلغاء الرحلة، حيث وصفت بويلان إسرائيل بأنها “دولة مارقة” وطالبت أوروبا “بمحاسبتها”.
وأصدر أربيل الأمر بمنع حسن من السفر إلى إسرائيل من بروكسل للقاء مسؤولين في السلطة الفلسطينية. وقال إن وزارة شؤون الشتات أوصت بهذه الخطوة، التي جاءت في الوقت الذي كان فيه كبير الدبلوماسيين الإسرائيليين يعقد اجتماعات مع زعماء الاتحاد الأوروبي في بروكسل.
وفي بيان صدر قبل وقت قصير من هبوط حسن في مطار بن غوريون، ادعى أربيل أنها “عملت باستمرار على تعزيز المقاطعة ضد إسرائيل وأدلت بالعديد من التصريحات العامة والمنشورات على وسائل التواصل الاجتماعي” المعادية للبلاد.
وقال: “سيتم إعادة حسن إلى بروكسل”.
واستقلت بعد ذلك طائرة عائدة إلى بلجيكا مع بويلان.
وقالت بعثة الاتحاد الأوروبي لدى الفلسطينيين في القدس لصحيفة “تايمز أوف إسرائيل” أنه تم منع بويلان، التي ترأس وفد الاتحاد الأوروبي لفلسطين في البرلمان الأوروبي، أيضا من الدخول إلى جانب اثنين آخرين من موظفي الاتحاد الأوروبي المرافقين للمشرعين. وأضافت أن السلطات الإسرائيلية لم تقدم أي أسباب لمنع أي من المسؤولين من الدخول.
وأعلنت البعثة إلغاء الرحلة إلى القدس ورام الله، مشيرة إلى أن النواب الثلاثة المتبقين الذين سُمح لهم بالدخول سيعودون إلى أوروبا صباح الثلاثاء.
ووقع الحادث أثناء وجود وزير الخارجية جدعون ساعر في بروكسل لحضور اجتماعات مع زعماء الاتحاد الأوروبي ووزراء خارجية 27 دولة من الاتحاد الأوروبي.
وقالت بويلان إنها كانت تخطط للقاء مسؤولين من السلطة الفلسطينية وممثلين عن منظمات المجتمع المدني وأشخاص يعيشون تحت الاحتلال الإسرائيلي. بويلان هي عضو في حزب “شين فين” في أيرلندا، التي كانت من بين الدول الأكثر صراحة في انتقاد الحكومة الإسرائيلية بسبب معاملتها للفلسطينيين.
وأضافت بويلان في بيان إن “هذا الازدراء المطلق من جانب إسرائيل هو نتيجة لفشل المجتمع الدولي في محاسبتها. إسرائيل دولة مارقة، وهذه الخطوة المشينة تظهر مدى استخفافها التام بالقانون الدولي. يتعين على أوروبا الآن محاسبة إسرائيل”.
وقد أعربت حسن عن دعمها للكفاح المسلح ضد إسرائيل على وسائل التواصل الاجتماعي، وتم استدعاؤها من قبل الشرطة الفرنسية بسبب تعليقاتها التي يزعم أنها تشيد بالإرهاب.
وجاء الاستدعاء في أعقاب شكوى رفعتها ضدها المنظمة اليهودية الأوروبية، وهي مجموعة من المحامين اليهود الفرنسيين المكرسين لمكافحة معاداة السامية وحملات مقاطعة إسرائيل.
???????? résolution 3070 (XXVIII) de l’assemblée générale des nations unies : réaffirme la légitimité de la lutte des peuples pour se libérer de la domination coloniale et étrangère et de l’emprise étrangère par tous les moyens en leur pouvoir y compris la lutte armée. pic.twitter.com/WkaGYxPsHm
— Rima Hassan (@RimaHas) February 23, 2025
ولدت حسن، التي انتُخبت لعضوية البرلمان الأوروبي في عام 2024، لأبوين فلسطينيين في مخيم النيرب للاجئين في سوريا. وهاجرت إلى فرنسا في سن التاسعة وحصلت على الجنسية الفرنسية عندما أصبحت بالغة.
وكانت السيدة التي تبلغ من العمر 32 عاما قد تدربت كمحامية قبل دخولها عالم السياسة البرلمانية كجزء من حزب “فرنسا الأبية” اليساري المتطرف الذي يتزعمه جان لوك ميلينشون. وقد كتبت أطروحتها للماجستير في القانون الدولي حول مسألة الفصل العنصري، حيث أجرت مقارنات قانونية بين جنوب إفريقيا وإسرائيل.
واتهمت حسن إسرائيل مرارا بالإبادة الجماعية بسبب هجومها على غزة في أعقاب هجوم حركة حماس في 7 أكتوبر 2023 على إسرائيل. ودعت في عام 2024 إلى مقاطعة قناة TF1 التلفزيونية الفرنسية، بعد أن بثت مقابلة مع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، وشاركت في احتجاج خارج مقر القناة.
ورحب وزير الشتات الإسرائيلي عميحاي شيكلي بخطوة وزارة الداخلية، قائلا إن إسرائيل “ليست ملزمة بالسماح بدخول أي مسؤول أجنبي، بما في ذلك أعضاء برلمان، إذا كانوا يعملون على نزع الشرعية عن البلاد أو مقاطعتها”.
وكتب على صفحته على موقع التواصل الاجتماعي (إكس)، “لن تمنح إسرائيل الشرعية لمن يسعى إلى إلحاق الأذى بها. وسنواصل التحرك ضد العناصر المعادية للسامية وإسرائيل التي تحاول استغلال ديمقراطيتنا”.