إسرائيل تكثف عملياتها في غزة بعد مرور 200 يوم على الحرب؛ وتعلن عن مقتل جندي أثناء القتال
حذر المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي باللغة العربية المدنيين للإخلاء من مناطق القتال في شمال القطاع بينما يطلق الجيش عمليات في بيت لاهيا وبيت حانون
كثف الجيش الإسرائيلي عملياته ضد مقاتلي حماس في وسط وشمال قطاع غزة يوم الثلاثاء، مع وصول الحرب إلى يومها الـ 200.
وتكثفت الضربات الإسرائيلية فيما وصفه السكان بأنه أحد أعنف عمليات القصف منذ أسابيع، خاصة في الشمال حيث كان الجيش الإسرائيلي قد سحب قواته من قبل.
كما وردت أنباء عن ضربات جوية وقصف بالدبابات في المناطق الوسطى والجنوبية، فيما قال السكان إنه قصف شبه متواصل.
وأعلن الجيش يوم الثلاثاء أنه استهدف مواقع إطلاق صواريخ تابعة لحركة حماس في جنوب قطاع غزة خلال الليل. وقال الجيش إن الغارة نُفذت في أعقاب معلومات استخباراتية جديدة حصل عليها خلال الأيام الماضية، مما سمح بتدمير منصات إطلاق الصواريخ قبل استخدامها.
وبشكل منفصل، تم تنفيذ غارة جوية ضد عدد من المقاتلين الذين كانوا يختبئون بالقرب من ملجأ مدني في البريج بوسط غزة، بحسب الجيش.
وتم تنفيذ عشرات الغارات الجوية الأخرى في جميع أنحاء غزة خلال اليوم الماضي، مستهدفة مباني تستخدمها الجماعات المسلحة، ومواقع مراقبة، ومواقع إطلاق صواريخ، وغيرها من البنية التحتية والعناصر، وفقا للجيش.
وفي الوقت نفسه، حث المقدم أفيخاي أدرعي، المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي باللغة العربية، في منشور على موقع إكس، سكان أربع مناطق في بيت لاهيا شمال غزة على الانتقال إلى منطقتين محددتين بالقرب من المدينة.
وحذر أدرعي قائلا: “أنتم في منطقة قتال خطيرة”، مضيفا أن الجيش الإسرائيلي سيعمل ضد “البنية التحتية للإرهاب” والمقاتلين في المنطقة.
وتأتي العملية في بيت لاهيا في أعقاب الهجمات الصاروخية الأخيرة من المنطقة على البلدات الحدودية الإسرائيلية. وقال الفلسطينيون إن غارة جوية أصابت مسجدا، وأسفرت عن مقتل صبي وإصابة عدة آخرين، في حين قتل مسعف في قصف بالقرب من استاد المدينة.
وقال الجيش أيضا لأنه أطلق عملية دقيقة جديدة في بيت حانون بشمال غزة قبل بدء عيد الفصح يوم الاثنين.
وقد نفذت قوات تعمل تحت لواء الشمال التابع لفرقة غزة المداهمة.
وقُتل الرقيب سالم الخريشات من لواء الشمال التابع لفرقة غزة في العملية.
وكان الخريشات (43 عاما) من قرية أبو ربيعة البدوية. وبمقتله ترتفع حصيلة الجنود الذين قتلوا في العملية البرية الإسرائيلية إلى 261.
صباح الثلاثاء، تم إطلاق أربعة صواريخ من شمال غزة على مدينة سديروت الجنوبية، وأفاد الجيش أن نظام الدفاع الجوي “القبة الحديدية” اعترض جميع الصواريخ.
وأعلنت حركة الجهاد الإسلامي مسؤوليتها عن الهجوم الصاروخي على سديروت.
وبعد عدة ساعات، تم إطلاق صاروخين آخرين على بلدة زيكيم الحدودية. وقال الجيش أنه تم اعتراض أحد الصاروخين بينما فشل الثاني في عبور الحدود.
ولم تقع إصابات أو أضرار في الهجمات.
ويأتي تجدد القصف على شمال غزة بعد حوالي أربعة أشهر من إعلان الجيش الإسرائيلي عن سحب قواته هناك، قائلا أنه قام بتفكيك “الإطار العسكري” لحماس في المنطقة.
وفي يوم الثلاثاء أيضا، قال الجيش إن قوات لواء ناحال شنت عملية دقيقة جديدة ضد حماس في الممر بوسط القطاع، والتي قال الجيش إنها مستمرة خلال عطلة عيد الفصح.
وقال الجيش إن “العملية المفاجئة” التي بدأت ليلة الأحد تهدف إلى “تعزيز الإنجازات” في ممر نتساريم.
الممر، الذي تم بناؤه حول طريق يمر جنوب مدينة غزة، يمكّن الجيش الإسرائيلي من تنفيذ غارات في شمال ووسط غزة بينما يسمح لإسرائيل منع الفلسطينيين الذين يسعون للعودة إلى الشمال بعد فرارهم جنوبًا.
وقال الجيش في بيان إن “القوات تنفذ غارات مستهدفة وتحبط الإرهاب في المنطقة”.
ورصدت قوات ناحال عددا من المسلحين خلال الغارة، واستدعت طائرات مقاتلة لقصفهم وقصف المباني التي شوهدوا وهم يعملون فيها، وفقا للجيش الإسرائيلي. وأضاف الجيش أن الانفجارات الثانوية التي شوهدت بعد الضربات تشير إلى أن المباني كانت تستخدم لتخزين الذخائر.
واستمر القتال في الأجزاء الوسطى والشمالية من القطاع وسط الهجوم الإسرائيلي المخطط له على مدينة رفح في أقصى جنوب القطاع. وذكر تقرير أخير لصحيفة “وول ستريت جورنال” أن الجيش الإسرائيلي بدأ الاستعداد لإجلاء المدنيين الفلسطينيين من رفح، حيث يلجأ أكثر من مليون شخص.
وقالت إسرائيل إن رفح، حيث تنتشر أربع من كتائب حماس الست السليمة، لا تزال واحدة من آخر المعاقل الرئيسية للحركة في القطاع بعد عمليات الجيش في شمال القطاع وفي أجزاء من وسط وجنوب القطاع. كما تعتقد أن العديد من الرهائن الـ 129 المتبقين الذين تم اختطافهم في 7 أكتوبر محتجزون في رفح.
وفي يوم الثلاثاء، دعا المتحدث باسم الجناح العسكري لحركة حماس حذيفة كحلوت – المعروف باسم أبو عبيدة – إلى التصعيد على جميع الجبهات في بيان بالفيديو بمناسبة مرور 200 يوم على الحرب.
واندلعت الحرب عندما تدفق 3000 مقاتل إلى جنوب إسرائيل في 7 أكتوبر في هجوم غير مسبوق بقيادة حماس أدى إلى مقتل 1200 شخص، واختطاف 253 آخرين.
وأدى الهجوم الإسرائيلي الذي أعقب ذلك إلى مقتل أكثر من 33 ألف فلسطيني، وفقا لوزارة الصحة التي تديرها حماس في غزة. ولا يمكن التحقق من هذا العدد بشكل مستقل، ويشمل أكثر من 13 ألف مقاتل تقول إسرائيل إنها قتلتهم منذ بداية الحرب.