إسرائيل تلتزم الصمت رسميا بعد إلغاء الإتحاد الأوروبي حدثا لتجنب خطاب بن غفير
أنباء عن غضب مسؤولون دبلوماسيون من اختيار سكرتير الحكومة المشرع المثير للجدل لحضور الحدث الحساس؛ دبلوماسيون من الاتحاد الأوروبي يقولون إن المجر وبولندا منعتا رد أكثر حدة
التزمت الحكومة الإسرائيلية الصمت حتى الآن بشأن القرار الأوروبي يوم الاثنين بإلغاء حفل استقبال كان مقرر عقده في “يوم أوروبا” في تل أبيب لتجنب حديث وزير الأمن القومي اليميني المتطرف إيتمار بن غفير هناك.
ولم تصدر وزارة الخارجية ولا مكتب رئيس الوزراء أي بيانات عن الحادث حتى صباح الثلاثاء.
ونقلت صحيفة “هآرتس” عن مسؤول إسرائيلي كبير قوله إن الحادثة كانت “أزمة غبية” كان من الممكن تفاديها بسهولة، وانتقد القرار الذي اتخذه سكرتير مجلس الوزراء بإدراج بن غفير كممثل رسمي للحكومة.
وأشار مسؤولون إسرائيليون في الأيام الأخيرة إلى أنه نظرا للقواعد، لا يمكن استبدال بن غفير ما لم يقرر الانسحاب، ومن المستبعد أن يتمكن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو من إقناعه بذلك بسبب انقطاع التواصل المباشر نتيجة الخلاف المستمر بينهما.
وقال المسؤول الذي تحدث لصحيفة “هآرتس” أن إسرائيل لن تعلق على الإلغاء لأنها ترغب بوضع الحادث خلفها بسرعة: “لن يقوم أي وزير في الحكومة بإلغاء اجتماعات أو زيارات في أوروبا لأن الأوروبيين لا يفعلون يريدون مقابلة بن جفير. هذه أوضح علامة على أننا نريد أن نضع كل هذا وراءنا”.
وقال الاتحاد الأوروبي يوم الاثنين إنه ألغى حفل الاستقبال الدبلوماسي في “يوم أوروبا” بسبب خطط بن غفير للحضور وإلقاء خطاب.
وقال الاتحاد الأوروبي في بيان إن “بعثة الاتحاد الأوروبي في إسرائيل تتطلع إلى الاحتفال بيوم أوروبا في 9 مايو، كما تفعل كل عام. للأسف، قررنا هذا العام إلغاء الحفل الدبلوماسي، لأننا لا نريد أن نقدم منبرا لشخص تتعارض آرائه مع القيم التي يمثلها الاتحاد الأوروبي”.
وبحسب ما ورد، اختار سكرتير مجلس الوزراء يوسي فوكس بن غفير لحضور حدث “يوم أوروبا” قبل أسبوعين، حيث كان من المقرر أن يكون وزير الخارجية إيلي كوهين في الهند ولم يتمكن من الحضور.
وبحسب أخبار القناة 12، كانت وزارة الخارجية غاضبة من قرار سكرتير مجلس الوزراء تكليف بن غفير بحضور الحدث دون مراعاة التبعات الدبلوماسية. وذكرت شبكة الأخبار أنه من المتوقع أن يكون للمسؤولين الدبلوماسيين تأثير إضافي على هذه القرارات في المستقبل، في حين أن مثل هذه المهام كانت تعتمد في الماضي إلى حد كبير على اعتبارات فنية.
ويأتي قرار إلغاء حفل الاستقبال بعد أن التقى سفراء الاتحاد الأوروبي صباح الإثنين في مكاتب البعثة لاتخاذ قرار بشأن كيفية المضي قدما بعد أن أوضح بن غفير أنه لا ينوي الانسحاب من الحدث أو أو تقديم خطاب معتدل.
وقال دبلوماسي من دولة عضو في الاتحاد الأوروبي لـ”تايمز أوف إسرائيل” إن القرار اتُخذ بالإجماع تقريبا. فقط بولندا والمجر، وهما دولتان محافظتان مؤيدتان لإسرائيل، صوتتا ضد القرار، بحسب الدبلوماسي.
ووفقا للحاضرين في الاجتماع، سعى بعض سفراء الاتحاد الأوروبي إلى إصدار بيان أكثر صرامة ولكن تم منعهم في النهاية من القيام بذلك. وكان الاقتراح الأصلي الذي تم تقديمه في الاجتماع سيشهد إصدار جميع السفراء بيانا مشتركا يعرب عن خيبة أملهم من قرار إسرائيل إرسال وزير الأمن القومي اليميني المتطرف.
لكن منعت المجر وبولندا صدور هذا البيان.
وقال أحد الدبلوماسيين الحاضرين إن “الأطراف المعتادة” في الاجتماع كانت تسعى لمواجهة مع إسرائيل. واعتبرت بعض الدول إرسال بن غفير إلى الحدث بمثابة ازدراء متعمد لأوروبا من قبل إسرائيل.
وقال مبعوث الاتحاد الأوروبي لإسرائيل ديميتير تزانتشيف في البداية إن البيان سيصدر من بروكسل، لكنه قرر في النهاية إصدار البيان بنفسه بصفته مضيفًا للحدث، بحسب الحاضرين.
وهاجم بن غفير دبلوماسيي الاتحاد الأوروبي للقرار بعد وقت قصير من إعلانه.
وقال: “إنه لأمر مخز أن الاتحاد الأوروبي، الذي يدعي أنه يمثل قيم الديمقراطية والتعددية الثقافية، يسد الأفواه بشكل غير دبلوماسي”.
وأضاف: “إنه لشرف وامتياز لي أن أمثل الحكومة الإسرائيلية وجنود جيش الدفاع الأبطال وشعب إسرائيل في كل منتدى. يعرف الأصدقاء كيفية التعبير عن النقد والأصدقاء الحقيقيون يعرفون أيضا كيفية التعامل مع ذلك”.
وقال بن غفير في بيان ثان: “دولة إسرائيل وحدها هي التي ستحدد من هم ممثلوها ومن سيتحدث باسمها. على الاوروبيين أن يدركوا أننا نكن لهم الاحترام لكننا ندافع عن مصيرنا”، واضاف “نحن من سيدير حكومة إسرائيل وليس أي سلطة أخرى“.
واتهم زعيم المعارضة يائير لبيد إئتلاف اليمين المتشدد الحاكم بتبديد العلاقات الإيجابية مع الاتحاد الأوروبي التي رعتها الحكومة السابقة بقيادته وبقيادة نفتالي بينيت.
وقال لبيد على تويتر، “إدارة العلاقات الخارجية لدولة مثل إسرائيل معقدة وتحتاج إلى خبرة ونهج ذكي. إن الحكومة الحالية تدخلنا في خلافات غير ضرورية وتخلق أزمة مع الاتحاد الأوروبي فقط حتى يتمكن بن غفير من إحراجنا مرة أخرى أمام العالم بخطاب لا داعي له”.
ويتعرض بن غفير لانتقادات شديدة في الداخل والخارج بسبب أعمال وتصريحات استفزازية ضد الفلسطينيين والعرب واليساريين والمجتمع الدولي.
“يوم أوروبا” هو احتفال بالسلام والوحدة في أوروبا في ذكرى “إعلان شومان” في عام 1950، الذي اقترح توحيد انتاج الفحم والفولاذ في فرنسا وألمانيا الغربية. في نهاية المطاف توسعت الهيئة التعاونية بين ألمانيا الغربية وفرنسا وأصبحت ما يُسمى اليوم بالاتحاد الأوروبي.